خطبة الجمعة القادمة 21 يونيو 2024م بعنوان : البحث العلمي ودوره في تقدم الأمم ، للدكتور عمر مصطفي
خطبة الجمعة القادمة 21 يونيو 2024م بعنوان :البحث العلمي ودوره في تقدم الأمم ، للدكتور عمر مصطفي، بتاريخ 15 ذو الحجة 1445هـ ، الموافق 21 يونيو 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 21 يونيو 2024م بصيغة word بعنوان : البحث العلمي ودوره في تقدم الأمم ، للدكتورعمر مصطفي
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 21 يونيو 2024م بصيغة pdf بعنوان : البحث العلمي ودوره في تقدم الأمم ، للدكتورعمر مصطفي
عناصر خطبة الجمعة القادمة 21 يونيو 2024م ، بعنوان : البحث العلمي ودوره في تقدم الأمم ، للدكتور عمر مصطفي.
أولًا: قدرُ العلمِ ومكانةُ أهلِهِ.
ثانيًا: العلمُ أساسُ بناءِ الأممِ.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 21 يونيو 2024م ، بعنوان : البحث العلمي ودوره في تقدم الأمم ، للدكتور عمر مصطفي ، كما يلي:
البحثُ العلمِيُّ ودورُهُ في تقدّمِ الأممِ
15ذو الحجة 1445هـ – 21 يونيو 2024م
الحمدُ للهِ المتفضلِ علينَا بالنعمِ القديمةِ، والأيادِي الجميلةِ، حمدَ مَن يعلمُ أنْ مولاهُ الكريمَ يحبُّ الحمدَ، فلهُ الحمدُ على النعمِ التي لا تُحصَى، وكيفَ تُحصَى وقد قالَ جلَّ ذكرُهُ: { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا }(إبراهيم) ، وأسألُهُ الزيادةَ بفضلِهِ، والمعونَةَ على شكرِهِ إنَّهُ ذو فضلٍ عظيمٍ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيّنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمَّ صلِّ وسلِّمْ وباركْ عليهِ وعلَى آلِهِ الطيبينَ وأصحابِهِ الميامين، وأزواجِهِ أمهاتِ المؤمنين، وذريتِهِ ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدين.
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 21 يونيو 2024م بعنوان : البحث العلمي ودوره في تقدم الأمم
أولًا: قدرُ العلمِ ومكانةُ أهلِهِ.
*عبادَ الله: إنَّ العلمَ لهُ مكانةٌ عظيمةٌ لا ينكرُهَا أحدٌ مِن العقلاءِ، ولهُ أثرُهُ على صاحبِهِ وعلي كلِّ مَن حولَهُ، وللهِ درُّ القائلِ:
ما الفضلُ إلَّا لأهلِ العلمِ إنَّهُم.. .. على الهدَى لِمَن استهدَى أدلاءُ
وقدرُ كلِّ امرئٍ ما كان يحسنُهُ . .. والجاهلونَ لأهلِ العلمِ أعداءُ
ففــزْ بعــلمٍ تعــشْ حـيًّا بهِ أبدًا. .. الناسُ موتَى وأهلُ العلمِ أحياءُ
*العلمُ أشرفُ شيءٍ في هذا الوجودِ، وهو أنفسُ ما تنفقُ فيهِ الأعمارُ والسنون، وأولَى ما أنفقتْ فيهِ نفائسُ الأموالِ والأوقاتِ، وشرعَ في إدراكِهِ والتمكنِ فيهِ أصحابُ الهمَمِ العاليةِ، وبادرَ إلى الاهتمامِ بهِ المسارعونَ إلى الخيراتِ، وسابقَ إلى التحلِّي بهِ مستبقُوا الخيراتِ.
*والعلمُ أشرفُ مِن المالِ كما قالَ عليٌّ بنُ أبِي طالبٍ رضيَ اللهُ عنهُ لكميلِ بنِ زيادٍ: “يا كميلُ.. العلمُ أشرفُ مِن المالِ، العلمُ يحرسُكَ وأنتَ تحرسُ المالَ، المالَ تنقصُهُ النفقةُ والعلمُ يزكُو بالإنفاقِ، العلمُ حاكمٌ والمالُ محكومٌ عليهِ”.
*والعلمُ زينةٌ، ولولَا العلمُ ما كانَ للعقلِ قيمة:
علمُ العليمِ وعقلُ العاقلِ اختلفَا .. .. مَن ذَا الذي منهمَا قد أحرزَ الشرفَا
فالعلمُ قالَ أنَا أحرزتُ غايتَـــهُ .. .. والعــقلُ قالَ أنَا الرحمنُ بِي عُرفَا
فأومــأَ العلــمُ إيمــاءً وقالَ لـهُ .. .. بأيـنَا الرحمنُ في القرآنِ قد وُصفَا
فأدركَ العقلُ أنَّ العــلمَ ســيدُهُ .. .. فقَبَّلَ العقـلُ رأسَ الــعـلمِ وانصرفَا
*والعلمُ دليلُ الإيمانِ، ولولَا العلمُ ما عرفَ الناسُ ربَّهُم ولا أسماءَهُ ولا صفاتِهِ، ولا عرفُوا كيفَ يعبدُونَهُ، فبالعلمِ يُعرَفُ اللهُ، وبهِ يُطاعُ اللهُ، وبهِ يُعبَدُ، وبهِ يُوحَدُ، وبهِ يُمجَّدُ، وبهِ يُتورَعُ، وبهِ تُوصَلُ الأرحامِ، و بهِ يُعرَفُ الحلالُ مِن الحرامِ، وهو إمامٌ والعملُ تابعُهُ، يُلهَمَهُ السعداءُ، ويَحرَمَهُ الأشقياءُ.
قالَ معاذُ بنُ جبلٍ رضىَ اللهُ تعالَى عنهُ: “تعلّمُوا العلمَ، فإنَّ تعلُّمَهُ للهِ خشيةٌ، وطلبَهُ عبادةٌ، ومدارستَهُ تسبيحٌ، والبحثَ عنهُ جهادٌ، وتعليمَهُ لمَن لا يعلمُهُ صدقةٌ، وبذلَهُ لأهلِهِ قُربةٌ، وهو الأنيسُ في الوحشةِ، والصاحبُ في الخلوةِ”.
*عبادَ الله: إنَّ أهلَ العلمِ هم أشرفُ الناسِ في هذا الوجودِ، و أرفعُهُم قدرًا في الآخرةِ إذا صدقتْ نواياهُم، رفعَهُم اللهُ بالعلمِ في الدنيا وفي الآخرةِ، كمَا قالَ سبحانَهُ: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } (المجادلة ).
وفرَّقَ بينَهُم وبينَ أهلِ الجهلِ فقالَ تعالَي: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}(الزمر)، وقالَ جلَّ في علاه: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (فاطر).
تابع / خطبة الجمعة القادمة 21 يونيو 2024م بعنوان : البحث العلمي ودوره في تقدم الأمم
وقد أثنَي النبيُّ ﷺ علي مَن سلكَ طريقَ العلمِ وبشرَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي اللهُ عنهُ قال: قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: (منْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ)(صحيح مسلم).
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ، قَالَ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا عَابِدٌ وَالآخَرُ عَالِمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «فَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ»(سنن الترمذي).
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ، وَمَنْ فِي الْأَرْضِ، وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ، كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ»(سنن أبي داود).
**عبادَ الله: إنَّ أوّلَ ما أُنزِلَ مِن القرآنِ الأمرُ بالعلمِ والقراءةِ والكتابةِ، قالَ تعالَي: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)}(العلق) .
لذلكَ كانَ طلبُ العلمِ مِن أفضلِ العباداتِ وأجلِّ القرباتِ، قالَ سفيانُ الثورِي رحمَهُ اللهُ: ليسَ بعدَ الفرائضِ أفضلَ مِن طلبِ العلمِ، وقالَ الشافعِيُّ رحمَهُ اللهُ: طلبُ العلمِ أفضلُ مِن صلاةِ النافلَةِ، وقالَ ابنُ الجوزِي: ليسَ في الوجودِ شيءٌ أشرفُ مِن العلمِ، كيفَ لا وهو الدليلُ فإذا عُدِمَ وقعَ الضلالُ ، قالَ الأحنفُ بنُ قيسٍ: كلُّ عزٍّ لم يوطدْ بعلمٍ فإلِى ذَلَّ مصيرُهُ.
وقالَ الإمامُ النوويُّ: الاشتغالُ بالعلمِ مِن أفضلِ القربِ، وأجلِّ الطاعاتِ، وأهمِّ أنواعِ الخيرِ وأكبرِ العباداتِ.
فعلينَا جميعًا أنْ نأخذَ بأسبابِ العلمِ لننالَ هذَا الفضلَ.
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 21 يونيو 2024م بعنوان : البحث العلمي ودوره في تقدم الأمم
ثانيًا: العلمُ أساسُ بناءِ الأممِ.
*عبادَ الله: إنَّ العلمَ هو أساسُ بناءِ الأممِ والأوطانِ، وتقدمِ البلدانِ، وعليهِ مدارُ سعادةِ وفلاحِ الإنسانِ، وكلُّ مَن لا يعتمدُ العلمَ سبيلًا لرفعتِهِ ونهضتِهِ وتقدمِهِ هو مهزومٌ ضائعٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي اللهُ عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ.(سنن ابن ماجة).
وليس المقصودُ بالعلمِ هنا العلمَ الشرعِيَّ الدينِيَّ فقط، وإنْ كان هو الأصلُ، ولكنْ يدخلُ كلُّ علمٍ نافعٍ مفيدٍ يسهمُ في التقدمِ الحضارِي والارتقاءِ بالمعرفةِ، ويقوِّي ويعززُ قدرةَ المجتمعِ سواءٌ كانَ مِن العلومِ الدينيةِ أو العلومِ الماديةِ التجريبيةِ كالطبِ والهندسةِ والاقتصادِ والتجارةِ، أو العلومِ الإنسانيةِ والاجتماعيةِ، وقد جعلَ اللهُ اكتسابَ هذه العلومِ مِن الواجباتِ الكفائيةِ التي تُطالَبُ الأمةُ بهَا في مجموعِهَا.
فبالعلمِ نصنعُ ما نلبسُ، ونزرعُ ما نأكلُ، وننتجُ علاجَنَا ودواءَنَا، كذلك بهِ نصنعُ سلاحَنَا الذي نقاتلُ بهِ عدوَّنَا، وندفعُ بهِ عن أنفسِنَا.
وللهِ درُّ القائلِ:
العلمُ يرفعُ بيتًا لا عمادَ لهُ .. .. والجهلُ يهدمُ بيتَ العزِّ والشرفِ
وقد أثنَى اللهُ على العلماءِ فقالَ: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }(فاطر)، فقصرَ خشيتَهُ على العلماءِ؛ فإنَّ الانسانَ كلمَا ازدادَ علمًا بعظمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ ومدَى إحاطتِهِ بخلقِهِ وقدرتِهِ عليهِم وعظيمِ سلطانِهِ، في مقابلِ عجزِ وضعفِ البشرِ فهذه الأمورُ تزيدُ مِن خشيةِ المولَى عزَّ وجلَّ وتعظيمِهِ، وقرنَ اللهُ عزَّ وجلَّ شهادَتَهُ وشهادةَ ملائكتِهِ بشهادَةِ العلماءِ، قالَ سبحانَهُ: { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) }(آل عمران).
فعلينَا أنْ نأخذَ بأسبابِ العلمِ؛ فبهِ تنهضُ الأممُ وعليهِ وبهِ تقومُ الحضاراتُ.
نسألُ اللهَ تعالَي أنْ يرزقنَا العلمَ النافعَ والعملَ الصالحَ، ربَّنَا آتنَا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنَا عذَابَ النار، ربَّنَا اغفرْ لنَا ولوالِدِينَا ولِجميعِ المسلمينَ، اللهُمَّ اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا سلمًا سلامًا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين، اللهُمَّ احفظهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ، وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه راجي عفو ربه
دكتور/ عمر مصطفي محفوظ
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف