خطبة الجمعة القادمة 25 أبريل 2025 : الأرض المباركة ، الشيخ خالد القط
بتاريخ 26 شوال 1446هـ ، الموافق 25 أبريل 2025م

خطبة الجمعة القادمة 25 أبريل 2025 م بعنوان : الأرض المباركة ، الشيخ خالد القط بتاريخ 26 شوال 1446هـ ، الموافق 25 أبريل 2025م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 25 أبريل 2025 بصيغة word بعنوان: الأرض المباركة ، بصيغة word للشيخ خالد القط
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 25 أبريل 2025 بصيغة pdf بعنوان : الأرض المباركة ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 25 أبريل 2025 بعنوان : الأرض المباركة ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
الأرض المباركة
بتاريخ 26 شوال 1446هـ – 25 أبريل 2025م
الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز، ((وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيۡتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ ٱلۡأَمِينِ (3)) سورة التين.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقدره العظيم.
أما بعد
أيها المسلمون، فإن الله تعالى جلّت قدرته، قد خصّ أماكن بعينها بالبركة دون غيرها، علماً بأن الأرض كلها هي أرض الله، وأنه خلقها جميعاً، ولكن الله سبحانه وتعالى فضل بعضها على بعض، فما أجمل أن نلتمس بركات الله ورحماته ومغفرته في تلكم الأماكن والبقاع المباركة، أول هذه الأماكن على الإطلاق، هي مكة المكرمة، قال تعالى: ((إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)) سورة آل عمران (96)، وثاني الأماكن من حيث البركة، هي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي بوركت بمقامه فيها صلى الله عليه وسلم، أثناء حياته، وحتى بعد أن لحق بالرفيق الأعلى، ففى الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ، أنه قال صلى الله عليه وسلم :
((اللَّهُمَّ اجْعَلْ بالمَدِينَةِ ضِعْفَيْ ما جَعَلْتَ بمَكَّةَ مِنَ البَرَكَةِ))، ثالث أرض باركها الله سبحانه وتعالى، وجعل فيها البركة، هي القدس الشريف، قال تعالى: ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) سورة الإسراء (1)، أما رابع أرض باركها الله فهي أرض سيناء في مصر الحبيبة، قال تعالى : ((فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)) سورة القصص (30).
تابع / خطبة الجمعة القادمة 25 أبريل 2025 : الأرض المباركة ، الشيخ خالد القط
إنها أرض سيناء يا سادة، تلكم الأرض المباركة المقدسة، التي خصّها الله بالبركات والنفحات والكرامات، وأي بركات وأي فضل أكبر وأعظم، من أن يختار الله عز وجل، هذه البقعة المباركة من أرضه للتجلي عليها دون غيرها؟ نعم هنا في مصر الحبيبة، وبالتحديد على أرض سيناء، وتحديداً في جبل الطور، حيث دار هذا الحوار بين رب العزة جل وعلا، وكليم الله موسى عليه السلام، ونترك القرآن الكريم ليصور ويجّسد لنا هذا الحدث العظيم الكبير، قال تعالى:
((وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)) سورة الأعراف (143)، ومم العجب من بركات وكرامات سيناء؟ ومنذ أول وهلة من بعثة نبي الله موسى، ورب العالمين يؤكد له قدسية وشرف هذه البقعة المباركة، تأمل معي قوله تعالى، وهو يخاطب كليمه موسى عليه السلام: ((إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى)) سورة طه (12)، فقد كان هذا هو أول أمر من الله لنبيه موسى، وهو أن يقوم بخلع نعليه، فهو بحضرة مكان مقدس، يقول الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره:
تابع / خطبة الجمعة القادمة 25 أبريل 2025 : الأرض المباركة ، الشيخ خالد القط
وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ أُمِرَ بِخَلْعِ النَّعْلَيْنِ. وَالْخَلْعُ النَّزْعُ. وَالنَّعْلُ مَا جَعَلْتَهُ وِقَايَةً لِقَدَمَيْكَ مِنَ الْأَرْضِ. فَقِيلَ: أُمِرَ بِطَرْحِ النَّعْلَيْنِ، لِأَنَّهَا نَجِسَةٌ إِذْ هِيَ مِنْ جِلْدٍ غَيْرِ مُذَكًّى، قَالَهُ كَعْبٌ وَعِكْرِمَةُ وَقَتَادَةُ. وَقِيلَ: أُمِرَ بِذَلِكَ لِيَنَالَ بَرَكَةَ الْوَادِي الْمُقَدَّسِ، وَتَمَسَّ قَدَمَاهُ تُرْبَةَ الْوَادِي، قَالَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَالْحَسَنُ وَابْنُ جُرَيْجٍ. وَقِيلَ: أُمِرَ بِخَلْعِ النَّعْلَيْنِ لِلْخُشُوعِ وَالتَّوَاضُعِ عِنْدَ مُنَاجَاةِ اللَّهِ تَعَالَى. وَكَذَلِكَ فَعَلَ السَّلَفُ حِينَ طَافُوا بِالْبَيْتِ. وَقِيلَ: إِعْظَامًا لِذَلِكَ الْمَوْضِعِ كَمَا أَنَّ الْحَرَمَ لَا يُدْخَلُ بِنَعْلَيْنِ إِعْظَامًا لَهُ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: قِيلَ لَهُ طَإِ الْأَرْضَ حَافِيًا كَمَا تَدْخُلُ الْكَعْبَةَ حَافِيًا. وَالْعُرْفُ عِنْدَ الْمُلُوكِ أَنْ تُخْلَعَ النِّعَالُ وَيَبْلُغَ الْإِنْسَانُ إِلَى غَايَةِ التَّوَاضُعِ، فَكَأَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أُمِرَ بِذَلِكَ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ، وَلَا تُبَالِي كَانَتْ نَعْلَاهُ مِنْ مَيْتَةٍ أَوْ غَيْرِهَا.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 25 أبريل 2025 : الأرض المباركة ، الشيخ خالد القط
أيها المسلمون، إنها سيناء، التي شهدت كذلك مهبط أمين الوحي جبريل بالتوراة على نبي الله موسى، قال تعالى: ((وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا)) سورة مريم (52).
* بل قمة التكريم والتشريف لأرض سيناء أن تكون فى موضع قسم لله رب العالمين، حين أقسم الله سبحانه وتعالى بالتين والزيتون وطور سينين ومكة المكرمة، فما أروع وأجمل أن تكون سيناء بهذه المكانة العظيمة، قال تعالى: ((وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيۡتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ ٱلۡأَمِينِ (3) سورة التين.
كفاك يا سيناء فخراً وشرفاً، أن الله سبحانه وتعالى لم يبارك فقط أرضك وترابك، بل كذلك نال التكريم والتشريف لشجر مبارك ينمو ويخرج في هذه البقعة المباركة من أرض الله ألا وهو شجر الزيتون، قال تعالى: ((وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ)) سورة المؤمنون (20)، وزيت الزيتون الذى يستخرج من شجر الزيتون، هو مبارك كذلك كما نعلم، فقد أخرج الحاكم بسند صحيح من حديث، أبى أسيد، أنه قال صلى الله عليه وسلم : ((كُلوا الزَّيتَ وادِّهِنوا به؛ فإنَّه مِن شجرةٍ مباركةٍ)).
تابع / خطبة الجمعة القادمة 25 أبريل 2025 : الأرض المباركة ، الشيخ خالد القط
الخطبة الثانية
“””””””””””
أيها المسلمون، ولا يفوتنا أبداً ونحن نتحدث عن سيناء المباركة، خاصة في هذه الأيام التي نحتفل فيها بيوم تحرير هذه الأرض المقدسة المباركة (سيناء)، حيث إن تراب سيناء الحبيبة لشاهد عيان على دماء طيبة زكية، استشهدت دفاعاً عن هذه البقعة المباركة، نعم فكم روت دماء جنودنا الأبطال الشهداء أرض سيناء وهم يحررونها ويدافعون عنها، فما ينبغي علينا أن ننساهم أبداً، ونحن في هذا اليوم أيضاً نثمن ونذكر بكل آيات العرفان والامتنان جنودنا البواسل الأبطال الذين يسهرون على حماية تراب وطننا الغالي، لهم منا جميعاً كل حب، وتحية وتقدير. ويكفيهم حديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ((عينانِ لا تَمَسَّهُما النارُ أبدًا عَيْنٌ بَكَتْ من خشيةِ اللهِ وعَيْنٌ سَهِرَتْ في سبيلِ اللهِ)).
فستظل سيناء أمانة في أعناقنا جميعاً، فهي جزء من تاريخنا وحضارتنا ومستقبلنا، سيناء ستظل ملتصقة بأرواحنا وبدمائنا وعقولنا وقلوبنا.
نسأل الله العلي العظيم، بفضله وكرمه أن يبارك لنا في سيناء، وأن يحفظ مصرنا الحبيبة من كل سوء
بقلم: الشيخ خالد القط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف