أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة خطبة الأسبوع ، خطبة الجمعة القادمة، خطبة الاسبوع، خطبة الجمعة وزارة الأوقافعاجل
خطبة بعنوان: بناء الأوطان وفضل الشهادة في سبيلها، للدكتور خالد بدير
خطبة بعنوان: بناء الأوطان وفضل الشهادة في سبيلها، للدكتور خالد بدير
لتحميل الخطبة بصيغة word أضغط هنا
لتحميل الخطبة بصيغة pdf أضغط هنا
ولقراءة الخطبة كما يلي:
عناصر الخطبة:
العنصر الأول: دور العمل والاستثمار في بناء الأوطان
العنصر الثاني: بناء الأوطان بين الواقع والمأمول
العنصر الثالث: من أنواع الشهداء ( الشهادة في سبيل الوطن )
العنصر الرابع: كرامات الشهداء وثمرات الشهادة في سبيل الله
المقدمة: أما بعد:
أيها المسلمون: تكلمنا مرارا وتكرارا عن العمل والأمل والإنتاج؛ كما تكلمنا قبل ذلك عن الشهادة في سبيل الله والوطن؛ وعدنا إليكم مرة أخرى – والعود أحمد – لنتكلم عن ذلك مرة أخرى من باب التذكير وليس من باب التكرير ؛ وعذرا لتكرار بعض العناصر والأدلة فهذا ما تقتضيه الحاجة وما يفرضه علينا الواقع!!! والحديث ينتظم مع حضراتكم حول العناصر الأربعة التالية-
العنصر الأول: دور العمل والاستثمار في بناء الأوطان
لقد حث الإسلام على السعي والاستثمار والكسب من أجل الرزق؛ قال تعالي: { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ } ( الملك: 15)
ويقرر الإسلام أن حياة الإيمان بدون عمل واستثمار هي عقيم كحياة شجر بلا ثمر ، فهي حياة تثير المقت الكبير لدي واهب الحياة الذي يريدها خصبة منتجة كثيرة الثمرات.
فالإسلام لا يعرف سناً للتقاعد، بل يجب على المسلم أن يكون وحدة إنتاجية طالماً هو على قيد الحياة، ما دام قادراً على العمل، بل إن قيام الساعة لا ينبغي أن يحول بينه وبين القيام بعمل منتج، وفي ذلك يدفعنا النبي صلى الله عليه وسلم دفعاً إلى حقل العمل والاستثمار وعدم الركود والكسل فيقول: ” إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليغرسها فله بذلك أجر” [ السلسلة الصحيحة – الألباني ]، كما حث الإسلام على اتخاذ المهنة للكسب مهما كانت دنيئة فهي خير من المسألة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:” لَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَتَصَدَّقَ مِنْهُ فَيَسْتَغْنِيَ بِهِ عَنْ النَّاسِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلًا أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ ذَلِكَ فَإِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا أَفْضَلُ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ” (الترمذي وحسنه)
لذلك كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يهتم بالعمل والاستثمار والترغيب فيه فيقول: ما من موضع يأتيني الموت فيه أحب إلىَّ من موطن أتسوق فيه لأهلي أبيع وأشتري، وكان إذا رأي فتى أعجبه حاله سأل عنه: هل له من حرفة ؟ فإن قيل : لا. سقط من عينيه .وكان إذا مدح بحضرته أحد سأل عنه: هل له من عمل؟ فإن قيل: نعم .قال: إنه يستحق المدح. وإن قالوا: لا. قال: ليس بذاك.وكان يوصي الفقراء والأغنياء معاً بأن يتعلموا المهنة ويقول تبريرا لذلك: يوشك أن يحتاج أحدكم إلى مهنة، وإن كان من الأغنياء.
وكان كلما مر برجل جالس في الشارع أمام بيته لا عمل له أخذه وضربه بالدرة وساقه إلى العمل والاستثمار وهو يقول: إن الله يكره الرجل الفارغ لا في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة.”(إحياء علوم الدين – الإمام أبو حامد الغزالي)، ومما أثر عن لقمان الحكيم أنه قال لابنه :” يا بني استغن بالكسب الحلال عن الفقر فإنه ما أفتقر أحد قط إلا أصابه ثلاثُ خصال: رقةُ في دينه، وضعفٌ في عقله، وذهاب مروءته”. ومما أوصى به قيس بن عاصم أولاده : “عليكم بالمال واصطناعه فإنه منبهةُ الكريم، ويستغنى به عن اللئيم، وإياكم والمسألة فإنها آخر كسب الرجل.”، وقال عمر رضي الله عنه: “مكسبةُ في دناءة خيرٌ من سؤال الناس.” ، وعنه رضي الله عنه قال:” إن الله خلق الأيدي لتعمل فإن لم تجد في الطاعة عملا وجدت في المعصية أعمالا “. وكان سعيد بن المسيب رحمه الله يتاجر بالزيت ويقول: والله ما للرغبة في الدنيا ولكن أصونُ نفسي وأصل رحمي.”، وكان إبراهيم بن أدهم إذا قيل له : كيف أنت ؟ قال : بخير ما لم يتحمل مؤنتي غيري؛ وقال أبو قلابة لرجل : لأن أراك تطلب معاشك أحبَّ إلى من أن أراك في زاوية المسجد. وروي أن الأوزاعى لقي إبراهيم بن أدهم رحمهم الله وعلي عنقه حزمة حطب، فقال له: يا أبا إسحاق إلى متى هذا ؟! إخوانك يكفونك ، فقال : دعنى عن هذا يا أبا عمرو ، فإنه بلغني أنه من وقف موقف مذلة في طلب الحلال وجبت له الجنة. وقال أبو سليمان الدارني : ليس العبادة عندنا أن تصف قدميك وغيرك يقوت لك ؟ ولكن ابدأ برغيفيك فأحرزهما ثم تعبد)( إحياء علوم الدين)
عباد الله: إن القلب ليحزن حينما يري الشباب وهم في أعز قواهم العقلية والجسدية ومع ذلك يفني الشباب قوته وشبابه في الفراغ وفي كل ما حرم الله تبارك وتعالي من ملاهٍ ومشارب وخمور ومجون وغير ذلك؛ ولو لم يكن الإنسان في حاجة إلى للعمل، لا هو ولا أسرته، لكان عليه أن يعمل للمجتمع الذي يعيش فيه فإن المجتمع يعطيه، فلابد أن يأخذ منه، على قدر ما عنده. يُروى أن رجلاً مر على أبي الدرداء الصحابي الزاهد – رضي الله عنه- فوجده يغرس جوزة، وهو في شيخوخته وهرمه، فقال له: أتغرس هذه الجوزة وأنت شيخ كبير، وهي لا تثمر إلا بعد كذا وكذا عاماً ؟! فقال أبو الدرداء: وما عليَ أن يكون لي أجرها ويأكل منها غيري!! وأكثر من ذلك أن المسلم لا يعمل لنفع المجتمع الإنساني فحسب، بل يعمل لنفع الأحياء، حتى الحيوان والطير، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ” مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ” [البخاري]، وبذلك يعم الرخاء ليشمل البلاد والعباد والطيور والدواب.
إذن فالإسلام قد حث على العمل والكسب والاحتراف والاستثمار، وأن الأمة الإسلامية غنية بما وهبها الله من موارد وطاقات وأن هذه الموارد وتلك الطاقات ، لو استغلت استغلالاً صحيحاً في حدود القيم والأخلاق وفي حدود التخطيط السديد لأصبحت من أغني أغنياء العالم ، فتقدمها ونماءها وازدهارها مصحوب بالقيم الأخلاق أولاً، وبالجد والسعي والعمل ثانياً ، فهذان ميزانان بهما ترقي الأمة وتتقدم. وبانعدامهما تتخلف وتصاب بانحطاط مادي وخلقي وكفي بالواقع المعاصر على ذلك شهيداً.
العنصر الثاني: بناء الأوطان بين الواقع والمأمول
أحبتي في الله: هناك مثلٌ شعبيٌّ يقول: ( اعطني شَبَكَةً ولا تعطني سَمَكَةً )؛ ولو نزلنا على أرض الواقع لوجدنا أن هذا المثل واقعي وفعال وله دور كبير في الاستثمار وخلق فرصٍ كبيرةٍ للشباب؛ فهذه رسالة أوجهها إلى القائمين على المؤسسات والجمعيات الخيرية ودور اليتامى وغيرها من الجهات المعنية بكفالة المحتاجين والمعوزين؛ فبدلا من أن تعطي الشاب أو الفتاة أو الأسرة مبلغا كل شهر ويكونون عالة عليك وعلى المجتمع؛ فيمكن أن توفر لكل فرد آلة أو جهازا أو تعلمه مهنة تدر له دخلا؛ ويكون أداة إنتاج واستثمار لا أداة استهلاك ؛ وقد تمت هذه التجربة في مواقع متعددة وأبدت نتائج إيجابية فعالة مما يؤدي إلى دفع عجلة الإنتاج والاستثمار والحد من البطالة في المجتمع.
وقد فعلنا ذلك قدوةً بنبينا صلى الله عليه وسلم حينما دفع الأعرابي إلى سوق العمل وأصبح أداة إنتاج واستثمار لا استهلاك !!!
فعن أنس: أن رجلاً من الأنصارِ أتى النبيَ صلى الله عليه وسلم يسألُه، فقال: «أما في بيتك شيءٌ؟» قال: بلى، حِلسٌ نلبسُ بعضَه، ونبسُط بعضَه، وقَعبٌ نَشربُ فيه الماءَ، قال: «ائتني بهما»، قالَ: فأتاه بهما، فأخذَهما رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بيده، وقالَ: «من يشتري هذين؟» قالَ رجلٌ: أنا آخذهما بدرهمٍ، قالَ: «من يزيدُ على درهمٍ؟» -مرتينِ أو ثلاثاً-، قالَ رجلٌ: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين، وأعطاهما الأنصاري وقالَ: «اشتر بأحدهما طعاماً فأنبذه إلى أهلك، واشتر بالآخرِ قَدوماً فأتني به»، فأتاه به، فشدَّ فيه صلى الله عليه وسلم عوداً بيده، ثم قالَ: «اذهب فاحتطِب وبع، ولا أرينَّكَ خمسةَ عشرَ يوماً»، فذهبَ الرجلُ يَحتطبُ ويبيعُ، فجاءَ وقد أصابَ عشرةَ دراهمٍ، فاشترى ببعضِها ثوباً وببعضِها طعاماً، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «هذا خيرٌ لك من أن تجيءَ المسألةُ نكتةً في وجهكَ يومَ القيامةِ، إن المسألةَ لا تصلحُ إلا لثلاثةٍ، لذي فقرٍ مُدقِعٍ، أو لذي غُرمٍ مُفظِعٍ، أو لذي دَمٍ مُوجعٍ» (رواه أبو داودَ والترمذيِّ وحسنَّه). فالرسول صلى الله عليه وسلم لقن هذا الرجل درساً لا ينساه ، وبهذا سد الرسول صلى الله عليه وسلم باباً من أبواب الكسل والتواكل، فلو أن الرسول أعطاه من الصدقة لفتح بذلك الباب على مصراعيه للكسالى والمتواكلين، ولأصبحت هذه مهنتهم كما هي مهنة الكثيرين في هذا العصر، وما يرى – من أمثال هؤلاء – في الموصلات والشوارع والطرقات لأقوى دليل على ذلك، لهذا كله حرم الإسلام البطالة والكسل والركود لأن ذلك يؤدي إلى انحطاط في جميع مجالات الحياة، فإنه يؤدي إلى هبوط الإنتاج، وتخلف الأمة، وانتشار الفوضي، وكثرة المتواكلين، إضافة إلى المذاق الغير الطبيعي للقمة العيش وخاصة إذا حصل عليها الكسول من عرق جبين غيره، فينبغي على الفرد أن يعمل ليأكل من كسب يده لأنه أفضل أنواع الكسب، فقد أخرج البخاري عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “ما أكل أحدٌ طعامًا قطّ خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإنّ نبي الله داود كان يأكل من عمل يده”؛ وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:” لَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَتَصَدَّقَ مِنْهُ فَيَسْتَغْنِيَ بِهِ عَنْ النَّاسِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلًا أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ ذَلِكَ فَإِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا أَفْضَلُ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ” (الترمذي وحسنه)
أيها المسلمون: هذه فكرة ورسالة وتجربة عملية ناجحة أنادي بها كل أصحاب المؤسسات الخيرية والجمعيات وأرباب الأموال والتجارات ورجال الأعمال؛ لو طبقناها عملياً على أرض الواقع؛ فلا شك أننا نعيش في تقدم ورخاء ونماء وازدهار!!!
العنصر الثالث: من أنواع الشهداء ( الشهادة في سبيل الوطن )
كثير من الناس يعتقد أن الشهادة تقتصر على الموت في محاربة الكفار فقط ، ولكن شهداء أمة محمد r كثيرون، ففي الحديث المتفق عليه أن النبي r قال: ” الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله.” (ابن ماجه وأبو داود ) وقال رسول الله r : ” الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحرق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد.” ( أخرجه أبو داود؛ والنسائي؛ وابن ماجه)
والمبطون كما يقول النووي : هو صاحب داء البطن. وقيل: هو الذي يموت بداء بطنه مطلقًا. وقوله: المرأة تموت بجمع شهيد. أي تموت وفي بطنها ولد، لأنها ماتت مع شيء مجموع فيها غير منفصل وهو الحمل.
هذا وخصال الشهادة أكثر من هذه السبع، قال الحافظ ابن حجر: وقد اجتمع لنا من الطرق الجيدة أكثر من عشرين خصلة.. وذكر منهم: اللديغ، والشريق، والذي يفترسه السبع، والخار عن دابته، والمائد في البحر الذي يصيبه القيء، ومن تردى من رؤوس الجبال. قال النووي: وإنما كانت هذه الموتات شهادة يتفضل الله تعالى بسبب شدتها وكثرة ألمها.اهـ
قال ابن التين: هذه كلها ميتات فيها شدة تفضل الله على أمة محمد r بأن جعلها تمحيصًا لذنوبهم وزيادة في أجورهم يبلغهم بها مراتب الشهداء. اهـ
ويدخل في ذلك الدفاع عن الأهل والمال والوطن فعن سعيد بن زيد قالr : “مَنْ قُتِلَ دُونَ مالِهِ فهوَ شَهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فهوَ شَهيدٌ ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فهوَ شَهيدٌ ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ أهلِهِ فهوَ شَهيدٌ”( الترمذي وحسنه)، وعن أبي هريرة قال : جاء رجل فقال : يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي ؟ قال : ” فلا تعطه مالك ” قال : أرأيت إن قاتلني ؟ قال : ” قاتله ” قال : أرأيت إن قتلني ؟ قال : ” فأنت شهيد ” . قال : أرأيت إن قتلته ؟ قال : ” هو في النار “. ( مسلم )
ويدخل في ذلك أيضا الجنود المرابطون الذين يسهرون ليلهم في حراسة هذا الوطن والدفاع عنه وحماية منشآته؛ وقد ذكرهم الرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله:” عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ؛ وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ” ( الترمذي والطبراني والبيهقي )
ويتحصل مما ذكر من هذه الأحاديث أن الشهداء ثلاثة أنواع: شهيد الدنيا فقط؛ وشهيد الآخرة فقط، وشهيد الدنيا والآخرة معا .
فشهيد الدنيا والآخرة معاً: هو الذي يقتل في الجهاد في سبيل الله مقبلاً غير مدبر لا لغرض من أغراض الدنيا ، ففي الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: إن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال مستفهما: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه فمن في سبيل الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله. ( رواه البخاري.)
أما شهيد الدنيا فقط: فهو من قتل في الجهاد لكن قتاله كان رياء أو لغرض من أغراض الدنيا.. أي لم يكن في سبيل الله، فهو في الدنيا يعامل معاملة الشهيد فلا يغسل ولا يصلى عليه، وينتظره في الآخرة ما يستحق من عقوبة جزاء سوء قصده وخبث طويته.
أما شهيد الآخرة فقط: فهو من يُعطى يوم القيامة أجر الشهيد ولكنه لا يعامل معاملته في الدنيا؛ بل يغسل ويصلى عليه.. ومنهم السبعة المذكورون في الحديث آنفاً .
ومما تقدم نعلم أن المسلم الذي يموت بإحدى هذه الميتات التي فيها شدة وألم نرجو أن يكون من الشهداء.
هذا وليعلم أن لنيل أجر الشهادة شروطاً، من هذه الشروط: الصبر والاحتساب وعدم الموانع كالغلول، والدَّين، وغصب حقوق الناس. ومن الموانع كذلك: أن يموت بسبب معصية كمن دخل دارًا ليسرق فانهدم عليه الجدار فلا يقال له شهيد، وإن مات بالهدم. وكذلك الميتة بالطلق الحامل من الزنا.
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية: عن رجل ركب البحر للتجارة فغرق فهل مات شهيدًا؟ أجاب: نعم مات شهيدًا إذا لم يكن عاصيًّا بركوبه، وقال في موضع آخر: ومن أراد سلوك طريق يستوي فيها احتمال السلامة والهلاك وجب عليه الكف عن سلوكها، فإن لم يكف فيكون أعان على نفسه فلا يكون شهيدًا. اهـ
فمن مات بهذه الميتات وهو موحد فإننا نرجو له الحصول على أجر الشهادة، فرحمة الله واسعة وفضله عظيم.
فمدار الأمر على النية، فقد يكون في الظاهر في سبيل الله وفي الباطن غرضه الدنيا أو منصب أو جاه أو غير ذلك.
العنصر الرابع: كرامات الشهداء وثمرات الشهادة في سبيل الله
عباد الله: أسوق لكم ولكل شهيد على أرض الوطن عدة فضائل وكرامات خص الله بها الشهداء الأبرار، والتي يتمني كل واحد منا الشهادة على أثرها؛ كما تمنى ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام!!
إن ثمرات الشهادة وكرامات الشهداء كثيرة في الدنيا والآخرة، وقد جمعتها لكم في عشرين خصلة وخصيصة مدعمة بالأدلة من القرآن والسنة – تاركا لكم التعليق عليها اختصارا للوقت – وتتمثل فيما يلي:-
أولاً: الحياة بعد الاستشهاد مباشرة :
قال تعالى: { وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لاَ تَشْعُرُونَ} ( البقرة: 154)، وقال تعالى: { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } ( آل عمران : 169 ) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا (صحيح الترغيب والترهيب) ، وهذه هي صفة الحياة الأولى فهم أحياء أولاً بهذا الاعتبار الواقعي في دنيا الناس ، ثم هم أحياء عند ربهم باعتبار آخر لا ندري عن كنهه ، وحسبنا إخبار الله تعالى به ( أحياء ولكن لا تشعرون ) لأن كنه هذه الحياة فوق إدراكنا البشرى القاصر المحدود لكنهم أحياء ، ومن ثم لا يغسلون كما يغسل الموتى ، ويكفنون في ثيابهم التي استشهدوا فيها فالغسل تطهير للجسد الميت؛ وهم أطهار بما فيهم من حياة ، وثيابهم في الأرض ثيابهم في القبر لأنهم بعد أحياء .
ثانيا : الفرح بما آتاهم الله من فضله ، والاستبشار بما من الله عليهم من نعمة وفضل
قال تعالى:{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }( آل عمران: 169،170)
ثالثا : مغفرة الذنوب ، وتكفير السيئات والنجاة من النار :
قال تعالى : { فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ } ( آل عمران : 195 )
وروى مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “يغفر الله للشهيد كل شيء إلا الدين “
وروى ابن ماجه في السنن من حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إن للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له عند أول دفعة من دمه . . .” الحديث. وإسناده حسن .
رابعا : دخول الجنة وحصول الأجر والنعمة والفضل العظيم :
قال تعالى : { فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ } ( آل عمران : 195 )، وقال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة:111]، وأخرج البخاري في باب الجهاد والسير عن أنس رضي الله عنه، أن أم حارثة أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت : يا رسول الله ألا تحدثني عن حارثة ، وكان قتل يوم بدر ، أصابه سهم غرب فإن كان في الجنة صبرت ، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه بالبكاء، فقال : يا أم حارثه ، إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس . وذكر الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إن للشهيد عند الله عز وجل ست خصال ، أن يغفر له في أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ، ويحلى حلة الإيمان ، ويزوج من الحور العين ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه ” (الحاكم) ؛ وأخرج ابن ماجه في السنن ، من حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “للشهيد عند الله ست خصال ، يغفر له في أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويحلى حلة الإيمان ، ويزوج من الحور العين ، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه ورجاله رجال الصحيح إلا هشام بن عمار ، وإسماعيل بن عياش حديثهما حسن وفي رواية سبع بزيادة ويوضع على رأسه تاج الوقار”
خامساً : تمنى الرجوع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى بل عشر مرات :
روى البخاري في صحيحه واللفظ له ، ومسلم في الصحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما من عبد يموت له عند الله خير يسره أن يرجع إلى الدنيا ، وأن له الدنيا وما فيها ، إلا الشهيد لما يرى من فضل الشهادة ، فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى “، وأخرج البخاري من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة “، وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل “
سادسا : من يكلم في سبيل الله يأتي يوم القيامة اللون لون الدم والرج ريح المسك :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله – والله أعلم بمن يكلم في سبيله – إلا جاء يوم القيامة واللون لون الدم ، والريح ريح المسك ” (البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)
سابعا : الشهيد في الفردوس الأعلى :
أخرج البخاري في ( الصحيح ) أن أم حارثه أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة – وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب – فإن كان في الجنة صبرت – وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء ، قال : ” يا أم حارثة ، إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى .”
ثامنا : الملائكة تظل الشهيد بأجنحتها .
قال جابر ( جيء بأبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد مثل به ووضع بين يديه ، فذهبت أكشف عن وجهه ، فنهاني قومي ، فسمع صوت نائحة فقيل : ابنة عمرو ، فقال : “لم تبكي أو لا تبكي ، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها .”(صحيح الترغيب والترهيب )
تاسعا : حياة أجساد الشهداء :
روى مالك عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة ( أنه بلغه أن عمرو بن الجموح ، وعبد الله بن عمرو الأنصاريين ثم السلميين كانا قد حفر السيل قبرهما ، وكان قبرهما مما يلي السيل وكانا في قبر واحد ، وهما ممن استشهد يوم أحد فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما فوجدا لم يتغيرا كأنهما ماتا بالأمس ، وكان أحدهما قد جرح فوضع يده على جرحه فدفن وهو كذلك فأميطت يده عن جرحه ثم أرسلت فرجعت كما كانت ، وكان بين أحد وبين يوم حفر عنهما ست وأربعون سنة ) . وروى الذهبي أن ( أبا طلحة رضي الله عنه غزا في البحر فمات ، فطلبوا جزيرة يدفنونه فيها فلم يقدروا عليها إلا بعد سبعة أيام وما تغير ).
عاشرا : الشهداء لا يفتنون في القبور :
تقدم حديث المقدام بن معدي كرب وفيه ” ويجار من عذاب القبر .”، وأخرج الحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل جبريل عن هذه الآية : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}، من الذين لم يشأ الله أن يصعقهم ؟ قال : هم شهداء الله ” ، ( وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه) ، وعن سعيد بن جبير في قوله عز وجل: { فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ }( الزمر: 68 ). قال: ( هم الشهداء ، ثنية الله عز وجل حول العرش متقلدين السيوف.)
حادي عشر : الشهيد لا يشعر بألم القتل وسكرات الموت :
روى الترمذي وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة” (وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب) ، وكان علي يحض على القتال ويقول : ( إن لم تقتلوا تموتوا ، والذي نفسي بيده لألف ضربة بالسيف أهون من موت على فراش .)
ثاني عشر : أرواح الشهداء في جوف طير خضر :
روى مسلم في صحيحه من حديث مسروق قال : سألنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن هذه الآية : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } . قال : أما أنا قد سألنا عن ذلك فقال : ( أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش ، تسرح من الجنة حيث شاءت ، ثم تأوي إلى تلك القناديل .. . الحديث. قال ابن النحاس : ( جعل الله أرواح الشهداء في ألطف الأجساد وهو الطير ، الملون بألطف الألوان وهو الخضرة ، يأوي إلى ألطف الجمادات وهي القناديل المنورة والمفرحة في ظل عرش اللطيف الرحيم لتكمل لها لذة النعيم في جوار الرب الكريم ، فكيف يظن أنها محصورة ، كلا والله إن هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليشمر المشمرون وعليه فليجتهد المجاهدون. )
ثالث عشر : دم الشهيد أحب شيء إلى الله :
أخرج الترمذي في جامعه من حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين ، قطرة من دموع في خشية الله ، وقطرة دم تهراق في سبيل الله ، وأما الأثران ، فأثر في سبيل الله ، وأثر في فريضة من فرائض الله ” (ثم قال : هذا حديث حسن غريب .)
رابع عشر : الشهيد له دار ما أحسن منها :
روى البخاري في الصحيح من حديث سمرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” رأيت الليلة رجلين أتياني فصعدا بي الشجرة وأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل ، لم أر قط أحسن منها ، قال : أما هذه الدار فدار الشهداء”
خامس عشر : الشهداء أول من يدخل الجنة :
روى الترمذي في جامعه من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة ، وأول ثلاثة يدخلون النار ، فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ، ونصح لسيده ، وعفيف متعفف ذو عيال . . .” الحديث وقال : حديث حسن.
سادس عشر : الشهيد يشفع في أهل بيته :
روى البيهقي من حديث أم الدرداء قالت : سمعت أبا الدرداء يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته ” وتقدم حديث المقدام بن معدي كرب، وفيه أن ” الشهيد يشفع في سبعين من أهله”
سابع عشر : الشهداء لا يصعقون في نفخة الصور : ( الفزع )
روى الحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل جبريل عليه السلام عن هذه الآية:{ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} ( الزمر: 68 ). من الذين لم يشأ الله أن يصعقهم ؟ قال : هم شهداء الله ” وتقدم حديث عبادة وحديث معدي كرب وفيه ” ويأمن من الفزع الأكبر “
ثامن عشر : لا يجف دم الشهيد حتى يرى الحور العين :
روى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : إذا التقى الصفان أهبط الله الحور العين إلى السماء الدنيا فإذا رأين الرجل يرضين قدمه قلن : اللهم ثبته ، وإن فر احتجبن منه ، فإن هو قتل نزلتا إليه فمسحتا التراب عن وجهه وقالت : ( اللهم عفر من عفره ، وترب من تربه ) .
تاسع عشر: أفضل الشهداء من أهريق دمه وعقر جواده
روى ابن حبان في صحيحه عن جابر رضي الله عنه، قال: قال رجل: يا رسول الله، أي الجهاد أفضل ؟ قال: ” أن يعقر جوادك، ويهراق دمك.”
عشرون: الشهداء يضحك الله تعالى إليهم
روى البخاري ومسلم واللفظ له من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يضحك الله إلى رجلين، يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنة فقالوا: كيف يا رسول الله ؟ قال: يقاتل هذا في سبيل الله عز وجل فيستشهد ثم يتوب الله على القاتل فيسلم، فيقاتل في سبيل الله عز وجل فيستشهد.”
هذه هى كرامات الشهداء وفضائلهم ، ونسأل الله أن يرزقنا عيش السعداء، وميتة الشهداء، ومرافقة الأنبياء، والنصر على الأعداء..
الدعاء…….. وأقم الصلاة،،،،
كتبه : خادم الدعوة الإسلامية
د / خالد بدير بدوي
إتبعنا