أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة بعنوان : وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ، للدكتور خالد بدير

خطبة الجمعة بعنوان : وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 8 شعبان 1446 هـ ، الموافق 7 فبراير 2025م

خطبة الجمعة بعنوان : وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 8 شعبان 1446 هـ ، الموافق 7 فبراير 2025م. 

 

تحميل خطبة الجمعة القادمة 7 فبراير 2025م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ :

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 7 فبراير 2025م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ، بصيغة  word أضغط هنا.

ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 7 فبراير 2025م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

عناصر خطبة الجمعة القادمة 7 فبراير 2025م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ : كما يلي:

 

أولًا: تحذيرُ الإسلامِ مِن الإثمِ الظاهرِ.

ثانيًا: تحذيرُ الإسلامِ مِن الإثمِ الباطنِ.

ثالثًا: استوصُوا بالنساءِ خيرًا.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 7 فبراير 2025م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ : كما يلي:

 

وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ

8 شعبان 1446هـ – 7 فبراير 2025م

المـــوضــــــــــوع

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ . أمَّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة بعنوان : وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ 

أولًا: تحذيرُ الإسلامِ مِن الإثمِ الظاهرِ.

إنَّ الدينَ الإسلاميَّ الحنيفَ يدعونَا إلى كلِّ خيرٍ وبرٍّ وينهانَا عن كلِّ شرٍّ وإثمٍ، وهذا ما كان يهتمُّ بهِ الصحابةُ الكرامُ رضي اللهُ عنهُم، فعَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ رضي اللهُ عنهُ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ، فَقَالَ: «الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ». (مسلم).

والإثمُ نوعانِ: ظاهرٌ وباطنٌ. والإثمُ الظاهرُ هو كلُّ ما يقترفُهُ الإنسانُ مِن ذنوبٍ وآثامٍ بجوارحِهِ الظاهرةِ، فمعاصِي العينِ مِن النظرِ إلى ما حرّمَ اللهُ مِن العوراتِ، ومِن النساءِ غيرِ المحارمِ. ومعاصِي الأذنِ مِن الاستماعِ إلى ما حرّمَ اللهُ مِن آفاتِ اللسانِ، فالمستمعُ شريكُ المتكلمِ. ومعاصِي اللسانِ مِن الكلامِ بمَا حرّمَ اللهُ مِن الآفاتِ التي بلغَ بهَا الإمامُ الغزالِي عشرينَ آفةً، مِن الكذبِ والغيبةِ والنميمةِ والسخريةِ واليمينِ الفاجرةِ والوعدِ الكاذبِ والخوضِ في الباطلِ والكلامِ فيما لا يعنِي وقذفِ المحصناتِ الغافلاتِ المؤمناتِ وشهادةِ الزورِ والنياحةِ واللعنِ والسبِّ… إلخ.

ومعاصِي اليدِ مِن البطشِ والضربِ بغيرِ حقٍّ، والقتلِ، وكتابةِ ما لا يجوزُ كتابتهُ، مِمّا يروجُ الباطلَ أو يشيعُ الفاحشةَ، وينشرُ الفسادَ. ومعاصي الرجلِ مِن المشيِ إلى معصيةِ اللهِ، وإلى طرقِ الحرامِ والإفسادِ، ومِن السفرِ في إثمٍ وعدوانٍ. ومعاصِي الفرجِ مِن الزنَى وعملِ قومِ لوطٍ، وإتيانِ امرأتِهِ في دبرِهَا، أو في المحيضِ.

ولقد تضافرتْ آياتُ القرآنِ الكريمِ التي تحذرُ مِن صورِ هذا الإثمِ الظاهرِ

قالَ تعالَى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }. (البقرة: 188).

فحرمت الآيةُ الكريمةُ كلَّ صورِ أكلِ أموالِ الناسِ بالباطلِ كالخيانةِ والغضبِ والسَّرقةِ والقمارِ وغيرِهَا.

وقال تعالى: { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ } [الأعراف: 33]؛ أي: حرَّمَ أصنافَ الفاحشةِ المعلنةِ والمستترةِ، كالزنَا وما في حكمِهَا أو صفاتِهَا، كما حرَّمَ الإثمَ مطلقًا، وهو كلُّ ما يوجبُ العقوبةَ قولًا وعملًا ونيَّات. وقالَ سبحانَهُ وتعالى: { وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ }. [ سورة الشورى: 37]. وغيرُ ذلكَ مِن الآياتِ التي تدللُ على حرمةِ جميعِ صورِ الإثمِ الظاهرةِ السابقةِ.

لهذا أمَرَ اللهُ عبادَهُ أنْ يتركُوا ما ظهَرَ مِن الآثامِ وما استَتَر، كما جاءَ في قولِهِ -عزَّ وجلَّ-: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ}.[الْأَنْعَامِ: 120]. أي: إنَّ مرتكبَ الإثمِ بكلِّ أصنافِهِ الظاهرةِ والخفيةِ، سيجازَى بالعذابِ الدائمِ يومَ القيامةِ إنْ كان مستحلًّا لهُ، فإنْ لم يكنْ مستحلًّا لهُ ولم يتُبْ، ولم يعفُ اللهُ عنهُ، عُذِّبَ على قدرِ ذنبِهِ.

فعليكُم بالتوبةِ والاستغفارِ مِن كلِّ هذهِ الآثامِ؛

لأنَّ الاستغفارَ سببٌ لجلاءِ القلبِ وبياضِه وصفائِه ونقائِه:

فالذنوبُ تتركُ آثارًا سيئةً وسوادًا على القلبِ،

والاستغفارُ يمحُو الذنبَ وأثرَهُ، ويزيلُ ما علقَ بالقلبِ مِن سوادٍ، وما قد رَانَ عليهِ مِن ذنوبٍ ومعاصٍ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ:

” إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ؛ فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ ؛ وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ ؛{ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } (الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح ).

فاعلمْ أنَّ قلبكَ مُسودٌّ مِن كثرةِ المعاصِي؛ لأنَّ كلَّ إثمٍ ارتكبتَهُ، نكتَ نكتةً سوداءَ في القلبِ حتى اسودَّ وأظلمَ وعلاهُ الرانُ، فعليكَ أنْ تغسلَ قلبَكَ وتطهرَهُ مِمّا علقَ بهِ مِن سوادٍ ورانٍ، وليكنْ الرسولُ قدوتَكَ في الاستغفارِ والتوبةِ، حيثُ يقولُ : «إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ، فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ». (مسلم).

فهذا حبيبُكُم يستغفرُ ربَّهُ في اليومِ أكثرَ مِن مائةِ مرةٍ، وقد غُفِرَ لهُ ذنبهُ المتقدمُ منهُ والمتأخرُ!! ونحن أكلتنَا الذنوبُ ولم نستغفرْ اللهَ بالمرةِ!!! وروى مسلمٌ في صحيحِهِ مِن حديثِ أبي هريرةَ -رضي اللهُ عنه- أنَّ النبيَّ كان يقولُ في سجودِهِ: «اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ وَجِلَّهُ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ»، وروى البخاريُّ ومسلمٌ عن أبي موسى الأشعرِي رضي اللهُ عنه أنَّ النبيَّ كان يقولُ في دعائِهِ: «اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».

العنصر الثاني من خطبة الجمعة بعنوان : وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ 

ثانيًا: تحذيرُ الإسلامِ مِن الإثمِ الباطنِ.

يقصدُ بالإثمِ الباطنِ: معاصِي القلوبِ وكلُّ ما كانت آلتهُ القلب، مثلُ: الرياءُ، والعجبُ، والكبرُ، والفخرُ، والخيلاءُ، والحسدُ، والبغضاءُ، والنفاقُ، والسخطُ، والشحُّ، والحقدُ، والغرورُ، وحبُّ الدنيا، والقنوطُ مِن رحمةِ اللهِ، والأمنُ مِن مكرِ اللهِ، والتباغضُ بينَ المسلمينَ، وسوءُ الظنِّ بالمسلمينَ… ونحوهَا مِمَّا سماهُ الإمامُ الغزالِي في “إحيائِهِ”: المهلكاتُ، أخذًا مِن الحديثِ الشريفِ في قولِهِ : ” ثَلاثٌ مُهْلِكَاتٌ: شُحٌّ مُطَاعٌ، وهَوًى مُتَّبَعٌ، وإِعْجَابُ المَرْءِ بِنفسِهِ” (الطبراني والبزار بسند حسن).

وأخطرُ وأقبحُ صورِ الإثمِ الباطنةِ هو الكبرُ، وبسببهِ خرجَ إبليسُ مِن الجنةِ لتكبرِهِ عن السجودِ لسيدِنَا آدمَ عليهِ السلامُ، لذلكَ حُرِّمَت الجنةُ على كلِّ مُتكبرٍ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – عَنِ النَّبِيِّ قَالَ :” لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ . قَالَ رَجُلٌ : إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ : إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ؛ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ ” . ( مسلم )، وعن جابرٍ رضي اللَّهُ عنهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: “إِن مِنْ أَحَبِّكُم إِليَّ، وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجلساً يَومَ القِيَامَةِ، أَحَاسِنَكُم أَخلاقاً . وإِنَّ أَبَغَضَكُم إِليَّ وَأَبْعَدكُم مِنِّي يومَ الْقِيامةِ، الثَّرْثَارُونَ والمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهِقُونَ” قالوا:

يَا رسولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا الثَرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ، فَمَا المُتَفيْهِقُونَ؟ قَالَ: ”المُتَكَبِّروُنَ” . ( أحمد والترمذي وحسنه ).

إنَّ جميعَ صورِ الإثمِ الباطنةِ سالفةَ الذكرِ لهَا أصلٌ ودليلٌ مِن القرآنِ والسنةِ لا يتسعُ المقامُ لذكرِهَا، وكلُّهَا ترجعُ إلى أمراضِ القلوبِ، لذلكَ يجبُ علينَا أنْ نطهرَ قلوبَنَا مِن جميعِ هذه الأمراضِ والآثامِ الباطنةِ، ولا سيّمَا ونحنُ مقبلونَ على ليلةٍ مِن أفضلِ الليالِي التي يطلعُ المولَى الكريمُ فيهَا على قلوبِ العبادِ، فعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ قَالَ :” إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ, فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ , إِلاَّ لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ. “.[ الطبراني وابن حبان وابن ماجة بسند صحيح ].

إنَّ سنةَ النبيِّ عامرةٌ بالنصوصِ المؤكِّدةِ على أهميةِ طهارةِ القلوبِ وسلامتِهَا مِن الغلِّ والشحناءِ والبغضاءِ، يُسألُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: أيُّ الناسِ أفضل؟ فيقولُ: “كلُّ مخمومِ القلبِ صدوقِ اللسانِ”، فيُقَالُ لهُ: صدوقُ اللسانِ نعرفُهُ، فما مخمومُ القلبِ؟ فيقولُ : “هو التّقيُّ النقيُّ، لا إثمَ ولا بغيَ ولا غلَّ ولا حسدَ”. (رواه ابن ماجه بإسناد صحيح). ويقولُ : “لا تباغضُوا، ولا تحاسدُوا، ولا تدابرُوا، ولا تقاطعُوا، وكونُوا عبادَ اللهِ إخوانًا” (متفق عليه)، بل إنّهُ يقولُ: ”لا تدخُلُوا الجنةَ حتى تؤمنُوا، ولا تؤمنُوا حتى تحابُوا” ( رواه مسلم) .

ويقولُ : “ ألا أخبركُم بأفضلَ مِن درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقةِ؟ ” قالوا: بلى، قال: “إصلاحُ ذاتِ البينِ، فإنَّ فسادَ ذاتِ البينِ هي الحالقةُ، لا أقولُ: تحلقُ الشعرَ، ولكن تحلقُ الدينَ” ( أبو داود بإسناد صحيح).

لذلك أخبرنَا النبيُّ في أحاديثَ كثيرةٍ أنَّ الشحناءَ والبغضاءَ والخصامَ

سببٌ لمنعِ المغفرةِ والرحماتِ والبركاتِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:

” تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا” (مسلم).

وبيَّنَ أنَّ ذلكَ يحلقُ الحسناتِ بل الدينَ كلَّهُ فقالَ:” دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ، هِيَ الْحَالِقَةُ لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَالكُمْ لَكُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ “[ أحمد والترمذي بسند حسن ].

فبادرْ أنتَ بالخيرِ إذَا أعرضَ عنكَ أخوكَ، وكنْ أنتَ الأخيرُ، فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:” لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا؛ وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ”.(متفق عليه). فعليكُم بطهارةِ قلوبِكُم ولا سيّمَا ونحنُ على أعتابِ شهرِ رمضانَ شهرِ الخيرِ والبركاتِ، روى عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ – رضي اللهُ عنه – أنّهُ سُئِلَ: كيفَ كنتُم تستقبلونَ شهرَ رمضانَ؟ فقال: ما كانَ أحدُنَا يجرؤُ أنْ يستقبلَ الهلالَ وفي قلبِهِ مثقالُ ذرةِ حقدٍ على أخيهِ المسلمِ !!

العنصر الثالث من خطبة الجمعة بعنوان : وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ 

ثالثًا: استوصُوا بالنساءِ خيرًا.

أيُّها الإخوةُ المسلمون: هناكَ ظاهرةٌ منتشرةٌ في هذه الأيامِ انتشارَ النارِ في الهشيمِ، ألَا وهي ظاهرةُ العنفِ ضدَّ المرأةِ، وهذه مِن أعظمِ صورِ الإثمِ؛ لأنَّ الإسلامَ نهانَا عن سوءِ معاملةِ النساءِ أو الإساءةِ إليهنَّ، لهذا أوصانَا النبيُّ بالنساءِ في قولِهِ: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ». (متفق عليه).

وفي روايةِ مسلمٍ:

«إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ، فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ، وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا، كَسَرْتَهَا وَكَسْرُهَا طَلَاقُهَا». وعندَ ابنِ حبان: «إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ فَإِنْ أَقَمْتَهَا كَسَرْتَهَا فَدَارِهَا تَعِشْ بِهَا». قال الإمامُ النووي: “فيه الحثُّ على الرفقِ بالنساءِ والإحسانِ إليهِنَّ والصبرِ على عوجِ أخلاقهِنَّ، واحتمالِ ضعفِ عقولهِنَّ وكراهةِ طلاقهِنَّ بلا سببٍ، وأنَّه لا مطمعَ في استقامتِهِنَّ”، وقال القسطلاني: “في الحديثِ الندبُ إلى المداراةِ لاستمالةِ النفوسِ وتألفِ القلوبِ، وفيه سياسةُ النساءِ بأخذِ العفوِ عنهنَّ والصبرِ على عوجهِنَّ، فإنَّ مَن رامَ تقويمَهُنَّ فاتَهُ الانتفاعُ بهنَّ.

مع أنَّه لا غنَى للإنسانِ عن امرأةٍ يسكنُ إليهَا ويستعينُ بهَا على معاش”.

وفي حجةِ الوداعِ يقولُ : ” اتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ”. (مسلم). كما أوصانَا بالرفقِ بالقواريرِ حيثُ قالَ: «يَا أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ سَوْقًا بِالْقَوَارِيرِ». (متفق عليه).

«قال العلماء: سمَّى النساءَ قواريرَ؛ لضعفِ عزائمهِنَّ، تشبيهًا بقارورةِ الزجاجِ لضعفِهَا، وإسراعِ الانكسارِ إليهَا» [شرح النووي على مسلم]. فاتقوا اللهُ في أهليكُم وأزواجِكُم وأولادِكُم؛ فأنتُم مسئولونَ عنهم أمامَ اللهِ يومَ القيامةِ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ: سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ؛ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ». ( متفق عليه).

وعَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ:

«إِنَّ اللهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ، أَحَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَ؟ حَتَّى يُسْأَلَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ».(النسائي وابن حبان بسند صحيح).

فعليكُم التحملَ والصبرَ والرضَا.

فالميثاقُ الغليظُ الذي بينَ الزوجينِ يقتضِي أنْ يتحملَ كلٌّ منهمَا هفواتِ الآخر.

يقولُ أبو الدرداءِ -رضي اللهُ عنه- لزوجتِهِ أمِّ الدرداء:

” إذا رأيتنِي غاضبًا فرضِّينِي، وإذا رأيتُكِ غضبَى رضَّيتُكِ. وإلّا لم نصطحبْ”.

فبالودِّ والمسامحةِ والمحبةِ تدومُ العشرةُ، وبدونِهَا لا توجدُ ألفةٌ ولا عشرةٌ.

تابع / خطبة الجمعة بعنوان : وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ 

ولو أنّ كِلَا الزوجينِ وقفَ عندَ هفواتِ الآخرِ، ما استمرتْ الحياةُ، بل صارتْ إلى هدمٍ وزوالٍ.

وما صارَ أحدٌ مع زوجتِهِ في المجتمعِ كلِّه.

فلابدَّ لكلٍّ منهُمَا أنْ يتحملَ صاحبَهُ، حتى تستقرَّ الأسرُ والمجتمعُ.

فعلينَا أنْ نتنبَّهَ لذلكَ، وأنْ نتَذَكَّرَ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى:

{ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا }.(سورة النساء: 19).

وقولَ الرسولِ :

«لَا يَفْرَكْ [أَيْ لاَ يُبْغِضْ] مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ».(مسلم). 

فاستوصُوا بالنساءِ خيرًا ؛ واتقوا اللهَ في نسائِكُم وأهليكُم وأولادِكُم.

نسألُ اللهَ أنْ يوفقَنَا إلى كلِّ خيرٍ وبرٍّ، وأنْ يبعدَنَا عن كلِّ شرٍّ وإثمٍ،

وأنْ يحفظَ مصرَنِا مِن كلِّ مكروهٍ وسوء،

  الدعاءُ،،،،،،، 

  وأقم الصلاةَ،،،،،   

 كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

   د / خالد بدير بدوي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »