الأوقاف
مديرية أوقاف اسيوط تعقد (7 ) ندوات علمية بعنوان “خلق الأمانة وأثرها على الفرد والمجتمع”
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور محمود سعد شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، وبإشراف الشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بالمديرية،
شهدت مساجد مديرية أوقاف اسيوط اليوم، الإثنين الموافق 2 ديسمبر 2024م، عقب صلاة المغرب، انعقاد سبع ندوات علمية تحت عنوان “خلق الأمانة وأثرها على الفرد والمجتمع”، بمشاركة نخبة من أساتذة جامعة الأزهر بأسيوط وكوكبة من الأئمة المتميزين.
ركزت الندوات على واحد من أعظم الأخلاق الإسلامية التي أرساها الإسلام في نفوس المسلمين، وهو خلق الأمانة. إن الأمانة ليست مجرد فضيلة فردية، بل هي مبدأ شامل يعكس التزام المسلم تجاه نفسه وتجاه الآخرين وتجاه الله عز وجل. وقد بيّن القرآن الكريم أهمية هذا الخلق في قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} (النساء: 58)، حيث أمر الله تعالى بتأدية الأمانات، سواء كانت أمانات مادية كالأموال والودائع، أو معنوية كالعهود والمسؤوليات.
في هذه الندوات، أكد المحاضرون أن الأمانة ليست محصورة في التعاملات المالية فقط، بل تشمل جميع مناحي الحياة، بدءاً من الالتزام بالعهود والوعود، مروراً بالمحافظة على الأسرار، وانتهاءً بالإخلاص في أداء العمل. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ارتباط الإيمان بالأمانة في قوله: “لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له” (رواه أحمد). إن هذا الحديث الشريف يوضح أن الأمانة ليست فضيلة اختيارية، بل هي ركن أساسي لا يكتمل إيمان المسلم بدونه.
وقد أوضح العلماء خلال الندوات كيف أن الأمانة تؤثر بشكل إيجابي على الفرد، حيث تجعل منه إنساناً موثوقاً ومحترماً في أعين الناس. إن الشخص الأمين يحظى براحة الضمير وطمأنينة النفس، وهو ما يجلب له السعادة في الدنيا والآخرة. وقد جاء في الحديث الشريف: “المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم” (رواه النسائي)، مما يبرز أن الأمانة أساس بناء شخصية المسلم.
على صعيد المجتمع، أكد المحاضرون أن انتشار الأمانة بين أفراده يؤدي إلى بناء مجتمع قوي تسوده الثقة والعدل، وتختفي منه مظاهر الغش والخداع. الأمانة تضمن استقرار العلاقات الاجتماعية، وتخلق بيئة آمنة تسهم في تحقيق التنمية والازدهار. وقد نبّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى خطر فقدان الأمانة على المجتمعات بقوله: “إذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة”، وعندما سُئل عن معناها، قال: “إذا وُسّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة” (رواه البخاري).
وفي ختام الندوات، دعا المحاضرون الجميع إلى التحلي بهذا الخلق العظيم، وتذكّر أن الأمانة ليست مجرد واجب أخلاقي، بل هي عبادة يتقرب بها المسلم إلى ربه. إن التمسك بالأمانة يعكس قوة الإيمان وصدق التوجه نحو الله تعالى، ويحقق الخير للفرد والمجتمع على حد سواء.
إتبعنا