خطبة الجمعة بعنوان : حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن ، للشيخ خالد القط
خطبة الجمعة القادمة 30 يونيو 2023م بعنوان : حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 12 ذو الحجة 1444هـ ، الموافق 30 يونيو 2023م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 يونيو 2023م بصيغة word بعنوان : حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن ، للشيخ خالد القط
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 يونيو 2023م بصيغة pdf بعنوان : حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 30 يونيو 2023م ، بعنوان : حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن
بتاريخ 12 ذو الحجة 1444هـ، الموافق 30 يونيو 2023م
“””””””””””””””””””””””””””””””
الحمد لله رب العالمين، الحنان المنان، ذي الجلال والإكرام، أنعم علينا كثيراً من النعم الجسام، كان من أجلها وأعظمها على بني الإنسان، أن ينعم بالأمن والأمان.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو حي باق لا يموت أبداً، القائل في كتابه العزيز ((فَأَيُّ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ أَحَقُّ بِٱلۡأَمۡنِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (81) ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ (82) سورة الأنعام.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم.
أما بعد أيها المسلمون، فقد أنعم الله علينا نعماً لا نحصي عددها، ولا نطيق شكرها، من أعظم هذه النعم على الإطلاق، نعمة الأمن والأمان، فهب أنك تملك الدنيا كلها ولكن تشعر بالقلق والخوف، فما قيمة ما تملك؟ هب أنك تسكن في قصر منيف، وعندك كل ما لذ وطاب ولكن وأنت في بيتك غير آمن على نفسك ومالك وولدك، ولذلك لو أن كوخا من الطين يسكنه الإنسان وهو ينعم بالأمن والأمان، لهو خير من الدنيا وما فيها. ولذلك كانت الجنة مختلفة ومتميزة عن دار الدنيا حيث أنها بلا خوف ولا فزع قال تعالى عن أهل الجنة ((أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)) سورة يونس (62) فهم لا يخافون من المستقبل ولا يحزنون على ما مضى. ولعظم أمر الأمن عده الله سبحانه وتعالى من أعظم النعم التي أنعم بها على أهل مكة كما جاء في سورة قريش ((الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ)) سورة قريش (4) ولقيمة الأمن العظيمة أيضاً بين الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أهميته بقوله كما أخرج ابن ماجة بسند حسن عن عبيد الله بن محصن ((مَن أصبحَ مِنكُم معافًى في جسدِهِ آمنًا في سربِهِ عندَه قوتُ يومِه فَكأنَّما حيزَتْ لَه الدُّنيا)).
تابع / خطبة الجمعة بعنوان : حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن
أيها المسلمون بل كان رسول الله دائما ما يبتهل إلى الله يسأله الأمن والأمان، فكان من دعائه صلى الله عليه وسلم كما أخرج أبو داوود بسند صحيح من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول ((اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العفوَ والعافيةَ، في الدُّنيا والآخرةِ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ العفوَ والعافيةَ، في دِيني و دُنيايَ، وأهلي ومالي، اللَّهمَّ استُرْ عَوراتي ، وآمِنْ رَوعاتِي ، اللَّهمَّ احفَظْني من بينِ يديَّ ، ومن خلفي ، وعن يميني ، وعن شمالي ، ومن فَوقِي ، وأعوذُ بعظمتِكَ أن أُغْتَالَ مِن تحتي)) بل كان صلى الله عليه وسلم يتحين الفرصة كلما هل هلال شهر هجري فيسأل الله الأمن والأمان فعن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال ((كانَ رسولُ اللهِ إذا رأى الهلالَ قالَ: ( اللهُ أكبرُ ، اللَّهمَّ أَهِلَّهُ علينا بالأمنِ والإيمانِ، والسَّلامةِ والإسلامِ، والتَّوفيقِ لما تحبُّ، وَترضَى، ربُّنا وربُّكَ اللهُ) صحيح بشواهده.
ولأهمية الأمن أيضاً كذلك، علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نحرص عن البعد عن كل ما من شأنه يجلب الهم والقلق وعدم راحة البال مثل الدين، فكما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه؛ «أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تُخيفوا أنفسكم بعد أمنها)، قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: (الدَّين)».
أيها المسلمون هناك ارتباط وثيق بين الإيمان بالله والأمن فإذا وجد الإيمان وجد الأمن قال تعالى ((فَأَيُّ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ أَحَقُّ بِٱلۡأَمۡنِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (81) ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ (82) سورة الأنعام، كما أن الكفر بالله عموماً سبب للخوف والفزع وقلة الأمن والأمان، قال تعالى ((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)) (112).
أيها المسلمون كم كان يعاني أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة الإسلامية، فقد كانوا يعيشون في جو من الخوف والفزع فكان القرآن الكريم ينزل عليهم ليطمئنهم بأن القادم خير إن شاء الله، وأن الأمن سيحل عليهم ما داموا متمسكين بدينهم وبإيمانهم قال تعالي ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ سورة النور ( 55) .
وفى هذا المعنى أيضاً ورد في البخاري عن خباب بن الأرت قال ((أتَينا رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وَهوَ متوسِّدٌ بُردةً في ظلِّ الكعبةِ فشَكَونا إليهِ فقُلنا ألا تَستنصِرُ لَنا ألا تدعو اللَّهَ لَنا فجلسَ مُحمرًّا وجهُهُ فقالَ قد كانَ مَن قبلَكُم يؤخذُ الرَّجلُ فيُحفَرُ لَه في الأرضِ ثمَّ يؤتى بالمنشارِ فيُجعَلُ علَى رأسِهِ فيُجعَلُ فَرقتينِ ما يصرِفُهُ ذلِكَ عن دينِهِ ويُمشَّطُ بأمشاطِ الحديدِ ما دونَ عظمِهِ من لحمٍ وعصَبٍ ما يصرفُهُ ذلِكَ عن دينِهِ واللَّهِ ليُتمَّنَّ اللَّهُ هذا الأمرَ حتَّى يسيرَ الرَّاكبُ ما بينَ صنعاءَ وحَضرموتَ ما يخافُ إلَّا اللَّهَ تعالى والذِّئبَ علَى غنمِهِ ولَكِنَّكم تَعجلونَ)).
تابع / خطبة الجمعة بعنوان : حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن
أيها المسلمون يوم القيامة يوم مهيب، عسير على الكافرين غير يسير، فيه فزع وخوف، ولكن صنف من الناس سينجيهم الله من هذا الفزع وهم الآمنون يوم القيامة، قال الله تعالى عنهم: ((لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)) سورة الأنبياء (103) وذلك لأن الجنة يغشاها ويسيطر عليها الأمن والأمان لا أجد أبلغ ولا أروع من قوله تعالى عن أهل الجنة جعلنا الله وإياكم منهم ((وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ)) سورة سبأ (37).
أيها المسلمون، كذلك عنى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بالحديث عن الأزمنة والأمكنة الآمنة، فعن الأزمنة الآمنة، فها نحن أولاء نعيش في الأشهر الحرم التي ميزت عن غيرها من سائر الأشهر حتى قبل الإسلام، فقد كانوا يحرمون فيها القتال، فلما جاء الإسلام أباح القتال في هذه الأشهر إذا دعت لذلك ضرورة مع التأكيد على قيمة وفضل هذه الأشهر على غيرها قال تعالى ((إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)) (36)
أيها المسلمون أما الأماكن الآمنة، فأولها وأعظمها على الإطلاق هي مكة المكرمة حيث جعلها الله أمنا وأمانا لكل من قصدها ولاذ بها، وأن هذا الأمن ليس خاصاً بالإنسان فقط بل حتى الشجر والطير في سماء مكة لينعم بهذا الأمن، بل إن الرجل ليلقى قاتل أبيه أو أخيه هناك فى الحرم ولا يتعرض له بسوء، وقد وردت آيات كثيرة فى هذا الشأن مثل قوله تعالى: ((وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ)) سورة آل عمران (97)، وقال ((أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ﴾ [ العنكبوت: 67].
وفى صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال ((قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ الفَتْحِ، فَتْحِ مَكَّةَ، لا هِجْرَةَ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وإذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا. وَقالَ يَومَ الفَتْحِ، فَتْحِ مَكَّةَ، إنَّ هذا البَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ يَومَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ، فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللهِ إلى يَومِ القِيَامَةِ، وإنَّه لَمْ يَحِلَّ القِتَالُ فيه لأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَمْ يَحِلَّ لي إلَّا سَاعَةً مِن نَهَارٍ، فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللهِ إلى يَومِ القِيَامَةِ، لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلَا يَلْتَقِطُ إلَّا مَن عَرَّفَهَا، وَلَا يُخْتَلَى خَلَاهَا، فَقالَ العَبَّاسُ: يا رَسولَ اللهِ، إلَّا الإذْخِرَ، فإنَّه لِقَيْنِهِمْ وَلِبُيُوتِهِمْ، فَقالَ: إلَّا الإذْخِرَ.))
الخطبة الثانية
ثاني الأماكن الآمنة، هي مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد وردت أحاديث عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين ارتباط الأمن وحلوله بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقد أخرج الشيخان من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((المدينةُ حرامٌ من كذا إلى كذا، لا يُقطَعُ شجرُها، ولا يُحدَثُ فيها حدثٌ، من أحدث فيها حدثًا، أو آوى محدِثًا، فعليه لعنةُ اللهِ، والملائكةِ، والناسِ أجمعين، لا يَقبل اللهُ منه يومَ القيامةِ صرفًا، ولا عدلًا))
وأخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث سهل بن حنيف قال ((أهْوَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بيَدِهِ إلى المَدِينَةِ، فَقالَ: إنَّهَا حَرَمٌ آمِنٌ)).
ثالث الأماكن التي جاءت مقترنة بالأمن في القرآن الكريم، هي مصر الحبيبة قال تعالى على لسان سيدنا يوسف عليه السلام ((فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ)) سورة يوسف (99)
نسأل الله العلي العظيم بفضله وكرمه أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان وأن يحفظ مصر وأهلها من كل سوء
الشيخ / خالد القط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف