الأوقاف
مديرية الأوقاف أسيوط تنظم سبع ندوات تحت عنوان: “يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ”
بإبداع فكري وتناول علمي.. مديرية أوقاف أسيوط تنظم سبع ندوات تحت عنوان: “يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ”.. نافذة على الإعجاز الإلهي في الماء
د
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور محمود سعد شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، وبإشراف الشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بالمديرية، انعقدت اليوم الاثنين الموافق 23 ديسمبر 2024 سبع ندوات علمية متميزة عقب صلاة المغرب تحت العنوان: “يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ”، لتسليط الضوء على آيات الله الكونية في الماء وما تحمله من معانٍ عظيمة وإشارات جليلة تدل على عظمة الخالق وحكمته البالغة.
حاضر فيها نخبة من العلماء وأساتذة جامعة الأزهر بأسيوط، والأئمة المتميزين الذين قدموا محاضرات شاملة تناولت الموضوع من جوانبه الشرعية والعلمية.
حيث استهل السادة العلماء الحديث بأن الماء هو أصل الحياة وأساس استمرارها، كما جاء في قول الله تعالى: “وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ” (الأنبياء: 30). وأكد العلماء أن الله جعل الماء نعمة عظيمة لا تستقيم حياة الإنسان ولا الكائنات الحية بدونها.
تناول العلماء خلال الندوات تفسير الآية الكريمة: “يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ” (الرعد: 4)، موضحين الإعجاز الرباني في كيفية تنوع النباتات والثمار رغم أن مصدر الري واحد. فالماء الذي يروي شجرة الزيتون هو ذاته الذي يروي العنب والنخيل، ومع ذلك يختلف الطعم والشكل والقيمة الغذائية، مما يعكس قدرة الله المطلقة وحكمته في خلقه. واستعرض العلماء دورة الماء في الطبيعة وكيفية تجديده باستمرار من خلال التبخر والتكثف وهطول الأمطار، بما يضمن استمرار الحياة على الأرض، مستشهدين بقول الله تعالى: “وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ” (المؤمنون: 18).
تطرقت الندوات أيضًا إلى بيان أهمية الماء في السنة النبوية، حيث قال النبي ﷺ: “لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر جارٍ” (رواه ابن ماجه)، مما يبرز أهمية الحفاظ على هذه النعمة العظيمة وترشيد استخدامها. كما أشار العلماء إلى مكانة الماء في الطهارة والعبادات، موضحين أن الإسلام يحث على الحفاظ على الموارد الطبيعية باعتبارها أمانة في أعناق المسلمين.
تميزت المحاضرات بالدمج بين الجوانب الشرعية والعلمية، حيث أوضح العلماء أن الماء ليس مجرد مصدر للحياة، بل هو نعمة تتطلب شكر الله عليها من خلال استخدامها بشكل مسؤول. كما ناقشوا تأثير الماء في تحقيق التنمية الزراعية والصناعية ودوره في تحسين جودة الحياة، داعين الحاضرين إلى التفكر في نعم الله والإحسان في التعامل معها.
وفي ختام الندوات، أكدت وزارة الأوقاف على حرصها الدائم على نشر الفكر الإسلامي الوسطي المعتدل والتأكيد على أهمية استقاء الفتوى من مصادر موثوقة. كما شددت على أن هذه الندوات تأتي ضمن سلسلة فعاليات تهدف إلى تناول موضوعات متنوعة ترتبط بجوانب الحياة الدينية والاجتماعية، مع تسليط الضوء على الدور الكبير الذي يلعبه العلماء في إرشاد الأمة وتوجيهها نحو الخير والصلاح.
إتبعنا