خطبة الجمعة القادمة : كفُّ الأذى عن الناس صدقة ، للشيخ عبد الناصر بليح
خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة 21 مايو 2021م : كفُّ الأذى عن الناس صدقة ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ: 9 شوال 1442هـ – الموافق 21 مايو 2021م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 21 مايو 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : كفُّ الأذى عن الناس صدقة.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 21 مايو 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : كفُّ الأذى عن الناس صدقة بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 21 مايو 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : كفُّ الأذى عن الناس صدقة ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة ، للشيخ عبد الناصر بليح : كفُّ الأذى عن الناس صدقة : كما يلي:
خطبة الجمعة القادمة “كَفُّ الأَذَى عن الناس صدقة”
وعقاب الزوجة المؤذية السليطة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد فيا عباد الله “وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا”(الأحزاب/58).
عباد الله: “حديثنا إليكم اليوم عن: “كف الأذى عن الناس صدقة” وفي حقيقة الأمر أنه قد تعددت الأذية لخلق الله في هذا الزمان وزادت وانتشرت لسوء الأدب وانحدار الأخلاق وقلة الوازع الديني عند الناس فلو تحدثنا عن أذية الناس جميعاً لوجدنا أن الرسول ينهي عن الجلوس في طرقات الناس فيقول:” إياكم والجلوسَ بالطرقاتِ . قالوا يا رسولَ اللهِ ،ما بُدٌّ لنا من مجالسِنا نتحدثُ فيها، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إن أبيتم فأعطوا الطريقَ حقَّه. قالوا: وما حقُّ الطريقِ يا رسولَ اللهِ؟ قال: غضُّ البصرِ، وكفُّ الأذى, وردُّ السلامِ، والأمرُ بالمعروفِ، والنهي عن المنكرِ.”(أبوداود)..
أما كف الأذى عن المؤمنين والمؤمنات فالله عز وجل رهب من ذلك: “وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا”(الأحزاب/58). ويندرج تحت هذا الأذى “أذي الجار لجاره:” قال رجلٌ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ فُلانةَ يُذكَرُ مِن كَثرةِ صَلاتِها وصَدقَتِها وصيامِها، غيرَ أنَّها تُؤذي جيرانَها بِلِسانِها؟ قال: هيَ في النَّارِ، قال : يا رَسولَ اللهِ، فإنَّ فُلانةَ يُذكَرُ مِن قِلَّةِ صيامِها وصَدقَتِها وصَلاتِها، وإنَّها تَتَصدَّقُ بالأَثوارِ مِن الأَقِطِ، وَلا تُؤذي جيرانَها بِلسانِها؟ قال: هيَ في الجنَّةِ”.(صحيح). أما مشكلة المشاكل اليوم والذي ينبغي أن نقف لها بالمرصاد هي الزوجة النكدية التي تؤذي زوجها وإيذاء الزوجة لزوجها هو سبب لدعاء الحور العين عليها، وسببٌ لإفلاسها يوم القيامة، حيث يتحوَّل شيء من حسناتها إلى زوجها، وسبب للعنة الملائكة لها، لأنَّ إيذاء الزوج سببٌ لغضبه عليها، وغضبه يؤثر عليها، في حالة أن تطيعه بالمعروف، وأن لا تعصيه فقد ورد في الحديث الشريف: “لا تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا إِلا قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِن الحُورِ العِينِ: “لا تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللَّهُ، فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكِ دَخِيلٌ يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا”(أحمد).
وجاء في القرآن ما يدلّ على أن امرأتين من نساء بعض الأنبياء مصيرهما النار بسبب إيذائهما وخيانتهما وهما امرأة نوح وامرأة لوط ، كما قال الله تعالى:” ضَرَبَ الله مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نوح وَٱمْرَأَتَ لُوطٍۢ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَٰلِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ الله شيئا وَقِيلَ ٱدْخُلَا النار مَعَ ٱلدَّٰخِلِينَ”(التحريم/10).
عباد الله: “والمرأة التي تؤذي زوجها لا يقبل الله منها صرفاً ولا عدلاً ولا صلاة ولا صياماً وهي في الأخرة من الخاسرين عن سلمان الفارسي :”أي ما امرأة عبدت عبادة كعبادة مريم ابنة عمران ثم لم يرضى عنها زوجها لم يقبل الله تعالى منها صرفاً ولا عدلاً “.
فإيذاء المرأة لزوجها بلسانها أو بأي عمل ليس من المعاشرة بالمعروف، لأنَّ الواجب على المرأة أن تُحسن لزوجها حتى تنال رضاه في غير معصيةٍ لله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم: “أَيُّما امرأَةٍ ماتَتْ وزوْجُهَا عنها راضٍ دخَلَتِ الجَنَّةَ”(الترمذي).
ونقول لتلك الزوجة المؤذية: “إن طاعة زوجها من أوجب واجبات الشرع، ما لم تكن في معصية الله وهي مقدَّمة على طاعة كل أحد، حتى الوالدين، ففي الحديث الشريف: “لَا يَصْلُحُ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ، وَلَوْ صَلَحَ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا، مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا “(أحمد وابن ماجه).،
وقال ابن تيمية: “المرأة إذا تزوجت، كان زوجها أملك بها من أبويها، وطاعة زوجها عليها أوجب”
وقد شدد الإسلام علي تلك النسوة الاتي يمنعن أنفسهن من فراش الزوج لأنه قد يؤدي إلى الزنا فعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: “أَتَتِ امْرَأَةٌ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى زوجته؟َ قالَ: لاَتَمْنَعُهُ نَفْسَهَا وَلَوْ كَانَتْ عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ(بعير). قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ، مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ؟ قَالَ: “لاَ تَصَدَّقُ بِشَيْءٍ مِنْ بَيْتِهِ إلاَّ بِإِذْنِهِ، فَإِنْ فَعَلَتْ كَانَ لَهُ الأَجْرُ، وَعَلَيْهَا الْوِزْرُ. قَالَتْ: “يَا نَبِي الله مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى امرأته؟ قَالَ: “لاَ تَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلا بِإِذْنِهِ، فَإِنْ فَعَلَتْ: “لَعَنَتْهَا مَلاَئِكَةُ اللهِ وَمَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلاَئِكَةُ الْغَضَبِ حَتَّى تَتُوبَ، أَوْ تراجع. قَالَتْ: “يَا نَبِيَّ اللهِ : فَإِنْ كَانَ لَهَا ظَالِمًا ؟قَالَ: “وَإِنْ كَانَ لَهَا ظَالِمًا .قَالَتْ: “وَالَّذِي بَعَثَك بِالْحَقِّ لاَ يَمْلِكُ عَلَيَّ أَمْرِي أَحَدٌ بَعْدَ هَذَا أَبَدًا مَا بَقِيتُ”(أبو داود والبيهقي ).
وقال رسولَ اللَّه: “إِذَا دَعَا الرَّجُلُ زَوْجتَهُ لِحَاجتِهِ فَلْتَأْتِهِ وإِنْ كَانَتْ عَلَى التَّنُّور”(الترمذي والنسائي). وقالَ رسولُ اللَّه: “إِذَا دعَا الرَّجُلُ امْرأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فلَمْ تَأْتِهِ فَبَات غَضْبانَ عَلَيْهَا؛ لَعَنتهَا الملائكَةُ حَتَّى تُصْبحَ “(متفقٌ عَلَيهِ).وفي روايةٍ لهما: “إِذَا بَاتَتِ المَرْأَةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجهَا لَعنتْهَا المَلائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ”. وفي روايةٍ: قَالَ رسولُ اللَّه:” والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا مِن رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَتَأْبَى عَلَيْهِ إِلَّا كَانَ الَّذي في السَّماءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا حَتَّى يَرْضَى عَنْها”(مسلم)..، قال صلّى الله عليه وسلّم:” إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبَتْ أن تجيء، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتّى تصبح”(متفق عليه).
وعن أَبي هريرة أَيضًا: “أَنَّ رَسُول اللَّه قَالَ: “لا يَحلُّ لامْرَأَةٍ أَنْ تَصُومَ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلا بِإِذْنِهِ، وَلا تَأْذَنْ في بَيْتِهِ إِلَّا بِإِذنِهِ”(متفقٌ عَلَيهِ). هذا بالنسبة لصيام النفل أما فرض رمضان فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وقال صلي الله عليه وسلم: “يا مَعْشَرَ النِّساءِ، تَصَدَّقْنَ وأَكْثِرْنَ الاسْتِغْفارَ، فإنِّي رَأَيْتُكُنَّ أكْثَرَ أهْلِ النَّارِ فَقالتِ امْرَأَةٌ منهنَّ جَزْلَةٌ: وما لنا يا رَسولَ اللهِ، أكْثَرُ أهْلِ النَّارِ؟ قالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وتَكْفُرْنَ العَشِيرَ”(مسلم).
بيَّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم السَّبَبَ بأنَّهُنَّ يُكْثِرْنَ “اللَّعْنَ”، أي: يُكْثِرْنَ الدُّعاءَ بالإبعادِ والطَّردِ من رَحْمةِ اللهِ، و”يَكْفُرْنَ العَشِيرَ، أي: لا يَشْكُرْنَ أزواجَهُنَّ، ولا يَعْتَرِفْنَ بِفضلِهم، وقد فسَّره الشَّارعُ بقوله في روايةٍ أُخرى: “لو أحسنتَ إلى إحداهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّه” لقابلت ذلك الإحسانَ بالجُحودِ والإنكارِ، وعدم شكر النعمة” وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ”(ابراهيم/7).
عباد الله :”لقد أرشد الإسلام إلى الوسائل الّتي تجمع الشّمل بين الزوجين، وتحقّق الإصلاح بينهما كي تدوم العلاقة الزوجية وتصفو العواطف والمشاعر إن حصل الشقاق وساء التّفاهم بينهما، ومن تلك الوسائل: الوعظ والهجر والضرب اليسير إذا لم ينفع الوعظ والهجر، واضطرّ إليه: “وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنّ وَاهْجُرُوهُنّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنّ سَبِيلاً إنّ اللهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا”(النساء/34)..ومنها أيضًا: “إرسال الحكمين من أهل الزّوج وأهل الزّوجة عند وجود الشقاق بينهما لأجل الإصلاح:” وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاَحًا يَوُفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا إِنّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا”(النساء/35).
وفي حالة خوف الزوجة من نشوز الزوج:” وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ”(النساء/128).
عباد الله أقول ما سمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم أو كما قال..
الخطبة الثانية: “الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أما بعد فيا عباد الله.. لا زلنا بصدد الحديث عن نهي الإسلام عن أذية الخلق وعلى وجه التحديد أذية الزوجة لزوجها وهو الشائع في المجتمع وبسببه تخرب البيوت وتهدم الأسر وتسبب في زيادة حالات الطلاق والخلع عن ثلاثة ملايين في السنوات الأخيرة
عباد الله: “وما هو السبيل ؟
ليس هناك سبيل للزّوجين إلا اتّخاذ هذه الوسائل والعلاج التي جاء بها كتاب الله واجتناب كلّ ما يؤدي إلى الظلم وإلحاق الضّرر بالطرف الآخر. وأن تصبر الزوجة على ما تلاقيه من سوء عِشرة أو تقصير في حقوقها ولها الجنة، لأنّ مقابلة الإساءة بالإساءة تؤدي إلى زوال الأسرة لا محالة وهو أشد ما نعانيه في هذا الزمان.
أما متى استمرت المرأة على نشوزها، ولم ينفع معها الوعظ والهجر والضرب، ونحو ذلك مما تستصلح به المرأة الناشز، فللزوج الخيار: “إما أن يصبر عليها، أو يطلقها. والصبر أفضل لأنه سيدخل الجنة بسبب صبره عليها فيكثر من “قول لاحول ولا قوة إلا بالله” ويأخذ أجر ويكثر من الدعاء لها بصلاح الحال ويدعوا لنفسه كأن يقول: “اللهم إني أعوذ بك من زوجة تشيبني قبل المشيب” اللهم إني أعوذ بك من الزوجة السوء” وحتى لا يبتلي بها أخر فإن أحد الصالحين ابتلي بامرأة ناشز إذا قال لها يميناً قالت له بل شمالاً، وإذا قال لها: “أنا وأنت على نوائب الزمان، قالت: “أنا ونوائب الزمان عليك. ماذا يفعل؟ قال له رجل: “ما ضر لو طلقتها؟ فقال الرجل الصالح: ” أخشى إن طلقتها يبتلى بها غيري فتؤذيه، ومعاذ الله أن أكون سبباً في أذى عباد الله. قال له: “فماذا عساك أن تفعل؟ قال: “أصبر على سوء خلقها فان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: “لا يفرك “يعني: “لا يبغض” مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضى منها آخر”(مسلم).
“رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا”
عباد الله أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم .. وقوموا إلي صلاتكم يرحمكم الله وأقم الصلاة..
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف