خطبة الجمعة 2 يونيو 2023م : احترام الكبير ، للشيخ عمر مصطفي
خطبة الجمعة القادمة 2 يونيو 2023م بعنوان : احترام الكبير ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 13 ذو القعدة 1444هـ ، الموافق 2 يونيو 2023م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 2 يونيو 2023م بصيغة word بعنوان : احترام الكبير ، للشيخ عمر مصطفي
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 2 يونيو 2023م بصيغة pdf بعنوان : احترام الكبير ، للشيخ عمر مصطفي
عناصر خطبة الجمعة القادمة 2 يونيو 2023م ، بعنوان : احترام الكبير، للشيخ عمر مصطفي.
أولًا: احترامُ الكبيرِ شعارُ أهلِ الإيمانِ.
ثانيًا: أبناؤنَا واحترامُ الكبيرِ.
ثالثًا: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 2 يونيو 2023م ، بعنوان : احترام الكبير ، للشيخ عمر مصطفي ، كما يلي:
احترامُ الكبيرِ
13 ذو القعدة 1444 هـ- 2 يونيو 2023م
الموضوع
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، أرشدَ الخلقَ إلي أكملِ الآدابِ، وفتحَ لهم مِن خزائنِ رحمتهِ وجودهِ كلَّ بابٍ ، أنارَ بصائرَ المؤمنين فأدركُوا الحقائقَ ونالُوا الثوابَ، وأعمَي بصائرَ المعرضينَ عن طاعتهِ فصارَ بينهُم وبينَ نورهِ حجاب، هدي أولئكَ بفضلهِ، وأضلَّ أولئكَ بحكمتهِ وعدلهِ، إنّ في ذلك لذكري لأولِي الألباب، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ الملكُ العزيزُ الوهابُ، وأشهدُ أنَّ سيدنَا مُحمدَا عبدُهُ ورسولُهُ المبعوثُ بأجلِّ العباداتِ، وأكملِ الآدابِ صلَّي اللهُ عليهِ وعلي جميعِ الآلِ والأصحابِ، وعلي التابعينَ لهم بإحسانٍ إلي يومِ المآبِ وسلِّمْ تسليمًا.
أمَّا بعدُ:
العنصر الأول من خطبة الجمعة 2 يونيو 2023م
أولًا: احترامُ الكبيرِ شعارُ أهلِ الإيمانِ.
**عبادَ الله: إنَّ الإسلامَ اهتمَّ ببناءِ المجتمعِ المتكاملِ المتماسكِ وأمرنَا ورغبنَا في كثيرٍ مِن الآياتِ والأحاديثِ بمَا يحققُ ذلك، فعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَال: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ” مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى). ( صحيح مسلم )، وعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ).(صحيح البخاري)، وقد أكدَ العلماءُ علي أنَّ احترامَ الكبيرِ يسهمُ في بناءِ علاقاتٍ قويةٍ مع الآخرين مع الآباءِ والمعلمينَ وغيرِهِم، حيثُ إنّ لكبيرِ السنِ مكانتُهُ المتميزةُ في المجتمعِ فيعاملُ بكل توقيرٍ واحترامٍ، و احترامُهُ نوعٌ مِن أنواعِ إجلالِ اللهِ تعالَي وتعظيمهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ».(سنن أبي داود).
وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ يَقُولُ: جَاءَ شَيْخٌ يُرِيدُ النَّبِيَّ ﷺ فَأَبْطَأَ القَوْمُ عَنْهُ أَنْ يُوَسِّعُوا لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا.(سنن الترمذي).
والنبيُّ ﷺ أمرنَا بإنزالِ الناسِ منازلَهُم ومنهم الكبير، فعَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، أَنَّ عَائِشَةَ، مَرَّ بِهَا سَائِلٌ فَأَعْطَتْهُ كِسْرَةً وَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابٌ وَهَيْئَةٌ فَأَقْعَدَتْهُ فَأَكَلَ فَقِيلَ لَهَا فِي ذَلِكَ فَقَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ».(سنن أبي داود).
وأمرَ نبيُّنَا ﷺ بني قريظةَ أنْ يقومُوا لسيدِهِم احترامًا وتوقيرًا لهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ هُوَ ابْنُ مُعَاذٍ، بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَكَانَ قَرِيبًا مِنْهُ، فَجَاءَ عَلَى حِمَارٍ، فَلَمَّا دَنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ» فَجَاءَ، فَجَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ هَؤُلاَءِ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ، قَالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ أَنْ تُقْتَلَ المُقَاتِلَةُ، وَأَنْ تُسْبَى الذُّرِّيَّةُ، قَالَ: «لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ المَلِكِ».(صحيح البخاري).
ولنَا في صحابةِ رسولِ اللهِ ﷺ الأسوةُ الحسنةُ، فهذا عمرُ بنُ الخطابِ رضي اللهُ عنه كما جاء عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أنّه قال: كَانَ عُمَرُ يَقُولُ: «أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا يَعْنِي بِلاَلًا».(صحيح البخاري).
وعندمَا سألَ النبيُّ ﷺ عن شجرةٍ لا يسقطُ ورقُهَا وهي مثلُ المسلمِ وقعَ في نفسِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رضي الله عنهما، أنَّها النخلةُ، ولكنّهُ لصغرِ سنِّه ووجودِ كبارِ الصحابةِ لم يُجبْ النبيَّ ﷺ .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لاَ يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَهِيَ مَثَلُ المُسْلِمِ، حَدِّثُونِي مَا هِيَ؟» فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ البَادِيَةِ، وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَاسْتَحْيَيْتُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنَا بِهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «هِيَ النَّخْلَةُ» قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَحَدَّثْتُ أَبِي بِمَا وَقَعَ فِي نَفْسِي، فَقَالَ: «لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي كَذَا وَكَذَا».(صحيح البخاري).
فاحترامُ الكبيرِ وتوقيرهُ شعارُ أهلِ الإيمانِ، واقتداءٌ بالنبيِّ العدنانِ ﷺ، واقتفاءٌ لأثرِ الصحابةِ الكرامِ.
العنصر الثاني من خطبة الجمعة 2 يونيو 2023م
ثانيًا: أبناؤُنَا واحترامُ الكبيرِ.
**عبادَ الله: إنّ مِمّا ينبغِي أنْ نربِي عليهِ أبنائَنَا حسنَ الخلقِ، ومِن حسنِ الخلقِ احترامُ الكبيرِ، ونعلمَهُم أنّ هذا الاحترامَ ليس منةً منّا ولكنهُ حقُّ الكبيرِ علينَا، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال: جَاءَ شَيْخٌ يُرِيدُ النَّبِيَّ ﷺ فَأَبْطَأَ القَوْمُ عَنْهُ أَنْ يُوَسِّعُوا لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا.(سنن الترمذي).
وعَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: ” أَرَانِي أَتَسَوَّكُ بِسِوَاكٍ، فَجَاءَنِي رَجُلاَنِ، أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الآخَرِ، فَنَاوَلْتُ السِّوَاكَ الأَصْغَرَ مِنْهُمَا، فَقِيلَ لِي: كَبِّرْ، فَدَفَعْتُهُ إِلَى الأَكْبَرِ مِنْهُمَا “.(صحيح البخاري).
وفي هذا الحديث : تقديمُ ذي السنِّ في السواكِ، وكذلك ينبغي تقديمهُ في الطعامِ والشرابِ والكلامِ والمشي والكتابِ وكلِّ منزلةٍ قياسًا على السواكِ. (شرح البخاري لابن بطال).
وعن سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، قَالَ: انْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ، وَمُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ زَيْدٍ، إِلَى خَيْبَرَ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ صُلْحٌ، فَتَفَرَّقَا فَأَتَى مُحَيِّصَةُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْلٍ وَهُوَ يَتَشَمَّطُ فِي دَمِهِ قَتِيلًا، فَدَفَنَهُ ثُمَّ قَدِمَ المَدِينَةَ، فَانْطَلَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ، وَمُحَيِّصَةُ، وَحُوَيِّصَةُ ابْنَا مَسْعُودٍ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَذَهَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ: «كَبِّرْ كَبِّرْ» وَهُوَ أَحْدَثُ القَوْمِ، فَسَكَتَ فَتَكَلَّمَا.(صحيح البخاري). و(كبِّرْ كبِّرْ ) أي ليتكلمَ الأكبرُ، وهذا مِن أدبِ الإسلامِ .
فلزامًا علينَا أنْ نعلمَ أبناءَنَا حقَّ الكبيرِ، نعلمَهُ إذا التقَى بكبيرٍ أنْ يبدأَهُ بالسلامِ ، كمَا قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الكَبِيرِ، وَالمَارُّ عَلَى القَاعِدِ، وَالقَلِيلُ عَلَى الكَثِيرِ».(صحيح البخاري). (يسلمُ الصغيرُ على الكبيرِ)، فالصغيرُ هو الذي يبدأُ.
العنصر الثالث من خطبة الجمعة 2 يونيو 2023م
ثالثًا: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾
**عبادَ الله: إنّ الجزاءَ مِن جنسِ العملِ فكما تَدينُ تُدان، إذا احترمنَا الكبيرَ، وراعينَا حقوقَهُ، يسّرَ اللهُ تعالَى لنَا في كِبَرِنَا مَن يرعَى حقوقَنَا، جزاءً مِن جنسِ عملِنَا، وإنْ كنَّا مضيعينَ حقوقَهُم في شبابِنَا، فسيضيعُ الشبابُ حقوقَنَا في كبرِنَا؛ لأنَّ اللهَ عزّ وجلّ يقولُ: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60) }(الرحمن)، هل جزاءُ مَن أحسنَ في عبادةِ الخالقِ ونفعِ عبيدِهِ، إلّا أنْ يحسنِ إليهِ بالثوابِ الجزيلِ، والفوزِ الكبيرِ، والنعيمِ المقيمِ، والعيشِ السليم.(تفسير السعدي).
وفي مقابلِ ذلك: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (10)}(الروم).
فإنَّ جزاءَ الإحسانِ الإحسان، والإساءةَ جزاؤُهَا الإساءة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسِنِّهِ إِلاَّ قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ.(سنن الترمذي).
(مَا أكْرم شَابٌ شَيخًا لسنّهِ) أَي لأجلٍ سنّهِ لا لأمرٍ آخر (إلّا قيضِ اللهُ) أَي سَبَّبَ وَقدّرَ (لَهُ مَن يُكرمهُ عِنْد سنهِ) مجازاةً لَهُ على فعلهِ بِأَنْ يقدرَ لَهُ عمرًا يبلغُ بِهِ الى الشيخوخةِ وَيقدرُ لَهُ مَن يُكرمهُ.( التيسير بشرح الجامع الصغير).
**عبادَ الله: إنّ مِن أرقَي صورِ الاحترامِ: احترامُ المعلمِ، وتوقيرُه، والتواضعُ لهُ، والوفاءُ بحقّهِ، لِمَا لهُ مِن فضلٍ علي طلابِ العلمِ، فجزاءهُ مِن جنسِ عملهِ، وقد أعلَي الإسلامُ قدرَهُ وكرمَهُ، حيثُ قرنَ اللهُ عزّ وجلّ شهادتَهُ وشهادةَ الملائكةِ بشهادةِ العلماءِ، فقالَ تعالي: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)}(آل عمران).
ويقولُ سبحانه:{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}(المجادلة). وعَنْ قَيْسِ بْنِ كَثِيرٍ، قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَهُوَ بِدِمَشْقَ فَقَالَ: مَا أَقْدَمَكَ يَا أَخِي؟ فَقَالَ: حَدِيثٌ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، قَالَ: أَمَا جِئْتَ لِحَاجَةٍ؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: أَمَا قَدِمْتَ لِتِجَارَةٍ؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: مَا جِئْتُ إِلاَّ فِي طَلَبِ هَذَا الحَدِيثِ؟ قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاءً لِطَالِبِ العِلْمِ، وَإِنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ حَتَّى الحِيتَانُ فِي الْمَاءِ.(سنن الترمذي).
عن عبادةَ بنِ الصامتِ أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال : (ليسَ مِن أمتِي مَن لم يجلّ كبيرَنَا ويرحمْ صغيرنَا ويعرفْ لعالِمِنَا حقَّهُ).(مسند أحمد).
ولنضربْ مثالًا في احترامِ العلماءِ والأدبِ معهم ، عن يحيى بنِ يحيى الليثِي، قال: كنَّا عندَ مالكٍ، فاستؤذنَ لعبدِ اللهِ بنِ المباركِ بالدخولِ، فأذنَ لهُ،، فرأينَا مالكًا تزحزحَ لهُ في مجلسهِ، ثُمّ أقعدَهُ بلصقهِ، وما رأيتُ مالكًا تزحزحَ لأحدٍ في مجلسهِ غيره، فكانَ القارئُ يقرأُ على مالكٍ، فربمَا مرَّ بشيءٍ، فيسألهُ مالك: ما مذهبُكُم في هذا؟ أو: ما عندكُم في هذا؟
فرأيتُ ابنَ المباركِ يجاوبهُ(بالخفاءِ)، ثم قامَ، فخرجَ، فأعجبَ مالكٌ بأدبهِ، ثُمّ قالَ لنَا مالكٌ: هذا ابنُ المباركِ فقيهُ خراسان..(سير أعلام النبلاء).
هذا مِن الأدبِ، الناسُ جلوسٌ أمامَ الإمامِ مالكٍ: في مسجدِ الرسولِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ وابنُ المباركِ بجانبِ مالكٍ فكانَ مالكٌ إذا مرَّ بهِ الحديثُ يقولُ: (ما هو مذهبكُم في هذه المسألةِ؟)وابنُ المباركٍ يُدنِي رأسَهُ ويكلمُ مالكًا في أذنهِ حياءً مِن الإمامِ مالكٍ وأدبًا.
وسُئِلَ ابنُ المباركِ بحضورِ سفيانَ بنِ عيينةَ عن مسألةٍ، فقال: إنّا نُهينَا أنْ نتكلمَ عندَ أكابرِنَا.(سير أعلام النبلاء).
فاللَّهُمَّ ارزُقْنَا شكرَ نعمتِك وحسنَ عبادتِكَ، واجْعلْنَا مِن أهلِ طاعتِكَ وولايتِكَ، ربّنَا آتنَا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنَا عذَابَ النار، واغفرْ لنَا ولوالِدِينا ولِجميعِ المسلمينَ ، اللهمَّ اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا سلمًا سلامًا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين، اللهُمّ احفظهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ، برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبهِ أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه راجي عفو ربه عمر مصطفي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف