الأوقاف
الأوقاف: انعقاد جلسات الدوار اليوم بقرى مركز الفتح بأسيوط بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة بأسيوط
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور/ أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور/ محمود سعد شاهين، مدير مديرية أوقاف أسيوط، وتحت إشراف الشيخ/ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية، وبمتابعة الشيخ/ محمود جميل محمود، مسئول التدريب بالمديرية، انعقدت اليوم الاثنين الموافق 11 نوفمبر 2024 جلسة الدوار التي نظمتها إدارة أوقاف الفتح قبلي بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة. شهدت الجلسة حضورًا واسعًا من السيدات والفتيات القاصرات من قرى ونجوع مركز الفتح بأسيوط، وسط أجواء ملؤها التفاعل والإيجابية، حيث تم التطرق إلى العديد من القضايا التي تمس المجتمع والأسرة، بهدف توعية السيدات والفتيات بأهم التحديات التي يواجهنها في الحياة اليومية.
بدأت الجلسة بحديث مشوق من أحد الأئمة المشاركين، الذي رحب بالحاضرات وأكد على أهمية مثل هذه اللقاءات التوعوية التي تُعزز من وعي المجتمع، وخاصةً الفتيات الصغيرات، بأمور حياتهن اليومية. ولفت إلى أن الهدف الأساسي من هذه الجلسات هو تقديم النصائح والإرشادات الدينية والاجتماعية التي تسهم في بناء حياة أفضل وأكثر استقرارًا للأسر.
كانت البداية بالحديث عن خطورة الزواج المبكر، حيث أوضح المحاضرون أن الزواج في سن مبكرة يُعتبر من العادات التي لا تتماشى مع التطور الاجتماعي والصحي للإنسان، إذ تتعرض الفتاة في هذه الحالة للعديد من المخاطر الصحية والنفسية، منها عدم الاستعداد الجسدي والعقلي لتحمل المسؤوليات الزوجية، وهو ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى زيادة معدلات الطلاق. وأكد الأئمة أن الإسلام لم يحدد سنًا معينًا للزواج، بل وضع شروطًا تضمن النضج والاستعداد لتحمل المسؤولية. ثم تم التطرق إلى قضية ختان الإناث، التي تُعتبر من الممارسات الضارة والمؤذية التي تؤدي إلى مشكلات صحية ونفسية للفتيات. وأوضح المحاضرون أن هذه العادة ليس لها أصل في الشريعة الإسلامية، وأن الإسلام يدعو إلى حماية النفس وصون الكرامة الإنسانية.
استمر اللقاء في مناقشة الأسباب الشائعة لارتفاع معدلات الطلاق في المجتمع، حيث أشار الأئمة إلى أن من أبرز هذه الأسباب هو سوء الاختيار وعدم التوافق الفكري والثقافي بين الزوجين، إضافة إلى غياب الحوار والاحترام المتبادل. ونبهوا إلى ضرورة الحرص على التربية السليمة للأبناء منذ الصغر، حيث إن الأطفال الذين ينشأون في بيئة أسرية مستقرة يتعلمون القيم والمبادئ التي تؤهلهم لبناء حياة ناجحة في المستقبل. وقد تم التأكيد على أهمية التفاهم والتواصل بين الزوجين كوسيلة لحل الخلافات وتجنب الطلاق.
تناولت الجلسة أيضًا قضية التدخين والمخدرات، حيث تحدث الأئمة عن المخاطر الصحية الكبيرة لهذه العادات السيئة على جسم الإنسان، موضحين أن التدخين يُسبب أمراضًا خطيرة مثل سرطان الرئة وأمراض القلب، فيما تُدمر المخدرات حياة الشباب وتؤدي إلى انهيار مستقبلهم وتفكك أسرهم. وأكد الأئمة أن الإسلام حرم كل ما يضر بالعقل والجسد، ودعا إلى الحفاظ على الصحة باعتبارها من أعظم نعم الله على الإنسان. وأشار المحاضرون إلى أهمية التوعية بمخاطر هذه العادات من خلال المدارس والمساجد ومختلف المنابر الإعلامية، بهدف حماية الأجيال الشابة من الوقوع في براثن الإدمان.
كما تم التطرق إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على حياة الأفراد، حيث أوضح الأئمة أن الإفراط في استخدام السوشيال ميديا قد يؤدي إلى مشاكل اجتماعية ونفسية، من بينها العزلة الاجتماعية وضعف العلاقات الأسرية. وقد تم التحذير من الانخراط في صداقات قد تكون سيئة التأثير، حيث تؤدي الصحبة غير الصالحة إلى انحراف الأفراد عن الطريق السليم وارتكاب أفعال تُخالف القيم والأخلاق. واستشهد المحاضرون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”، وذلك لتوضيح أهمية اختيار الأصدقاء بعناية.
اختتمت الجلسة بتوجيه الشكر للحاضرات على تفاعلهن واهتمامهن بالموضوعات المطروحة، مع التأكيد على أن وزارة الأوقاف، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، ستستمر في تنظيم مثل هذه الجلسات التوعوية الهادفة التي تسعى إلى رفع مستوى الوعي لدى السيدات والفتيات بأهم القضايا التي تؤثر في حياتهن اليومية، وتعمل على تزويدهن بالمعلومات والإرشادات التي تساعدهن على اتخاذ قرارات سليمة ومستنيرة.
إتبعنا