أحمد نور الدين يكتب : الثبات على الدين
ومرت أيام الشهر الكريم سراعا، وانفض السوق، فربح من ربح وخسر من خسر، نسأله سبحانه أن نكون من الرابحين، والملاحظ أن مقياس الإيمان فى قلوب الكثير قد زاد فيه، وأقبل على الطاعة بحب وشغف، لكن البعض ـ عفانا الله ـ تصرف قلوبهم عن الطاعة بعد انقضاء الشهر الفضيل، وكأنه أدى ما عليه بالتمام والكمال.
روى الإمام أحمد عن المقداد بن الأسود: “لقلب ابن آدم أشد انقلابا من القدر إذا اجتمعت غليا” وروى مسلم عن عبدالله بن عمرو: “إن قلوب بنى آدم بين اصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء”، ولقد كان النبى (صلى الله عليه وسلم) يكثر من هذا الدعاء ـ وهو المعصوم بإذن ربه: “اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك” رواه مسلم.
قرائى الأحباء. ما أجمل أن نستشعر عظم نعم الله علينا، ومن أجلها نعمة الاسلام والطاعة، والثبات على منهج أهل السنة والجماعة فى العقيدة والعبادات والسلوك، يقول ربنا ـ عز وجل ـ “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا”.
ولنجعل أيامنا كلها رمضان، ولنعظم ربنا ـ تبارك وتعالى فى كل وقت وحين، لا فى أيام معدودات فقط، ولنأمر أنفسنا وغيرنا بالمعروف وننهى عن المنكر، ولنشغل أوقاتنا بذكر الله وأنفسنا بطاعته، وصدق ربنا ـ سبحانه ـ: “ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إننى من المسلمين”، ولنحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب، حيث روى أحمد عن عمر من قوله: “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا”، وقال ميمون بن مهران: لا يكون العبد تقيا حتى يكون أشد محاسبة لنفسه من الشريك لشريكه.. فاللهم اجعلنا من عبادك المتقين، وثبتنا على الطاعة أبدا ودوما، وتقبلها خالصة لوجهك الكريم وكل عام وأنتم بخير ومصر فى بركة وعز وازدهار إن شاء الله.