مقالات وأراء

الدكتور حسام شاكر يكتب: قلوبنا تنفطر حزنا مع الإندونيسيين

إن الغريب إذا ينادي موجعا عند الشدائد كان غير مجاب
فإذا نظرت إلى الغريب فكن به متراحما لتباعد الأحباب
أكثر من ١٥ ساعة يقطعها طلاب جنوب شرق آسيا للدراسة في مصر حيث الأزهر الشريف تفارق الفتاة أسرتها وتتحمل معاناة السفر والغربة في سبيل العلم وتمكث عدة أعوام بعيدة عن أهلها وأعرف الكثير منهن يظلون مايقرب من خمس سنوات لايسافرن إلا مرة ، وإذا كان الشاب يعاني من الغربة فمابالنا بالفتيات، وينتظر الأهل في شوق ولهف وترقب أبنائهم وبناتهم حتى يعودوا لبلادهم ، وتكون الفاجعة عندما يسمع الأب وتفجع الأم بخبر وفاة فلذة الكبد التي لم تراها منذ سنوات ويزداد الحزن عندما تكون الوفاة في حادثة …

آلمني كما يؤلمك أيها القارئ الأب والأخ خبر وفاة فاطمة درسان الطالبة بالأزهر فقد لقيت مصرعها إثر اصطدام سيارة بها وقد كانت رحمها الله نعم الطالبة رأيت نعيها على صفحات أحد الشيوخ بأنها كانت من المواظبين على حفظ القرآن وأحاديث رسول الله ورأيتها في حفل افطار الطلاب الوافدين الخميس الماضي وهي تنشد مع زميلاتها في قاعة المؤتمرات ثم فوجئت بالأصدقاء الإندونيسيين يخبروني بوفاتها .

رحمها الله وجعل جهادها في طلب العلم ووفاتها في هذه الأيام المباركة في ميزان حسناتها وصبر أهلها فمما ابتلى به الله العباد فرقة الأحباب وهاهي الدنيا فمن كانت منيته في أرض فلن يموت في أرض سواها .

فاللهم اختم لنا بالباقيات الصالحات أعمالنا وتوفنا وأنت راض عنا ويسر لطلاب العلم أمورهم وارفق بهم إنك ولي ذلك والقادر عليه .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »