الدرس الحادي عشر: معاني وأنواع الهجرة في ضوء القرآن والسنة ، للدكتور خالد بدير
سلسلة دروس وعبر من هجرة سيد البشر ﷺ الدرس الحادي عشر: معاني وأنواع الهجرة في ضوء القرآن والسنة ، للدكتور خالد بدير
لتحميل سلسلة دروس وعبر من هجرة سيد البشر ﷺ الدرس الحادي عشر: معاني وأنواع الهجرة في ضوء القرآن والسنة ، للدكتور خالد بدير ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل سلسلة دروس وعبر من هجرة سيد البشر ﷺ الدرس الحادي عشر: معاني وأنواع الهجرة في ضوء القرآن والسنة ، للدكتور خالد بدير ، بصيغة pdf أضغط هنا.
وللإطلاع علي سلسلة دروس وعبر من هجرة سيد البشر ﷺ الدرسُ الأولُ: الإخلاصُ والتحذيرُ من الرياء ، للدكتور خالد بدير
وللإطلاع علي سلسلة دروس وعبر من هجرة سيد البشر ﷺ الدرس الثاني: التخطيط ودوره في بناء المجتمع ، للدكتور خالد بدير
وللإطلاع علي سلسلة دروس وعبر من هجرة سيد البشر ﷺ الدرس الثالث : الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله تعالى ، للدكتور خالد بدير
وللإطلاع علي سلسلة دروس وعبر من هجرة سيد البشر ﷺ الدرس الرابع : السعي على الرزق والكسب ، للدكتور خالد بدير
وللإطلاع علي سلسلة دروس وعبر من هجرة سيد البشر ﷺ الدرس الخامس : نشأة التاريخ الهجري ، للدكتور خالد بدير
وللإطلاع علي سلسلة دروس وعبر من هجرة سيد البشر ﷺ الدرس السادس : مكانة المسجد وعلاقته بالهجرة ، للدكتور خالد بدير
وللإطلاع علي سلسلة دروس وعبر من هجرة سيد البشر ﷺ الدرس السابع : حسن الصحبة ، للدكتور خالد بدير
وللإطلاع علي سلسلة دروس وعبر من هجرة سيد البشر ﷺ الدرس الثامن : حفظ الأمانات ، للدكتور خالد بدير
وللإطلاع علي سلسلة دروس وعبر من هجرة سيد البشر ﷺ الدرس التاسع : الهجرة وترك التهاجر والتناحر ، للدكتور خالد بدير
وللإطلاع علي سلسلة دروس وعبر من هجرة سيد البشر ﷺ الدرس العاشر : يوم عاشوراء فضائل وأحكام ، للدكتور خالد بدير
ولقراءة سلسلة دروس وعبر من هجرة سيد البشر ﷺ
سلسلة دروس وعبر من هجرة سيد البشر ﷺ
الدرس الحادي عشر: معاني وأنواع الهجرة في ضوء القرآن والسنة
إننا نقتدي ونهتدي بنبينا ﷺ في كل ذكرى تمر علينا ؛ ففي رمضان نكثر من الجود والقيام وقراءة القرآن والاعتكاف تأسياً به ﷺ ؛ وفي شوال نصوم الست من شوال اقتداءً به؛ وفي الحج نحج ونقتدي به في أداء مناسك الحج حيث قال : ” خذوا عني مناسككم “.( مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة).
وفي الصلاة قال : ” صلوا كما رأيتموني أصلى”. ( البخاري).
والآن ونحن في ذكرى الهجرة النبوية المباركة ؛ فهل نهاجر اقتداءً به كما ذكر في الأمثلة السابقة ؟!! وما المراد بالهجرة؟ وما هي أنواعها؟! وكيف نهاجر إلى الله ؟!
والجواب على ذلك أقول: الهجرة النبوية المعروفة، وهي التي قام بها المهاجرون بصحبة النبي ﷺ من مكة إلى المدينة؛ وقد انتهت بفتح مكة بقول النَّبيّ ﷺ: ((لا هجرةَ بعد الفتح))، أي أنّ الهجرة من مكّة أو غيرها إلى المدينة، لم تعُد واجبةً كما كانت، لأنَّ موجب الهجرة قد انتهى، وسببها قد انتفى، فقد كانت مكّة دارَ كفر، لا يستطيع من بقي فيها أن يُظهر دينه، ولا أن يُبدي إيمانه، فكان بقاء المسلم فيها، خطراً على دينه وإيمانه، فلذا كان قد شُرع للمؤمنين أن يهاجروا من مكة وما سواها إلى المدينة، فراراً بدينهم ونُصرةً للنبي ﷺ ، فلما فُتحت مكة، انتفى موجب الهجرة.
ولذلك لما أراد أحد الصحابة أن يهاجر بعد فتح مكة رده الرسول ﷺ مرة أخرى إلى مكة. فعَنْ طَاوُسٍ ، قَالَ : قِيلَ لِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ وَهُوَ بِأَعْلَى مَكَّةَ وَذَلِكَ بَعْدَ الْفَتْحِ : إِنَّهُ لا دِينَ لِمَنْ لَمْ يُهَاجِرْ قَالَ : لا أَصِلُ إِلَى مَنْزِلِي حَتَّى أَجِيءَ الْمَدِينَةَ ، فَخَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَنَزَلَ عَلَى الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَنَامَ فِيهِ وَوَضَعَ خَمِيصَةً لَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ فَأَتَاهُ سَارِقٌ فَسَرَقَهَا فَأَخَذَهُ صَفْوَانُ فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ يُقْطَعَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللِّهِ هِيَ لَهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ” فَهَلا قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ ” ثُمَّ قَالَ : ” مَا جَاءَ بِكَ أَبَا وَهْبٍ ؟ ” قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لا دِينَ لِمَنْ لا يُهَاجِرْ ، فَجِئْتُ مُهَاجِرًا فَقَالَ : ” ارْجِعْ أَبَا وَهْبٍ إِلَى أَبَاطِحِ مَكَّةَ ، فَقِرُّوا عَلَى سَكَنَتِكُمْ فَقَدْ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا ” .( أخبار مكة للفاكهي ).
أما الهجرة التي أمرنا بها لها صور عديدة تتمثل فيما يلي:-
أولا: الهجرة إلى إخلاص النية لله تعالى
فقد بين ﷺ أن هناك أبواباً أخرى للهجرة مفتوحة للجميع إلى أن تقوم الساعة ؛ ومن هذه الأبواب ( إخلاص النية لله تعالى ) ؛ فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ يَوْمَ الْفَتْحِ:” لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ “. ( متفق عليه ). يقول الإمام النووي: ” قَوْلُهُ ﷺ: ( وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ ) مَعْنَاهُ أَنَّ تَحْصِيلَ الْخَيْرِ بِسَبَبِ الْهِجْرَةِ قَدِ انْقَطَعَ بِفَتْحِ مَكَّةَ وَلَكِنْ حَصِّلُوهُ بِالْجِهَادِ وَالنِّيَّةِ الصَّالِحَةِ . وَفِي هَذَا : الْحَثُّ عَلَى نِيَّةِ الْخَيْرِ مُطْلَقًا ، وَأَنَّهُ يُثَابُ عَلَى النِّيَّةِ” .( شرح النووي).
لذلك أكد ﷺ على أهمية النية في الأعمال كلها؛ فعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:” إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لكل ِامْرِئٍ مَا نَوَى؛ فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ؛ وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ.” (متفق عليه) ؛ فمن هاجر من أجل الدنيا أو من أجل النساء فليست هجرته خالصة لله؛ ” يقول عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – : كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها أم قيس فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر فهاجر فتزوجها ، فكنا نسميه مهاجر أم قيس.” ( فتح الباري ) . لذلك عد العلماء حديث ( إنما الأعمال بالنيات ) أحد الأحاديث الثلاثة التي يدور عليها الدين الحنيف؛ وجعله الإمام البخاري الحديث رقم واحد في صحيحه ليبعث لك رسالة قوية أن أخلص نيتك في العمل قبل البدء فيه .
ثانيا: الهجرة إلى الأعمال الصالحة
وهذا باب عظيم من أبواب الهجرة ؛ وهو الهجرة إلى الأعمال الصالحة ؛ فَعَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ؛ أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنْ الْهِجْرَةِ؟ فَقَالَ:” وَيْحَكَ إِنَّ شَأْنَ الْهِجْرَةِ لَشَدِيدٌ ؛ فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ قَالَ: نَعَمْ . قَالَ فَهَلْ تُؤْتِي صَدَقَتَهَا؟ قَالَ: نَعَمْ . قَالَ فَاعْمَلْ مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَتِرَكَ مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا “.( مسلم). يقول النووي ما نصه :” قَالَ الْعُلَمَاء : وَالْمُرَاد بِالْهِجْرَةِ الَّتِي سَأَلَ عَنْهَا هَذَا الْأَعْرَابِيّ مُلَازَمَة الْمَدِينَة مَعَ النَّبِيّ ﷺ وَتَرْك أَهْله وَوَطَنه، فَخَافَ عَلَيْهِ النَّبِيّ ﷺ أَلَّا يَقْوَى لَهَا، وَلَا يَقُوم بِحُقُوقِهَا، وَأَنْ يَنْكُص عَلَى عَقِبَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ شَأْن الْهِجْرَة الَّتِي سَأَلْت عَنْهَا لَشَدِيد وَلَكِنْ اِعْمَلْ بِالْخَيْرِ فِي وَطَنك، وَحَيْثُ مَا كُنْت فَهُوَ يَنْفَعك، وَلَا يُنْقِصك اللَّه مِنْهُ شَيْئًا. وَاَللَّه أَعْلَم” . (شرح النووي).
فعمل الخير والحفاظ على الوطن وبناء المجتمع باب عظيم ومعنىً كبير من معاني الهجرة .
وَعَن مُجَاشِع بْن مَسْعُودٍ السُّلمِىّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ أُبَايِعُهُ عَلَى الْهِجْرَةِ فَقَالَ:” إِنَّ الْهِجْرَةَ قَدْ مَضَتْ لِأَهْلِهَا ؛ وَلَكِنْ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالْجِهَادِ وَالْخَيْرِ “. ( مسلم).
ثالثا: هجرة المعاصي والسيئات
وهذا أيضاً باب من أبواب الهجرة الدائمة ؛ وقد صرحت به السنة النبوية في أكثر من موضع ؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا؛ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:” الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ؛ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ”.( البخاري ). وفي رواية (ابن حبان): “المهاجر من هجر السيئات، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”.
فهذه الأحاديث كلها تثبت أن الهجرة الحقيقة والدائمة إلى يوم القيامة هي هجرة الذنوب والمعاصي.
رابعا: هجر أصحاب السوء والمعاصي
فإذا كنا تكلمنا في عنصرنا السابق عن هجرة الذنوب والمعاصي نفسها ؛ ففي هذا العنصر نؤكد على هجر أصحاب المعاصي ؛ وهذا مستمد من قوله تعالى لنبيه ﷺ: { وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلا} (المزمل: 10). يقول الإمام ابن كثير : ” يقول تعالى آمرًا رسوله ﷺ بالصبر على ما يقوله من كذبه من سفهاء قومه، وأن يهجرهم هجرًا جميلا وهو الذي لا عتاب معه.”. ( تفسير ابن كثير ).
فينبغي على المرء أن يحسن اختيار الصاحب، لأنه يكون على هديه وطريقته ويتأثر به، كما قيل: الصاحب ساحب، حتى لو أردت أن تعرف أخلاق شخصٍ فسأل عن أصحابه. قال الشاعر:
عَنِ المَرءِ لا تَسأَل وَسَل عَن قَرينَهُ فَكُلُّ قَرينٍ بِالمُقارِنِ يَقتَدي
وقال آخر: واحـذرْ مُصاحبـةَ اللئيـم فـإنّـهُ يُعدي كما يُعدي الصحيـحَ الأجـربُ
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ ﷺ: ” الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ” [ أحمد والبيهقي والحاكم وصححه] . قال العلماء: يعني لا تخالل إلا من رضيت دينه وأمانته فإنك إذا خاللته قادك إلى دينه ومذهبه، ولا تغرر بدينك ولا تخاطر بنفسك فتخالل من ليس مرضيا في دينه ومذهبه.
خامساً: الهجرة إلى الله ورسوله عند كثرة الفتن
وهذا نوع آخر من أنواع الهجرة؛ وهو الهجرة إلى الله ورسوله عند كثرة الفتن واختلاط الأمور؛ فكلما كثرت الفتن وتغلب العبد عليها كلما كان مهاجراً إلى الله ورسوله، ويدل على ذلك قوله ﷺ: ” الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ ” [مسلم]. يقول النووي: ” المراد بالهرج هنا الفتنة واختلاط أمور الناس ، وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ، ويشتغلون عنها، ولا يتفرغ لها إلا أفراد .”
فهنيئاً لكل من يصبر عن المعاصي وسط هذه الفتن والشهوات؛ فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:” يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ” . ( أحمد والترمذي ).
بل إنك إذا فعلت ذلك – مع ما يحيط بك من فتن ومغريات – فسيكون لك أجر خمسين من صحابة النبي العدنان ﷺ فعن عتبة بن غزوان ، أن النبي ﷺ قال : « إن وراءكم أيام الصبر ، المتمسك فيهن يومئذ بمثل ما أنتم عليه له كأجر خمسين منكم » ، قالوا : يا نبي الله ، أو منهم ؟ قال : « لا ، بل منكم » ، قالوا: يا نبي الله، أو منهم ؟ قال : « لا ، بل منكم » ثلاث مرات، أو أربعا .” وفي رواية بزيادة: ” إنكم تجدون على الخير أعوانا وهم ولا يجدون ” ( أبو داود والحاكم وصححه والطبراني واللفظ له ).
فنحن في هذا الزمان تحيط بنا أعوان المعاصي والشهوات؛ من الدش والنت والفيس والنساء العاريات ……..إلخ ؛ وكلما تمسك الإنسان بدينه وصبر عن المعاصي في وسط هذه الشهوات؛ أصبح مهاجراً وتضاعف له الأجر حتى يصل إلى أجر خمسين من صحابة النبي ﷺ.
وقد جمع الرسول ﷺ هذا النوع من الهجرة والنوع الذي قبله بقوله: ” إِنَّ الْهِجْرَةَ خَصْلَتَانِ إِحْدَاهُمَا: أَنْ تَهْجُرَ السَّيِّئَاتِ. وَالْأُخْرَى : أَنْ تُهَاجِرَ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَلَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا تُقُبِّلَتْ التَّوْبَةُ ، وَلَا تَزَالُ التَّوْبَةُ مَقْبُولَةً ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنَ الْمَغْرِبِ ، فَإِذَا طَلَعَتْ ، طُبِعَ عَلَى كُلِّ قَلْبٍ بِمَا فِيهِ ، وَكُفِيَ النَّاسُ الْعَمَلَ “(أحمد والبيهقي).
سادساً: الهجرة إلى كل عمل إيجابي
وهذا النوع من الهجرة يجمع كل ما سبق؛ حيث الهجرة من كل شيء سلبي وقبيح وسيئ إلى كل شيء إيجابي وجميل وحسن .
– أي الهجرة من الحالة المتردية التي نحياها إلي استشراف المستقبل بأمل كله ثقة في الله .
– الهجرة بترك المعاصي والذنوب إلي المجاهدة في التقرب إلي الله سبحانه وتعالي .
– الهجرة من الأحقاد والضغائن إلي الصفاء والنقاء .
– الهجرة من الكسل والخمول إلى العمل والاجتهاد .
– الهجرة من الكذب إلي الصدق ومن الخيانة إلي الأمانة .
– الهجرة من التقرب إلي العباد إلي التقرب إلي رب العباد .
– الهجرة من الأفكار المغلوطة والمتطرفة إلي الاعتدال والتوسط والإمساك بجوهر الدين الصحيح.
– الهجرة من أخلاق توارثناها إلي الإمساك بسنة النبي صلي الله عليه وسلم .
– الهجرة من الإيقاع بالآخرين وإلحاق الضرر بهم إلي الأخذ بأيديهم إلي الخير .
– الهجرة من أمراض اجتماعية قبيحة جنينا جميعاً ثمارها إلي التعاون في أوجه الخير .
– الهجرة من الإمساك بالدنيا إلي الحرص علي الآخرة والعمل علي كل ما يقربنا منها .
– الهجرة من الغيبة والنميمة إلي التحري في كل كلمة تنطق بها أفواهنا .
– الهجرة من إيقاظ الفتن إلي لم الشمل ورأب الصدع وخلق جسور التواد والتحاب بين أبناء المجتمع .
وبالجملة هجرة وتغيير وتحويل شامل جمعه الله في قوله:{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } ( الرعد: 11)، { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } ( الأعراف: 96)
أسال الله أن يصلح حال البلاد والعباد ؛ وأن يرد المسلمين إلى دينهم مرداً جميلاً !!
كتبه : خادم الدعوة الإسلامية
د / خالد بدير بدوي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف