خطبة بعنوان: ” حسن الخاتمة بين الاجتهاد والتوفيق”، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 24 من ذي الحجة 1438هـ الموافق 15 سبتمبر 2017م
خطبة بعنوان: ” حسن الخاتمة بين الاجتهاد والتوفيق”، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 24 من ذي الحجة 1438هـ الموافق 15 سبتمبر 2017م.
لتحميل الخطبة بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل الخطبة بصيغة pdf أضغط هنا.
ولقراءة الخطبة كما يلي:
عناصر الخطبة:
العنصر الأول: حرص الأنبياء والصالحين على حسن الخاتمة
العنصر الثاني: الأعمال بالخواتيم
العنصر الثالث: قصص حسن وسوء الخاتمة
العنصر الرابع: أسباب حسن وسوء الخاتمة
المقدمة: أما بعد:
العنصر الأول: حرص الأنبياء والصالحين على حسن الخاتمة
عباد الله: إن من أهم الأمور التي ينبغي على الإنسان أن يحرص عليها ويستعد لها ( حسن الخاتمة ).
وحسن الخاتمة : هو أن يُوفق العبد قبل موته للابتعاد عما يغضب الرب سبحانه ، والتوبة من الذنوب والمعاصي ، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير ، ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة ؛ فمَنْ وفَّقه الله تعالى للعمل الصَّالح في آخِر عمره وفي آخِر ساعةٍ من الأجَل؛ فقد كتب الله له حسنَ الخاتمة، ومَنْ خذَله الله فختَم ساعةَ أجلِه بعمل شرٍّ وذنبٍ يُغضِب الربَّ؛ فقد خُتِمَ له بخاتمةِ سوءٍ والعياذ بالله.
وقد حثَّنا الله تبارك وتعالى وأمرنا بالحرص على نَيْل الخاتمة الحسنة؛ فقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } [آل عمران: 102].
والسَّعيُ لحُسن الخاتمة غايةُ الصَّالحين، وهِمَّة العباد المتَّقين، ورجاء الأبرار الخائفين؛ ودعاء الأنبياء والمرسلين؛ قال الله تعالى: { وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } [البقرة: 132]، وقال تعالى في وصف أُولي الألباب: { رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ } [آل عمران: 193]، وقال تعالى عن التَّائبين: { رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِين } [الأعراف: 126]،.
عباد الله: إذا كان الأنبياء والمرسلون – مع علو مكانتهم وقدرهم عند الله – حريصين على حسن الخاتمة بهذه الكيفية وهذا الخوف؛ فكيف بنا نحن وقد أكلتنا الذنوب !! بل أكل بعضنا بعضاً ؟!!
بل انظروا إلى نبيكم -صلى الله عليه وسلم- كيف كان حريصاً على حسن الخاتمة وهو خاتم الأنبياء والمرسلين وكيف كان يدعو بطلبها ؟!!
فعن عبدالله بن عمرٍو رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: ” إنَّ قلوبَ بني آدم كلَّها بين أصبعين من أصابع الرَّحمن كقَلبٍ واحد، يصرِّفُه حيثُ يشاء . ثم قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: اللَّهمَّ مصرِّفَ القلوب، صرِّف قلوبَنا على طاعتك”. (مسلم). فمَنْ وفَّقه الله لحُسن الخاتمة؛ فقد سَعِد سعادةً لا يشقى بعدها أبدًا، ولا كربَ عليه بعد ذلك التوفيق، ومَنْ خُتِم له بسوءِ خاتمةٍ؛ فقد خَسِر في دنياه وأُخْراه.
أيها المسلمون: لقد ضرب لنا سلفنا الصالح – رضي الله عنهم – أروع المثلة في الحرص على حسن الخاتمة؛ ومدى وخوفهم من سوء الخاتمة مع ما هم فيه من الزهد والورع والتقى؛ وأقف وقفة مع فاروق هذه الأمة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه – الذي قال فيه الشاعر محمود غنيم :
يا مـن يـرى عُـمَـراً تـكسـوه بُردَتُــه ……………………… والـزيـتُ إِدْمٌ لـهُ والـكـوخُ مـأواه
يـهـتـزُّ كـسـرى عـلى كُـرسِـيِّـه فَـَرقاً …………………….. مـن خـوفِـهِ ومـلوكُ الـرومِ تـخـشاه
ياربِّ فـابـعـثْ لنا مـن مِـثْـلِـهِـم نَـفَـراً …………………….. يُـشَـيِّـدُون لـنا مَـجـداً أضَـعـنـاه
يقف فاروق هذه الأمة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه – عند الجمرات في آخر حجة حجها ودعا الله بقلب صادق، وقال: ” اللهم ضاعت رعيتي، ورق عظمي، وشاب رأسي، ودنا أجلي، اللهم فاقبضني إليك غير مفرط ولا مفتون، اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك وموتة في بلد رسولك “.
شرطان: في سبيل الله، وفي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال له الصحابة: كيف تسأل الشهادة في المدينة ؟! ومن يسأل الشهادة يخرج إلى الثغور والقتال والأعداء.؟!! قال: هكذا سألت وأسأل الله أن يلبي لي ما سألت. وعلم الله أنه صادق مخلص: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69].. {فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ }[محمد:21] عاد إلى المدينة ، وامتدت له يد أبي لؤلؤة الآثمة في صلاة الفجر في أحسن بقعة وفي أحسن صلاة؛ فطعنه ثلاث طعنات وهوى صريعاً؛ وحمل على أكتاف الرجال وهو مطعون فما تذكر ولداً ولا زوجة ولا منصباً ولا وظيفة ولا داراً ولا مالاً، وقال عمر عندما علم بنفاذ الطعنة المجوسية اليهودية: الحمد لله الذي جعل نهايتي على يد رجل لم يسجد لله سجدة واحدة؛ وأخذت عيناه تهراق بالدموع وهو يقول: يا ليت أمي لم تلدني، يا ليتني ما عرفت الحياة، يا ليتني ما توليت الخلافة!!
تقول هذا وأنت الزاهد المجاهد الصادق، فكيف بنا نحن؟! كيف نلقى الله؟!
وهنا يدخل عليه علي أبو الحسن رضي الله عنه وأرضاه، فأثنى عليه، قال: يا علي ! والله الذي لا إله إلا هو وددت أني نجوت كفافاً لا لي ولا عليَّ. وأخذ عمر – رضي الله عنه – يقول لابنه عبد الله : انزع المخدة من تحت رأسي وضع رأسي على التراب علَّ الله أن يرحمني. رحمك الله وأسكنك الله الرضوان ورفع منزلتك يوم يتقبل الله من الصادقين:{ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا ويَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ}. هنيئاً لك، السعادة إن شاء الله وشهادة الرسول عليه الصلاة والسلام.
وهذا ذو النورين عثمان – رضي الله عنه – إذا ذكر القبر بكى حتى يجلس، فعَنْ هَانِئٍ ، مَوْلَى عُثْمَانَ ، قَالَ : كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ يَبْكِي حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ ، فَقِيلَ لَهُ : تَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ ، وَلاَ تَبْكِي ، وَتَبْكِي مِنْ هَذَا ؟ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : ” إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنَازِلِ الآخِرَةِ ، فَإِنْ نَجَا مِنْهُ ، فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ ، فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ : مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلاَّ وَالْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ ” ( أحمد وابن ماجة والترمذي والحاكم وصححه). فالقبر منزل -والله- موحش، لا صديق، لا حبيب، لا زوجة، لا ولد، إلا العمل الصالح، تركوا ما تركوا، واستجوبوا فما نطقوا، وودعوا فإما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.
أحبتي في الله: لقد كان السَّلف الصَّالح رضي الله عنهم يخافون سوءَ الخاتمة أشدَّ الخوف؛ قال البخاريُّ في “صحيحه”: “قال ابن أبي مُلَيْكَة: أدركتُ ثلاثينَ من الصَّحابة، كلُّهم يخاف النِّفاقَ على نفسه”، وقال ابن رجب: “وكان سفيان الثوريُّ يشتدَّ قلقُه وخوفُه من السَّوابق والخواتم؛ فكان يبكي ليلة إلى الصباح ، فقيل له : أبكاؤك هذا على الذنوب ؟ فأخذ تبنة من الأرض وقال : الذنوب أهون من هذه ؟ إنما أبكي خوف الخاتمة . وقال عطاء الخفاف : ما لقيت سفيانَ إلا باكياً فقلت : ما شأنك ؟ وقال : أتخوف أن أكون في أم الكتاب شقياً ، ويبكي ويقول: أخاف أن أُسلَبَ الإيمانَ عند الموت”، وقال بعضُ السَّلف: “ما أبكى العيونَ ما أبكاها الكتابُ السَّابق”، وقد قيل: “إنَّ قلوبَ الأبرار معلِّقَةٌ بالخواتيم؛ يقولون: بماذا يُختَم لنا؟ وقلوبُ المقرَّبين معلَّقةٌ بالسَّوابق؛ يقولون: ماذا سبَق لنا؟”، وكان مالك بن دينار – رحمه الله – يقوم ليلَه ويقول: “يا ربِّ، قد علمتَ ساكنَ الجنَّة والنَّار؛ ففي أيِّ منزلٍ مالك؟”[جامع العلوم والحكم].
وهذا سهل التستري يقول: خوف الصديقين من سوء الخاتمة عند كل خطرة وعند كل حركة؛ وهم الذين وصفهم الله إذ قال: ( وقلوبهم وجلة ) . وكلام السَّلف في الخوف من سوء الخاتمة كثيرٌ لا يتسع المقام لذكره ويكفي القلادة ما أحاط بالعنق.
العنصر الثاني: الأعمال بالخواتيم
عباد الله: إن الإنسان في هذه الدنيا يخلط بين الأعمال الصالحة والطالحة؛ ولكن العبرة بالخواتيم؛ ولأهمية الخواتيم عنوَنَ لها الإمام البخاري باباً في صحيحه فقال: ( باب الأعمال بالخواتيم وما يخاف منها ) ؛ وذكر فيها حديثاً لرجلٍ قاتل في أرض المعركة؛ وكانت رقاب الأعداء تتطاير تحت سيفه؛ ومع ذلك ختم الله له بسوء؛ ومات منتحراً لأنه جُرِحَ ولم يصبر على الجرح؛ فقتل نفسهّ!! فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ يُقَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ الْمُسْلِمِينَ غَنَاءً عَنْهُمْ؛ فَقَالَ:” مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا”؛ فَتَبِعَهُ رَجُلٌ فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى جُرِحَ فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ؛ فَقَالَ بِذُبَابَةِ سَيْفِهِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ فَتَحَامَلَ عَلَيْهِ حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ فِيمَا يَرَى النَّاسُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ فِيمَا يَرَى النَّاسُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؛ وَإِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا”(البخاري).
وقد نبهنا صلى الله عليه وسلم إلى أهمية حسن الخاتمة والحرص عليها فقال: ” إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا ؛ وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا.”(متفق عليه)
وقد يقول قائل كيف أموت على طاعة؟!! والجواب في حكمة أبي حازم سلمة بن دينار: كل ما لو جاءك الموت عليه فرأيته خيراً فالزمه ، وكل ما لو جاءك الموت عليه فرأيته شراً فاجتنبه. أي: إذا أردت أن تموت على طاعة فالزمها؛ وإن كرهت الموت على معصية فاتركها!!!
أحبتي في الله: إن الإنسان لو عاش على الطاعة وداوم عليها فإن الله الكريم يستحي أن يقبضه على معصية. قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} أي: ” حافظوا على الإسلام في حال صحتكم وسلامتكم لتموتوا عليه، فإن الكريم قد أجرى عادته بكرمه أنه من عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بُعث عليه، فعياذًا بالله من خلاف ذلك.”
فالإنسان الذي يداوم على الطاعة وأصبحت سجيةً له يستعمله الله – عز وجل- في عمل الخير عند خاتمته؛ بل ويعسله كما جاء في الحديث؛ فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ:”إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَّلَهُ”، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ، وَمَا عَسَّلَهُ؟ قَالَ:”يُفْتَحُ لَهُ عَمَلا صَالِحًا، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ”. ( أحمد والحاكم والطبراني بسند صحيح)؛ وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :”إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ؛ فَقِيلَ: كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ”( أحمد والحاكم والطبراني والترمذي وصححه).
بداية الصفحة وآخرها..
أحبتي في الله: ونحن في استقبال عام هجري جديد علينا أن نبدأ صفحته بطاعة ونختمها بطاعة فالعبرة بالبداية والخاتمة.
فابدأ يومك .. ابدأ شهرك .. ابدأ عامك .. بطاعة واختمه بطاعة، فالبدايات والخواتيم عليها مدار الفوز والخسارة .. ابدأ يومك بصلاة فجر أو قيام سحر، واختمه بنوم على سلامة صدر وطهارة بدن، ابدأ عامك الهجري بطاعة واختمه بطاعة؛ فلو كان أول سطر في صحيفتك خيرا وآخر سطر فيها خيرا لمحا الله لك ما بينهما، وأنا أستبشر هنا ببشارة حبيبنا صلى الله عليه وسلم؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ:” الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ؛ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ؛ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ؛ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ” ( مسلم ).
وإذا كان كتاب عمرك أول سطر فيه أذانٌ قرع أذنك عقب ولادتك، فاستبشر بأن يكون آخر سطر فيه إن شاء الله كلمة التوحيد ينطق بها لسانك، لتكون جواز عبورك إلى الجنة.
العنصر الثالث: قصص حسن وسوء الخاتمة
أحبتي في الله: تعالوا لنقف مع حضراتكم في هذا العنصر مع صور حسن وسوء الخاتمة؛ لنأخذ منها العظة والعبرة ترغيباً وترهيباً ؛ ليعيش الإنسان بين الرجاء والخوف.
قصص حسن الخاتمة:
– مات ملبيا ويبعث ملبياً : فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ بَيْنَمَا رَجُلٌ وَاقِفٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَةَ إِذْ وَقَعَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَأَقْصَعَتْهُ أَوْ قَالَ فَأَقْعَصَتْهُ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ وَلَا تُحَنِّطُوهُ وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا” ( متفق عليه ).
– مات وهو ساجد: روي أن عامر بن عبد الله رجل من الصالحين، كان مؤذناً في أحد المساجد، وكان منزله قريباً من المسجد الذي كان يؤذن فيه، فمرض ذات يوم مرضاً أقعده عن الصلاة أياماً، فجاء إليه أصحابه لزيارته فسمع المؤذن يؤذن فقال لأصحابه: خذوني إلى المسجد، فقالوا: لقد أعذرك الله، فقال: سبحان الله، أسمع النداء ولا أجيبه؟ فحملوه إلى المسجد فلما سجد كانت السجدة الأخيرة له ووقع فمات.
ونحن جميعا نعلم أن فضيلة الشيخ كشك – رحمه الله – عرضت عليه المناصب داخل مصر وخارجها فرفضها ودعا الله قائلاً: اللهم أحيني إماما وأمتني إماما واحشرني وأنا ساجد بين يديك يا رب العالمين؛ ومات وهو ساجد !! وأمثلة من ماتوا ساجدين كثيرة وعديدة !!
– شهداء بورما وسيناء: ولا يفوتنا في هذا المقام أن نذكر حسن الخاتمة لشهدائنا الأبرار الذين اغتالتهم يد الغدر والخيانة في أرض سيناء الحبيبة؛ بل وفي أرجاء المعمورة كلها ؛ وكذلك شهداء المسلمين في بورما والذين استشهدوا بأيدي الأعداء على مرأى ومسمع من العالم كله؛ هؤلاء أجمعون يعدون من الشهداء لأنهم ماتوا دفاعاً عن دينهم وأهلهم ووطنهم؛ ويبعثون يوم القيامة على ما ماتوا عليه؛ اللون لون الدم والريح ريح المسك؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ؛ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ”. ( متفق عليه ). قال النووي : ” معناه يجري متفجرا أي كثيرا ، قال : والحكمة في مجيئه يوم القيامة كذلك أن يكون معه شاهد فضيلته وبذله نفسه في طاعة الله تعالى”. (شرح النووي).
عباد الله: إن حسن الخاتمة غاية عمل لها العاملون، وتنافس فيها المتنافسون وسعى نحوها الصالحون، من فاز بها فهو أسعد السعداء، ومن حُجبت عنه فهو أشقى الأشقياء.
قصص سوء الخاتمة:
– اشرب أنت ثم اسقني: روي أنه احتضر رجل ممن كان يجالس شرب الخمور، فلما حضره نزع روحه أقبل عليه رجل ممن حوله وقال: قل لا إله إلا الله، فتغير وجهه وتلبد لونه وثقل لسانه، فردد عليه صاحبه: يا فلان قل: لا إله إلا الله، فالتفت إليه وصاح: لا.. اشرب أنت ثم اسقني، ثم ما زال يرددها حتى فاضت روحه.
– مات مخموراً في الحمام: وأذكر لكم قصة واقعية في سوء الخاتمة بشرب الخمر حدثت في أحد المساجد الكبرى بالقاهرة ؛ حدثني بها إمام المسجد قائلا: بعد صلاة العشاء قام العمال بغلق أبواب ونوافذ المسجد؛ ودخل أحدهم الحمامات ليطفئ الأنوار؛ وإذا بأحد الحمامات مغلق من الداخل؛ فطرق الباب فلم يجبه أحد؛ فتسلق أحدهم الجدار ونزل الحمام وإذا بشاب في ريعان شبابه أخذ إبرة مخدرات ( مكس ) في كتفه وكانت الجرعة قوية شديدة عليه فمات في حينها ليلقى الله على هذه الحال!!!! وفرق كبير بين من يلقى الله مخموراً وبين من يلقاه ملبياً !!!
– قلبه معلق بالدنيا: لما نزل بأحدهم الموت واشتد عليه الكرب اجتمع حوله أبناؤه يودّعونه ويقولون له: قل: لا إله إلا الله، فأخذ يشهق ويصيح، فأعادوها عليه، فصاح بهم وقال: الدار الفلانية أصلحوا فيها كذا، والبستان الفلاني ازرعوا فيه كذا، والدكان الفلاني اقبضوا منه كذا، ثم لم يزل يردد ذلك حتى مات.
أحبتي في الله: لقد ذكر الإمام ابن القيم عدة مواقف لخاتمة السوء فقال:” أخبرني بعض التجار عن قرابة له أنه احتضر وهو عنده، وجعلوا يلقنونه لا إله إلا الله وهو يقول: هذه القطعة رخيصة، وهذا مشترٍ جيد، هذه كذا، حتى قضى ولم ينطق التوحيد!! وأخبرني من حضر عند وفاة أحد الشحاذين فجعلوا يقولون له: قل لا إله إلا الله؛ فجعل يقول: فلس لله.. فلس لله، حتى ختم بهذه الخاتمة!! وقيل لآخر كان يدمن الغناء: قل لا إله إلا الله، فجعل يهذي بالغناء ويقول: تاننا تنتنا، حتى مات!!! فكيف يوفَّق لحسن الخاتمة من أغفل اللهُ سبحانه قلبَه عن ذكره، واتّبَعَ هواه، وكان أمره فُرُطًا؟ فبعيدٌ من قلبٍ بعيدٍ من الله تعالى، غافلٍ عنه، متعبّدِ لهواه، أسيرٍ لشهواته؛ ولسانٍ يابسٍ من ذكره، وجوارحَ معطّلةٍ من طاعته مشتغلةٍ بمعصيته أن توفَّقَ للخاتمة بالحسنى.؟!! ( الداء والدواء).
عباد الله: هذه رسالة أوجهها لي قبلكم: إذا أردتم حسن الخاتمة فحافظوا على الطاعة والزموها؛ لأنكم ستموتون على ما كنتم تفعلونه وتداومون عليه – خيراً أو شراً – في دنياكم. اللهم بلغت اللهم فاشهد يا رب العالمين !!
العنصر الرابع: أسباب حسن وسوء الخاتمة
أحبتي في الله: تعالوا معنا لنقف في عنصرنا هذا حول الأسباب والعوامل المؤدية إلى حسن الخاتمة حتى نطبق ذلك عمليا في حياتنا اليومية.
أسباب حسن الخاتمة: هناك عدة أسباب تؤدي إلى حسن الخاتمة:
* من أعظمها: أن يلزم الإنسان طاعة الله: ورأس ذلك وأساسه تحقيق التوحيد، والحذر من ارتكاب المحرمات، والمبادرة إلى التوبة مما تلطخ به المرء منها، وأعظم ذلك الشرك كبيره وصغيره.
ومنها: الاستقامة على الطاعة: قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } [فصلت: 30].
ومنها: القدوم على الله بالأعمال الصالحة: فالمؤمن صاحب البضاعة الحسنة والأعمال الصالحة وما يحمله من حسنات؛ يفرح بلقاء الله والقدوم عليه؛ ويختم له بخير؛ فيحب لقاء الله. وعلى العكس من ذلك فإن العبد الطالح؛ صاحب المعاصي والبضاعة السوء؛ وما يحمله من آثام وذنوب يكره لقاء الله والقدوم عليه!! ويختم له بسوء ؛ لذلك يكره لقاء الله . فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ؛ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ” قَالَتْ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ: إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ! قَالَ:” لَيْسَ ذَاكِ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ.” ( متفق عليه )، قال النووي رحمه الله : ” معنى الحديث أن المحبة والكراهية التي تعتبر شرعا هي التي تقع عند النزع في الحالة التي لا تقبل فيها التوبة، حيث ينكشف الحال للمحتضر، ويظهر له ما هو صائر إليه “.
فالطاعة والعبادة دليل الحب والشوق للقدوم على الله والفرح بلقائه وحسن الخاتمة، والمعاصي والذنوب دليل البغض والكره والخوف من لقاء الله وسوء الخاتمة؛ قال سليمان بن عبد الملك لأبي حازم يا أبا حازم : كيف القدوم على الله عز وجل؟ فقال : يا أمير المؤمنين أما المحسن فكالغائب يأتي أهله فرحا مسرورا، وأما المسيء فكالعبد الآبق يأتي مولاه خائفا محزونا.
* ومنها: ملازمة الإيمان والتقوى لله: قال تعالى: { الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ؛ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (يونس: 63 ؛ 64)؛ ” قيل المراد بذلك: بشرى الملائكة للمؤمن عند احتضاره بالجنة والمغفرة كما في حديث البراء: “أن المؤمن إذا حضره الموت، جاءه ملائكة بيض الوجوه، بيض الثياب، فقالوا: اخرجي أيتها الروح الطيبة إلى روح وريحان، ورب غير غضبان. فتخرج من فمه، كما تسيل القطرة من فم السقاء”.(تفسير ابن كثير)؛ وقد أخبرنا الله – عز وجل – أنه يثبت المؤمنين الذين لازموا الإيمان بكلمة التوحيد وحسن الخاتمة؛ قال تعالي: { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} (إبراهيم: 27) . قال الإمام البغوي:” قوله تعالى: { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ } كلمة التوحيد، وهي قول: لا إله إلا الله { فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } يعني قبل الموت، { وَفِي الآخِرَةِ } يعني في القبر. هذا قول أكثر أهل التفسير.”أ.ه
* ومنها: أن يلح المرء في دعاء الله تعالى أن يتوفاه على الإيمان والتقوى: وأفضل الدعاء: اللهم أحيني على الإسلام وتوفني على الإسلام ؛ وألحقني بالصالحين ؛ اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أعمارنا أواخرها، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه؛ اللهم اختم بالباقيات الصالحات أعمالنا . وقد بيَّن المولى سبحانه أن حسن الخاتمة كان أمنية ودعاء الأنبياء والمرسلين؛ وقد ذكرنا أدلة ذلك في عنصرنا الأول.
* ومنها: أن يعمل الإنسان جهده وطاقته في إصلاح ظاهره وباطنه: وأن تكون نيته وقصده متوجهة لتحقيق ذلك، فقد جرت سنة الكريم سبحانه أن يوفق طالب الحق إليه، وأن يثبته عليه وأن يختم له به.
أسباب سوء الخاتمة
عباد الله: بعد أن عرفنا أسباب وعوامل حسن الخاتمة؛ نأتي الآن لنعرف أسباب وعوامل سوء الخاتمة حتى نحذر منها :
* فمنها: فساد الاعتقاد: فمن فسدت عقيدته ظهر عليه أثر ذلك حين خروج الروح في وقت هو أحوج إلى العون والتثبيت من الله تعالى.
* ومنها: الإقبال على الدنيا والتعلق بها: بحيث تكون الدنيا في قلبه لا في يده .
* ومنها: العدول عن الاستقامة والإعراض عن الخير والهدى.
* ومنها: الإصرار على المعاصي وإلفها: فإن الإنسان إذا ألف شيئا مدة حياته وأحبه وتعلق به، يهوى ذكره إليه عند الموت، ويردده حال الاحتضار في كثير من الأحيان؛ كما رأينا في عنصرنا السابق !! قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: ” إن الذنوب والمعاصي والشهوات تخذل صاحبها عند الموت، مع خذلان الشيطان له، فيجتمع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان، فيقع في سوء الخاتمة، قال تعالى: {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} (الفرقان: 29)؛ وسوء الخاتمة – أعاذنا الله منها – لا يقع فيها من صلح ظاهره وباطنه مع الله، وصدق في أقواله وأعماله، فإن هذا لم يسمع به، وإنما يقع سوء الخاتمة لمن فسد باطنه عقدا، وظاهره عملا، ولمن له جرأة على الكبائر، وإقدام على الجرائم ، فربما غلب ذلك عيه حتى ينزل به الموت قبل التوبة.” أ .هـ
أيها المسلمون: لأجل ذلك كان جديراً بالعاقل أن يحذر من تعلق قلبه بشيء من المحرمات، وجديرا به أن يلزم قلبه ولسانه وجوارحه ذكر الله تعالى، وأن يحافظ على طاعة الله حيثما كان، من أجل تلك اللحظة التي إن فاتت وخذل فيها شقي شقاوة الأبد.
عبادَ الله: اعملوا الصَّالحات، وجانبوا المحرَّمات، واجتهدوا في تحصيل أسباب حُسن الخاتمة، واحذَروا أسبابَ سوء الخاتمة، واجتهدوا فيما يُرضي ربَّكم؛ فكلٌّ ميسَّرٌ لما خُلِقَ له، وأحسنوا العمل، وأحسنوا الظنَّ بربِّكم، ولا يُسِئ المرء العملَ ويتمنَّى على الله الأماني، وفي الحديث عَنْ بُسْرِ بن أَرْطَاةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ :” اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتِي فِي الأُمُورِ كُلِّهَا ، وَأَجِرْنِي مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا ، وَعَذَابِ الآخِرَةِ ، وَقَالَ : مَنْ كَانَ ذَلِكَ دُعَاءَهُ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصِيبَهُ الْبَلاءُ “. [أحمد والطبراني وقال الهيثمي في المجمع: رجاله ثقات].
فاسعَوا رحمكم الله إلى تحصيل أسباب حسن الخاتمة ليوفِّقكم الله إلى ذلك، واحذروا أسبابَ سوء الخاتمة؛ فإنَّ الخاتمة السيِّئة هي المصيبةُ العظمى، والدَّاهيَة الكبرى، والكَسْر الذي لا ينجَبِر، والخسران المبين، والعياذ بالله من ذلك.
نسأل الله أن يختم بالباقيات الصالحات أعمالنا!!!!
الدعاء،،،، وأقم الصلاة،،،،، كتبه : خادم الدعوة الإسلامية
د / خالد بدير بدوي
علمنا الله واياكم ما ينفعنا وزادنا علما وتقبل منا. ختم لنا بخير