أخبار مهمةالأزهرعاجل

“أرض الله واسعة”.. إصدار داعش الجديد الذي يؤكد صحة دراسات مرصد الأزهر

  تابع مرصد الأزهر بالرصد والدراسة والتحليل الإصدار المرئي الجديد الذي نشره تنظيم “داعش” الإرهابي بتاريخ 4 مارس 2018م، تحت عنوان “أرض الله واسعة”.

 

ويحمل هذا الإصدار في طياته دعوة ورسالة ضمنية لأتباع هذا التنظيم بالهجرة إلى أرض الخلافة الجديدة “ولاية خراسان (أفغانستان)”، بعد أن ضاقت بهم معاقل التنظيم الرئيسة في كل من سوريا والعراق، عقب سلسلة الهزائم المتتالية التي مُني بها التنظيم وتسببت في تفكك عناصره وتشتتهم.

 

ويعد هذا المقطع المصور بعثًا جديدًا لروافد التنظيم الذين تشتتوا في بؤر إرهابية عديدة لينضموا إلى فرع التنظيم في أفغانستان؛ محاولة منهم لتجميع قوى التنظيم المتهالكة وإعادة هيكلته.

 

ومن أهم ما جاء في هذا الإصدار، التأكيد على حياة زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي، واستمرارية وبقاء هذا التنظيم.

 

كما وعد التنظيم أتباعه في هذا الإصدار بنشر رايات الخلافة على الأرض قاطبة، متوعدين أعداء الخلافة ممن وصفوهم بالكفر والردة، بالقتل والذبح. تجدر الإشارة إلى أن مرصد الأزهر قد سبق وأعد دراسة بتاريخ 21 فبراير 2018م تحت عنوان “أين ذهبت عناصر داعش؟” تنبأ فيها بفرار عناصر داعش بعد سقوط معاقلهم في سوريا والعراق إلى دول كثيرة تأتي أفغانستان في مقدمتها حيث تُمثل مناخًا مناسبًا لتنظيم داعش؛ إذ تتشابه مع العراق وسوريا في وجود تنوع طائفي، وهو الأمر الذي يُمكن عناصر التنظيم الإرهابي من اللعب على وتر الطائفية، وبالتالي إيجاد تربة خصبة للقيام بعملياتهم الإرهابية والتمركز هناك.

 

وانتهى المرصد في دراسته أن الفارين إلى أفغانستان من مقاتلي التنظيم الداعشي ربما قد يصل عددهم إلى عشرة ألاف مقاتل، وهذا ما يؤكده ممثل روسيا في أفغانستان “زامير قابولوف”، الذي قال في تصريحات له – وفقًا لما ذكرته صحيفة «تايم ترك»-: “إن روسيا كانت من أوائل الدول التي حذرت من ارتفاع عدد الدواعش في أفغانستان”، مشيرًا إلى أن: “قوة تنظيم داعش قد ازدادت في أفغانستان خلال الفترة الأخيرة”.

 

ومن المفارقات التي وثقها المرصد تغير أيدولوجيات التنظيم حيث انتقلت وجهته من الشام إلى أفغانستان، وهذا مخالف للقناعات الفكرية لتنظيم “داعش” حيث إن الرؤية العقدية لأتباع هذا التنظيم تؤمن بقيام الخلافة من أرض الشام، إلا أن خسارتهم الفادحة في المعارك التحريرية في سوريا والعراق جعلتهم يتجاوزون هذه القناعة مؤقتًا كتدابير انتقالية لحين قدرتهم على العودة إلى أرض الشام مرة أخرى – حسب قناعاتهم.

 

أمر آخر تجدر الإشارة إليه، أن الصراع الدائر في أول الأمر سيكون بين أتباع تنظيم “داعش” وبين أتباع “القاعدة” إذ إن الفوارق العقدية بينهما كبيرة، ففي حين يكفر داعش الأفراد والمؤسسات والحكومات والجيوش والشعوب، وبالتالي يستحل قتلهم، نجد على خلاف ذلك “القاعدة”؛ فهي لا تكفر إلا القيادات والحكام ولا ترى استحلال دماء الأفراد إلا بشروط وفي ظروف ضيقة.

 

ومما هو معروف أن “أفغانستان” كانت ولا تزال المعقل الأهم في تاريخ “القاعدة” العسكري، فمنه نشأت وفيه قاتلت، وسيتواجه التنظيمان عسكريا على تلك الأرض لبسط النفوذ والسطوة، وكالعادة فأرواح الأبرياء هي الخاسر الأكبر.

 

ويؤكد المرصد أنه يتابع بدقة عالية عبر مجهره النافذ كل تحركات هذه التنظيمات الإرهابية بالرصد والتحليل، بل ويعمل على مكافحتها، قيامًا منه برسالته في دحر التطرف والإرهاب، وفضح حيله وألاعيبه.

 

وفي هذا السياق، يناشد المرصد المعنيين بالأمر أن يأخذوا بعين النظر والاعتبار ما يعده مرصد الأزهر من دراسات وأبحاث دقيقة في مجال مكافحة التطرف والإرهاب، للاستفادة منها في حفظ أمن وأمان المواطنين ومساهمة في السلام العالمي.

وحدة الرصد باللغة العربية بالأزهر الشريف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »