خطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdf

أدب الصداقة في الإسلام ، خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح

خطبة الجمعة القادمة 22 ذو الحجة للشيخ عبد الناصر بليح ، أدب الصداقة في الإسلام ، بتاريخ 22 من ذي الحجة 1440 هـ ، الموافق 23 أغسطس 2019م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 22 ذو الحجة : أدب الصداقة في الإسلام ، للشيخ عبد الناصر بليح  ، وعناصرها:

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 22 ذو الحجة : أدب الصداقة في الإسلام ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بصيغة word  أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 22 ذو الحجة : أدب الصداقة في الإسلام ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 22 ذو الحجة : أدب الصداقة في الإسلام ، للشيخ عبد الناصر بليح : كما يلي:

عناصر خطبة الجمعة القادمة 22 ذو الحجة : أدب الصداقة في الإسلام ، للشيخ عبد الناصر :

أدب الصداقة في الإسلام :

الحمد لله رب العالمين ..إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى من سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد: فيقول الله تعالي:” الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ”(الزخرف/67-68).
عباد الله حديثنا إليكم اليوم عن الصداقة والصديق والصاحب في زمن قل فيه الصديق الصدوق والصاحب المخلص .. وكثرت فيه الخيانة والنفاق والخلاف بين الأصدقاء, وحصل بين كثيرٍ منهمُ التفرُّقُ والعداء, وكلُّ ذلك بسبب جهلهم بحقوق الصديق, وما له وما عليه. ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم..

ولَمَّا كان من المستحيل أنْ يعيش أحدٌ بلا صديقٍ يُؤانسه, وخليلٍ يُصاحبه؛ كان لزاماً على كلِّ مَن اتخذ صديقاً أنْ يعرف حقوقه, والآداب في التعاملِ معه. وقبل ذلك لا بدّ أنْ نعرف ما معنى الصديق.

يقولُ علماءُ اللغة: كلمةُ صِدْق: أصلٌ يدلُّ على قوّةٍ في الشيء, فالصِّدْقُ هو القوَّةُ والاسْتقامةُ في الكلام, والصَّدَاقة مشتقّة من الصِّدق في المودّة والمحبة, والإخلاصِ والنصحِ في الصُّحبة.تقول: فلانٌ صديقي: أي: صَدَقني المودَّةَ والنصيحةَ.فالصديق هو الذي يَصْدقك في النصيحةِ والمحبَّة, ويقف معك عند الضِّيقِ والحاجة, وحالَ اليُسر والإعسار, وعند الحاجة والإقتار.الصداقةُ الخالصةُ حقا هي التي تشتدّ عند الأزمات, وتقوى عند الْمُلمَّات, وتظهر جليًّا عند الحاجات.

وليستِ الصَّداقةُ بكثرة الْمُجالسات, ولا بتبادل الرسائل والمضاحكات, فهذه صداقةٌ ما إنْ يأتيها مُكَدِّرٌ إلا بدَّدها, ولا موقفٌ حَرِجٌ إلا كشف عَوَرَها, وأظهر زَبَدَها وغُثاءها.ولسانُ حال أكثر الأصدقاء:

وأنْتَ أخي ما لم تَكُنْ ليَ حاجةٌ *** فإنْ عرضَتْ أيقنتُ أن لا أخَا لِيَا

#الصداقة في القرآن الكريم :”

وقد تحدث القرآن الكريم عن الصداقة والصحبة في العديد من كتاب الله عز وجل وبعضهايدل علي التعريف بها وبعضها يدل علي النصح من صديق لصديقه وبعضها يدل علي التحذير من الصحبة السوء ..

قال تعالي:” وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًالَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا( الفرقان/27-30 ) . وهنا يبين الله عزوجل أن الخليل يندم لاتخاذه خل خائن مضلل في وقت لاينفع فيه الندم ..ومع أنها نزلت في عقبة بن أبي معيط, لأنه ارتدّ بعد إسلامه, طلباً منه لرضا أُبيّ بن خلف, وقالوا: فلان هو أُبيّ. ولكنها عامة في كل من أطاع غيره في معصية الله عز وجل ..

وقال تعالي:” الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ”(الزخرف/67-68). يقول تعالى ذكره: المتخالون يوم القيامة على معاصي الله في الدنيا, بعضهم لبعض عدوّ, يتبرأ بعضهم من بعض, إلا الذين كانواتخالّوا فيها على تقوى الله. فكلّ خُلَّةٍ على معصية الله في الدنيا متعادون.

ويقول الله تعالي :”قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا لَّٰكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا”(الكهف/37-38).

وهنا يبين المولي عز وجل الصديق الذي ينصح صديقه ويذكره بالله عز وجل :

“قال لصاحب الجنتين صاحبه الذي هو أقل منه مالا وولدا، (وَهُوَ يُحَاوِرُهُ) : يقول : وهو يخاطبه ويكلمه: (أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ) يعني خلق أباك آدم من تراب (ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) يقول: ثم أنشأك من نطفة الرجل والمرأة ، (ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلا) يقول: ثم عدلك بشرا سويا رجلا ذكرا لا أنثى، يقول: أكفرت بمن فعل بك هذا أن يعيدك خلقا جديدا بعد ما تصير رفاتا..

وقال تعالي :”إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”(التوبة/40). أي إن لم تنصروه ياامة المليارين فإن الله نصره بصاحب واحد وهو أبوبكر الصديق ..

#الصداقة في السنة المطهرة :”

وقد جاء ذكر الصحبة والصداقة في السنة النبوية عبر نصوص كثيرة تارة تحذر وتارة تنصح وتارة تعرف بالحقوق وتارة تبين من الصاحب وماله وماعليه فعنْ أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ عن النبيِّ صلي الله عليه وسلم قَالَ:”لا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلا يَأْكُلْ طعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ”( أَبُو داود والترمذي).

لا تُصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامَك إلا تقيٌّ، هذا عند أهل العلم طعام الصُّحبة، أما طعام الضيافة فلا يُشترط فيها التَّقي، لكن التَّزاور بين الناس والتَّواصل يكون بين المؤمنين وبين الأخيار، ويجتنب صحبة الأشرار والفُجَّار، ولا يكون طعامه إلا للأخيار والأتقياء، أمَّا ما يتعلق بالضّيفان: فالضيف يكون تقيًّا ويكون غير تقيٍّ، فالضيوف لهم حقّهم مطلقًا: مَن كان يُؤمِن بالله واليوم الآخر فليُكْرِم ضيفَه، والنبي صلي الله عليه وسلم أكرم الضيوفَ، وورد عليه الكُفَّار وغير الكفَّار.

وعن أَبي هريرة أَنَّ النبيَّ صلي الله عليه وسلم قَالَ:

الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكمْ مَنْ يُخَالِل”(أَبُو داود والترمذي). المرء على دين خَليله، فلينظر أحدُكم مَن يُخالِل، هذا يدل على أنَّ الخليل في الغالب يُؤثر على خليله في دينه وأخلاقه، فلينظر المؤمنُ أخِلَّاءَه وأحبابه، حتى يختارهم، ويكون مع مَن تُرى منه الأعمال الطيبة والسيرة الحميدة، كما تقدَّم في الحديث الصحيح: يقول ﷺ: مثل الجليس الصَّالح .. كحامل المسك، .. إمَّا أن يُحذيك، وإمَّا أن تبتاع منه أي: تشتري منه، وإمَّا أن تجد منه ريحًا طيبةً، ومثل الجليس السّوء .. كنافخ الكير، .. إمَّا أن يحرق ثيابَك، وإمَّا أن تجد منه ريحًا منتنةً.

وعن أَبي موسى الأَشْعَرِيِّ أَن النَّبِيَّ صلي الله عليه وسلم قَالَ: المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ”(مُتَّفَقٌ عَلَيهِ). فالمؤمن يختار الأصحاب الطّيبين والأخيار، ويزورهم ويستفيد منهم، ويتذاكر معهم؛ لما في صحبتهم من الخير، ولهذا طلب موسى صحبةَ الخضر؛ ليستفيد من علمه، قيل: يا رسول الله، المرء يُحبُّ القومَ ولما يلحق بهم، قال: المرء مع مَن أحبَّ فالمقصود أنَّ المحبة للمؤمنين وصحبة المؤمنين والأخيار من أسباب الحشر معهم يوم القيامة،والفوزبالجنة والسَّعادة، كما أنَّ صُحبة الأشرار والفُجَّار من أسباب الخسارة،وأن تكون معهم في الدنيا والآخرة -نسأل الله العافية.

#من أدب الإسلام أن يختار المسلم صديقه وأن ينتقى صاحبه :

وقال صل الله عليه وسلم : ” مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك أما أن يحذيك أو تشترى منه أو تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير اما أن يحرق ثيابك أو تجد منه ريحا نتنة “(البخارى) ويؤكد الرسول صل الله عليه وسلم على اختيار الصديق الصالح لأن الصديق مرآة صديقه فصحبة الأخيار تورث الخير وصحبة الأشرار تورث الشر والطبع لص يسرق الخير والشر..

#يسأل المرء عن صحبة ساعة :”

واعلم -يا عبد الله- أنَّك إذا اتَّخذت أحداً صديقاً, واعترفت وأقررتَ بصداقته؛ فقد وجب عليك أنْ تلتزم بحقوقه عليك, وواجباته اللاَّزمةِ عليك, فإنْ قُمت بها فقد وَفَّيت وأحسنت, وإن لم تقم بها وعجزت عنها فدعواك بأنك صديقٌ له دعوى باطلة, ومقولةٌ كاذبة. فعَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ :

أَنَّ النَّبِيَّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، دَخَلَ غَيْضَةً مَعَ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، فَاجْتَنَى مِنْهَا سِوَاكَيْنِ ، أَحَدُهُمَا مُعَوَّجٌ ، وَالآخَرُ مُسْتَقِيمٌ ، فَدَفَعَ الْمُسْتَقِيمَ إِلَى صَاحِبِهِ . فَقَالَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كُنْتُ أَحَقَّ بِالْمُسْتَقِيمِ . فَقَالَ : ” مَا مِنْ صَاحِبٍ يَصْحَبُ صَاحِبًا وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ، إِلا سُئِلَ عَنْ صُحْبَتِهِ : هَلْ أَقَامَ مِنْهَا حَقَّ اللَّهِ ، أَمْ أَضَاعَهُ ؟ “(ضعيف). يا ألله! صحبة ساعة في حافلة أو قطار أو طابور!!فكيف بصحبة الحياة مع الأزواج والأولاد والآباء والأمهات وجيران المقامة والظعينة؟!

#الصحبة والصداقة عند السلف الصالح :”

والصحابة والسلف الصالح ضربوا لنا أروع الأمثلة في الصحبة والصداقة فقد سمع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- رجلاً يُثني ويمدحُ رجلاً فقال: أسافرتَ معه؟ قال: لا, قال: أخالطتَه؟ قال: لا, قال: هل كانت بينك وبينه خصومةٌ؟ قال: لا, قال: والله الذي لا إله غيره؛ ما تعرفه!.”(ابن أبي الدنيا في الموسوعة).

#خمــــسه لاتصــــاحبهـــــم ولا تحـــدثهـــم

أوصى علي بن الحسين بن علي – رضي الله عنهم – ابنه جعفر .. فقال:
لا تصحبنّ خمسة ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق …
فقال جعفر: جُعِلتُ فـداءك يا أبتِ .. من هـؤلاء الخمسة ؟
قال: لا تصحبنّ فــاســـقـــاً … فإنـه يبيعك بأكلة فما دونها …
ولا تصحبنّ البــخـــيــــل … فإنــه يقطع بك في ماله أحوج ما كنت إليه …
ولا تصحبنّ كـــذابـــــاً … فإنـــه كالسراب يُبعّد منك القريب و يُقرّب منك البعيد…
ولا تصحبنّ أحـــمـــق … فإنـــه يُريـد أن ينفعك فــيــضــرّك …
ولاتصحبنّ قـــاطـــع رحـم فإني وجدته ملعونــاًفي كـتـاب الله في ثـلاثــة مواضـع..

# حقوق الصداقة :”

عباد الله وللصداقة أداب وحقوق كثيرة وللصديق حقوق على صديقه ومن ذلك :”

#أن يبدأ بالسلام قال صلى الله عليه وسلم:”لا تدخلواالجنة حتى تؤمنواولا تؤمنواحتى تحابواألاأدلكم على شئ إذافعلتموه تحاببتم ؟أفشواالسلام بينكم( مسلم).

#وأن تسأل عنه إذا مرض وإذا غاب وتقوم بتهنئته فى المناسبات السعيدة .

#أن تجيب دعوته ما لم تكن معصية لله تعالى وأن تتبادل معه الهديا وما أحسن ما قال الإمام أبو جعفر الصادق رضى الله عنه ” عليك بصحبة من اذا صحبته زانك وان خدمته صانك وان نزلت بك حاجة أعانك وان سألته أعطاك وان تركته رعاك وان رأى حسنة أظهرها وان رأى سيئة سترها

#الصديق وقت الضيق

فمن حقوق الصديق: أنْ تقف معه وتُسانده وقت الفاقة, بالبذل والعطاء,والسخاء.
وتركي مواساة الأخلاَّءِ بالذي *** تنالُ يدي ظلمٌ لهمْ وعقوقُ
وإنِّي لأستحْيِي من الله أَنْ أُرى *** بحالِ اتِّساعٍ والصديقُ مضيق

أن تقوم بعونه والوقوف بجواره وقت الشدة ما استطعت قال صل الله عليه وسلم :” المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله ” …الخ الحديث”(البخارى ومسلم). ولك فيه أعظم الأجر عند الله تعالى, قال -صلى الله عليه وسلم-: “وَلَأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ, أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ شَهْرًا”يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ”(الطبرانيُّ ).

ومَن لم يقف مع صديقه عند ضيقه وشدَّته, فقد صدق فيه قول الشافعيِّ -رحمه الله-: صديقٌ ليس ينفعُ يومَ بؤسٍ *** قريبٌ من عَدُوٍّ في القياسِ

فقِفْ معه عند مصائِبه, وواسه عند شدائده ومرضه.فهذا طاووسُ -رحمه الله-, يقف مع صديقٍ ورفيقٍ له حال مرضه, واسْتمر المرض بصديقه حتى جاء موسمُ الحج, وكان كلَّ سنةٍ يحج, فترك الحج لأجل تمريضِ صديقه ومُواساته.

#التمس له الأعذار: ومن حقوق الصديق: أنْ تلتمس له الأعذار.قال أبو قلابة -رحمه الله-: إذا بلغك عن أخيك شيْءٌ تكرهه، فالتمس له العذْر جهدَك، فإن لم تجد له عذراً، فقل في نفسك: لعل لأخي عذراً لا أعلمه.وقال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: إذا سمعت كلمةً من مسلم فاحملها على أحسن ما تجد, حتى لا تجد محملا.

نعم؛ إنَّ الصديق الذي جرَّبته وعاشرته لسنواتٍ عدَّة, لا ينبغي أنْ تُوقفَه عند كلِّ موقفٍ لم يُحسن التصرف فيه في نظرك, كأنْ تُرسل له رسالةً فلم يردّ عليها, أو تُصابَ بمرضٍ فلم يَعُدْك أو يتَّصلَ عليك, أو تمرَّ بضائقةٍ فلم يقفْ معك كما ينبغي, لا تجعلْ هذه المواقفَ مَوَاطن اختبارٍ وتقييمٍ له, فإنْ فعل ما تُحِبُّ حَكَمْتَ بأنه صديقٌ وفيّ, وإنْ لم يفعلْ شكَّكت في صداقته وإخلاصه!.

ومَن يبغ الصديق بغير عيبٍ *** سيبقى الدهرَ ليس له صديقُ

وأيُّ جوادٍ لا يكبو؟ وأيُّ صارمٍ لا ينبو؟.والعجيب؛ أن بعض الناس قد صاحب وعاشر صديقه منذ سنواتٍ طويلة, ولا يزال يُجرِّبه في كُلِّ موقف, ويُقيِّم صداقته ووفاءه في كلِّ أمرٍ يطلبُه منه, فأيُّ صداقةٍ هذه!.

ومن حقوق الصديق أيضاً:

#أنْ تُصارحَه بعيوبه وأخطائه, بأسلوبٍ حكيمٍ ليِّن, قال ميمون بن مهران -رحمه الله- لصديقه: قل لي في وجهي ما أكره, فإنَّ الرجلَ لا ينصح أخاه, حتى يقول له في وجهه ما يكره.نعم؛ ما قيمةُ الصديقِ إذا لم يكن مرآةً صافيةً لصديقه؟ ما قيمةُ الصديق, إذا لم يُخبرْه بعيوبه ليُصلحها, وأخطائه ليُصحِّحها؟.

إنَّ من يُخبرك عن عيبك هو مُحسنٌ إليك,ومن يُنبِّهك على أخطائك هو ُتفضِّلٌ عليك, فكيف تُقابله بالحنق والغضب؟ أهذا جزاء الإحسان؟أين نَجِدُ في هذا الزمان من يُنبهنا بأخطائنا,ويُصارحُنا بِعُيُوبِنا؟ فهذا هو الناصح حقًّا, وليس الصديق الوفيّ الذي يراك غارقاً في عيوبك, غافلاً عن أخطائك, وهو ساكتٌ لا يُحرك ساكناً!.

كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول:

“رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي”, وكان يسأل سلمان الفارسيَّ -رضي الله عنه- عن عيوبه، فلما قدم عليه قال:”ما الذي بلغك عني مِمَّا تكرهه؟. قال حاتم الطائى: ” إذا رأيت من أخيك عيبا وكتمته عليه فقد خنته , وإن قلته لغيره فقد إغتبته , وإن واجهته به فقد أوحشته قيل له كيف أصنع ؟ قال تكنى عنه وتعرض به وتجعله فى جملة الحديث “فكلُّ مَن كان أرجحَ عقلا, وأقوى ديناً؛ كان أحرص الناس على معرفة عيوبه, وأحبَّ الناس إليه مَن يُنبهه على تصرُّفاته وسلوكه؛ فقليلٌ في الأصدقاء, مَنْ يكونُ مخلصًا صريحًا, بعيدًا عن المداهنة.

قيل لبعض العلماء،وقداعتزل الناس وكان مُنطويًاعنهم:لِمَ امتنعت عن المخالطة؟فقال:وماذاأصنع بأقوامٍ يُخْفون عني عيوبي؟.ولوأن إنسانًا نبهك أن في ثوبك,أوفي فراشك حيةً أوعقربًا,لشكرتَه ودعوت له,وأعْظَمْتَ صنِيْعَه.عباد الله أقول ماسمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم.والتأب من الذنب..

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين ..أما بعد: فيأيها المسلمون، ومن حقوق الصديق أيضاً :”

#أنْ تسترَ عيبه, وتغفرَ ذنبه, وتتجاوزَ عن أخطائه, ولا تقف عند عثراته, فإنْ لم تفعلْ فلن يدوم لك صديق.
وكنتُ إذا الصديقُ أراد غَيظي *** وأشْرَقَني على حنقٍ بريقِي
عفوتُ ذنوبَه وصفحتُ عنه *** مخافةَ أنْ أعيشَ بلا صديق

ولا بدَّ للصداقةِ أنْ يشوبَها نوع كَدَر, أو يحصُل من أحدهم غضبٌ أو ضرر, وهذه هي الطبيعةُ البشرية, التي يعتريها النقصُ والنسيانُ وتغيُّرُ المزاج, فإذا كان كذلك؛ فلا بدّ أنْ يَسودَ التسامح بين الأصدقاء, والتغاضي عن الزلاَّت والأخطاء.ومن حقوق الصديق: ألا تُكثرَ عليه من الزيارة والجلوس:

أَقْلِلْ زيارتَكَ الصَّدِيـ *** ـقَ يراكَ كالثَّوْبِ اسْتَجَدَّهْ
إنَّ الصديقَ يُمِلُّــــــه *** ألَّا يزال يَرَاكَ عِنْــــــدَه

فبعضُ الأصدقاء, تودُّ أنك لم تعرفه سابقاً, مَن كثرةِ مُكالماته وزياراته وإلْحَاحه.

#الإقلال من المزاح معه:” ومن حقوق الصديق أيضاً: ألا تكثر عليه المزاح والهزْل, فإنَّه لا بدّ أنْ يُحدث شرخاً في الصداقة والْمودَّة.
مازِحْ صديقَكَ إنْ أَرَادَ مِزَاحا *** فإذا أباه فلا تَزِدْهُ جِمَاحا
فَلَرُبَّما مَزَحَ الصَّديقُ بِمَزحةٍ *** كانت لِبَدْءِ عَداوةٍ مِفْتاحا

#وهناك صفاتٌ سيِّئةٌ, ينبغي أنْ يتجنَّبها الأصدقاء، منها:

أنْ لا يعرف صديقه إلا عند حاجته, فربما مضى عليه أشهرٌ كثيرة لا يُكلمه ولا يزوره, فإذا ألَمَّت به حاجةٌ سارع إليه واتصل به, ثم لا يُكلمه ولا يزوره إلا عند الحاجة الأخرى!.ومن ذلك أيضا:

أنْ لا يحتمل من صديقه المزاح, وهو يمزح معه, وربما زاد واعتدى في مزاحه, وكأن المزح حلالٌ عليه حرامٌ على غيره.ومن ذلك أيضا: أنْ يكون شديد الحساسية مع صديقه, إنْ سمع منه كلمةً لا تُعجبه حملها في خاطره, وإن مازحه أو نصحه, اعتبره تنقُّصاً في حقِّه.ومن ذلك أيضا:

الاكثارُ من اللوم والعتاب, فإذا انقطع صديقُه عنه عاتبه لانقطاعه, وإذا طلب منه حاجةً أو قرضاً, فلم يستطع تحقيق ذلك حمل في نفسه عليه, وبما أدَّاه ذلك إلى فتور علاقته معه.عباد الله: “فلْيفتش كلُّ واحدٍ منَّاعن صديقه, فإنْ رأى فيه أخلاقاًوصفات حسنة؛ فلْيحمدالله,وإن رأى فيه خلاف ذلك؛فلْيحرصْ على تجنُّبِه والبحثِ عن غيرِه.

فالصّديقُ الذي لايقبل من صديقه نقداًبنَّاءً, ولا يلتمس منه الأعذار,ولا يقف معه وقت الضيقِ والإعسار,ولايحتمل منه مزاحاً,ولايعرفه إلاوقت الحاجة؛فلا ينبغي أنْ تُهدرَالأوقاتُ لأجله,وتُبذلَ الأموال تطييباًلخاطره.وهولايزيدك إلامرضاًوهمًّا,وضِيقاً وغمًّا.

“الصاحب والنصف صاحب”

الرجل الحكيم لما رأي ابنه عنده أصحاب كثيرة تخرج وتدخل قال له يابني والأصحاب الكثيرة هذه كيف حالك معهم ؟ فقال الولد ياوالدي ونعم الأصحاب !!فقال له يابني لا أعتقد ذلك !!نعم الشاب اليوم له ألاف الأصدقاء علي التويتروصفحات التواصل الإجتماعي وفي النادي والمدرسة والجامعة وفي المقهي وفي العرس وعند الجد لاتجد رجل ..

ثم قال الرجل لولده يابني أنا عشت سبعين سنة ولم أخرج سوي بصاحب ونصف صاحب .. الولد قال له كيف ياوالدي ؟ قال له إذا اردت أن تعرف عملياً بلغ الشرطة إن أبي سرق من قصر السلطان صرة من الذهب وسوف تري ففعل فجاء الحرس وقبض علي الرجل وهو في الطريق كل من رأه يتواري عنه إلا رجلان الأول سأل لماذا تقبضون علي هذا الرجل قالوا سرق قال خذوا هذا المبلغ واتركوه ثم التفت اليه وقال ياصديقي هل قصرت معك؟ قال لا

” فجاء رجل أخر لماذا قبضتم علي هذا الرجل قالوا سرق من قصر السلطان فقال الرجل ماسرق شيئاً بل أنا الذي سرقت قالوا وجدناها في بيته وولده أبلغ عليه قال بل أنا الذي رميتها في بيته ..خذوني واتركوه وهنا وقف الأبن وقال بالفعل ماسرق أبي وماسرق هذا الرجل بل عرفت أنا من الصاحب فقال له الأب يابني أرأيت الرجل الأول جاد بماله وانصرف فهو نصف صاحب أما الثاني ضحي بنفسه وكل مايملك فهذا هو الصاحب..يابني: “الصاحب لايكون صاحب إلاإذاقال لصاحبه يا أنا ..

إن صاحبك الحق من كان معك* ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعك* شتت فيه شمله ليجمعـــك.

 

 

______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »