العالم الجليل الأستاذ الدكتور القصبي محمود زلط في سطور
حفل الأزهر الشريف على مدار تاريخه، بعلماء أجلاء اتسموا بالعلم والخلق الحميد، والإخلاص لله ولدينه الحنيف، فكانوا نجومًا وضّاءة تهتدي بهم الأمة في ظلمات الحياة…
من هؤلاء العلماء الدكتور الراحل القصبي محمود زلط ، العالم الجليل، ذو العلم الواسع، والخلق الحميد، واحد من هؤلاء الذين صدق فيهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من سلك طريقا يطلب فيه علما؛ سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، والملائكة تضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم يستغفر له من في السموات، ومن في الأرض، والحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما، وأورثوا العلم، فمن أخذه؛ أخذ بحظ وافر))
الراحل الكريم تقلد مناصب عدة على مدار تاريخه فقد كان عضو مجمع البحوث الإسلامية، وعضو هيئة كبار العلماء، وأستاذًا للتفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، فضلا عن شغله منصب نائب رئيس جامعة الأزهر.
وفيما يلى نبذة عن الراحل الكريم،
تعليمه:
ولد الدكتور القصبي في محافظة الغربية، لإسرة كريمة عريقة، دينية المنشأ، تربى منذ نعومة أظافره على حفظ القرآن الكريم في كُتاب القرية وعلى مدارسة سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وما أن أتم حفظ كتاب الله حتى قرر أن يتخصص في الدعوة إلي الله فهي خير سبيل وخير مسلك، وانتهج في دعوته إلي الله منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعوة إليه سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة.
تدرج العالم الكريم في تعليمه بعد ذلك حتى حصل على ليسانس أصول الدين (قسم الدعوة) عام 1963م. ثم أكمل دراساته العليا حتى حصل على درجة التخصص (الماجستير) في الدعوة عام 1966م، ثم أتم الله عليه نعمته بحصوله على الدرجة العالمية (الدكتوراة) في التفسير عام 1972م
شغل الدكتور القصبي زلط مناصب عدة كان من بينها أن عُين
واعظ بإدارة الوعظ بالغربية بداية من السادس من شهر نوفمبر عام 1963م ثم نُقل بعد ذلك للعمل بجامعة الأزهر في الثاني من شهر أغسطس لعام 1986م
وما لبث أن انتقل إلي كلية أصول الدين بالقاهرة ليُعين مدرسا بقسم التفسير عام 1973م ثم ترقي إلى درجة أستاذ مساعد بقسم التفسير وعلوم القرآن الكريم عام 1978م، وانتقل بعد ذلك إلى كلية أصول الدين بطنطا عام 1980م، ثم رقي إلى درجة أستاذ عام 1982م.
لم يقتصر عمله في مجال الدعوة على العمل داخل جمهورية مصر العربية وفقط ولكن عمل بكثير من الدول العربية فلقد أُعير للمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة لمدة ثلاثة أعوام اعتبارا من عام 1984م وحتى عام 1987م، ثم أعير مرة أخرى إلى جامعة الإمارات العربية المتحدة عام 1990م، ثم إلى دولة قطر عام 1992م.
ثم عاد لقاهرة المعز ، كنانة الله في أرضه، ليكمل مشواره فى سبيل الله والدعوة إليه وليعمل وكيلا لكلية أصول الدين بطنطا من عام 1981م وحتى 1982م، ثم عميدًا للكلية نفسها من عام 1982م وحتى عام 1984م، ثم نائبًا لرئيس جامعة الأزهر لفرع أسيوط 1999من ثم عضو بمجمع البحوث الإسلامية، ثم كان آخر المناصب التى تقلدها عضوًا لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
رحل عنّا الأستاذ الدكتور وترك لنا تركة ذاخرة بعلمه الوافر الذى طالما أنفق حياته في تأليفه واكن من أشهر هذه المؤلفات :
- القرطبي ومنهجه في التفسير
- مباحث في علوم القرآن
- قضايا التكرار في القصص القرآني
- دراسات علوم الحديث
- الإيمان والخروج عن دائرته في ضوء القرآن والسنة
- تفسير آيات الأحكام (أربعة أجزاء)
- السيرة التحليلية في ضوء القرآن الكريم
- كان للراحل كذلك مجموعة كبيرة من البحوث العلمية ومن أشهرها :
- فقه الأسرة
- فقه الجهاد ووقفة مع مصطلح أهل الذمة
- فقه المعاملات ووقفة مع فوائد البنوك
- فقه الجنايات والحدود
- قضية التكفير في ضوء القرآن والسنة
- قضية الحكم بغير ما أنزل الله
- قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقفة مع تغيير المنكر
- قضايا في فقه الدولة
- مكانة الحرمين والمسجد الأقصى
- الطب النبوي
- العلاج الجيني
- التشدد وسبل التقريب
- عرض وتعليق لمراجعات للجماعة الإسلامية في بعض مؤلفاتهم وهي (مبادرة إنهاء العنف- تسليط الأضواء حول ما وضع في الجهاد من أخطاء – الفتح والتبيين في تصحيح مفاهيم المحتسبين – ظاهرة الغلو)
رحم الله الفقيد رحمة واسعة، واسكنه فسيح جناته، ونفع بعلمه الأمة، داعين الله عز وجل، أن يلهم أهله الصبر الجميل، وأن يتقبله سبحانه وتعالى مع النبيين،والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون