مقالات وأراء

أحمد نور الدين يكتب : انهض واطرق بابه

لا بد للمسلم أن يغتنم هذه الأيام المباركات التى يتجلى بها ربنا علينا. فيقبل على ربه بالتوبة النصوح ولينخ مطاياه على بابه.. مسيلا الدمع على ما اقترفه من ذنوب وآثام وظلم فى حق خالقه ونفسه والعباد .. ولنتذكر قول رسولنا “صلى اللَّه عليه وسلم” : “وللَّه عتقاء من النار وذلك فى كل ليلة”. أى فى رمضان, وقوله: “كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون”. قوله: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له”, ولنكثر من هذا الاستغفار الذى علمه إيانا قدوتنا وشفيعنا الحبيب “صلى اللَّه عليه وسلم” : ” من قال استغفر اللَّه الذى لا إله إلا هو الحى القيوم وأتوب إليه. غفرت ذنوبه وإن كان فرَّ من الزحف”, فياله من إله حليم غفور يعفو عن السيئات والذلات, وما أعظمه فى رحمته بعباده حين يقول سبحانه : “ورحمتى وسعت كل شيء, فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون النبى الأمي” (الأعراف 156 – 157) .

وعن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه “صلى اللَّه عليه وسلم” : “يقول اللَّه عز وجل: أخرجوا من النار من ذكرنى يوما أو خافنى فى مقامي”, وعنه أيضا قال: سمعت رسول اللَّه “صلى اللَّه عليه وسلم” يقول: قال اللَّه تعالي: يا بن آدم إنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك, يا ابن آدم لو أتيتنى بقراب الأرض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة”.10887185_440584339427806_5481736170264873157_o

وباب التوبة مفتوح ينتظرنا جميعا فلنلحق به ونتشبث به, يقول الصادق “صلى اللَّه عليه وسلم” : “إن اللَّه يقبل توبة العبد ما لم يغرغر”.. ولتنظر أخى العاصى فرحة ربك بعودتك إليه تائبا وقسمه “صلى اللَّه عليه وسلم” على ذلك حين يقول : “قال اللَّه عز وجل: أنا عند ظن عبدى بى وأنا معه حيث يذكرني, واللَّه أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة ومن تقرب إليَّ شبرا تقربت إليه ذراعا, ومن تقرب إليَّ ذراعا تقربت إليه باعا, وإذا أقبل إليَّ يمشى أقبلت إليه أهرول”.

وها نحن ذا نسير على درب الهداية والصفاء الروحى والإيمانى فى شهر التقوى والروحانيات، حيث ازدياد تمسكنا وإقامتنا لشعائر ديننا وأوامر نبينا صلى الله عليه وسلم، فنرى المساجد وقد اكتظت بالمصلين، والمصاحف وقد فتحت بعد إهمال طول العام، والذاكرين وقد لهجت ألسنتهم بذكر الله، كان لزاما عليّ أن أذكّر نفسى وإياكم قرائى الأحباء بهذه الدرر الثمينة التى أرشدنا إليها قرة عيوننا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم الحاثّ فيها على مكارم الأخلاق وتهذيب النفوس، حيث يروى عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خيار أمتى الذين إذا رُءوا ذكر الله وإن شرار أمتى المشاءون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون للبراء العيب» (رواه الطبراني).

وعن عبدالله بن عمرو رضى الله عنهما، قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أى الناس أفضل؟ قال: «كل مخموم القلب، صدوق اللسان، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقى النقي، لا إثم فيه ولا بغى ولا غل ولا حسد» (رواه ابن ماجة).. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لا يجتمع فى جوف عبد غبار فى سبيل الله وفيح جهنم، ولا يجتمع فى جوف عبد الإيمان والحسد ” .

وجاء فى الأثر ” إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة نادى منادٍ: أين أهل الفضل؟ فيقوم الناس وهم يسيرون فينطلقون سراعا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة فيقولون لهم: إنا نراكم سراعا إلى الجنة، فيقولون: نحن أهل الفضل، فيقولون لهم: ما كان فضلكم؟ فيقولون: كنا إذا ظُلمنا صبرنا وإذا أسيء إلينا عفونا، وإذا جُهل علينا حلمنا، فيقال لهم: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين ” .. فهلم أخى انهض وانفض غبار المعاصى عن كاهلك , واطرق بابه فهو الحنان المنان , ولنحمده على نعمة اللَّه ربا والإسلام دينا ومحمد نبيا ورسولا.. ولنسأله وندعوه ونتوسل اليه أن يجعلنا من اهل الفضل .. وان يدخلنا الفردوس الأعلى دون سابقة حساب او عذاب .. وان يقبل توبتنا ويغسل حوبتنا .. ويتقبل منا ومنكم صالح الأعمال .. وكل عام انتم بخير وطاعة .

 

 

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »