أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 16 فبراير 2024م : حق الطفل ورعايته بين الضروريات والحاجيات والتحسينيات ، للشيخ عمر مصطفي

خطبة الجمعة القادمة 16 فبراير 2024م بعنوان : حق الطفل ورعايته بين الضروريات والحاجيات والتحسينيات ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 6 شعبان 1445هـ ، الموافق 16 فبراير 2024م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 16 فبراير 2024م بصيغة word بعنوان : حق الطفل ورعايته بين الضروريات والحاجيات والتحسينيات ، للشيخ عمر مصطفي

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 16 فبراير 2024م بصيغة pdf بعنوان : حق الطفل ورعايته بين الضروريات والحاجيات والتحسينيات ، للشيخ عمر مصطفي

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 16 فبراير 2024م ، بعنوان : حق الطفل ورعايته بين الضروريات والحاجيات والتحسينيات، للشيخ عمر مصطفي.

 

أولاً :{رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ }.

ثانياً :حقــوقُ الطفـــلِ في الإسلامِ.

ثالثاً : كُنْ قدوةً صالحــةً لأبنــائِكَ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 16 فبراير 2024م ، بعنوان : حق الطفل ورعايته بين الضروريات والحاجيات والتحسينيات ، للشيخ عمر مصطفي ، كما يلي:

 

حقُّ الطفلِ ورعايتُهُ بينَ الضرورياتِ والحاجياتِ والتحسينياتِ

6 شعبان 1445 هـ – 16 فبراير 2024 م

 

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)}، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، الواحدُ الأحدُ الفردُ الصمدُ، الذي لم يتخذْ صاحبةً ولا ولدًا، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، وصفيُّهُ مِن خلقهِ وحبيبُهُ وخليلُهُ، بلّغَ الرسالةَ، وأدَّي الأمانةَ، وجاهدَ في سبيلِ اللهِ حتي أتاهُ اليقينُ، وتركنَا علي المحجةِ البيضاء، ليلُهَا كنهارِهَا لا يزيغُ عنها إلّا هالكٌ، فاللهُمَّ صلِّي عليهِ وعلي آلِه وصحبِه ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدينِ.

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 16 فبراير 2024م : حق الطفل ورعايته بين الضروريات والحاجيات والتحسينيات ، للشيخ عمر مصطفي

أولاً : {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ }.

**عبادَ الله: إنَّ صلاحَ الذريةِ كان محلَّ اهتمامِ الأنبياءِ عليهم السلامُ جميعًا، حتي قبلَ وجودِهَا، فهذا خليلُ الرحمنِ إبراهيمُ عليه السلامُ يدعو اللهَ أنْ يرزقَهُ ولدًا صالحًا ويقولُ: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100)}(الصافات)، ويقولُ: { وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35)}(إبراهيم)، ويقولُ: { رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40)}(إبراهيم)، ويقولُ هو وإسماعيلُ عليهما السلامُ عندَ بناءِ البيتِ: { رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ}(البقرة)، ويقولُ زكريّا عليه السلامُ: { رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38)}(آل عمران).

**ورسولُ اللهِ يوجهُنَا إلي اختيارِ الزوجةِ الصالحةِ ذاتِ الدينِ والأخلاقِ الفاضلةِ، لأنَّهَا بمثابةِ التربةِ التي توضعُ فيها البذورُ، فإنْ كانتْ صالحةً صارتْ عونًا للأبِّ في تربيةِ وتنشئةِ الأبناءِ تنشئةً صالحةً، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: ” تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ “(صحيح البخاري)، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أيضًا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «خَيْرُ النِّسَاءِ الَّتِي إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهَا سَرَّتْكَ، وَإِذَا أَمَرْتَهَا أَطَاعَتْكَ، وَإِذَا غِبْتَ عَنْهَا حَفِظَتْكَ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا» قَالَ: وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} [النساء: 34] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ .( مسند أبي داود الطيالسي).

وكذلك الزوجةُ عليهَا أنْ تختارَ علي هذا الأساس، أنْ تختارَ صاحبَ الدينِ والخلقِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ»(الطبراني في الأوسط).

**وعندَ إتيانِ الزوجةِ أمرَ رسولُ اللهِ بالتسميةِ والدعاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ يَقُولُ حِينَ يَأْتِي أَهْلَهُ: بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، ثُمَّ قُدِّرَ بَيْنَهُمَا فِي ذَلِكَ، أَوْ قُضِيَ وَلَدٌ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا “(صحيح البخاري).

فصلاحُ الذريةِ كان محلَّ اهتمامِ الأنبياءِ والمرسلين، والإسلامُ أمرَ باختيارِ الزوجةِ الصالحةِ، وكذلك الزوجةَ عليهَا أنْ تختارَ صاحبَ الدينِ والخلقِ، طلباً لصلاحِ الذريةِ، ولندعُو بدعاءِ عبادِ الرحمنِ، { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) }(الفرقان).

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 16 فبراير 2024م : حق الطفل ورعايته بين الضروريات والحاجيات والتحسينيات ، للشيخ عمر مصطفي

ثانياً :حقــوقُ الطفـــلِ في الإسلامِ.

*عبادَ الله: إنّ مِن أعظمِ نعمِ اللهِ علينَا (نعمةَ الذريةِ)، وواجبُنَا تجاهَ هذه الذريةِ أنْ نشكرَ اللهَ تعالي عليها، وأنْ نُراعِي حقوقَهُم التي جعلَهَا اللهُ لهُم، وهذه الحقوقُ لا تقفُ عندَ النفقةِ، لا تقفُ عند الملبسِ والمسكنِ والمأكلِ، لا تقفُ عندَ المتطلباتِ الماديةِ فحسب، بل مِن أعظمِ حقوقِهِم التربيةُ السليمةُ التي تُرضِي اللهَ تعالي ورسولَهُ ، التربيةُ علي العقيدةِ الصحيحةِ، وكذلك العباداتُ، والأخلاقُ، وفي وصايَا لقمانَ لولدِهِ نجدُ المثالَ الواضحَ والنموذجَ المتكاملَ الذي نحتاجُهُ جميعًا في تربيةِ أبنائِنَا.

قال تعالي :{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) } (لقمان ).

*وهذه الوصايا قامتْ علي أمرينِ:

الأمرُ الأولُ :  الأصولُ التي ينبغِي أنْ نربِيَ عليهَا أبنائَنَا .

*العقيدةُ: كان أولُ شيءٍ ربَّي لقمانُ ولدَهُ عليهِ، ووصَّاهُ بهِ  التوحيدُ والعقيدةُ، التي تبنَي عليها باقِي العباداتِ والمعاملاتِ، قالَ تعالي : { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)}(لقمان) ،  فأمرَهُ بالتوحيدِ ونهاهُ عن الشركِ بكلِّ صورهِ وأشكالِه، ولم يقلْ لقمانٌ كلامًا جزافًا، بل دللَ لقمانُ على قضيةِ التوحيدِ، قالَ تعالي : { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)}(لقمان).

*العبادةُ:  قال تعالي :{ يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ}، وهذه تربيةٌ متكاملةٌ، تربيةٌ روحيةٌ وجسديةٌ، وتربيةٌ أخلاقيةٌ اجتماعيةٌ، وتربيةٌ علميةٌ وثقافيةٌ، ولا يستغنِى عنها الصغيرُ ولا الكبيرُ. ولا الغنيُّ ولا الفقيرُ. فالصلاةُ تهذبُ الروحَ، وتقوِّى الجسدَ، و تُنمِّى الفكرَ. وتزيلُ الفوارقَ، وتُعلمُ الصبرَ، وتنهى عن الفحشاءِ والمنكرِ، و تمحو الذنوبَ، وتغسلُ الخطايا، وتزيدُ الصلةَ باللهِ، وتؤكدُ العبوديةَ، و تغذِّى الولاءَ، وتغرسُ الخشوعَ، وتثبتُ التقوَى، و تنيرُ البصائرَ.

* التزكيةُ والأخلاقُ: قالَ تعالي : { يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16)}، إنَّ الإنسانَ بطبعِه يميلُ إلى الخوفِ والمراقبةِ وفى حالةِ غيابِهِمَا يفقدُ معنَى إنسانيتِهِ ليكونَ مجرمًا، واعتقادُ المرءِ أنَّ اللهَ يُراقبُهُ في قولِه وفعلِه هو الضابطُ الوحيدُ لكلِّ السلوكياتِ والتصرفاتِ وهو الضابطُ أيضًا للعبدِ في كلِّ أوقاتِهِ وحالاتِهِ.

الأمرُ الثاني : الطريقةُ والأسلوبُ والمنهجُ الذي اتبعَهُ لقمانُ مع ولدِهِ.

قال تعالي :{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ }، التربيةُ بالموعظةِ وهو لونٌ مِن ألوانِ التربيةِ، ولعلّهَا مِن أنسبِ أنواعِ التربيةِ، وخاصةً في هذا الموضعِ الذى يكونُ فيهِ المربِّى هو المسئولُ عن الفردِ المربّى، وتربطهُ بهِ علاقةُ دمٍ أو صلةٍ، لأنَّهُ سيحترمُ أقوالَهّ ويقبلُ نصحَهُ دونَ عناءٍ أو تفكيرٍ.

وكذلك المخاطبةُ بالعطفِ واللينِ، قال تعالي: { يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)}، وهذه طريقةٌ أيضًا مِن أنجحِ الطرقِ في التربيةِ حيثُ العطفُ والمحبةُ، والنفسُ البشريةُ ميالةٌ إلى مَن يعطفُ عليهَا، ونرى مَن حولنَا أنّ الآباءَ الذين يهينونَ أبناءَهُم يُقابَلونَ بالرفضِ ويُصابون بالفشلِ، وأنَّ الآباءَ الذين يرحمون أبناءَهُم ويعطفون عليهم يلاقونَ محبةً واحترامًا فضلًا عن الاستجابةِ.

والمخاطبةُ بالبنوةِ  طريقةُ الأنبياءِ مع أبناءِهِم، فهذا إبراهيمُ عليه السلامُ { فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى}(الصافات) ،وهذا نوح عليه السلامُ { يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42)}(هود) ،وهذا يعقوبّ عليه السلامُ { قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ}(يوسف).

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 16 فبراير 2024م : حق الطفل ورعايته بين الضروريات والحاجيات والتحسينيات ، للشيخ عمر مصطفي

ثالثاً : كنْ قدوةً صالحــةً لأبنــائِكَ.

عبادَ الله: إنَّ اللهَ  تعالي  قال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)}(التحريم). يا مَن صدقتُم باللهِ ورسولِهِ وأسلمتُم وجوهَكُم للهِ، احفظُوا أنفسَكُم، وصونُوا أزواجَكُم وأولادَكُم، مِن نارٍ حاميةِ مستعرةٍ، وذلك بتركِ المعاصِي وفعلِ الطاعاتِ، وبتأديبِهِم وتعليمِهِم، مروهُم بالخيرِ، وانهوهُم عن الشرِّ، وعلموهُم وأدبوهُم حتى تقوهُم بذلك مِن النارِ. (صفوة التفاسير ).

إنَّ مهمةَ تربيةِ النشءِ والحفاظَ عليهِ مهمةٌ شاقةٌ، خاصةً في هذا الزمانِ الذي كثرتْ فيه الفتنُ وزادتْ دواعِي الفساد، حتي صارَ الأبُّ مع أبناءِه، بمثابةِ راعِي الغنمِ في أرضِ السباعِ الضاريةِ ، إنْ غفلَ عنها أكلتْهَا الذئابُ.

فعلينَا جميعًا أنْ نتقِي اللهَ في أبنائِنَا ونربيَهُم تربيةً تُرضِي اللهَ ورسولَهُ ، ونكونَ قدوةً صالحةً لهُم،(فالتربيةُ بالفعلِ الصامتِ ) مِن أهمِّ وسائلِ التربيةِ، فالابنُ أكثرُ ما يحبُّ أنْ يقلِّدَ أباهُ، ولَهُ  ولَهٌ  بذلك، ويفرحُ إنْ قِيلَ أنتَ مثلُ أبيكَ، والبنتُ تُحاكِي أُمّهَا كذلك ،فأعينُ الأبناءِ معقودةٌ علي الآباءِ والأمهاتِ، لذلك كان قولُ عمرِو بنِ عتبةَ لِمَن يعلمُ ولدَهّ: ليكنْ أولُ صلاحِكَ لولدِي إصلاحَكَ لنفسِكَ فإنِّ عيونَهُم معقودةٌ بعينِكَ، فالحسنُ عندَهُم ما صنعتَ، والقبيحُ عندَهُم ما تركتَ، ولأنَّ الأبناءَ يلتقطونَ كلَّ ما نفعلُهُ ويحاكُوه ، فمعهُم (جهازُ الالتقاطِ، وجهازُ المحاكاةِ) شديدَا الحساسيةِ، فلا نربيهم تربيةَ الطاووسِ لأبنائِهِ، نقولُ بألسنتِنَا أشياءَ وبأفعالِنَا أشياءَ أخرَي.

قال الشاعرُ :

مَشَى الطاووسُ يومًا باعْوجاجٍ     …   فقلَّدَ شكلَ مَشيتِهِ بنوهُ.

 فقالَ علامَ تختالونَ؟ قالوا:   …          بدأْتَ به ونحنُ مقلِدوهُ.

 فخالِفْ سيركَ المعوجَّ واعدلْ …   فإنَّا … إنْ عدلْتَ معدلوه.

 أمَا تدري أبانَا كلُّ فرعٍ      …        يجارِي بالخُطى مَن أدّبُوه؟.

وينشَأُ ناشئُ الفتيانِ منَّا            …        على ما كان عوَّدَه أبوه.

فلنحذرْ مِن التناقضِ في التربيةِ بينَ أقوالِنَا وأفعالِنَا، فنأمرهُم (بالعفافِ والصدقِ والالتزامِ …) ثم يرونَ عكسَهُ في أفعالِنَا، فالطفلُ ينشأُ علي ما عودَهُ عليهِ مَن يربيه، فلنتقِي اللهَ في أبنائِنَا وبناتِنَا .

فاللَّهُمَّ  احفظْ أبنائَنَا وبناتِنَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ، اللهُمّ اعنّا علي ذكرِكَ وشكرِكَ وحسنِ عبادتِكَ، واجْعلْنَا مِن أهلِ طاعتِكَ وولايتِكَ، ربّنَا آتنَا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنَا عذَابَ النار، واغفرْ لنَا ولوالِدِينَا ولِجميعِ المسلمينَ، اللهُمَّ اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا سلمًا سلامًا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين، اللهُمّ احفظهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ، برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كتبه راجي عفو ربه عمر مصطفي

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »
error: Content is protected !!