لقد أثبتت الأيام الماضية دور رجال الأزهر بوسطيتهم واعتدالهم ، وأثبتت الأيام أيضا انتشار الأفكار الهدامة ، والتطرف الفكري ليس في مصر وحدها بل في كثير من دول العالم الإسلامي .
فداعش تتبني أفكارا هدامة وإرهابية ، وتظن أنها علي الحق ، بل الأدهي من ذلك أن بعض الناس قد يدعمون هذه الأفكار الإرهابية ، أو علي أقل تقدير بعض الناس تقتنع بهذا الإرهارب، وهو في الحقيقة يشوه الإسلام ، والإسلام من ذلك برئ.
وكل هذه الأفكار سواء المتطرفة منها ، أو الإرهابية منها تحتاج إلي مواجهة حقيقية ، والفكر لا يواجه إلا بالفكر ، فلابد من القضاء علي هذه الأفكار في العالم الإسلامي بأجمعه.
وإذا نظرنا إلي مصر – حفظها الله تعالي – وجدنا أيضا انتشار بعض هذه الأفكار أو مشابه لها ، ونحن في بلد الأزهر ، والذي يصدر الوسطية والاعتدال إلي كل دول العالم.
ولكن ما السبب في ذلك؟!!!
ولماذا توغلت هذه الأفكار؟!!
هناك عدة أسباب أهمها أن رجال الأزهر الوسطيين عليهم عبء كبير وتحد أكبر ، ولكن كيف يواجه الأئمة كل هذه الأفكار حتي يتم القضاء عليها ، وهم في الحقيقة يفكرون دائما وأبدا في لقمة العيش .
فالأئمة تحتاج إلي نظرة ، فكيف يعيش الأئمة في بلد الأزهر ، وهم أقل رواتب في الدولة ، حتي الحد الأدني معظمهم لم يأخذ منه شيئا ومن أخذ ، فكان نصيبه قليلا ، فأصبحت رواتب العمال مثل رواتب الأئمة ، وليس ذلك تقليلا من العمال ، ولكن كيف يعيش الإمام ويقوم بتحضير الدروس والخطب ، وهو في الأصل يعمل عملا آخر لكي يواجه متطلبات الحياة.
ولذلك نناشد الجميع من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير المالية ووزير الأوقاف ، أن ينظروا إلي رواتب الأئمة حتي يعرفوا أنها أقل رواتب في الدولة ، عندها سيجدون أن الإمام يحتاج إلي المزيد من إصلاح معيشته حتي يستطيع أن يحارب كل الأفكار المتطرفة والهدامة.