أخبار مهمةالأوقافعاجل

خالد بدير : العبادات الإسلامية توحد ولا تفرق

قال الدكتور خالد بدير، العبادات الإسلامية توحد ولا تفرق: فإذا نظرنا إلي شعيرة الصلاة وجدنا أنها تشرع في وقت محدد وأن كل مسلم يتوحد مع إخوانه في هذه الأوقات؛ وكذلك شعيرة الصيام والحج وسائر العبادات في الدين تجمع ولا تفرق وتوحد صفوف المسلمين، وقد كان السلف الأول يختلفون ولكن بدون تعصب مذموم، وكان كل إمام من الأئمة يقول رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.

ولم نر إماما يحمل الناس علي رأي واحد ويتعصب، وإذا كان الواحد يري أنه علي الحق دائما فهذا هو الخطأ الصريح لأنه كما يقال إن من ظن أنه علم فقد جهل، ثم إن الله يبين أن الاختلاف العقدي سنة إلهية، وانه مادام سنة إلهية فلا يصح أن يحدث عداء من أصحاب الديانات السماوية في الوطن الواحد، لأن الله لو أراد أن يجمع الناس علي دين واحد لفعل، ولكن أراد هذا الاختلاف لقوله تعالي:

{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ، إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ }( هود: 118؛ 119)، فالاختلاف سنة إلهية ولا حرج في أن يختلف الناس في العقيدة والرأي؛ ولكن الحرج في التعصب المذموم وهى محاولة إيجاد الفرقة بين الناس علي أساس  الدين أو الجنس أو اللون أو العرق أو الدم.

وأضاف الدكتور خالد بدير، ترسيخاً لهذه المبادئ السامية لأدب الخلاف أسوق لكم صوراً من اختلاف الصحابة والعلماء والفقهاء وموقفهم من ذلك:

– يقول الإمام الشافعي عن نفسه:

ما ناقشت أحداً إلا ودعوت الله وأنا أناقشه أن يوفق ويسدد ويؤيد من الله. هذا هو الرجل الذي أسس علم أصول الفقه، وقواعد التفكير والاستنباط من القرآن.

– ويقول الشافعي: ما ناقشت أحداً وأحببت أن يخطئ، وما ناقشت أحداً إلا على نصيحة وما ناقشت أحداً بنية الغلبة، وما ناقشت أحداً وفرق معي أن يظهر الحق على لسانه أو لساني.

–  وذات مرة اختلف الشافعي في مسألة مع رجل اسمه يونس، وكان خلافاً شديداً، وافترقا، ثم التقيا بعد سنة .. فأمسك الشافعي بيده، وقال: يا أبا موسى ألا يستقيم أن نختلف في مسألة ونظل متحابين؟ نظر إليه وقال أبو موسى:  والله يا شافعي معك نصف عقل أهل الدنيا. فعادا متحابين.

 – في مذهب الشافعي رفع اليدين أثناء الصلاة في التكبيرات، لكنه حين ذهب إلى العراق وصلى في مسجد أبي حنيفة لم يرفع يديه ..لماذا؟ أجاب الشافعي عن ذلك فقال: احتراماً لصاحب هذا القبر.

كذلك عند الإمام الشافعي القنوت في الفجر وهذه سنة غير موجودة عند الحنفية، أي الدعاء عند القيام من الركوع الثاني، والإمام الشافعي عندما صلى الفجر في مسجد أبي حنيفة لم يقنت، وحين سألوه قال: أيضاً ذلك من احترام صاحب هذا المقام، والشافعي عنده أولويات، فترك السنن ليس عليه إثم، وفعلها عليه أجر ؛ فهو قد سن السنن الصالحة في المجتمع كالاحترام والتوقير، وهي سنة أكبر من التعبد الشخصي، لأنها تعطى مثالاً للآخرين، وتعلم الناس على مدى واسع ؛ وهو هنا يرى أنه يخسر أجره عن سنة أصغر ليكسب أجراً عن سنة أكبر، جمع فيها الناس، والتنازل هنا لا يضر بل ينفع .

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »