أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

المنافع العامة في الحج ، خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير

المنافع العامة في الحج ، خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير ، بتاريخ : 23 ذو القعدة 1440هـ – 26 يوليو 2019م

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو : المنافع العامة في الحج ، للدكتور خالد بدير ، وعناصرها:

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو : المنافع العامة في الحج ، للدكتور خالد بدير ، بصيغة word  أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 23 ذو القعدة : المنافع العامة في الحج ، للدكتور خالد بدير ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو : المنافع العامة في الحج ، للدكتور خالد بدير : كما يلي:

عناصر خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو : المنافع العامة في الحج ، للدكتور خالد بدير :

العنصر الأول: الشريعة الإسلامية قائمة على جلب المنافع ودرء المفاسد

العنصر الثاني: المنافع الدينية والأخلاقية في الحج

العنصر الثالث: المنافع الاجتماعية في الحج

العنصر الرابع: المنافع الاقتصادية في الحج

المقدمة:                                                            أما بعد:

 

المنافع العامة في الحج :

 

العنصر الأول: الشريعة الإسلامية قائمة على جلب المنافع ودرء المفاسد

عباد الله: إن الناظر إلى الشريعة الإسلامية الغراء يجد أنها جاءت من أن أجل مصالح العباد وجلب المنافع لهم ودرء المفاسد عنهم ؛ فكل أمر أمرنا الإسلام به فهو لنفع ومصلحة ؛ وكل نهي نهانا عنه فهو لدفع مفسدة أو مضرة .

يقول الإمام أبو حامد الغزالي : ” أن الأصل في المصلحة هي جلب منفعة أو دفع مضرة.. والمصلحة المحافظة على مقصود الشرع ومقصود الشرع من الخلق خمسة: وهو أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم، فكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوت هذه الأصول فهو مفسدة ودفعها مصلحة ” . ( المستصفى ) .

ويقول الإمام ابن القيم:

« إن الشريعة مبناها وأساسها على الحِكم ومصالح العباد  في المعاش والمعاد، وهي عدل كلها، ورحمة كلها، ومصالح كلها، وحكمة كلها،  فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور، وعن الرحمة إلى ضدها، وعن المصلحة إلى  المفسدة وعن الحكة إلى العبث، فليست من الشريعة، وإن أدخلت فيها بالتأويل » . [إعلام الموقعين].

وفي هذه الأيام المباركة يتوافد الحجاج لأداء شعيرة الحج ؛ ومن المعلوم أن شعيرة الحج فيها منافع ومقاصد سامية وعظيمة ؛ جمع القرآن بعضها في قوله تعالى: { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ } . ( الحج 27 – 29 ) .

فالآيات الكريمات بينت العلة والحكمة من الحج مصحوبة بلام التعليل { لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} ثم ذكر بعدها بعضاً من مقاصد الحج ومنافعه كذكر الله ؛ والأضاحي ؛ وإلقاء التفث؛ والوفاء بالنذر؛ والطواف ؛ وغير ذلك . يقول الإمام الزمخشري: ” نكر المنافع لأنه أراد منافع مختصة بهذه العبادة دينية ودنيوية لا توجد في غيرها من العبادات.. وخصص ذكر الله بين تلك المنافع تنبيهاً منه على أن الغرض الأصلي فيما يتقرّب به إلى الله أن يذكر اسمه. وعن أبي حنيفة رحمه الله : أنه كان يفاضل بين العبادات قبل أن يحج ، فلما حجّ فضل الحج على العبادات كلها ، لما شاهد من تلك الخصائص ” . ( الكشاف ) .

ويقول الطاهر بن عاشور:

” وتنكير {منافع} للتعظيم المراد منه الكثرة وهي المصالح الدينية والدنيوية لأن في مجمع الحجّ فوائد جمّة للناس: لأفرادهم من الثواب والمغفرة لكل حاج، ولمجتمعهم لأن في الاجتماع صلاحاً في الدنيا بالتعارف والتعامل “. (التحرير والتنوير) .

والذي دلَّتْ عليه هذه الآية هو أنَّ الله عز وجل جعل في الحج منافع؛ كأنه لم يأمر به إلا لتحصيلها ؛ لِما تقتضيه اللام في قوله تعالى: { لِيَشْهَدُوا } [الحج: 28] من التعليل، ثم هي منافع للحجاج خالصة، لا يشاركهم فيها غيرهم كما يدل عليه التعبير بـ{ لَهُمْ }[الحج: 28]. وهذه المنافع كثيرة وعديدة ومتنوعة كما سيأتي في العناصر التالية إن شاء الله تعالى :

العنصر الثاني: المنافع الدينية والأخلاقية في الحج من عناصر خطبة الجمعة : المنافع العامة في الحج

أيها المسلمون: تجتمع في الحج عدة معانٍ : دينية ، وإيمانية ، وأخلاقية تتمثل فيما يلى :

أولاً: غرس المعاني الأخلاقية في نفوس الحجيج :  إن العبادات كلها إنما شرعت من أجل غرس مكارم الأخلاق؛ ففي الصلاة قال تعالى: { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ } . (العنكبوت: 45) . وفي الزكاة قال: { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا } ( التوبة : 103 ) . وفي الصوم قال: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } .  ( البقرة : 183) ، بكل ما تحمله كلمة التقوى من دلالات ومعان إيمانية وأخلاقية، ويربي الرسول صلى الله عليه وسلم الصائمين على أرفع القيم الخلقية وأنبلها حيث يقول: ” الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ : إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ ” . (البخاري ومسلم) .

وفي الحج يغرس القرآن أسمى المعاني الأخلاقية في نفوس الحجاج والمعتمرين من خلال قوله تعالى: { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ } . [البقرة: 197]، فقد يظن الإنسان أن السفر إلى البقاع المقدسة رحلة مجردة عن المعاني الخلقية، بل أنت مأمور بضبط الأخلاق أثناء الزحام، كما يجب عليك اجتناب الرفث والفسوق والجدال والخصام في الحج .

ثانياً : الاستسلام والانقياد لأوامر الله:

فشعيرة الحج تعودك الانقياد والاستسلام لأوامر الله وإن لم يظهر لعقلك وجه الحكمة فيها ؛ فأنت أخي الحاج في هذا المكان المخصوص من بين بقاع الأرض كلها ، ولأداء هذه العبادة في هذا الوقت المحدد لها ، وتطوف بهذا البيت ، وتقبل هذا الحجر ، وترمي الجمرات .. كل ذلك انقياداً لأمر الله عز وجل بذلك ؛ فيهون عليك تنفيذ كل الأحكام الشرعية وإن لم يظهر لعقلك وجه الحكمة منها، وتنقاد لكل ما من شأنه أن يعلي هذا الدين وإن لم يظهر لك أنت ما ظهر لغيرك في ذلك .

وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم صحابته إلى أن يقتدوا به في أقواله وأفعاله، ولا سيما في العبادات، فلم يُعِدّ مجلسا لشرح أركان الصلاة وسننها ومبطلاتها كما نفعل الآن، وإنما قال: ” صلُّوا كما رأيتُموني أصلِّي ” ( البخاري)، وفي الحج قال”خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ” ( مسلم والنسائي). ولما علم الرسول شدة اقتداء الصحابة به صلى الله عليه وسلم وخاصة في مناسك الحج خشي عليهم الازدحام والتقاتل في أداء المناسك فرفع عنهم الحرج؛ فعن جابر قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم- :

 

” قد نحرت هاهنا، ومنى كلها منحر، ووقف بعرفة، فقال: قد وقفت هاهنا، وعرفة كلها موقف، ووقف بالمزدلفة، فقال: قد وقفت هاهنا، والمزدلفة كلها موقف” ( أبوداود ). تصورت هذا المشهد من ازدحام الناس عند جبل الرحمة في أرض عرفات وقلت: لو قال النبي صلى الله عليه وسلم: وقفت ها هنا وهذا هو الموقف!! ونحرت ها هنا وهذا هو المنحر!! لتقاتل الناس وهلك الكثير ؛ ولكنه صلى الله عليه وسلم كان رحيماً بأمته.

ولذلك كان عمر – رضي الله عنه- يقبل الحجر الأسود ويقول: والله إني أعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر ؛ ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك !! ( متفق عليه ).

ثالثاً: اكتساب العلم والفقه والمعرفة :

ففي الحج يكتسب المسلم ثراءً معرفياً بإضافة معالم وأماكن ومشاعر إلى فكر الحاج، كما أن فيها دعوة للتفقه في الدين والسؤال عما أشكل عليه حتى يعبد ربه على بصيرة ؛ وينتج عن ذلك توجيهه لمن تحت يده إلى طاعة الله ورسوله وإلزامهم بالحق، فيرجع إلى بلاده وقد تزود بالعلم والخير والفقه.

رابعاً : تذكر الآخرة : فالحج حينما يتجرد من جميع ملابسه المخيطة ويرتدي الإحرام الأبيض؛ يتذكر الآخرة ووقوف العباد بين يدي الله يوم القيامة، في صعيدٍ واحدٍ حفاةً عراةً غرلاً خائفين وجلين مشفقين، وذلك مما يبعث في نفس الحاج خوف الله ومراقبته والإخلاص له في العمل ؛ فيستشعر مسؤوليته وخطورة موقفه أمام الله في ذلك اليوم .

خامساً : نفي الفقر والذنوب وسبب دخول الجنة:

فيكفي الحج فضلاً أنه يولد من جديد؛ فكما أن المولود يولد على الفطرة لم يرتكب ذنباً أو خطيئةً ؛ فكذلك الحاج !! فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ “(متفق عليه) .

فالذي أكرمه بحج بيت الله الحرام قد جمع بين ثوابي الدنيا والآخرة؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ” . (متفق عليه) .

وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ؛ وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الْجَنَّةُ” (الترمذي وابن ماجة والنسائي) ؛ فهو قد جمع بين ثواب الدنيا من الغنى ونفي الفقر والذنوب؛ وبين ثواب الآخرة وهو الجنة؛ وهل هناك أعظم من ذلك في الدنيا والآخرة ؟!!

فالحج بذلك يهدم ما كان قبله من المعاصي والذنوب:

فَعَن عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ: لَمَّا جعل اللهُ الإسلامَ في قلبي أتيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقلتُ: يا رسولَ اللهِ ابسُطْ يمينَك لأبايعَك؛ فبسط يدَه فقبضْتُ يدي. فقال: مالك يا عَمرو؟ ! . قال: أردتُ أن أشترطَ . قال : تشترطُ ماذا ؟ قال: أن يُغفَرَ لي . قال : أما علمتَ يا عَمرو ! أنَّ الإسلامَ يهدِمُ ما كان قبلَه ، وأنَّ الهجرةَ تهدِمُ ما كان قبلَها ، وأنَّ الحجّ يهدِمُ ما كان قبلَه ؟ ! .( مسلم)

وعن أنس بن مالك قال : ” وقف النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعرفاتٍ وقد كادت الشَّمسُ أن تَؤوبَ فقال: يا بلالُ أنصِتْ لي النَّاسَ. فقام بلالٌ فقال: أنصِتوا لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فأنصت النَّاسُ فقال: معشرَ النَّاسِ أتاني جبرائيلُ عليه السَّلامُ آنفًا فأقرأني من ربِّي السَّلامُ وقال: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ غفر لأهلِ عرفاتٍ وأهلِ المَشعَرِ وضمِن عنهم التَّبِعاتِ. فقام عمرُ بنُ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه فقال: يا رسولَ اللهِ هذا لنا خاصَّةً؟! قال: هذا لكم ولمن أتَى من بعدِكم إلى يومِ القيامةِ. فقال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه: كثُر خيرُ اللهِ وطاب. ” ( الترغيب والترهيب للمنذري ؛ وقال: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما).

وعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ”: مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ؛ وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنْ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ؛ إِلَّا مَا أُرِيَ يَوْمَ بَدْرٍ. قِيلَ وَمَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلَائِكَةَ.” (مالك والبيهقي).

كل هذه الأحاديث وغيرها تبين الثواب العظيم والمغفرة والرحمات والبركات لحجاج بيت الله الحرام وهذه أسمى المنافع وأعلاها .

سادساً: انجذاب الأفئدة إلى البلد الحرام:

فمن أعظم ما يختص به البلد الحرام من منافع انجذاب الأفئدة، وهوى القلوب وانعطافها ومحبتها لهذا البلدِ الأمين، فالقلوب تهوى إليه، والأفئدة تميل إليه؛ وهذا أثر دعوة إبراهيم عليه السلام حين قال: { رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ( البقرة: 37)  فجذبه للقلوب أعظم من جذب المغناطيس للحديد.

يقول القائل:                       مَحَاسِنُهُ هَيُولَى كُلِّ حُسْنٍ ……… وَمَغْنَاطِيسُ أفْئدَةِ الرِّجَالِ

فكم أنفق في حب مكة من الأموال والأرواح، ورضي المسافر لها شوقًا مفارقة الأهل والأحباب والأوطان، وتحمل في سفره صنوفًا من العذاب والمشقة والهوان، والسر في ذلك أن جعل بيته الحرام مثابة للناس؛ أي: يثوبون إليه على تعاقب الأعوام من جميع الأقطار، ولا يقضون منه وطرًا، بل كلما سافروا إليه ازدادوا شوقًا ومحبة إليه.

ولهذا أخبر سبحانه أنه مثابةٌ للناس، أي: يثوبون إليه على تعاقب الأعوام من جميع الأقطار، ولا يَقضون منه وطراً، بل كلما ازدادوا له زيارة، ازدادوا له اشتياقا.

لاَ يَرْجِعُ الطَّرْفُ عَنْهَا حِينَ يَنْظُرُها ……… حَتَّى يَعُود إلَيْهَا الطَّرْفُ مُشْتَاقاً

فلله كم لها مِن قتيل وسليبٍ وجريح، وكم أُنفِقَ في حبها من الأموال والأرواح، وَرَضِيَ المحب بمفارقةِ فِلَذِ الأكباد والأهل، والأحباب والأوطان، مقدِّماً بين يديه أنواع المخاوف والمتالف، والمعاطف والمشاق، وهو يستلذ ذلك كله ويستطيبه.

العنصر الثالث: المنافع الاجتماعية في الحج

عباد الله: وكما تكلمنا عن منافع الحج الدينية والإيمانية والأخلاقية ؛ فكذلك الحج فيه منافع اجتماعية سامية وجليلة تتمثل فيما يلي:

أولاً: التعاون والتراحم بين الحجيج : ففيه ترى التعاون والمواساة وحنو الغني على الفقير ؛ ورحمة القوي بالضعيف والكبير بالصغير ،

وفي هذا الجو المفعم بروح الأخوة والتلاحم والإيثار ؛ يراجع المرء نفسه ويتخذ من خلقه فيه خلقاً دائماً مع إخوان له طالما ضاق بهم في أماكن أقل ازدحاماً وتعباً ، وفقراء طالماً ضن عليهم بأقل مما أنفقه هنا.

ثانياً: المساواة بين الناس والتجرد من الفوارق الاجتماعية:

فالكل في صعيد واحد متجه إلى الله عز وجل بكل ذل وفقر وحاجة قد خلع الجاه والأوسمة والمناصب الدنيوية؛ فتذوب تلك الفوارق ولو إلى حين فيستفيد المسلمون من دروسها العبر والتوجيهات التربوية الفريدة . وقد وضَع النبي – صلى الله عليه وسلم – كلَّ شيء مِن أمر الجاهلية وعاداتها، ومنها:

القبلية والعصبية والطبقية ؛ فقال: ” ألا وإنَّ كل شيء مِن أمر الجاهلية موضوعٌ تحت قدميَّ هاتَين “، فكل شيء مِن أمر الجاهليَّة باطل، فالإسلام قد أبطَل أمور الجاهليَّة؛ فلا كِبر، ولا بطَر، ولا أشَر، ولا لوأْد البنات (دفنهنَّ أحياء)، ولا فضْل لقبيلةِ كذا على قبيلةِ كذا، ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح؛ وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَلاَ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ ، وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ ، وَلاَ أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ ، وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ ، إِلاَّ بِالتَّقْوَى”.( أحمد والطبراني والبيهقي وقال الهيثمي في المجمع: رجاله رجال الصحيح).

وهكذا قضى الحج على كل صور العنصرية والطبقية والنعرات التي كانت سائدة في المجتمع الجاهلي؛ وحل محلها روح المساواة والحب والألفة والمودة والرحمة .

ثالثاً: الصبر وتحمل المشاق:

في الحج تعويد للمسلم على الصبر والتحمل حيث المشقة الجسدية خلال أداء الفريضة والتنقل بين المشاعر وما يتطلبه من المشي لمسافات طويلة والرمي والطواف والنحر وغير ذلك.

رابعاً: وحدة الأمة : فالحج يبرز وحدة المسلمين وقوتهم ونظامهم مما يرغب غير المسلمين للدخول فيه، كما أن فيه زرعاً للرهبة في قلوب أعداء الإسلام والحاقدين عليه؛ فالحج مؤتمر ديني كبير فيه يجتمع المسلمون من كل بقاع الأرض لتأدية هذه العبادة العظيمة فتمتلئ بهم الجبال والسهول ، وتسيل بهم البطاح والأودية في موكب مهيب هتافهم واحد رغم اختلاف الأجناس والألسنة فالكل يردد: ” لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك “؛ فتظهر بذلك مقومات وحدة هذه الأمة في تلاحمها وتآزرها وعبادتها ولغتها ، وهي العناصر الأساسية التي تحفظ للأمة قوتها وسيادتها وهيبتها بين الأمم .

خامساً: التعارف والتآلف :

فالحج فرصة للتعارف والتآلف بين الناس على اختلاف لغاتهم وأشكالهم وأجناسهم ؛ وكم من علاقات اجتماعية قامت في رحلة الحج ووثقت هذه العلاقات بميثاق النسب والزواج بعد تبادل الزيارات بين الطرفين ؛ وهذه غاية عظمى من غايات الحج ؛ ومقصد أسمى من مقاصده ومنافعه السامية ؛ وهذا تصديق لقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } . (الحجرات13) .

سادساً : قضاء الحوائج أولى من حج النافلة:

فمن أهم منافع الحج قضاء الحوائج ؛ فمن تكرر له الحج والعمرة مرات عديدة وبجواره فقراء محاويج؛ فإن قضاء حوائجهم أولى من حج النافلة؛ وحسبنا أن نذكر هنا بما جاء على لسان الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عندما قال: « يكثر الناس فى آخر الزمان من الحج بلا سبب يهون عليهم السفر ويبسط لهم فى الرزق، فيهوى بأحدهم بعيره بين الرمال والقفار، يضرب فى الأرض وجاره إلى جنبه مأسور لا يواسيه ».

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فالمسلمون هذه الأيام يعانون ويلات الأزمات والأمراض ما ظهر منها وما بطن، ولا يجدون من يشد أزرهم ويخفف عنهم آلامهم، فهناك طالب العلم الفقير ذو الحاجة الذي لا يجد من يؤازره والنتيجة الحتمية فشل ذريع لمستقبله.

وهناك المساكين والفقراء الذين تعرفهم بسيماهم وهم لا يسألون الناس إلحافاً ولا يجدون من يسد جوعتهم ويستر عورتهم، وتجاهلهم يعنى فتح الطريق أمامهم إلى عالم الجريمة والرذيلة، وهناك من المسلمين مستضعفون قابضون على دينهم مدافعون عن الأرض والعرض والمقدسات، لا يجدون من يمد إليهم يد المعونة والنصرة ولو بالطعام والشراب، وإن كنا مأمورين بالقتال معهم جنباً إلى جنب لا سيما وقد دخل العدو ديار المسلمين، وهناك أرامل الشهداء وأبناؤهم، مات عائلهم ومن كان ينفق عليهم ولم يعد لهم في هذه الحياة يد حانية تمسح عنهم آهات الدهر وآلامه، فكل هؤلاء أولى عند الله عز وجل من تكرار الحج والعمرة بلا داع، اللهم إلا محاولة إشباع عاطفة لا محيص من وصفها بالأنانية المفرطة، والإغراق في حب الذات.

 وها هى تلك الحقيقة يرسيها جلية هذا المتصوف الزاهد «بشر بن الحارث» عندما جاءه رجل وقال له:

يا أبا نصر إني أردت الحج وجئتك أستوصيك فأوصنى. فقال له: كم أعددت من نفقة الحج؟ قال: ألفى درهم. فقال له: هل تريد الحج تزهداً أم اشتياقاً إلى البيت أم ابتغاء مرضاة الله؟ قال: والله ابتغاء مرضاة الله. فقال له:

هل أدلك على ما تحقق به مرضاة ربك وأنت في بلدك وبين عشيرتك، تعطى هذه الدراهم عشرة أنفس: فقيراً ترمم فقره، ويتيماً تقضى حاجته، ومديناً تقضى عنه دينه، ومعيلا تخفف عنه أعباء عياله، ولو أعطيتها واحدًا لتسد بها حاجته فهو أفضل. وهل هناك أسمى من أن يطعم المسلم جائعاً أو يداوى مريضاً أو يأوى مشرداً أو يكفل يتيماً أو يقضى حاجة أرملة، خاصة إن كان كل هؤلاء من المدافعين عن المقدسات والأوطان. وصدق الله تعالى حيث يقول: « أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ» «التوبة:19».

وهناك قصة أخرى ذكرها ابن كثير في البداية والنهاية يقول:

” خرج عبد الله بن المبارك مرة إلى الحج فاجتاز ببعض البلاد فمات طائر معهم فأمر بإلقائه على مزبلة هناك، وسار أصحابه أمامه وتخلف هو وراءهم، فلما مر بالمزبلة إذا جارية قد خرجت من دار قريبة منها فأخذت ذلك الطائر الميت ثم لفته ثم أسرعت به إلى الدار، فجاء فسألها عن أمرها وأخذها الميتة، فقالت أنا وأخي هنا ليس لنا شئ إلا هذا الإزار، وليس لنا قوت إلا ما يلقى على هذه المزبلة، وقد حلت لنا الميتة منذ أيام، وكان أبونا له مال فظلم وأخذ ماله وقتل. فأمر ابن المبارك برد الأحمال وقال لوكيله: كم معك من النفقة ؟ قال: ألف دينار. فقال: عد منها عشرين دينارا تكفينا إلى بلادنا وأعطها الباقي؛ فهذا أفضل من حجنا في هذا العام، ثم رجع.” أ.ه

ومع ذلك قد كتب الله له أجر الحج كاملاً – وهو في بيته – فالأعمال بالنيات، فإن الله يجازيك بنيتك خيراً ويكتب لك أجر حجة كما قال صلى الله عليه وسلم: ” إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى “.(متفق عليه).

فكم من أناس في بيوتهم كتب لهم أجر الحج كاملا دون نقصان، وكم من أناس حجوا مرات عديدة رياءً وسمعةً لا يتقبل الله منهم.

العنصر الرابع: المنافع الاقتصادية في الحج

لا شك أن للحج منافع اقتصادية عظيمة تعود على الفرد والمجتمع تتلخص فيما يلي:

أولاً: أن الحج موسم تجارة وحصاد عالمي:

 حيث المكان الذي تجبى إليه ثمرات كل شيء كما نطق به قوله تعالى:{ وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } (القصص: 57) . فهو المكان الذي تجتمع فيه خيرات الأرض كلها ويتبادل الحجيج فيه منافع التجارة ويعقدون الصفقات المربحة.

ويبدو من السياق الكريم والأحاديث النبوية أن الحج قد عرفته العرب سوقاً عالميةً ومعرضاً للإنتاج والحصاد السنوي ؛ فلما أمروا بالحج على ما شرعه الله تحرجوا مما كانوا يزاولونه في هذا الموسم من أمور التجارة ؛ ورغبوا أن يكون موسماً خالصاً للذكر والدعاء فجاء القرآن ليرفع ذلك الحرج الكامن في نفوسهم من كل ما هو موروث جاهلي فقال تعالى: { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ } (البقرة: 198)  ، فَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :”  كَانَتْ عُكَاظُ وَمَجَنَّةُ وَذُو الْمَجَازِ أَسْوَاقًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؛ فَتَأَثَّمُوا أَنْ يَتَّجِرُوا فِي الْمَوَاسِمِ فَنَزَلَتْ :{ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ }فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ ” . ( البخاري ) .

 

وعن أَبِي أُمَامَةَ التَّيْمِيِّ قَالَ : كُنْتُ رَجُلًا أُكَرِّي فِي هَذَا الْوَجْهِ ؛ وَكَانَ نَاسٌ يَقُولُونَ لِي: إِنَّهُ لَيْسَ لَكَ حَجٌّ . فَلَقِيتُ ابْنَ عُمَرَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي رَجُلٌ أُكَرِّي فِي هَذَا الْوَجْهِ ؛ وَإِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ لِي إِنَّهُ لَيْسَ لَكَ حَجٌّ ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَلَيْسَ تُحْرِمُ وَتُلَبِّي وَتَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَتُفِيضُ مِنْ عَرَفَاتٍ وَتَرْمِي الْجِمَارَ ؟ قَالَ قُلْتُ: بَلَى . قَالَ: فَإِنَّ لَكَ حَجًّا . جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنْ مِثْلِ مَا سَأَلْتَنِي عَنْهُ ؛ فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُجِبْهُ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ } ؛  فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَرَأَ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ ؛ وَقَالَ: لَكَ حَجٌّ ” . ( أبو داود والحاكم وصححه ) .

ولكننا من خلال هذه الآية وما ذكر في سبب نزولها نشعر بأن الإذن في التجارة في مواسم الحج كأنه قد ضيق مسلكه:

بحيث لا ينبغي أن يكون على حساب تأدية المناسك والذكر والدعاء في هذه الأماكن والأوقات التي هي ظرف لذلك ؛ فالتعبير برفع الحرج في الآية  وقول النبي  صلى الله عليه وسلم :” لك حج “،كالظاهر في أن ذلك ليس هو الأصل الذي تقصد له هذه العبادة ؛ وإن كان يأتي تبعاً بما لا يخل بهذه العبادة ومناسكها المحددة المعلومة .

 وقد شوهد في الأزمنة الأخيرة من حضر هذه المواسم فوقف بعرفات ؛ وبات بالمزدلفة ؛ وفاض منها إلى منى ولم يحرم بحج ؛ وإنما خرج لمنافع التجارة ؛ فكأنه في حسه قد قيل: ( ليس عليكم جناح أن تبتغوا حجا )!!!.

ثانياً : خلق فرص عمل داخلية وخارجية : فنحن نعلم أن فريضة الحج قائمة على الاستطاعة البدنية والمالية ؛ ولا شك أن شعيرة الحج تخلق فرصاً اقتصاديةً عظيمةً ؛ فشركات السياحة والطيران والسفارات والدول ؛ وخدمات الحجاج والفنادق والمطاعم وغيرها ؛ كل هذه منافع اقتصادية تعود على الأفراد والدول بالخير والنفع العظيم ؛ وخلق فرص عمل لقطاع عريض من الناس .

ثالثاً: تبادل الخبرات الاقتصادية بين الدول:

ومع هذا كله فإننا نتطلع إلى اليوم الذي يحس فيه رجال التجارة والاقتصاد الإسلامي بأهمية هذا الموسم ؛ فيتخذون منه مناسبات للاجتماع والتشاور في كل ما من شأنه أن يرفع من اقتصاديات أمتهم ؛ ويرون في ذلك من التعبد ما يرونه في تأدية المناسك ؛ فإن حياة المسلم كلها عبادة إن هو أخلص فيها النية لله:{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} . (الأنعام: 162 ؛ 163) .

 وبعد أيها المسلمون: هذه هي منافع الحج العظيمة المتنوعة ؛ وفوق كل ذلك فالحج مدرسة تربوية عظيمة ؛ تربي المسلم روحياً وجسدياً وعقلياً وأخلاقياً واجتماعياً وعلمياً ؛ بل إنه تربية اقتصادية، فيعود المسلم من حجه وقد نال خيري الدنيا والآخرة .

نسأل الله أن يرزقنا جميعاً حج بيته الحرام ؛؛

  الدعاء،،،،،                                                      وأقم الصلاة،،،،،

كتب المنافع العامة في الحج : خادم الدعوة الإسلامية

د / خالد بدير بدوي

 

 

_____________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »