أخبار مهمةالأوقافعاجل
الخاطرة الثانية عشرة : التسامح لوزير الأوقاف
إن ديننا هو دين التسامح، دين العفو، دين الصفح، دين الحلم، دين مكارم الأخلاق، وقد علّمنا القرآن الكريم ودعانا إلى أن نصفح الصفح الجميل، فقال سبحانه مخاطبًا نبينا (صلى الله عليه وسلم): “فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ” (الحجر: 85)، ويقول (عز وجل): “خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ “(الأعراف: 199)، ويقول سبحانه:” وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ” (الفرقان: 63)، ويقول سبحانه: “وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ الله لَكُمْ وَ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ” (النور: 22).
ورمضان شهر التسامح، فمن كان بينه وبين أحد من الناس قطيعة أو شحناء فليعجل بإنهائها، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام، فالمؤمن سهل قريب هين لين يألف ويؤلف ، أما الفجور في الخصومة فمن علامات النفاق، فالمنافق إِذَا خَاصَمَ فَجَرَ ، يقول: (صلى الله عليه وسلم): ” لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا، وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُما الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ” (صحيح البخاري)، والمؤمن يدرك أن صيامه لا يمكن أن يكون تامًّا كاملاً مع وجود الشحناء أو البغضاء فيما بينه وبين الناس، ومن ثم كان المسلمون بفطرتهم يحرصون كل الحرص على إنهاء أي خصومات أو شحناء قبل رمضان، وقبل السفر إلى الحج، ويعدون ذلك من لوازم القبول.
وعلى الجملة فقد دعا الإسلام إلى السماحة، واليسـر، والتيسير، والرحمة، والرفق، فقال نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” رَحِمَ الله عَبْدًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ و إِذَا اشْتَرَى و إِذَا اقْتَضَى” (صحيح البخاري)، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : ” إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شَيءٍ إِلاَّ زَانَهُ وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَيءٍ إِلاَّ شَانَهُ “(صحيح مسلم)، ويقول (صلى الله عليه وسلم) :” اللهمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ “(صحيح مسلم).
إتبعنا