أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات ، للدكتور محمد حرز

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 3 جمادي الأولي 1445هـ ، الموافق 17 نوفمبر 2023م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 17 نوفمبر 2023م بصيغة word بعنوان : التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 17 نوفمبر 2023م بصيغة pdf بعنوان : التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات ، للدكتور محمد حرز.

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 17 نوفمبر 2023م بعنوان : التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات.

 

أولًا: الأملٌ هو عنوانٌ الحياةِ.

ثانيًا: حَطِّمُوا اليَأْسَ بِسَيْفِ الأَمَلِ

ثالثــــًا وأخيرًا: متطلباتُ الأزمةِ.

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 17 نوفمبر 2023م بعنوان : التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات : كما يلي:

خطبةُ الجمعةِ القادمةِ: التمسكُ بالأملِ والاجتهادُ في العملِ وقتُ الأزماتِ

د/محمد حرز بتاريخ: 3 جماد الأول  1445هــ – 17 نوفمبر 2023م

الحمدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ آل عمران: 139، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وليُّ الصالحين، وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وصفيُّهُ مِن خلقِهِ وخليلُهُ، القائلُ كما في حديثِ أَبِي أُمَامَةَ t قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ( “لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ” قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: “بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ” )، فاللهُمَّ صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِّ المختارِ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الأطهارِ الأخيارِ وسلمْ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ.  أمَّا بعدُ ….. فأوصيكُم ونفسِي أيُّها الأخيارُ بتقوى العزيزِ الغفارِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (أل عمران :102) 

عبادَ الله: ((التمسكُ بالأملِ والاجتهادُ في العملِ وقتُ الأزماتِ)) عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا.

عناصرُ اللقاءِ:

أولًا: الأملٌ هو عنوانٌ الحياةِ.

ثانيًا: حَطِّمُوا اليَأْسَ بِسَيْفِ الأَمَلِ

ثالثــــًا وأخيرًا: متطلباتُ الأزمةِ.

أيُّها السادةُ: ما أحوجنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ إلي أنْ يكونَ حديثُنَا عن التمسكِ بالأملِ والاجتهادِ في العملِ وقتُ الأزماتِ، وخاصةً والهدفُ مِن هذه الأحداثِ هو مصرُ الغاليةُ وجيشُهَا الأبيُّ لكنَّ مصرَ ستعلمُ أبناءَ القردةِ والخنازيرِ بأنَّ مُحمدًا  ما ماتَ وما خلّفَ بناتًا إنْ فكّرَ أحدٌ أنْ يعتدِي على أرضِهَا، وخاصةً وأنّ اللسانَ يقفُ عاجزًا أمامَ الأحداثِ الأليمةِ المؤلمةِ التي شهدنَاهَا في الأيامِ الماضيةِ، وإنَّ القلبَ يعتصرُ ألمًا وحزنًا، ويتقطَّعُ حرقةً وغضبًا وكَمَدًا، على ما يجرِي لإخوانِنَا في فلسطينَ الآلامِ والآمالِ، وخاصةً ونحن نعيشُ زمانًا تتوالى فيه على الناسِ اليأسُ والضعفُ والانتكاسُ بسببِ الأحداثِ، فالناسُ اليومَ بحاجةٍ إلى مَن يوقدُ في نفوسِهِم شعلةَ الأملِ، وخاصةً وأنَّ أحداثَ فلسطين لا تزالُ تُألمُ القلبَ وتُبكِي العينَ بدلَ الدموعِ دمًا لمِن كان له قلبٌ أو ألقَى السمعَ وهو شهيدٌ، مِن قتلٍ للأطفالِ وسفكٍ للدماءِ وقتلٍ للنساءِ والشيوخِ وهدمٍ للمساجدِ والكنائسِ والمستشفياتِ، فأين مَن يتغنونَ بحقوقِ الإنسانِ بالليلِ والنهارِ؟ أين مَن صدَّعُوا رؤوسَنَا بالحرياتِ وحقِّ الحياةِ؟ أين مَن صدعونَا بالرفقِ بالحيوانِ فأين الرفقُ بالأطفالِ في فلسطين. وأين المنظماتُ العالميةُ مِن سفكِ الدماءِ؟ وصدقَ المعصومُ ﷺ إذ يقولُ كما في حديثِ خبابِ ابنِ الأرَتِّ رضى اللهُ عنه قال: شَكَوْنا إلى رَسولِ اللَّهِ ﷺ وهو مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً له في ظِلِّ الكَعْبَةِ فَقُلْنا: ألا تَسْتَنْصِرُ لنا ألا تَدْعُو لَنا؟ فقالَ: “قدْ كانَ مَن قَبْلَكُمْ، يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فيُحْفَرُ له في الأرْضِ، فيُجْعَلُ فيها، فيُجاءُ بالمِنْشارِ فيُوضَعُ علَى رَأْسِهِ فيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، ويُمْشَطُ بأَمْشاطِ الحَدِيدِ، ما دُونَ لَحْمِهِ وعَظْمِهِ، فَما يَصُدُّهُ ذلكَ عن دِينِهِ، واللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هذا الأمْرُ، حتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِن صَنْعاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ، لا يَخافُ إلَّا اللَّهَ، والذِّئْبَ علَى غَنَمِهِ، ولَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ”.

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات 

أولًا: الأملٌ هو عنوانٌ الحياةِ.

أيُّها السادة : الأملُ يدفعُ الإنسانَ دائمًا إلى العملِ، ولولَا الأملُ لامتنعَ الإنسانُ عن مواصلةِ الحياةِ ومجابهةِ مصائبِهَا وشدائدِهَا، ولولاه لسيطرَ اليأسُ على قلبِه، وأصبحَ يحرصُ على الموتِ، لذا قِيلَ: اليأسُ سلمُ القبرِ، والأملُ نورُ الحياةِ…..والمسلمُ لا ييأسُ مِن رحمةِ اللهِ؛ لأنّ الأملَ في عفوهِ هو الذي يدفعُهُ إلى التوبةِ مهمَا بلغتْ ذنوبُهُ، لأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ نهاهُ عن اليأسِ والقنوطِ مِن رحمتِه ومغفرتِه، فقالَ تعالَى: { قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}(الزمر: 53).والأملُ طاقةٌ يودعُهَا اللهُ في قلوبِ البشرِ؛ لتحثَّهُم على تعميرِ الكونِ، وقد قال النبيُّ ﷺ: (إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا)(رواه البخاري في الأدب المفرد)،  وقال جلَّ وعلا:{يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ} (يوسف:87(، وللهِ درُّ الشافعي:

دع المقاديرَ تجرِي في أعَنّتِهَا***ولا تبيتنّ إلّا خالِيَ البالِ

ما بينَ غَمضةِ عَينٍ وانتباهتِهَا***يغيّرُ اللهُ مِن حالٍ إلى حالِ

واعلموا أيها الاخيار: إنّ نصرةَ أهلِ فلسطينَ واجبٌ مقدسٌ أوصَي به اللهُ في القرآنِ الكريمِ حينَ قال: [وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ]، وعندما قال: [إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ]. وقال جلَّ وعلا: )وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ)، وأوصَى بها النبيُّ المختارُ ﷺ حيثُ قال: ((المُسلِمُ أَخُو المُسلِمِ، لا يَظلِمُهُ وَلا يُسلِمُهُ وَلا يَخذُلُهُ وَلا يَحقِرُهُ))، وَقَالَ ﷺ: ((المُؤمِنُ لِلمُؤمِنِ كَالبُنيَانِ يَشُدُّ بَعضُهُ بَعضًا))، وَقَالَ ﷺ: ((مَثَلُ المُؤمِنِينَ في تَوَادِّهِم وَتَرَاحُمِهِم وَتَعَاطُفِهِم كَمَثَلِ الجَسَدِ الوَاحِدِ؛ إِذَا اشتَكَى مِنهُ عُضوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى))، ولقد مرتْ بأمةِ الإسلامِ فتراتٌ عصيبةٌ، ومحنٌ وبلايَا شديدةٌ، بدأتْ منذُ عهدِ النبيِّ ﷺ وحتى أيامِنَا هذه، وما زالتْ تلك المحنُ والابتلاءاتُ تتوالَى على المسلمين. والمتأملُ فيمَا تمرُّ بهِ أمةُ الإسلامِ، واستهزاءٍ بالنبيِّ الكريمِ، وسخريةٍ بالقرآنِ العظيمِ، ومحاربةٍ لكلِّ مظهرٍ مِن مظاهرِ الدينِ ، وما ذاك إلّا ليعلمَ اللهُ الذين صدقُوا ويعلمَ الكاذبين وللهِ درُّ الشافعي:

وَلَرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ لَها الفَتى***ذَرعاً وَعِندَ اللَهِ مِنها المَخرَجُ

ضاقَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها***فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفرَجُ

وكونُوا على أملٍ بوعدِ اللهِ وصدقِ نبيِّهِ ﷺ في أنَّ اللهَ ناصرٌ دينَهُ ومعزٌ أولياءَهُ، وأنَّ مَن تمسكَ بهذا الدينِ لابُدَّ لهُ مِن النصرِ والتمكينِ، وصدقَ اللهُ العظيمُ القائلُ {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ}(النور:55). لقد وعدَ اللهُ تعالى أولياءَهُ بالنصرِ والتمكينِ فقالَ: {كَتَبَ اللهُ لأَغلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي}، وقال جل وعلا: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا في الحَيَاةِ الدُّنيَا وَيَومَ يَقُومُ الأَشهَادُ}. وإنَّهُ مهمَا تجمعت قوَى الغربِ والشرقِ على الإسلامِ، ومهمَا خططَ الأعداءُ في الخارجِ بمكرٍ وكيدٍ ودهاءٍ، ونفذُوا مخططاتِهِم باحترافٍ ودقةٍ وتبعيةٍ إلّا أنّ أملَ المؤمنينَ بربهِم وثقتَهُم بنصرهِ إيّاهُم ما زالتْ ولن تزالَ قويةً متصلةً، يقوِّيهَا حرصُهُم على ما ينفعُهُم واستعانتُهُم باللهِ وحسنُ ظنّهِم بهِ، قال ﷺ:(بَشِّرْ هَذِهِ الأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالدِّينِ وَالرِّفعَةِ وَالنَّصرِ وَالتَّمكِينِ في الأَرضِ)( رواه أحمد )، وتذكرْ ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [المنافقون: 8]؛ وتأملْ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ يوسف: 110 ،﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ البقرة: 214، وتذكرْ كان النبيُّ ﷺ حريصًا على هدايةِ قومِه، ولم ييأسْ يومًا مِن تحقيقِ ذلك، وكان أملُهُ عظيمًا في أنْ يراهُم وقد دخلُوا في دينِ اللهِ أفواجًا، ولما جاءَهُ جبريلُ عليهِ السلامُ عندَ عودتِه مِن رحلةِ الطائفِ الشاقةِ، وقالَ له: لقد بعثنِي ربِّي إليكَ لتأمرنِي بأمرِك، إنْ شئتَ أطبقتُ عليهم الأخشبيْن، فقال ﷺ: (بل أرجُو أن يُخْرِجَ اللهُ مِن أصلابِهِم مَن يعبدُ اللهَ وحدَهُ لا يشركُ بهِ شيئًا)(متفق عليه)، فاستجابَ اللهُ لهُ، ونالَ الأملَ الذي تمنّاهُ لهُم…..بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات 

ثانيًا: حَطِّمُوا اليَأْسَ بِسَيْفِ الأَمَلِ

أيُّها السادةُ الأخيارُ: إَنَّ اليَأْسَ دَاءٌ قَاتِلٌ، إِذَا أَصَابَ قَلْبَ الأُمَّةِ أَرْدَاهَا كَأَنَّهَا ميتةٌ لَا حَيَاةَ فِيهَا، وإن اليَأْسَ يُورِثُ في الأُمَّةِ مَوْتَ الرُّوحِ المَعْنَوِيَّةِ ، وإِنَّ اليَأْسَ دَاءٌ عُضَالٌ للفَرْدِ وَللمُجْتَمَعِ، وَهُوَ أَشْبَهُ مَا يَكُونُ بِالسَّرَطَانِ، وَإِذَا أَصَابَ اليَأْسُ غَيْرَ المُؤْمِنِينَ فَلَا غَرَابَةَ في ذَلِكَ، أَمَّا أَنْ يُصِيبَ الإِنْسَانَ المُؤْمِنَ بِاللهِ وَبِقَدَرِهِ، وَالأُمَّةَ المُؤْمِنَةَ بِاللهِ وَبِقَدَرِهِ، فَهَذَا أَمْرٌ عَجِيبٌ. كَيْفَ تَيْأَسُ يَا أَيُّهَا المُؤْمِنُ وَاللهُ تعالى يَقُولُ: ﴿لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ﴾ كَيْفَ تَيْأَسُ يَا أَيُّهَا المُؤْمِنُ وَاللهُ تعالى يَقُولُ في الحَدِيثِ القُدْسِيِّ كما في حديث  أَبِي هُرَيْرَةَ t«أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً» رواه مسلم ،عَارٌ عَلَى الأُمَّةِ أَنْ تَيْأَسَ، وَهِيَ تَقْرَأُ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾. وَقَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾. وَقَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ﴾؟ عَارٌ عَلَى الأُمَّةِ أَنْ تَيْأَسَ وَهِيَ تَقْرَأُ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾. حَطِّمُوا اليَأْسَ بِسَيْفِ الأَمَلِ، حَطِّمُوهُ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾. حَطِّمُوهُ بِقَوْلِهِ تعالى حِكَايَةً عَنْ سَيِّدِنَا نُوحٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾. حَطِّمُوهُ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾. بَلْسَمُ جِرَاحَاتِنَا الإِيمَانُ بِالقَضَاءِ وَالقَدَرِ، بَلْسَمُ جِرَاحَاتِنَا عِلْمُنَا بِقَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾. بَلْسَمُ جِرَاحَاتِنَا قَوْلُ ربنا ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ﴾. بَلْسَمُ جِرَاحَاتِنَا قَوْلُ ربنا ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾. بَلْسَمُ جِرَاحَاتِنَا عِلْمُنَا عِلْمًا يَقِينِيًّا أَنَّ مَا شَاءَ اللهُ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، هَكَذَا فَهِمْنَا مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. بَلْسَمُ جِرَاحَاتِنَا قَوْلُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ ﷺ كما في الحديثِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قال: «وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ» رواه الترمذي، بَلْسَمُ جِرَاحَاتِنَا قَوْلُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ ﷺ عَنْ صُهَيْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» رواه الإمام مسلم، بَلْسَمُ جِرَاحَاتِنَا قَوْلُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ ﷺ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَأَنَّكَ إِنْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا، دَخَلْتَ النَّارَ» رواه أحمد، بَلْسَمُ جِرَاحَاتِنَا قَوْلُ ربنا: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [آل عمران: 26)، فاللهُ وحدَهُ هو المالكُ لهذا الكونِ، واللهُ وحدَهُ هو القاهرُ: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ [الأنعام: 18 واللهُ وحدَهُ هو النافعُ الضارُّ: ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الأنعام: 17 واللهُ وحدَهُ هو المعزُّ المذلُّ: ﴿ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾ )آل عمران: 140(، فهل يليقُ بمسلمٍ يرى الطائراتِ والبواخرَ العملاقةَ والصواريخَ الفتاكةَ، ثم يضعفُ، بصرَهُ عن رؤيةِ الليلِ والنهارِ، البحارِ والأنهارِ، الماءِ والريحِ، الشمسِ والقمرِ، النورِ والظلمةِ، الحرِّ والبردِ؟! ؟! مَن الذي يحركُّ كلَّ هذا؟ إنّ اللهَ يجيبُ في وضوحٍ وجلاءٍ: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ﴾ فاطر: 41).

يا صاحبَ الهمِّ إن الهمَّ منفرجٌ *** أبشر بخيرٍ فإنّ الفارجَ الله ُ
إذا بُليتَ فثق بالله ِوارضَ به*** إنّ الذي يكشفُ البلوى هو اللهُ
اليأسُ يقطعُ أحيانًا بصاحبه ِ*** لا تيأسنَّ فإنّ الفارجَ الله ُ
اللهُ يُحدثُ بعد العسرِ ميسرةً*** لا تجزعنَّ فإنّ الكافيَ اللهُ
واللهِ مالك غير اللهِ من أحدٍ  *** فحسبكَ الله ُفي كلٍّ لك اللهُ

أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لِي ولكُم

الخطبةُ الثانية الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلَّا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يستعانُ إلَّا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ………… وبعدُ

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات 

ثالثــــًا وأخيرًا: متطلباتُ الأزمةِ.

أيُّها السادةُ: اعلمُوا يقينًا أنّ الصراعَ بينَ الحقِّ والباطلِ قديمٌ بقدمِ الحياةِ على ظهرِ الأرضِ، ولا يزالُ الإسلامُ العظيمُ منذُ أنْ ظهرَ فجرُه واستفاضَ نورُه إلى يومِنَا لا زالَ مستهدفًا مِن أعداءِ الإسلامِ، فأعداءُ الإسلامِ لا ينامون ليلًا ولا نهارًا يفكرون في هدمِ الإسلامِ وزعزعةِ المسلمين عن دينِهم ومعتقداتِهم ومقدساتِهم، ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ، فأعداءُ الاسلامِ  (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ)[التوبة: 10]، بل لقد ابتليتْ الأمةُ الميمونةُ بنكباتٍ وأزماتٍ كثيرةٍ على طولِ تاريخِهَا، لكنْ الأمةُ مع كلِّ هذه الأزماتِ والمآزقِ كانت تمتلكُ مقوماتِ النصرِ مِن إيمانٍ صادقٍ، وثقةٍ مطلقةٍ في اللهِ، واعتزازٍ بهذا الدينِ، والعمل بصدق وإخلاص فكتبَ اللهُ لهَا جلَّ وعلا النصرةَ والعزةَ والتمكين. ولكنْ واقعُ الأمةِ المعاصرُ واقعٌ مرٌّ أليمٌ، فقدتْ فيه الأمةُ جُلَّ مقوماتِ النصرِ بعد أنْ انحرفتْ الأمةُ انحرافًا مروعًا عن منهجِ ربِّ العالمين وعن سبيلِ سيدِ المرسلين ﷺ، انحرفتْ الأمةُ ووقعتْ في انفصامٍ كبيرٍ بينَ منهجِنَا المضيءِ المنيرِ وواقعِهَا المؤلمِ المرِّ المريرِ، وما تحياهُ الأمةُ الآن مِن واقعٍ أليمٍ وقعَ وفقَ سننٍ ربانيةٍ لا تتبدلُ، ولا تتغيرُ، ولا تحابِي هذه السُننُ أحدًا مِن الخلقِ بحالٍ مهمًا ادّعَى لنفسِه مِن مقوماتِ المحاباة؛ بل ولن تعودَ الأمةُ إلى عزِّهَا ومجدِهَا إلا وفقَ هذه السننِ التي لا يجدِي معها تعجلُ الأذكياءِ، ولا همُّ الأصفياءِ، قالَ تعالَى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11] لكن تعودُ الأمةُ إلى ربِّهَا فلا صلاحَ للأمةِ إلّا إذا  اصطلحتْ الأمةُ مع ربِّهَا، ولا صلاحَ للأمةِ إلّا إذا اصطلحتْ مع سنةٍ نبيِّهَا ﷺ، قال جلَّ وعلا ((إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ))الرعد:11، لا صلاحَ للأمةِ إلا إذا تخلصتْ  مِن الخلافِ، فالعالمُ لا يحترمُ الضعفاءَ، والاختلافُ ضعفٌ والاتحادُ قوةٌ، قالَ جلَّ وعلا: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ( الأنفال ،46، لا صلاحَ للأمةِ إلّا إذا تخلصتْ الأمةُ مِن الوهنِ، وصدقَ المعصومُ ﷺ إذ يقولُ  كما في حديثِ ثوبانَ رضى اللهُ عنه: (يُوشِكُ الأممُ أن تداعَى عليكم كما تداعَى الأكَلةُ إلى قصعتِها . فقال قائلٌ : ومن قلَّةٍ نحن يومئذٍ ؟ قال : بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيلِ ، ولينزِعنَّ اللهُ من صدورِ عدوِّكم المهابةَ منكم ، وليقذِفَنَّ اللهُ في قلوبِكم الوهْنَ . فقال قائلٌ : يا رسولَ اللهِ ! وما الوهْنُ ؟ قال : حُبُّ الدُّنيا وكراهيةُ الموتِ)، ألَمْ يقعْ ما أخبرَ بهِ النبيُّ ﷺ، لكن أليسَ  اللهُ جلّ وعلا هو القائلُ: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران:139]. تدبرُوا معي قولَ اللهِ جلَّ وعلا: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ . هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} الصف:8- 9 لكنْ يتحققُ هذا عندمَا تعدُّ الأمةُ العُدةَ لهؤلاءِ الأعداءِ قال جلَّ وعلا: { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ } الانفال وليعلمَ أبناءُ الإسلامِ أنّ الاستعلاءَ اليهوديَّ اليومَ هو استعلاءٌ مؤقتٌ، وتمكينَ اللهِ تعالى لليهودِ في الأرضِ لن يدومَ، إنّ وعدَ اللهِ تعالى سيتحققُ، وسيعودُ اليهودُ إلى وضعِهِم الطبيعِي الذي كتبَهُ اللهُ تعالَى عليهم: ((وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ)) .

حفظَ اللهُ مصرَ قيادةً وشعبًا مِن كيدِ الكائدين، وشرِّ الفاسدين وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.وحفظ الله فلسطين من كل سوء وشر .

              كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه……. د/ محمد حرز

_______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »