أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

فضل الشهادة، ومنزلة الشهيد، وفلسفة الحرب في الإسلام خطبة الجمعة للدكتور محروس حفظي

خطبة الجمعة القادمة 8 أكتوبر 2021م بعنوان : ” فضل الشهادة ، ومنزلة الشهيد، وفلسفة الحرب في الإسلام “ ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ 2 ربيع الأول 1443هـ ، الموافق 8 أكتوبر 2021م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 8 أكتوبر 2021م بصيغة word بعنوان : ” فضل الشهادة ، ومنزلة الشهيد، وفلسفة الحرب في الإسلام” ، للدكتور محروس حفظي

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 8 أكتوبر 2021م بصيغة pdf بعنوان : ” فضل الشهادة ، ومنزلة الشهيد، وفلسفة الحرب في الإسلام”، للدكتور محروس حفظي

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 8 أكتوبر 2021م بعنوان :  ” فضل الشهادة ، ومنزلة الشهيد، وفلسفة الحرب في الإسلام ، للدكتور محروس حفظي :

 

(أ) حب الأوطان من صميم مقاصد الأديان .

(ب) حرب أكتوبر المجيدة فتح ونصر من الله لمصر وأهلها .

(ج) الشهادة صور وأنواع وأمثلة ونماذج .

(د) فلسفة الحرب في الإسلام .

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 8 أكتوبر 2021م ، بعنوان :  ” فضل الشهادة ، ومنزلة الشهيد، وفلسفة الحرب في الإسلام” ، كما يلي:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله حمداً يوافي نعمه، ويكافىء مزيده، لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك، ولعظيم سلطانك، والصلاة والسلام الأتمان والأكملان على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أما بعد ،،،

(أ) حب الأوطان من صميم مقاصد الأديان:

لقد فطر الله الخلق على محبة الأوطان، والحنين إلى ترابه، والدفاع عن أركانه، والحفاظ على مقدراته، فهو من أجل النعم التي ينعم به الخالق جلا وعلا على الإنسان بعد الإيمان بالله ورُسُله، ولذا تجد السياق القرآني قد سوَّى بين مصيبة الموت وبين الإخراج من الأوطان فقال عز من قائل: ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ﴾، وقد ضرب رسولنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أروع الأمثلة في محبته لوطنه، وتجد لك جلياً في حادث تحويل القبلة وكثرة تقليب وجهه في السماء رجاء أن تحول القبلة تجاه البيت الحرام مسقط رأسه، وقد تكاثرت الأحاديث عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بيان محبته لوطنه، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ حَمْرَاءَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ وَاقِفًا عَلَى الحَزْوَرَةِ فَقَالَ: «وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ» . (رواه الترمذي في سننه وحسنه برقم 3925، والحاكم في المستدرك وصححه برقم 4270 ووافقه الذهبي) .

وعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَهِيَ وَبِيئَةٌ، فَاشْتَكَى أَبُو بَكْرٍ، وَاشْتَكَى بِلَالٌ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ شَكْوَى أَصْحَابِهِ، قَالَ: «اللهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَمَا حَبَّبْتَ مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، وَصَحِّحْهَا» . (متفق عليه) .

فالمسلم عندما يحب وطنه إنما يتمثل في الأساس هدي المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل هدي الأنبياء جميعاً، فمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لما مكث في مدين فترة من الزمن حنَّ للرجوع إلى بلده الأُم مِصر – وعلى جبل الطور في سيناء كلم ربه – رغم ما سيلاقيه من متاعب ومشاق، واستمع إلى القرآن وهو يحكي ذلك الموقف: ﴿فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ * فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾

أما من يقول خلاف ذلك فلا تسعفه الأدلة ولا الفطرة النقية ولا العقول الأبية ولا النفوس العلية، وهذه المحبة تسلتزم من الجميع التكاتف والاصطفاف معاً لمواجهة الأعداء داخلياً وخارجياً، ويلزم المدوامة على العمل والإنتاج، وخدمة الوطن كل في مجاله ومِحرابه، ولذا وعد رسولنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من يقوم على حراسة وطنه، والدفاع عن مؤسساته بتحريم جسده على النار وكفى بها مِنَّة ونعمة، روي الترمذي في سننه وحسنه برقم 1639، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» .

(ب) حرب أكتوبر المجيدة فتح ونصر من الله لمصر وأهلها:

نعيش هذه الأيام أجواء الاحتفال بنصر الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973م = الموافق العاشر من رمضان 1393 ه، حيث سطرت قواتنا المسلحة بأحرف من نورٍ هذا النصر، وبذل جنودنا الغالي والنفيس في تحقيق سبيل العزة والكرامة، فبذلوا أرواحهم، ورووا الأرض بدمائهم دفاعاً عن وطنهم وأعراضهم فحق فيهم قول الله  تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ ، لقد عبر جنودنا وهم صائمون رغم أن الشرع الحنيف رخص لهم الفِطر، لكن أبت أخلاق وطبائع هؤلاء العظام ومحبتهم للشهادة في سبيل تحرير وطنهم من عدوهم الغاشم، إلا أن يكونوا صائمين (لا نريد أن نفطر إلا في الجنة)، فعلت أصواتهم بكلمة «الله أكبر»، وكان عنصر المفاجأة والضربة الجوية الأُولى قد أذهلت الجميع، وخرج العدو من وكره مذعوراً خائفاً من هؤلاء الأبطال البواسل الذي جاءوا من كل حدب وصوب، وكانت الروح المعنوية التي قام بها الشيخ / عبد الحليم محمود – رحمه الله – لجنود القوات المسلحة  لهاعظيم الأثر في تخفيف حرارة الجو، ووطأة الموقف، حيث بشرهم أنه رأى رسول الله  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام وهو يرفع راية «الله أكبر»، فما أحوجنا إلى إحياء هذه القيم وتلك المثل في نفوس أولادنا وبناتنا؛ لينشأ الجميع على محبة وطنه والدفاع عنه بكل ما يملك، فتتشكل لديهم الحصنة الكاملة تجاه الدعوات والأفكار الهدامة التي تشكك في نزاهة قواتنا المسلحة .

إن هذه الشهادة تجعل الشهيد في منزلة رفعية ومكانة عظيمة مع الأنبياء والصديقين قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً﴾، ولذا وعدهم الله بحياة ومبشرات لا مثيل لها فأسماؤهم محفورة ومخلدة في ذاكرة التاريخ قال تعالى: ﴿وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ﴾ ، وقال تعالى: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ ، وأرواحهم في حواصل طير خُضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح في الجنة حيث شاءت، فعن عَبْدَ اللهِ بن مسعود لما سئل عن هذه الْآيَةِ: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾، قَالَ: أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: «أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطِّلَاعَةً»، فَقَالَ: ” هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا؟ قَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا، فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا، قَالُوا: يَا رَبِّ، نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا» . (رواه مسلم في صحيحه برقم 1887) .

والشهداء لا يفتنون في القبور، ولا يشعرون بألم القتل وسكرات الموت، ولهم دار ما أحسن منها، وأول من يدخلون الجنة، ويشفعون في أهل بيتهم، ولا يصعقون في نفخة الصور، ولا يجف دمهم حتى يروا الحور العين، ويضحك الله تعالى إليهم ضحكاً يليق بذاته بلا كيف إلى غير ذلك مما لا يحد ولا يحصر .

فهنيئاً لرجال مصر الأوفياء، وشهدائنا الأبطال الشرفاء الذي استطاعوا أن يحققوا النصر، ويحفظوا لمصر مكانتها وشموخها وهيبتها بين الدول، وما زالوا على العهد ماضين وعلى الدرب سائرين .

(ج) الشهادة صور وأنواع وأمثلة ونماذج:

ولـ فضل الشهادة ومنزلتها تمنها الجميع، وحرص على شرف نيلها، فهذا حنظلة تزوج حديثاً وقد جامع امرأته في الوقت الذي دعا فيه الداعي للجهاد فيخرج وهو مجنبٌ ليسقط شهيداً في سبيل الله، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ صَاحِبَكُمْ حَنْظَلَةَ تُغَسِّلُهُ الْمَلَائِكَةُ، فَسَلُوا صَاحِبَتَهُ»، فَقَالَتْ: خَرَجَ وَهُوَ جُنُبٌ لَمَّا سَمِعَ الْهَائِعَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «فَذَاكَ قَدْ غَسَّلَتْهُ الْمَلَائِكَةُ» . (رواه ابن حبان في صحيحه برقم 7025) .

وهذا آخر لما دعا داعي الجهاد لبى نداء ربه، وطلب نبيه فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ»، قَالَ: – يَقُولُ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ الْأَنْصَارِيُّ: – يَا رَسُولَ اللهِ، جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ: بَخٍ بَخٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ؟» قَالَ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِلَّا رَجَاءَةَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا، قَالَ: «فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا»، فَأَخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ، ثُمَّ قَالَ: لَئِنْ أَنَا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ، قَالَ: فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنَ التَّمْرِ، ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ» . (رواه مسلم في صحيحه برقم 1901) .

ومن فضل الله على هذه الأُمة أن فتح لها أبواب الخير والشهادة، فلا يظنن ظان أنها أي: الشهادة تقتصر على الموت في المعركة، ولكن شهداء أمة سيدنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيرون، يجري عليهم ما يجري على المسلمين من غسل وتكفين وصلاة، لكن ينتظرهم الأجر العظيم والثواب الجزيل من رب العالمين جزاء صبرهم واحتسابهم، ففي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله» . (متفق عليه) .

وقد عُدَّت هذه الموتات شهادة يتفضل الله بها على عباده بسبب شدتها، وكثرة ألمها، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: «مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، قَالَ: «إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ»، قَالُوا: فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ»، قَالَ ابْنُ مِقْسَمٍ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِيكَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ قَالَ: «وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ» . (رواه مسلم في صحيحه برقم 1915).

بل خصال هذه الشهادة أكثر من هذه، قال الحافظ ابن حجر: (وقد اجتمع لنا من الطرق الجيدة أكثر من عشرين خصلة، وذكر منهم: اللديغ، والشريق، والذي يفترسه السبع، والخار عن دابته، والمائد في البحر الذي يصيبه القيء، ومن تردى من رؤوس الجبال.) فتح الباري 6 / 43 .

(د) فلسفة الحرب في الإسلام:

إن الحرب في الإسلام إنما شرعت لرد العدوان، ومجابهة الطغيان، فديننا دين لا يتشوق للقتال، ولا سفك الدماء، قال تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾، وقال ﴿وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾، ولذا أوجب على المسلمين السلام ووقف القتال متى أراد العدو الاستسلام فقال تعالى: ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾، ونهى نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن محبة لقاء العدو لما يترتب عليه من عظيم المفاسد والأضرار، فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَاسْأَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا» . (متفق عليه) .

كما وضع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحابته ضوابط من شأنها أن تُحدد وضعية الجهاد في الإسلام دون سفك للدماء، وطبق المسلمون هذه الضوابط خير تطبيق، فكانت النتيجة أن دخل الناس في دين الله أفواجاً دون إكراه ، ويظهر ذلك عملياً من خلال تاريخ الفتوحات الإسلامية وخاصة مواقف صلاح الدين الأيوبي عند فتحه لبيت المقدس، وعمرو بن العاص عند فتحه لمصر وغيرها، وهذا ما أشاد به غير المسلمين من الغرب مما يضيق المقام لسرد أقوالهم في هذا، وقد لخص أبو بكر الصديق بعض تلك الضوابط لأسامة بن زيد عند خروجه لبعض المعارك فقال له: «قفوا أُوصِكُم بعشر فأحفظوها عني: لا تخونوا ولا تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً ، ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة ، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه ، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكله،  وسوف تمرون بأقوام قد فرَّغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرَّغوا أنفسهم له» . تاريخ الرسل والملوك للطبري 3/226 ، 227 والكامل في التاريخ لابن الأثير 2/195 ، 196 .

فما أحوجنا إلى نشر السلم والسلام، والبعد عن الحرب والقتال، والعمل على البناء والعمران لا التدمير والخراب، وهذا ما تقره جميع الأديان السماوية، والقيم الإنسانية، والمواثيق والأعراف الدولية .

نسأل الله جل وعلا أن يحفظنا مصرنا وجيشنا، وأن يستعملنا في خدمة ديننا وطننا، وأن يحفظ بلادنا، وسائر بلاد العالمين من كل سوء ومكروه، وأن يوفق ولاة أُمورنا لما فيه نفع البلاد والعباد، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

الدعاء ،،،                                                                   وأقم الصلاة ،،،

كتبه: الفقير إلى عفو ربه الحنان المنان

د / محروس رمضان حفظي عبد العال

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر الشريف

 

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »