خواطر رمضانية الخاطرة السادسة عشرة: “فن كتابة البوست ” لوزير الأوقاف
خواطر رمضانية
الخاطرة السادسة عشرة
“فن كتابة البوست ” .
“البوست” أحد أساليب فنون التعبير العصرية ، ولا يعني إساءة بعض المغرضين والمنحرفين استخدامه الإساءة إلى الفن نفسه ، فهو كسائر فنون التعبير التي يمكن أن تكون حمالة للخير أو للشر ، ولا يمكن أن تكون كثرة استخدام أهل الشر لها مدعاة للنفور منها وترك الساحة خلوا لهم ، بل على العكس من ذلك ، فإن واجبنا أن نضيق على الخونة والمجرمين أنفاسهم أينما وجدوا ، وأن نحاصرهم حيثما كانوا ، بأسلحة من جنس أسلحتهم وأكثر فتكًا منها ، لأننا نتسلح بسلاح الحق والعدل ، والوطنية والشرف ، والشهامة والنبل ، والقيم ومكارم الأخلاق ، نبني ولا نهدم ، ويوم أن نضطر إلى الهدم فإنما نهدم قلاع وحصون أهل الشر والغدر فوق رؤوسهم بكل أمانة ووطنية وشرف ، لا نألوا على شيء إلا مصلحة ديننا ووطننا ، ولا عزاء للخونة ولا العملاء ولا الجبناء ، فلا قرت أعين الجبناء .
نستطيع أن نقول: إن فن البوست يعد نوعًا من التطور الكتابي لفن التوقيعات في العصر العباسي ، غير أنه لا يأتي تعليقًا أو تعقيبًا على كتاب معين إنما هو
تعليق أو تعقيب على واقع معين أو تعبير عنه ، ويمكن النظر إليه إذا تضمن معنى حكميًا أنه بمثابة تطوير لفن الحكمة ، إذا ما تحلى كاتبه بما ينفع الناس وما يمكث في الأرض .
وإذا كان بعض الناس يبحثون عن الشر ويسعون إليه ويلهثون نحوه ، فإننا نقاوم الشر بالخير ، ولن نبحث عن الخير ، لأن نفوسنا ملأى به ، ولله الحمد والمنة في ذلك ، وهو ما نسأله سبحانه أن يثبتنا عليه ، وأن يجعلنا له أهلا ، إنه سبحانه هو مولانا ومقصدنا ، فنعم المولى ونعم النصير ، وهو حسبنا وكافينا وحافظنا ، فنعم المولى ونعم النصير .
أ.د /محمد مختار جمعة
وزير الأوقاف