الأوقاف
فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي بمسجد السلام زغلول أبوتيج مديرية أوقاف اسيوط
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور/ أسامة السيد الأزهري – وزير الأوقاف، وبرعاية السيد الدكتور/ محمود سعد شاهين – وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، وإشراف الشيخ/ محمد عبد اللطيف محمود – مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بالمديرية، شهد مسجد السلام بزغلول أبو تيج اليوم الاثنين الموافق 9 ديسمبر 2024 انطلاق فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي تحت عنوان: “إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا.. خطورة الشائعات والأراجيف”.
بدأت الفعالية بكلمة افتتاحية ألقاها فضيلة الشيخ/ يونس تركي – مدير إدارة أوقاف أبو تيج، حيث تناول بإسهاب موضوع الآية الكريمة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ” (الحجرات: 6). وأكد فضيلته أن هذه الآية تمثل قاعدة شرعية عظيمة في التعامل مع الأخبار، حيث وضع الإسلام منهاجًا واضحًا ودقيقًا يستوجب على المسلم التثبت من كل ما يسمعه قبل نشره، لما في ذلك من حفظ للأعراض، وصيانة للأمانات، وحماية للمجتمع من الفتن والاضطرابات.
وأشار الشيخ يونس إلى أن الشائعات كانت على مر العصور أداة خطيرة تُستخدم لهدم المجتمعات، وضرب أمثلة من السيرة النبوية الشريفة، منها حادثة الإفك التي تعرضت لها أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها. أوضح فضيلته كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم تعامل مع هذا الموقف بحكمة وروية، حيث لم يتسرع في اتخاذ القرارات، بل أمر بالتثبت والتحقق، مما يبرز قيمة التروي والتأكد في مواجهة الفتن. واستشهد بقول النبي ﷺ: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت” (رواه البخاري ومسلم)، مشددًا على أن الكلمة في الإسلام أمانة عظيمة.
واستكمل فضيلته حديثه موضحًا أن سرعة انتشار الأخبار في عصرنا الحالي، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يجعل المسؤولية أكبر على كل فرد، حيث إن نشر الأخبار دون التثبت قد يؤدي إلى إشعال الفتن، وزعزعة الاستقرار المجتمعي، وإلحاق الضرر بالآخرين. ودعا الحاضرين إلى التأسي بالقرآن الكريم والسنة النبوية في ضبط النفس، والتروي، والتأكد من صحة الأخبار قبل نشرها.
ثم تحدث فضيلة الشيخ/ أسامة عبد الفتاح محمد – مدير شؤون القرآن الكريم بالمديرية، حيث قدم كلمة شاملة تناولت الأبعاد الاجتماعية والنفسية والشرعية للشائعات. أكد فضيلته أن الشائعات ليست مجرد كلمات تُلقى، بل هي سهم مسموم يقتل الثقة، ويفكك الأواصر بين الناس، ويخلق بيئة من الشك والتوتر. أشار إلى أن الإسلام كان سباقًا في التحذير من خطورة الشائعات، ودلل على ذلك بالآية الكريمة: “وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ” (الإسراء: 53)، مبينًا أن الكلمة الطيبة هي أساس بناء المجتمعات، وأن الشيطان يستغل الكلمات السيئة لإشعال نار الفتن.
وأضاف الشيخ أسامة أن الشائعات قد تكون سببًا في هدم الأسر، وتدمير العلاقات الاجتماعية، وضرب الأمن القومي، مشيرًا إلى أن إشاعة خبر كاذب قد تؤدي إلى نتائج كارثية، كما حدث في قصص كثيرة وردت في التاريخ الإسلامي. وبيّن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحث على تحري الصدق، وكان يقول: “إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة” (رواه البخاري ومسلم).
واستعرض الشيخ أسامة كيفية التعامل مع الأخبار المشبوهة، موضحًا أن أول خطوة هي التثبت والتأكد من مصدرها، وألا يكون الناقل معروفًا بالكذب أو الفسوق. كما دعا إلى نشر الوعي بين الناس بخطورة الشائعات، وضرورة التكاتف لمواجهتها، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: “كفى بالمرء كذبًا أن يُحدّث بكل ما سمع” (رواه مسلم).
وقد برز خلال الفعالية الدور الرائد الذي تقوم به وزارة الأوقاف ومديرية أوقاف أسيوط في التصدي لظاهرة الشائعات ومواجهتها عبر تنظيم مثل هذه الفعاليات الثقافية التوعوية التي تعزز وعي الأفراد، وتؤكد أهمية التثبت من الأخبار، مع بيان الأثر السلبي للشائعات على أمن المجتمع واستقراره. وتأتي هذه الجهود ضمن رؤية شاملة تهدف إلى نشر القيم الإسلامية الصحيحة، ودعم الاستقرار الفكري والاجتماعي، والعمل على تحصين المجتمع من الفتن والشائعات التي تهدد أمنه وسلامته.
إتبعنا