الدكتور سيد نافع يكتب : مراتب الإيمان
هل الإيمان يزيد وينقص ؟ كيف وما مراتب الإيمان ؟, الإيمان مراتب ودرجات وشرطة اليقين الذي هو علم وحق وعين ينتهي بصاحبة لدرجة أعلي وهي الإحسان تجعله يعبد الله كأنه يراه وبالتالي دوام المراقبة والخشية والخوف وحالة بين الخوف والرجاء , وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل الله تبارك وتعالي أن يرزقه ايمان كإيمان العوام ، وايمان العوام هو الإيمان الفطري الذي لا يشوبه نفاق .
وعن الإيمان ومعني الإيمان جاء في السنة : عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوما بارزا للناس ، إذ أتاه رجل يمشي ، فقال: يا رسول الله ما الإيمان ؟, قال: ( الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه ، وتؤمن بالبعث الآخر) .
قال: يا رسول الله ما الإسلام ؟, قال: (الإسلام: أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان), قال: يا رسول الله ما الإحسان ؟ , قال: (الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه ، فإ
ن لم تكن تراه فإنه يراك ), قال: يا رسول الله متى الساعة ؟, قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، ولكن سأحدثك عن أشراطها : إذا ولدت المرأة ربتها ، فذاك من أشرطها ، وإذا كان الحفاة العراة رؤوس الناس ، فذاك من أشراطها ، في خمس لا يعلمهن إلا الله: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام}). ثم انصرف الرجل ، فقال: (ردوا علي) . فأخذوا ليردوا فلم يروا شيئا ، فقال : (هذا جبريل ، جاء ليعلم الناس دينهم ) .البخاري
فالإيمان هو نور يقذف في قلب العبد نتيجة حسن تصديقه وايمانه بالله والملائكة والرسل والبعث وهذا النور يقوي ويخفت ، فالايمان هو حالة شعورية تزيد وتنقص ، ومثال صدق الإيمان هو حارثة عندما سأله الرسول صل الله عليه وسلم كيف أصبحت يا حارثة ؟, قال أصبحت مؤمنا بالله حقاً ، فقال له الرسول لكل شيئ حقيقة فما حقيقة ايمانك ؟ , فقال رضي الله عنه أصبحت أنظر عن يميني وكأن أهل الجنة يتزاورون وعن يساري وكأن أهل النار يستصرخون وأمامي وكأن عرش ربي ماثلاً فقال صلى الله عليه وسلم عبد نور الله قلبه وفي رواية أخري عرفت فالزم وهنا يقينه بالبعث ، ، فإذا زاد الايمان وربي في القلب وصل الي درجة الاحسان والتي فيها من اليقين ما يجعلك تستشعر وجود الله جانبك وكأنك تراه فإن لم تكن تراه بعينك رأيته بقلبك ، ولا يزيد المؤمن ايماناً والمحسن احسانا إلا بالطاعة والعلم يقول تعالي ( كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ) التكائر ، فالعلم هو الذي يورث اليقين وأشرف العلوم هو العلم بالله تبارك وتعالي أسمائه الحسني وصفاته المثلي ، ولكي يصل العبد الي درجة اليقين يمرره الله تبارك وتعالي بتجارب حياتية مادية يزول معها الشك ويستقر اليقين كأبو الانبياء ابراهيم عليه السلام ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) ) فلم ينكر عليه الحق تبارك وتعالي سؤاله ومرره بتجربة استقر معها اليقين مع الايمان .
كانت مظاهر الإيمان تملئ مجتمعاتنا الشرقية الإسلامية وكان هذا ما يميزها عن الغرب وبرودة وجفوته وصراعه فتجد العامل والصياد والزارع كانوا يحسنون التوكل ويرضون بالمقسوم ولا يتعجلون النتائج كان الناس علي فطرتهم كان فهمهم وإيمانهم بالقضاء والقدر فطري لكن المادية افسدت هذه الفطرة وسطحية الدعاة وتشوية الدين وظاهرية الفهم وتخلف الخطاب والفكر واختزال الدين في المظهر .