خطبة الجمعة القادمة 21 مارس 2025 : أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ ، الشيخ خالد القط
بتاريخ 21 رمضان 1446هـ ، الموافق 21 مارس 2025م

خطبة الجمعة القادمة 21 مارس 2025 م بعنوان : أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ ، الشيخ خالد القط بتاريخ 21 رمضان 1446هـ ، الموافق 21 مارس 2025م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 21 مارس 2025 بصيغة word بعنوان: أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ ، بصيغة word للشيخ خالد القط
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 21 مارس 2025 بصيغة pdf بعنوان : أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 21 مارس 2025 بعنوان : أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ
بتاريخ 14 رمضان 1446هـ – 14 مارس 2025م
الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز: ﴿۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِیَّاهُ وَبِٱلۡوَ ٰلِدَیۡنِ إِحۡسَـٰنًاۚ إِمَّا یَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَاۤ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَاۤ أُفࣲّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلࣰا كَرِیمࣰا ٢٣ وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّیَانِی صَغِیرࣰا ٢٤﴾[الإسراء 23و 24].
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم.
أما بعد
أيها المسلمون، فقد أولى الإسلام الوالدين اهتماماً بالغاً، وخصّ الأم بمزيد من الاهتمام والتكريم لمزيد فضلها ومكانتها، ولما بذلته وقدمته من جهد جهيد، ولما تحملته من تعب وكدّ ومشقة بالغة.
أيها المسلمون، لقد جاءت آيات الذكر الحكيم لتضع البر بالوالدين، والإحسان إليهما فى مرتبة من التوقير. والتقدير حتى إنها لتقترن بالأمر بعبادة الله مباشرة، فى عدة آيات من القرآن الكريم، مثل قوله تعالى: ﴿إِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ﴾ [البقرة 83 .
وقال أيضاً: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا﴾ [النساء 36.
كما جاءت الإشارة والتنويه على دور الأم وتعبها في الحمل وغيره في القرآن الكريم، قال تعالى ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ سورة لقمان 14و 15.
وقال أيضاً ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ سورة الاحقاف 15.
أيها المسلمون، أما الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فكم كان حريصاً على التوعية بقيمة ومكانة الوالدين خاصةً الأم، ففي الصحيحين، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :((جاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النّاسِ بحُسْنِ صَحابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبُوكَ.)) وعند النسائي بسند صحيح من حديث معاوية بن جاهمة السلمى ((أن جاهِمةَ جاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ ، أردتُ أن أغزوَ وقد جئتُ أستشيرُكَ ؟ فقالَ: هل لَكَ مِن أمٍّ ؟ قالَ: نعَم ، قالَ : فالزَمها فإنَّ الجنَّةَ تحتَ رِجلَيها)).
أيها المسلمون، فلو يعلم كل إنسان قيمة ومكانة الأم، لعكف حياته كلها على برها وإرضائها، ولم لا؟ فعند الترمذي وغيره بسند صحيح، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال صلى الله عليه وسلم: (رضا الربُّ في رضا الوالدينِ، وسخطُهُ في سخطِهما).
كأنى بأناس في هذا الزمان، لم يبالوا، ولم يراعوا أمهم، ولم يعرفوا قيمتها وقدرها فكم أغضبوها، وكم أسأؤا إليهم، فعاشوا الشقاء والعناء في الدنيا، لأنهم حرموا رضاها وحرموا دعاءها، فالسعيد في الدنيا و الآخرة هو من مات والداه وهما عنه راضيان، كما أن شقى الدنيا و الآخرة هو كل عاق لوالديه، ألم تروا إلى المرأة التي دعت على ولدها رغم أنه كان في صلاة، ورغم ذلك استجاب الله دعاءها في ولدها، ليكون أكبر دافع لك على أن تكون حريصاً كل الحرص أن تحظى بدعائها، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال، قال صلى الله عليه وسلم: ((كانَ رَجُلٌ في بَنِي إسْرائِيلَ يُقالُ له جُرَيْجٌ يُصَلِّي، فَجاءَتْهُ أُمُّهُ، فَدَعَتْهُ، فأبى أنْ يُجِيبَها، فقالَ: أُجِيبُها أوْ أُصَلِّي، ثُمَّ أتَتْهُ فقالَتْ: اللَّهُمَّ لا تُمِتْهُ حتّى تُرِيَهُ وُجُوهَ المُومِساتِ، وكانَ جُرَيْجٌ في صَوْمعتِهِ، فَقالتِ امْرَأَةٌ: لَأَفْتِنَنَّ جُرَيْجًا، فَتَعَرَّضَتْ له، فَكَلَّمَتْهُ فأبى، فأتَتْ راعِيًا، فأمْكَنَتْهُ مِن نَفْسِها، فَوَلَدَتْ غُلامًا فقالَتْ: هو مِن جُرَيْجٍ، فأتَوْهُ، وكَسَرُوا صَوْمعتَهُ، فأنْزَلُوهُ وسَبُّوهُ، فَتَوَضَّأَ وصَلّى ثُمَّ أتى الغُلامَ، فقالَ: مَن أبُوكَ يا غُلامُ؟ قالَ: الرّاعِي، قالوا: نَبْنِي صَوْمعتَكَ مِن ذَهَبٍ، قالَ: لا، إلّا مِن طِينٍ)).
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، تأتى لحظات فارقة علينا فى الحياة، تتطلب منا أن نكون على قدر المسؤولية، وأن نرد الإحسان لكل من أحسن إلينا، وأن نرد جزء من الحقوق التي في أعناقنا لأقرب الناس إلينا، علما ً بأن الوالدين لا يمكن بحال من الأحوال مكافأتهما، ورد معشار حقهما إليهما، ولذلك يروى ((أنَّ رجلًا كان في الطوافِ حاملًا أمَّه يطوفُ بِها، فسألَ النَّبيَّ ﷺ: هل أدَّيْتُ حقَّها؟ قال: لا، ولا بِزَفرةٍ واحدةٍ)).
لأمِّكَ حَقٌّ لَوْ عَلِمْتَ كَبِيْرُ
كَثِيْرُكَ يَا هَذَا لَدَيْهِ يَسِيْرُ
فَكَمْ لَيْلَةٍ بَاتَتْ بِثُقْلِكَ تَشْتَكِي
لهَا مِنْ جَوَاهَا أَنَّهُ وَزَفِيرُ
وَفِي الْوَضْعِ لَوْ تَدْرِي عَلَيْكَ مَشَقَّةٌ
فيكم غُصَصٍ مِنْهَا الْفُؤَادُ يَطِيرُ
ولكم غَسَّلَتْ عَنْكَ الأذَى بِيَمِينِهَا
ومن ثَدْيِهَا شُرْبٌ لَدَيْكَ نَمِيرُ
وَكَمْ مَرَّةٍ جَاعَتْ وَأَعْطَتْكَ قُوْتِهَا
حُنُوًّا وَإِشْفَاقًا وَأَنْتَ صَغِيرُ
فَضَيَّعْتَهَا لَمَّا أَسَنَّتْ جَهَالَةً
وَطَالَ عَلَيْكَ الأَمْرُ وَهُوَ قَصِيرُ
فَآهًا لِذِيْ عَقْلٍ وَيَتَّبِعُ الْهَوَى
وَوَاهًا لأَعْمَى الْقَلْبِ وَهُوَ بَصِيرُ
فَدُوْنَكَ فَارْغَبْ فِي عَمِيْمِ دَعَائِهَا
فَأَنْتَ لِمَا تَدْعُوْ إِلَيْهِ فِقِيرُ
اللهم ارحم آباءنا وأمهاتنا أحياء وأمواتا، واجعلنا بهما بارين يا رب العالمين
بقلم: الشيخ خالد القط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف