أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير بعنوان : الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 26 ربيع الآخر 1445 هـ ، الموافق 10 نوفمبر 2023م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 10 نوفمبر 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها :

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 10 نوفمبر 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها ، بصيغة word  أضغط هنا.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 10 نوفمبر 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 10 نوفمبر 2023م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها : كما يلي:

 

أولًا:  الإسلامُ دينُ الإنسانيةِ.

ثانيًا: مظاهرُ وصورُ الجوانبِ الإنسانيةِ.

ثالثًا: الإنسانيةُ في الحربِ والقتالِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة  10 نوفمبر 2023م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها : كما يلي:

خطبة بعنوان: الأبعادُ الإنسانيةُ ومخاطرُ تجاهلِهَا

بتاريخ: 26 ربيع الثاني 1445هـ – 10 نوفمبر 2023م

المـــوضــــــــــوع

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ . أمَّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير بعنوان : الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها

أولًا:  الإسلامُ دينُ الإنسانيةِ

إنَّ الدينَ الإسلاميَّ دينُ الإنسانيةِ، فقد جاءَ ليراعِي إنسانيةَ الإنسانِ فيمَا أُمِرَ بهِ أو نُهِيَ عنهُ، وإذا نظرنَا إلى المصدرِ الأولِ للإسلامِ وهو القرآن ُكتابُ اللهِ، وإذا تدبرنَا آياتِهِ، وتأملنَا موضوعاتِهِ واهتماماتِهِ، نستطيعُ أنْ نصفَهُ بأنَّهُ كتابُ الإنسانِ، فالقرآنُ كلُّهُ إمَّا حديثٌ إلى الإنسانِ، أو حديثٌ عن الإنسانِ ولو تدبرنَا آياتِ القرآنِ كذلك لوجدنَا أنَّ كلمةَ “الإنسانِ” تكررتْ في القرآنِ ثلاثًا وستينَ مرةً، فضلًا عن ذكرهِ بألفاظٍ أُخرى مثلَ “بني آدمَ” التي ذكرتْ ستَّ مراتٍ، وكلمةَ “الناسِ” التي تكررتْ مائتين وأربعينَ مرةً في مكيِّ القرآنِ ومدنيِّهِ، وكلمةَ (العالمين) وردتْ أكثرَ مِن سبعينَ مرّةً، والحاصلُ أنَّ إنسانيةَ الإسلامِ تبدُو مِن خلالِ حرصِ الشريعةِ الإسلاميةِ وتأكيدِهَا على مخاطبةِ الناسِ والعالمين جميعًا، ولعلَّ مِن أبرزِ الدلائلِ على ذلك أنَّ أوّلَ ما نزلَ مِن آياتِ القرآنِ على رسولِ الإسلامِ مُحمدٍ خمسُ آياتٍ مِن سورةِ العلقِ ذكرتْ كلمةَ “الإنسانِ” في اثنتين منها، ومضمونهَا كلّها العنايةُ بأمرِ الإنسانِ، قالَ تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1-5].

وإذا نظرنَا إلى الشخصِ الذي جسَّدَ اللهُ فيهِ الإسلامَ، وجعلَهُ مثالًا حيًّا لتعاليمِهِ وقيمِهِ الإنسانيةِ، نستطيعُ أنْ نصفَهُ بأنَّهُ “الرسولُ الإنسانُ”؛ وإذا نظرتَ في الفقهِ الإسلامِي وجدتَ “العباداتِ”، لا تأخذُ إلَّا نحوَ الربعِ أو الثلثِ مِن مجموعِهِ، والباقِي يتعلقُ بأحوالِ الإنسانِ مِن أحوالٍ شخصيةٍ، ومعاملاتٍ، وجناياتٍ، وغيرِهَا.

 ولقد ضربَ لنا رسولُ اللهِ أروعَ الأمثلةِ في القيمِ والمعانِي الإنسانيةِ والخلقيةِ قبلَ البعثةِ وبعدَهَا؛ وقد شهدَ له العدوُّ قبلَ القريبِ، ونحن نعلمُ قولَ السيدةِ خديجةَ فيهِ لما نزلَ عليهِ الوحيُ وجاءَ يرجفُ فؤادُهُ:” كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ؛ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ؛ وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ”. (متفق عليه). بل إنَّ الرسولَ صاحبُ الرسالةِ المحمديةِ، كان مشهورًا وملقبًا في قريشٍ قبلَ البعثةِ بالصادقِ الأمينِ، وأمَّا بعدَ البعثةِ فقد شهدَ لهُ ربُّهُ بقولِهِ : { ﻭَﺇِﻧَّﻚَ ﻟَﻌَﻠَﻰ ﺧُﻠُﻖٍ ﻋَﻈِﻴﻢٍ }(القلم: 4 )؛ ولقد شهدَتْ لهُ زوجُهُ عائشةُ رضي اللهُ عنها، وهي ألصقُ الناسِ بهِ، وأكثرُهُم وقوفًا على أفعالِهِ في بيتِهِ، بأنَّهُ : ” كانَ خلقُهُ القرآنَ”، (مسلم )؛ قال الإمامُ الشاطبيُّ: “وإنَّما كان خلقُهُ القرآنَ؛ لأنَّهُ حكَّمَ الوحيَ على نفسهِ حتى صارَ في عملهِ وعلمهِ على وفقهِ، فكان للوحيِ موافقًا قائلًا مذعنًا ملبيًا واقفًا عندَ حكمهِ”. فكان قرآنًا يمشيِ على الأرضِ.

وهكذا كان الدينُ الإسلاميُّ دينَ الإنسانيةِ، وكان الرسولُ رسولَ الإنسانيةِ.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير بعنوان : الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها

ثانيًا: مظاهرُ وصورُ الجوانبِ الإنسانيةِ

للجوانبِ الإنسانيةِ في الإسلامِ صورٌ عديدةٌ تشملُ جميعَ فئاتِ المجتمعِ:

منها: الإنسانيةُ في التعاملِ مع الخدمِ والعبيدِ: فعن أَنَسٍ قَالَ: “خَدَمْتُ النَّبِيَّ عَشْرَ سِنِينَ فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ وَلَا لِمَ صَنَعْتَ وَلَا أَلَّا صَنَعْتَ”(البخاري مسلم)، وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: “مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ “(البخاري ومسلم ).

ومنها: الإنسانيةُ في التعاملِ مع الأطفالِ والصبيانِ: فقد كان رحيمًا بالأطفالِ، فقد كان يخطبُ، فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَعْثُرَانِ وَيَقُومَانِ، فَنَزَلَ فَأَخَذَهُمَا فَصَعِدَ بِهِمَا الْمِنْبَرَ، ثُمَّ قَالَ:” صَدَقَ اللَّهُ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ (التغابن: 15)، رَأَيْتُ هَذَيْنِ فَلَمْ أَصْبِرْ “، ثُمَّ أَخَذَ فِي الْخُطْبَةِ. ( أبو داود والحاكم وصححه )؛ وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن شَدَّادِ بن الْهَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ، فِي إِحْدَى صَلاتَيِ النَّهَارِ: الظُّهْرِ أَوِ الْعَصْرِ، وَهُوَ حَامِلٌ الْحَسَنَ أَوِ الْحُسَيْنَ، فَتَقَدَّمَ فَوَضَعَهُ عِنْدَ قَدَمِهِ الْيُمْنَى، فَسَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجْدَةً فَأَطَالَهَا، فَرَفَعْتُ رَأْسِيَ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ سَاجِدٌ، وَإِذَا الْغُلامُ رَاكِبٌ ظَهْرَهُ، فَعُدْتُ فَسَجَدْتُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ نَاسٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَقَدْ سَجَدْتَ فِي صَلاتِكَ هَذِهِ سَجْدَةً مَا كُنْتَ تَسْجُدُهَا، أَشَيْئًا أُمِرْتَ بِهِ، أَوْ كَانَ يُوحَى إِلَيْكَ؟ قَالَ:” كُلٌّ لَمْ يَكُنْ، وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي، فَكَرِهْتُ أَنْ أُعْجِلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ”. (أحمد والطبراني والحاكم وصححه).

ومنها : الإنسانيةُ في التعاملِ مع النساءِ: فكان دائمَ الوصيةِ بالنساءِ، وكان يقولُ لأصحابهِ: “اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا”[البخاري]، ويقولُ أنسُ بنُ مالكٍ: “إِنْ كَانَتْ الْأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ!”[ البخاري].

ومنها: الإنسانيةُ في التعاملِ مع الحيوانِ: فقد تجاوزتْ إنسانيتهُ ذلك كلّه إلى الحيوانِ والبهيمةِ، فيروي عبدُ اللهِ بنُ جعفرٍ رضي اللهُ عنهما أنَّ النبيَّ دخلَ حائطًا لرجلٍ مِن الأنصارِ، فإذا فيهِ جملٌ، فلمَّا رأى النبيَّ حنَّ وذرفتْ عيناهُ، فأتاهُ فمسحَ ظفرَاهُ فسكتْ، فقالَ :”مَن ربُّ هذا الجملِ؟ لمَن هذا الجمل؟” فجاءَ فتىً مِن الأنصارِ فقالَ: لِي يا رسولَ اللهِ، فقالَ لهُ: ” أَفَلَا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ ‏‏ وَتُدْئِبُهُ ” (أبو داود)، ( وَتُدْئِبهُ: أَيْ تُكْرِههُ وَتُتْعِبهُ وَزْنًا وَمَعْنًى)، وقد مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ بِبَعِيرٍ قَدْ لَحِقَ ظَهْرُهُ بِبَطْنِهِ فَقَالَ: “اتَّقُوا اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ الْمُعْجَمَةِ فَارْكَبُوهَا صَالِحَةً وَكُلُوهَا صَالِحَةً” (أبوداود وابن خزيمة بسند صحيح).

ومنها: الإنسانيةُ في التعاملِ مع كبارِ السنِّ: فقد جاءَ أبو بكرٍ بأبيهِ عامَ الفتحِ يقودُهُ نحو رسولِ اللهِ ورأسُهُ كالثَّغامةِ بياضًا مِن شدّةِ الشيبِ، فرحمَ النبيُّ شيخوخَتَهُ وقالَ: “هلَّا تركتَ الشيخَ في بيتهِ حتى أكونَ أنَا آَتِيَهُ فيهِ، قالَ أبو بكرٍ رضي اللهُ عنه: هو أحقُّ أنْ يمشِي إليكَ يا رسولَ اللهِ مِن أنْ تمشِي إليهِ.” [مجمع الزوائد للهيثمي]. وهو القائلُ :” لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا” [الحاكم وصححه].

ومنها: الإنسانيةُ في التعاملِ مع الكفارِ: فالإنسانيةُ في الإسلامِ لم تقتصرْ على المسلمينَ فحسب، بل تعدتْ لتشملَ الكفارَ كذلك، فعندما قِيلَ لهُ ادعُ على المشركين قال:” إنِّي لم أُبعَث لعانًا، وإنَّما بعثتُ رحمةً” (مسلم) ، وقال في أهلِ مكةَ – لما جاءَهُ ملكُ الجبالِ ليأمرَهُ بما شاءَ- : ” بل أرجُو أنْ يخرجَ اللهُ مِن أصلابِهِم مَن يعبدُ اللهَ وحدَهُ لا يشرك بهِ شيئًا ” (البخاري ومسلم)، ولما أصيبَ في أُحدٍ قالَ لهُ الصحابةُ الكرامُ ادعُ على المشركينَ فقال:” اللهُمَّ اهدِ قومِي فإنَّهم لا يعلمون”. (شعب الإيمان للبيهقي) .

ومنها: الإنسانيةُ في التعاملِ مع المخطئِ: فعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَامَ أعرَابِيٌّ فَبَالَ في الْمَسْجِدِ، فَتَنَاوَلَهُ النَّاسُ فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ :” دَعُوهُ وَهَرِيْقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلاً مِنْ مَاءٍ، أوْ ذَنُوباً مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَم تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ”. (البخاري). وعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ، إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، فَقُلْتُ: وَا ثُكْلَ أُمِّيَاهْ، مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ؟ فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي، لَكِنِّي سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ، فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ، وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، فَوَاللَّهِ مَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي وَلَا شَتَمَنِي، قَالَ:” إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ، لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ “(مسلم).

وهكذا جاءَ الدينُ الإسلاميُّ ليشملَ بإنسانيتهِ كلَّ ما في الكونِ مِن إنسانٍ وحيوانٍ وطيرٍ ودوابٍ وغيرِهَا، دونَ التفرقةِ بينَ جنسٍ أو لغةٍ أو لونٍ أو عرقٍ أو غيرِ ذلك، وفي ذلك يقولُ : “يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلاَ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلاَ أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلاَّ بِالتَّقْوَى”. (أحمد والطبراني بسند صحيح).

العنصر الثالث من خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير بعنوان : الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها

ثالثًا: الإنسانيةُ في الحرب والقتال

إنّ فلسفةَ الحربِ في الإسلام تقومُ على جميعِ المعاني الإنسانيةِ والأخلاقيةِ في الحروبِ والغزواتِ ومنها:

عدمُ البدءِ بالقتال: فجميعُ غزواتِ الرسولِ إنما جاءتْ دفاعًا عن الوطن، ولم تكنْ يومًا من بابِ الاعتداءِ على الآخرين دونَ وجهِ حقٍ .

ومنها: مراعاةُ الضعفاءِ والنساءِ والشيوخِ والأطفالِ: ففي الحربِ التي تأكلُ الأخضرَ واليابسَ، وتزهقُ فيها الأرواحُ وتدمرُ المدنُ والقرى ويموتُ الصغيرُ والكبيرُ، أمرَ الإسلامُ بالسماحةِ والعدلِ وحرمَ الظلمَ.

فقد روى مسلمٌ في صحيحهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ” كَانَ رَسُولُ اللهِ إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ، أَوْ سَرِيَّةٍ، أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ: اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا”

فلا يجوزُ أنْ يُقصدَ بالقتالِ مَن ليسوا بأهلٍ له، كالنِّساءِ والأطفالِ والشُّيوخِ، والزَّمنى والعُمي والعَجَزةِ، والذين لا يُباشرونَه عادةً كالرُّهبانِ والفلاَّحينِ، إلاَّ إذا اشتركَ هؤلاءِ في القِتالِ وبدؤوا هم بالاعتداءِ، فعندها يجوزُ قتالُهم.

ومنها: النهيُ عن الإغارةِ على العدو ليلًا حتى يصبحَ: فقد كان لا يغيرُ على عدوهِ ليلا وهم نائمون، ولا يأخذُهُم وهم نائمون. فعَنْ ‌أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: « كانَ رَسولُ اللَّهِ إذَا غَزَا قَوْمًا لَمْ يُغِرْ حتَّى يُصْبِحَ، فإنْ سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ، وإنْ لَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا أَغَارَ بَعْدَ ما يُصْبِحُ، فَنَزَلْنَا خَيْبَرَ لَيْلًا.»(البخاري).

ومنها: الإنسانيةُ في التعاملِ مع الأسرى: فقد كان يدفعُ الأسيرَ إلى بعضِ صحبِه ويقولُ: {أحسنْ إليهِ} فيؤثرُ على نفسِهِ وأهلِهِ إمعانًا في العملِ بوصيةِ رسولِ اللهِ، وأملًا في دخولِهِ ضمنَ أبرارِ عبادِ الله، وهذا معنى قولِهِ تعالى: { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا }.( الإنسان: 8 ؛ 9 ) قال البيضاوي: “مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا يعني أسراء الكفارِ فإنه كان يُؤتَى بالأسيرِ فيدفعُهُ إلى بعضِ المسلمين فيقولُ: أحسنْ إليهِ” . أ. ه

وها هو أبو عزيزٍ – أحدُ الأسرى وشقيقُ مصعبِ بنِ عُميرٍ – يحكي ما حدثَ فيقولُ: “كنتُ في رهطٍ مِن الأنصارِ حينَ أقبلُوا بِي مِن بدرٍ, فكانُوا إذا قدَّمُوا غداءَهُم وعشاءَهُم خَصَّوْنِي بالخبزِ، وأكلُوا التمرَ لوصيةِ رسولِ اللهِ إياهُم بنَا، ما تقعُ في يدِ رجلٍ منهم كسرةَ خبزٍ إلّا نفحنِي بها؛ فأستحِي فأردّهَا فيردّهَا عَلَيَّ ما يمسّهَا!

وكان أبو عزيزٍ هذا صاحبُ لواءِ المشركينَ ببدرٍ بعدَ النضرِ بنِ الحارثِ. (السيرة النبوية لابن كثير).

وهناكَ صورٌ ومجالاتٌ أخرَى كثيرةٌ في فلسفةِ الحربِ وأخلاقِهِ وإنسانيتِهِ في الإسلامِ لا يتسعُ المقامُ لذكرِهَا.

ويكفِي في ذلك مقولةُ أحدِ المفكرين: لو لم يكنْ مِن مظاهرِ العدلِ في الإسلامِ إلّا قوانينَهُ الحربيةَ لكان في ذلك ما يقنعُ المنصفينَ على اعتناقِهِ .

إنّ إنسانيةَ الحربِ في الإسلامِ لم تقتصرْ على النهيِ عن الاعتداءِ على بنِي البَشرِ فقط؛ وإنَّما تجاوزَ ذلك ليشملَ النهيَ عن الإتلافِ، وقطعَ الشَّجرِ، وقتْلَ الحيواناتِ، وتخريبَ الممتلكاتِ والمنشآتِ العامةِ، وهذا سُموٌّ أخلاقيٌّ لم تعرفْ له البشريةُ مثيلًا في تاريخها قديمًا وحديثًا!!

إنَّ هذه هي رسالةُ الإنسانيةِ إلى العالمِ أجمع، لأنَّ الانسلاخَ مِن الإنسانيةِ له مخاطرُ عديدةٌ تهددُ أمنَ واستقرارَ البلادِ والعبادِ، كما نشاهدُهُ في جميعِ وسائلِ الإعلامِ المسموعةِ والمرئيةِ والمقروءةِ، مِن قتلٍ وتخريبٍ وتدميرٍ وتفجيرٍ وسفكِ دماءٍ، وكما قِيلَ: سقطتْ تفاحةٌ فعرفُوا معنى الجاذبيةِ، ثم سقطً آلافُ الجثثِ ولم يعرفُوا معني الإنسانيةِ!! وصدقَ فيهم قولُ الرسولِ ﷺ:” إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ”.(ابن ماجة بسند صحيح). وَمَعْنَاهُ:” إِذَا نُزِعَ مِنْكَ الْحَيَاءُ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ مُجَازِيكَ عَلَيْهِ، وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى تَعْظِيمِ أَمْرِ الْحَيَاءِ”.( فتح الباري).

وبعدُ، فهذه دعوةٌ وعودةٌ إلى الإنسانيةِ مع كلِّ الأفرادِ والدولِ والجماعاتِ، حتى يعيشَ الجميعُ في أمنٍ وسلامٍ.

نسألُ اللهَ أنْ يصلحَ ذاتَ بينِنَا، وأنْ يؤلفَ بينَ قلوبِنَا، وأنْ يحفظَ مصرَنَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ،،،

    الدعاء،،،،،،،              وأقم الصلاة،،،،،                 كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

                                                                                                                                           د / خالد بدير بدوي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »
error: Content is protected !!