أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 20 ديسمبر : الطفولة بناء وأمل ، للدكتور محروس حفظي

بتاريخ 18 جمادي الآخرة 1446هـ ، الموافق 20 ديسمبر 2024م

خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة 20 ديسمبر 2024 م بعنوان : الطفولة بناء وأمل ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ 18 جمادي الآخرة 1446هـ ، الموافق 20 ديسمبر 2024م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 20 ديسمبر 2024 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : الطفولة بناء وأمل.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 20 ديسمبر 2024 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : الطفولة بناء وأمل، بصيغة  word أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 20 ديسمبر 2024 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : الطفولة بناء وأمل ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

___________________________________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

و للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

و للمزيد عن الدروس الدينية

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 20 ديسمبر 2024 م بعنوان : الطفولة بناء وأمل ، للدكتور محروس حفظي :

 

(1) رعايةُ الإسلامِ للطفلِ، وعنايتُهُ بهِ.

(2) خطواتٌ على طريقِ بناءِ الأطفالِ.

(3) حالُنَا مع أطفالِنَا في هذا العصرِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 20 ديسمبر 2024 م بعنوان : الطفولة بناء وأمل ، للدكتور محروس حفظي : كما يلي: 

 

خطبة بعنوان: «الطفولةُ بناءٌ وأملٌ»

بتاريخ 18 جمادى الآخرة 1446 هـ = الموافق 20 ديسمبر 2024 م

 

الحمدُ للهِ حمدًا يُوافِي نعمَهُ، ويُكافِىءُ مزيدَهُ، لكَ الحمدُ كمَا ينبغِي لجلالِ وجهِكَ، ولعظيمِ سلطانِكَ، والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على سيدِنَا مُحمدٍ ، أمَّا بعدُ ،،،

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 20 ديسمبر : الطفولة بناء وأمل 

(1) رعايةُ الإسلامِ للطفلِ وعنايتُهُ بهِ:

لقد أولَى الإسلامُ الأطفالَ عنايةً فائقةً، واهتمَّ بهِم اهتمامًا خاصًا؛ لِمَا تؤديهِ مِن دورٍ حيويٍّ في بقاءِ النسلِ البشرِي، واستمرارِ الحياةِ على هذه البسيطةِ، فهي بمثابةِ اللبنةِ الأولَى في إعدادِ المجتمعِ القويمِ، وهي التي تُشكلُ حجرَ الأساسِ في البناءِ المجتمعِي، بل تمتدُّ حتى بعدَ الموتِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» (مُسْلِمٌ)، ولذا يكونُ صلاحُ الأبناءِ شفاعةً للآباءِ، وقرةً لأعينهِم، كما قالَ ربُّنَا: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً﴾، بل رفقاءَ لهُم في الجنةِ «وَإِنْ لَمْ يَبْلُغُوا عَمَلَهُمْ؛ لِتَقَرَّ أَعْيُنُ الْآبَاءِ بِالْأَبْنَاءِ عِنْدَهُمْ فِي مَنَازِلِهِمْ، فَيَجْمَعُ بَيْنَهُمْ عَلَى أَحْسَنِ الْوُجُوهِ بِأَنْ يَرْفَعَ النَّاقِصَ الْعَمَلِ بِكَامِلِ الْعَمَلِ، وَلَا يَنْقُصَ ذَلِكَ مِنْ عَمَلِهِ وَمَنْزِلَتِهِ لِلتَّسَاوِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذَاكَ» قالَ ربُّنَا: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ .

وقد أعطَى الإسلامُ للأطفالِ حقوقًا لا حصرَ لهَا بدءًا مِن حقِّهِ في الحياةِ فلا يملكُ أحدٌ إزهاقَ روحِهِ أو سلبَ حياتِهِ قالَ تعالَى: ﴿وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً﴾، ثُمَّ أوجبَ على الوالدِ الإنفاقَ عليهِم ورعايتَهُ والاهتمامَ بهِ ﴿وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾، كما أوجبَ على الوالدينِ العدلَ بينَ الأطفالِ والمساواةِ بينَهُم وعدمَ تمييزِ أحدهِمَا على الآخرِ، وأنْ نلاطفَهُم ونتوددَ إليهِم،

 بهـذه الملاعبةِ ومحاكاةِ الطفلِ كان تعاملُ النبيِّ مع الأطفالِ، وهو يغذِّي نفوسَهُم بهذهِ العاطفةِ الصادقةِ بعيداً عن الجفاءِ والقسوةِ وعدمِ إعطاءِ الطفلِ حقِّهِ، واقتدَى الصحابةُ بهِ فسارعُوا إلى ممازحةِ أطفالِهِم، فكانُوا ينـزلونَ إلى منازلِهِم ويتصابونَ لهُم ويلاعبونَهُم حتى أنَّ عمرَ رضي اللهُ عنهُ يعزل ُأحدَ عمالِهِ عن الرئاسةِ؛ لأنّهُ وجدَ منهُ دليلاً واضحاً على قسوةِ قلبِهِ تجاهَ أولادِهِ، فعن مُحمدٍ بنِ سلامٍ قال:«استعملَ عمرُ بنُ الخطابِ رجلًا على عملٍ فرأَى الرجلُ عمرَ يقبلُ صبياً لهُ، فقالَ الرجلُ: أفتقبلُهُ وأنت أميرُ المؤمنـينَ، لو كنتُ أنا ما فعلتُهُ؟ قال عمرٌ: فما ذنبِي إنْ كان نُزِعَ مِن قلبكَ الرحمة، إنَّ اللهَ لا يرحمُ مِن عبادِهِ إلَّا الرحماءَ، ونزعَهُ مِن عملِهِ، فقالَ: أنت لا ترحمُ ولدَكَ فكيفَ ترحمُ الناسَ؟!»(كنز العمال).

كما وضعَ القرآنُ الكريمُ حزمةً متكاملةً مِن النصائحِ التربويةِ كي نسلكَهَا مع الطفلِ الصغيرِ حتى يُؤهلَ مستقبلاً؛ لإعمارِ هذا الكونِ وما فيهِ، وهذا لقمانُ الحكيمُ يعظُ ابنَهُ، ويضعُ أمامَهُ إرشاداتٍ مضيئةٍ تنيرُ طريقَهُ، وتحميهِ مِمّا سيواجهُهُ في هذه الحياةِ المتقلبةِ حيثُ اشتملتْ على بيانِ العقيدةِ السليمةِ، والأخلاقِ الكريمةِ، ومراقبةِ الخالقِ، يقولُ ربُّنَا حكايةً عنهُ: ﴿يَا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ* يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى مَا أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ* وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ* وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾، ويقدمُ القرآنُ الكريمُ أيضاً نماذجَ حيّةً أخرى للإنسانيةِ، فهذا أنموذجُ إسماعيلَ وطاعتُهُ المطلقةُ لأبيهِ، وهو في مقابلِ الأنموذجِ العاقِّ لابنِ نوحٍ الملقبِ بيام، فكان لإسماعيلَ النجاحُ والفلاحُ، وليام الغرقُ والخسارةُ، وتحفلُ القصتانِ بعظاتٍ وفيرةٍ.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 20 ديسمبر : الطفولة بناء وأمل 

(2) خطواتٌ على طريقِ بناءِ الأطفالِ:

الأطفالُ قادةُ المستقبلِ، نعمْ هُم الأملُ المنشودُ، هم نجومُنَا الوضاءةُ، اليوم نقودُهُم ونوجهُهُم ونرشدُهُم، وغداً سيقدونَنَا، وسنستمعُ إلى حديثِهِم وإلى توجيهاتِهِم، فالطفولةُ مستودعُ الآمالِ والآلامِ، هي طريقُ القممِ العليةِ، والأمورِ السميةِ، لا تحتقرنَّ لصغرِهِ، فإنَّ الأيامَ دولٌ، ولذا حرصَ الإسلامُ على بناءِ الأطفالِ مِن جميعِ النواحِي:

أولاً: إعدادُ جيلٍ على الإيمانِ الكاملِ: وهذا ما حرصَ عليهِ نبيُّنَا في إعدادِ النشءِ عليهِ، وتنشئتِهِم نشئةً ربانيةً إيمانيةً، أنبتَهُم بالقرآنِ إنباتًا، وأنشأَهُم على عينهِ، فكانوا ذلك الجيلَ الفريدَ الذي لم يعرفْ لهُ التاريخُ مثيلًا، وقد لا يتاحُ للبشريةِ في مستقبلِهَا أنْ ترَى لهُ أيضًا مثيلًا، ويتبينُ ذلك في مواقفَ مختلفةٍ، وحوادثَ متباينةٍ ظهرَ مِن خلالِهَا سرعةَ الاستجابةِ لأمرِ اللهِ وأمرِ رسولِهِ ﷺ، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:«كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا، فَقَالَ: يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ» (الترمذي وحسنه)، فهذا يجعلُهُ متمسكًا بعقيدتِه، وقد قصَّ علينَا القرآنُ الكريمُ نبأَ “أصحابِ الكهفِ” فقالَ: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً﴾ فهم أخلصُوا العبادةَ لخالقِهِم، وآمنُوا باللهِ إيماناً عميقاً ثابتاً، فزادَهُم اللهُ ببركةِ الثباتِ على الحقِّ هدايةً على هدايتِهِم، وسخرَ لهُم الأسبابَ، ﴿فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً﴾ .

ما أحوجنَا إلى هذا الفقهِ والفهمِ في عصرٍ كثُرتْ فيهِ المغرياتُ، والذي أوجبَ علينَا الالتفاتَ والالتفافَ حولَ أطفالِنَا، والحنوَّ عليهِم، وغرسَ القيمِ الإيمانيةِ والأخلاقيةِ في نفوسِهِم مثلمَا ربَّى سيدُنَا ﷺ  الرعيلَ الأولَ.

ثانياً: حسنُ تأديبِهِ وتعليمِهِ: لا شكَّ أنَّ الإنسانَ يتأثرُ نفسيًّا وسلوكيًّا بما يسمعُهُ، ولذا وجّهَ الإسلامُ الأسرةَ إلى حسنِ اختيارِ اسمِ ولدِهَا الذي سيحملُهُ طيلةَ حياتهِ، وقد كان ﷺ يغيرُ الاسمَ القبيحَ إلى الحسنِ.

ولم يقفْ الأمرُ عندَ هذا الحدِّ بل أوجبَ تعليمَ الولدِ ما يصلحُهُ ويقوّمُهُ قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» (أبو داود) .

وقد روى ابنُ خلدون: «أنَّ هارونَ الرشيدَ لَمَّا أرادَ أنْ يوجَّهَ ولدَهُ الأمينَ أرسلَهُ إلى معلمِهِ، فقالَ للمُعلِّمِ: “يا أحمرُ إنَّ أميرَ المؤمنينَ قد دفعَ إليكَ مهجةَ نفسِهِ، وثمرةَ قلبِهِ، فصيرْ يدَكَ عليهِ مبسوطةً، وطاعتُهُ لكَ واجبةٌ، فكنْ لهُ بحيثُ وضعَكَ أميرُ المؤمنينَ، أقرئْهُ القرآنَ، وعلمْهُ الأخبارَ، وروه الأشعارَ، وعلمْهُ السننَ، وبصرْهُ بمواقعِ الكلامِ وبدئِهِ، وامنعْهُ مِن الضحكِ إلَّا في أوقاتِهِ، وخذهُ بتعظيمِ مشايخِ بنِي هاشمٍ، إذا دخلُوا عليهِ، ورفعِ مجالسِ القوّادِ، إذا حضرُوا مجلسَهُ، ولا تمرنَّ بكَ ساعةٌ إلّا وأنتَ مغتنمُ فائدةً تفيدُهُ إيَّاهَا، مِن غيرِ أنْ تحزنَهُ، فتميتَ ذهنَهُ، ولا تمعنَّ في مسامحتِهِ، فيستحلِي الفراغَ ويألفُهُ، وقومْهُ ما استطعتَ بالقربِ والملاينةِ، فإنَّ أباهُمَا فعليكَ بالشدةِ والغلظةِ» .

تابع / خطبة الجمعة القادمة 20 ديسمبر : الطفولة بناء وأمل 

وللهِ درُّ مَن قالَ:

ليسَ اليتيمُ مَن انتهَى أبواهُ *** مِن همِّ الحياةِ وخلفَاهُ ذليلًا

إنَّ اليتيمَ هو الذي تلقَى لهُ *** أُمًّا تخلتْ أو أبًا مشغولًا

ثالثاً: الحوارُ الهادئُ مع الأطفالِ: فما أحوجَ صغارُنَا اليومَ إلى مدِّ جسورِ التواصلِ بينَهُم حيثُ تجدُ عندَ الكثيرِ منهُم أسئلةً تدورُ في أذهانِهِم، فيتحرجونَ مِن البوحِ بهَا؛ لأنّهُم يخشونَ التأنيبَ والتوبيخَ، فيلجئونَ إلى طرحِهَا فيمَا بينَهُم، أو عندَ أناسٍ غيرِ مؤهلينَ للإجابةِ مِمَّا ينعكسُ سلباً على بناءِ شخصيتِهِم، أمَّا فتحُ بابِ التواصلِ مع الولدِ فيعززُ شخصيتَهُ، ويجعلُهُ واثقاً بنفسِهِ، فلا بُدَّ مِن الإصغاءِ للطفلِ، ولا بُدَّ مِن إعطائِهِ فرصًا للتعبيرِ والتفكيرِ والشرحِ والتفسيرِ.

رابعاً: تعويدُ الطفلِ على سلامةِ الصدرِ، وتركِ الأحقادِ: فعن أَنَسٍ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَا بُنَيَّ، إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُصْبِحَ وَتُمْسِيَ لَيْسَ فِي قَلْبِكَ غِشٌّ لِأَحَدٍ فَافْعَلْ» ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا بُنَيَّ وَذَلِكَ مِنْ سُنَّتِي، وَمَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الجَنَّةِ».

خامساً: بناءُ شخصيةِ الطفلِ على كبيرِ المعانِي، وضخامةِ الحدثِ: فيشبُّ مهتماً لذلكَ، وقلبُهُ معلقٌ بمعالِي الأمورِ لا بحقيرِهَا وسفسافِهَا.

سادساً: تربيةُ الطفلِ على الحلالِ والحرامِ: جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ أَخَذَ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كِخْ كِخْ أَمَا تَعْرِفُ أَنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ» .

سابعاً: التعاونُ بينَ الوالدينِ في تربيةِ الأطفالِ: قَالَ ﷺ:«رَحِمَ اللَّهُ وَالِدًا أَعَانَ وَلَدَهُ عَلَى بِرِّهِ بِالْإِفْضَالِ عَلَيْهِ» (ابن أبي شيبة) .

وقد أمرَ دينُنَا الزوجينِ معًا المشاركةَ في إعدادِ وتربيةِ الأولادِ سواءٌ كان ذلك خلقيًّا، أو علميًّا، أو بدنيًّا، أو اجتماعيًّا، ولم يجعلْ المسئوليةَ ملقاةً على عاتقِ أحدهِمَا دونَ الآخرِ قالَ ربُّنَا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾، وقال ﷺ: «ما مِنْ عبدٍ يسترْعيه اللهُ رعيَّةً، يموتُ يومَ يموتُ وهوَ غاشٌّ لرعِيَّتِهِ إلَّا حرّمَ اللهُ عليْهِ الجنَّةَ» (متفق عليه)، لذا يجبُ عليهمَا تنشئَةُ الأولادِ على القيمِ الصحيحةِ،

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 20 ديسمبر : الطفولة بناء وأمل 

(3) حالُنَا مع أطفالِنَا في هذا العصرِ:

لقد غدَا العالمُ اليومَ قريةً صغيرةً بفضلِ التقدمِ التكنولوجِي الهائلِ الذي تشهدهُ كافةُ المجالاتِ، وصارَ الإنسانُ يستطيعُ أنْ يحصلَ على ما يريدُ بلمسةٍ واحدةٍ، وفي ظلِّ وجودِ وسائلِ التواصلِ المختلفةِ، وانفتاحِ الفضاءِ الإلكترونِي نجدُ النشءَ الصغيرَ وفي ظلِّ غيبابِ الآباءِ والأمهاتِ الذين ينشغلونَ عنهم يجلسونَ ساعاتٍ وساعاتٍ مع هذا العالمِ فتنشأُ العزلةُ والوحدةُ لدى الأولادِ الصغارِ مِمَّا يؤثرُ سلبًا على العلاقاتِ بينَ عائلاتِهِم، إذ الطفلُ لم يجدْ فرصةً كي تُستمعَ شكواهُ وما يأنُّ منه، ولم يجدْ مَن يأمرهُ بالخيرِ، ويتعهدهُ بالرعايةِ والمتابعةِ ثم تكثرُ الشكوى ويضجُّ الوالدانِ مِن أولادِهِم،)، ليتنا نستحضر قول نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا» (الترمذي وحسنه)، فنرحمُ ضعفَ صغارِنَا، ونحترمُ عقولَهُم، ولا نهملُهُم، ولا نسيءُ معاملتَهُم قولاً وفعلاً حاضراً ومستقبلاً، ونوفرُ لهُم الأمانَ الأسريَّ حتى نُخرِّجَ منهُم شخصيةً نعتزُّ بهَا ونفتخرُ.

نسألُ اللهَ أنْ يجعل بلدنَا مِصْرَ سخاءً رخاءً، أمنًا أمانًا، سلمًا سلامًا وسائرَ بلادِ العالمين، ووفقْ ولاةَ أُمورِنَا لِمَا فيهِ نفعُ البلادِ والعبادِ.

                                  كتبه: الفقير إلى عفو ربه الحنان المنان

                                    د / محروس رمضان حفظي عبد العال

                       مدرس التفسير وعلوم القرآن – كلية أصول الدين والدعوة – أسيوط

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »