الأوقاف
وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط بالصور يؤم صلاة الجمعة بمسجد التوحيد بإدارة أوقاف صدفا
أدى الدكتور محمود سعد شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، صلاة الجمعة بمسجد التوحيد بقرية الدوير التابعة لإدارة أوقاف صدفا، بحضور الشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية، والشيخ ناصر محمد السيد علي، مدير المتابعة، والشيخ محمد تمام علي، مدير إدارة أوقاف صدفا.
ألقى فضيلة الشيخ ناصر محمد السيد علي، مدير المتابعة بالمديرية،وكانت الخطبة بعنوان “المال العام وحرمة التعدي عليه”، حيث تناول فيها قضية مهمة تمس حياة جميع المواطنين.
بدأت الخطبة بتعريف المال العام وأهميته، موضحة أنه ليس مالًا يخص فردًا بعينه، بل هو مال يخص المجتمع بأسره، ويعود بالنفع على الجميع. يدخل في نطاق المال العام كل ما يتعلق بالمرافق والخدمات العامة التي يستفيد منها الجميع مثل المدارس، المستشفيات، الكهرباء، والمياه. وبالتالي، فإن حماية المال العام والحفاظ عليه يعد واجبًا دينيًا وأخلاقيًا على كل فرد في المجتمع.
استعرض الشيخ ناصر في خطبته خطورة التعدي على المال العام وأكد أن التربح منه بغير حق أو إهداره يعد خيانة للأمانة التي أمرنا الله بحفظها. وأشار إلى الحديث النبوي الشريف الذي يقول فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “إن رجالًا يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة”. وهذا الوعيد الشديد يدل على قدسية المال العام وضرورة حمايته من العبث والاستهتار، كما شدد على أن المال العام هو في حقيقته مال الله تعالى، والتعدي عليه يعد اعتداءً على ما هو مقدس ويستوجب العقاب.
ثم انتقل الشيخ ناصر للحديث عن العواقب الشرعية للتعدي على المال العام، حيث أوضح أن الاعتداء على هذه الأموال يؤثر سلبًا على المجتمع ككل، ويقلل من الموارد المتاحة للخدمات العامة التي يحتاجها المواطنون. وبيّن أن الإسلام يعتبر المال العام أمانة ينبغي الحفاظ عليها بكل السبل، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “أيما لحم نبت من حرام فالنار أولى به”، مما يوضح أن من يتربح بغير وجه حق من المال العام سيعاقب في الدنيا والآخرة.
كما دعا فضيلته المصلين إلى ضرورة تحمل المسؤولية تجاه المال العام، مؤكدًا أن الحفاظ عليه يعد واجبًا على كل مسلم ومسلمة. فالمال العام هو جزء من الأمانة التي أمرنا الله بحفظها، كما قال تعالى في كتابه الكريم: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل}. وأوضح أن هناك نوعين من الأموال: المال الخاص الذي يمتلكه الفرد كالمنزل والملابس والأغراض الشخصية، والمال العام الذي يشمل المرافق والخدمات التي يستفيد منها الجميع مثل الطرق والمستشفيات والكهرباء والمياه. وأكد الشيخ أن من يستهين بالمال العام ويتعدى عليه يسيء فهم حرمة هذا المال، والذي يعد مقدسًا عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم، حيث إن من اعتدى على مال الناس جميعًا فإن عاقبته وخيمة في الآخرة.
واستشهد فضيلته بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تحذر من التعدي على أموال الناس بالباطل، ومن ذلك قوله: “من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة”. وهذا الحديث الشريف يعبر عن خطورة الاستيلاء على أموال الآخرين بغير وجه حق، سواء كانت أموالًا خاصة أو عامة، ويؤكد على ضرورة الاستقامة والالتزام بتعاليم الدين في هذا الشأن.
اختتمت الخطبة بدعوة للمصلين للتوبة والتوجه إلى الله لحماية مقدرات الأمة، مشددًا على أهمية أن نكون قدوة في حفظ المال العام. فالاعتداء على هذه الأموال ليس فقط إساءة للمجتمع، بل هو تعدٍ على ما أمر الله بحفظه وحمايته. دعا الشيخ في نهاية الخطبة إلى استشعار المسؤولية الدينية والوطنية تجاه المال العام، وأكد أن حماية هذه الموارد هي جزء من التزامنا تجاه أجيال المستقبل، وأن أي تهاون في هذا الأمر قد يعرض الأمة لأزمات اقتصادية واجتماعية كبيرة.
إتبعنا