أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة عيد الفطر المبارك 2021 م ، للدكتور محمد حرز

خطبة عيد الفطر المبارك ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 1 شوال 1442هـ ، الموافق 13 مايو 2021م.

 

لتحميل عيد الفطر المبارك 13 مايو 2021م بصيغة word : للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل عيد الفطر المبارك 13 مايو 2021م بصيغة pdf ، للدكتور محمد حرز.

 

ولقراءة خطبة عيد الفطر المبارك 13 مايو 2021م كما يلي:

 

                             خطبة عيد الفطر  د. محمد حرز

                       بتاريخ: غرة شوال 1442هــ –  13مايو 2021م

الحمد لله الحمد لله ولا حمد إلا له ،وبسم الله ولا يستعان إلا به الله.. الله أكبر الله أكبر الله أكبر  لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد…

الله أكبر كلما صام صائم وأفطر، الله أكبر كلما لاح صباح عيد وأسفر، الله أكبر كلما لمع برق وأمطر، الله أكبر عدد قطر الأمطار وعدد ورق الأشجار وعدد ما أظلم عليه الليل، وأشرق عليه النهار, الله أكبر ما هلل كل شيء وسبح الإنسان . الله أكبر ما دامت الحياة برحمة الرحمن , الله أكبر في كل زمان ومكان ، الله أكبر ما كانت الحياة يسودها الأمن والأمان   الله أكبر فوق كل ظلم وعدوان ….الله أكبر كبيرًا والحمد الله كثير وسبحان الله بكرة وأصيلاً

سبحان من أنشأ الكون وسخره ، سبحان من نظمه ودبره . سبحان من أداره وسيره , سبحان من ملأه وعمره , سبحان من قضي على  كل شيء وقدره , سبحان من أسال الماء وفجره , سبحان من خلق الإنسان وصوره , سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم

وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه ُأول بلا ابتداء وآخر بلا انتهاء الفرد الصَّمَدُ  الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ

إلهي لا تعذبني فإني      ***              مقر بالذي قد كان مني

فكم من زلة لي في البرايا ***           وأنت على  ذو فضل ومني

يظن الناس بي خيرا      ***           وإني لشر الناس إذ لم تعفوا عني

وبعد فها هو العيد يعود مرة أخرى ، ها هو العيد يطل على الأمة من جديد ، ها هو العيد يكسو المسلم اليوم فرحة وحلاوة ،وهاهم أحبابنا وأهلونا وجيراننا قلوب تتصافح … ونفوس تتصافى ..وود وإخاء .. واجتماع وتراحم .. وتعاون على البر والتقوى .. وتواصي بالحق والصبر … فأهلاً بالعيد بكل ما يحمل من فرحة  وسعادة وكل عام وأنتم بخير .
أيها السادة :
ها هي الساعات تمر والأيام تجرى وراءها ,انتهى شهر رمضان ،وجاء العيد وانقضي وكل شيء سينتهي ,فعجالة الحياة تسير وتدور, وكل شيء سيموت, وإلى التراب سيعود ،امتثالاً حقيقيًا لقول الغفور الودود: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (سورة القصص:88)

انتهى شهر رمضان  فكم من صحائف بيضت ، وكم من رقاب عتقت ، وكم حسنات كتبت !!أيا عبد الله يا من عدت إلى ذنوبك و معاصيك و غفلتك : تمهل قليلا ، تفكر قليلا: كيف تعود إلى السيئات ، و ربما قد طهرك الله منها . كيف تعود إلى المعاصي؟ وربما محاها الله من صحيفتك, يا عبد الله أيعتقك الله من النار فتعود إليها ؟ أيبيض الله صحيفتك من الأوزار وأنت تسودها مرة أخرى ؟ يا عبد الله : آه لو تدري أي مصيبة وقعت فيها . آه لو تدري أي بلاء نزل بك ، لقد استبدلت بالقرب بعدًا، و بالحب بغضًا . يا عبد الله إياك أن تكون كالتي قضت غزالها من بعد قوة انكاثًا . فلا تهدم ما بنيت ، لا تسود ما بيضت ، لا ترجع إلى الغفلة و المعصية فو الله أنك لا تضر إلا نفسك .

أيها السادة : في يوم العيد  يصرخ إبليس صرخة, ويرن رنة تجتمع لها الأبالسة فيقولون يا سيدنا من أغضبك؟ فيقول لهم: إن الله قد غفر لأمة محمد في يوم العيد فعليكم أن تشغلهم بالشهوات واللذات والمعاصي والآثام .

في يوم العيد انطلق الشيطان من سجنه وبدأت المعركة من جديد, وبدأت الحرب من جديد حرب شعواء بكل قوة وسلاح لا يكل فيها الشيطان ولا يمل ولا يهدأ فيها الشيطان ولا ينام مصداقًا لقول الحق تبارك وتعالى: ( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَولادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا )(سورة الأسراء:64) فتصلح بطاعة الرحمن بالبعد عن المعاصي والآثام  حتى ينهزم الشيطان .

أيها السادة : انتهى رمضان وكنا بالأمس القريب نتلقى التهاني بقدومه ، ونسأل الله بلوغه، واليوم نتلقى التعازي برحيله، ونسأله الله قبوله ، فسبحان مُصرفِ الشهور والأعوام، سبحان مدبر الليالي والأيام، سبحان الذي كتب الفناء والموت على جميع خلقه وهو الحي الباقي الذي لا يموت﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ (الرحمن: 26،27 ).

فو الله إن قلوب الصالحين إلى هذا الشهر تحن، ومن ألم فراقه تئن،  فو الله إن في قلوب الصالحين لوعة، وفي نفوس الأبرار حرقة، وكيف لا يكون ذلك؟ وأبواب الجنان ستغلق، وأبواب النيران ستفتح، و مردة الجن ستطلق.. وداعًا يا شهر رمضان ..وداعًا يا شهر القرآن.. وداعًا يا شهر القيام.. وداعا يا شهر الإحسان  وداعا  يا شهر الجود و الإكرام .. وداعا يا شهر العتق من النيران

أيا رمضانُ: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا رمضان لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.فالله الله في رمضان ونفحاته ,الله الله في رمضان ورحماته ,الله الله في رمضان ومغفرة الذنوب, الله الله في العتق من النيران.

أيها السادة : انتهي شهر رمضان ربح فيه من ربح, و خسر فيه من خسر, و قبل فيه من قبل ,و طرد فيه من طرد فيا ليت شعري من المقبول منا فنهنئه ,وياليت شعري من المطرود منا فنعزيه  !!

فيا عيني جودي بالدمع من أسف ***على فراق ليال ذات أنوار                                                                 على ليال لشهر الصوم ما جُعلت*** إلا لتمحيص آثام وأوزار                                                                  ما كان أحسننا والشمل مجتمع*** منا المصلى ومنا القانت القارئ

 فهنيئًا لمن سابق فسبق !هنيئًا لمن تاب وأناب وقُبل ؟هنيئًا لمن أحب الله فأحبه الله ! هنيئًا لمن استغفر فغفر له ؟ أيها المقبول تهانينا تهانيا , أيها المطرود تعزينا تعزينا!!

أيها المقبول تهانينا .. تهانينا

أيها المقبول، تهانينا؛ ولكن لا تفرح بعملك؛ فالله يستحق منك أكثر من ذلك.أيها المقبول، تهانينا تهانينا؛ ولكن هل لو مت الآن ستجد الله راضيًا عنك.أيها المقبول، تهانينا؛ ولكن سل نفسك: هل عملي يبلغني أعلى الجنان أو يكفي لمجرد نجاتي من النار؟. أيها المقبول، تهانينا؛ ولكن هل أنت حزين بانتهاء الشهر أم فرحان؟.أيها المقبول، تهانينا؛ ولكن سل نفسك: هل أنا بعد رمضان مقبلٌ على الدنيا بقلبي وعقلي أو أن الآخرة مازالت أكبرَ همي؟ أيها المقبول، تهانينا؛ ولكن احذر أن ينتهي الصيام بانتهاء رمضان.أيها المقبول، تهانينا؛ ولكن السعيد من استعد ليوم الوعيد. أيها المقبول، تهانينا؛ ولكن احذر أن يقال لك: تعازينا

أيها المطرود تعازينا تعازينا

لكن لا تيأس فإن لك ربًا كريم يغفر الذنوب ويستر العيوب من تقرب إليه شبرًا تقرب  إليه ذراعا ,ومن تقرب إليه ذراعا تقرب إليه باعا, ومن آتاه يمشي آتاه مهرولاً
أيها المحروم، تعازينا؛ تعازينا ولكن إن كان قد ضاع منك رمضان؛ فإن الله الحيَّ باقٍ لا يموت أيها المحروم، تعازينا؛ ولكن قل: قَدَّرَ الله وما شاءَ فعل، وتعلَّم من أخطائك حتى تتقدم بعد ذلك. أيها المحروم، تعازينا؛ ولكن لا تيأس؛ فإنه (لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)(يوسف: 87) أيها المحروم، تعازينا؛ ولكن أبشر بجنةٍ عرضها السموات والأرض إن استقمت وعُدْتَ إلى الله. أيها المحروم، تعازينا؛ ولكن انتظر أن نقول لك: تهانينا. تهانينا

أيها السادة : إن كان رمضان قد انقضى فبين أيديكم مواسم تتكرر ,كالصلوات الخمس من أجل الأعمال ، وأعظم القربات وأول ما يحاسب عليها العبد يوم القيامة  إن صلحت صلح العمل كله وإن فسدت فسد العمل كله ,ولئن انتهى صيام رمضان فهناك صيام النوافل كالست من شوال فعنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ) رواه مسلم

ولئن انتهى قيام رمضان فقيام الليل مشروع في كل ليلة : ( كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ )

 وفي حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍوـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا كما قال النبي المختار إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا  فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فقَالَ لِمَنْ أَلَانَ الْكَلَامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَصلى بالليل  وَالنَّاسُ نِيَامٌ )رواه الترمذي

 ولئن انتهت زكاة الفطر فهناك الزكاة المفروضة ، والصدقة على  اليتامى والمساكين فابحث عن اليتامى واكفلهم في يوم العيد .

  فكافل اليتيم جار للنبي العدنان في الجنة فأي فضل بعد هذا الفضل ؟وأي شرف بعد هذا الشرف؟ وأي منزلة بعد هذه المنزلة  ؟أنها مجاورة النبي العدنان في الجنة فيا سعادة من كان رفيقًا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجنة ويا سعد من كان جارًا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجنة ويا تعاسة من أبعد عن مرافقة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجنة  ألم تقرأ قول الحق تبارك وتعالى( فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ } ال عمران (185) وعَنْ سَهْلٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا) رواه البخاري

  • فالعيد فرصة للطاعات ليس فرصة للمنكرات العيد فرصة لتحسين العلاقات وتسوية النزاعات وجمع الشمل وقطع العداوات بين الناس قال ربنا ( وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فليكن لسان حالنا مع من ظلمنا ، وأساء إلينا( لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } يوسف(92) نقولها للأصحاب …

نقولها للجيران ، نقولها للأرحام ، نقولها للأقارب … نقولها للأحباب

 (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }سورة يوسف (92)
فهنيئا ثم هنيئا ثم هنيئا لمن كظم غيظه وعفا عمن ظلمه ,فاكتم غيظك لله اعف عمن ظلمك لله من أجل جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين قال ربنا : { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) )
سورة أل عمران : آية (134)

اكتم غيظك لله من أجل أن ينادي عليك ملك الملوك وجبار السماوات والأرض على  رؤوس الخلائق من الحور العين تخير أن شئت لحديث ( مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ دَعَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ مَا شَاءَ)رواه أبو داود

وأبدأ أنت بالصلح والسلام يا من تخاصم الناس تنازل عن كبريائك وغرورك ولو مرة واحدة من أجل الله ودعك من هذه النعرات التي ضيعتنا وضيعت الأمة ولا حول ولا قوة إلا بالله فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ) رواه مسلم فالموقف يحتاج إلى وقفة مع النفس لماذا الخصام ؟لماذا أكره فلان ؟ لماذا أبغض فلان؟ لماذا أتشاجر مع فلان ؟

 يا من تخاصم الناس يا من تكره الناس يا من تحمل في قلبك حقدًا وغلاً للناس  ؟

أسألك بربك  هل يسعدك الآن أن تلقي الله عز وجل وأنت مخاصم لأخيك المسلم ؟

هل يسعدك الآن أن تلقي الله عز وجل وأنت مقصر في جنب الله ؟

هل يسعدك الآن أن تلقي الله عز وجل وأنت مفرط في حق أخيك المسلم ؟

هل يسعدك الآن أن تلقي الله عز وجل على  ما أنت عليه من تفريط وتقصير وتضيع لحقوق الله وحقوق العباد ؟

هل فكرت في عرضك على  الكبير المتعال ؟

يا من غرتك الذنوب والمعاصي وشغلك الشيطان عن طاعة الله

أعلم أن كل بكي فسيبكى وكل نعي فسينعى  وكل مدخور سيفنى وكل مذكور سينسى ليس غير الله يبقى من علا فالله أعلى. 

يامن تقطعون الأرحام اعلموا يقينًا أن قاطع الرحم ملعون مطرود من رحمة الرحمن كما قال الله { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) }(سورة محمد)

اعلم يا من تقطع الرحم أنك لن  تدخل الجنة لحديث سيد الأنام قَالَ( لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ )صلة الأرحام يا مسلمون التي قطعت بسبب المواريث بسبب المواسم بسبب الزواج بسبب الطلاق بسبب الخلافات ؟

صلة الأرحام يا مسلمون تشتكي حالها إلى الكبير المتعال ؟

صلة الأرحام يا مسلمون التي قال الله لها (أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ)  فاليوم يوم صلة الأرحام ، يوم العفو يوم المغفرة يوم التصالح يوم الرحمة اليوم عيد في الأرض يوم الجائزة الكبرى في السماء 

  • معاشر النساء أجبن نداء الله (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) (الأحزاب : 33 )
  • معاشر النساء عليكن بطاعة الأزواج ورعاية أولادهم وحفظ الأموال والمتاع فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَنْهَا رَاضٍ دَخَلَتْ الْجَنة) رواه الترمذي.و عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا :ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ) (رواه ابن حبان في الصحيح)
  • حافظي على عفافك وحجابك وحيائك (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً) (الأحزاب59)
  • وأنتم أيها الأزواج اتقوا الله في أزواجكم وفي أولادكم فأنتم مسؤولون عنهم يوم القيامة ففي مسلم من حديث مَعقل بن يَسار قال: سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)

واحذر أيها المسلم  من إفساد أحد الزوجين على الآخر والمشي بينهما بالنميمة فإن ذلك من كيد الشيطان فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا أَوْ عَبْدًا عَلَى سَيِّدِهِ) و( لا يدخل الجنة نمام )

فاليوم يوم الرحمة يوم المغفرة يوم التسامح اليوم يوم التراحم  اليوم يوم التصالح اليوم يوم العفو اليوم يوم عيد في الأرض يوم الجائزة الكبرى في السماء .

أيها السادة: العيد أن تعود إلى أهلك بالبسمة والصفاء ,العيد أن لا يخافك مسلم ,العيد أن تصلح ما بينك وبين الله ,العيد أن تصلح ما بينك وبين الناس ,العيد أن تعفو عمن ظلمك العيد أن تصل من قطعك ,العيد أن تعطي من حرمك ,فليس العيد لمن لبس الجديد إنما العيد لمن طاعته تزيد ,ليس العيد لمن تجمل باللباس إنما العيد من عمل ليوم الوعيد .

قف مع نفسك ولو لحظة في العيد الماضي  كان يعيش معنا فلان وفلان فيا من اغتسلتم بالماء البارد يا من أتيتم إلى هذا المصلى  هل تذكرتم من صلى  معكم في العيد الماضي  من الآباء والأجداد من الأحباب والأولاد والإخوان  أين ذهبوا كيف اختطفهم هاذم اللذات ومفارق الجماعات آخذ البنين والبنات أسكتهم فما نطقوا أرداهم فما تكلموا والله لقد وسدوا التراب وفارقوا الأحباب , وابتعدوا عن الأصحاب كأنهم ما ضحكوا مع من ضحك , وما أكلوا مع من أكل, ولا شربوا مع من شرب اختلفت على  وجوهم الدود, وضاقت عليهم ظلمت اللحود ,وفارقوا كل مرغوب ومطلوب ,وما بقيت معهم إلا الأعمال فهل تذكر أحد منكم ذلكم القدوم , وهل أعد أحد منكم لذلك المصير

آه فرب شروق بلا غروب , ورب ليل بلا نهار ,وكم من رجل كان من أهل الدنيا وأصبح من أهل الآخرة ,وكم من مزمار في بيت أصبح فيه الصراخ وكم من رجل كان يقسم ميراثًا لأبيه وفي الصباح لحق به وراح 

ما في الحياة بقاء        ما في الحياة ثبوتُ

نبني البيوتَ وحتما       تنهار تلك البيوتُ

تموت كل البرايا        سبحان من لا يموتُ

اللهم احفظ مصر قيادة وشعبًا من كل سوء وشر وجميع بلاد المسلمين وتقبل صيامنا وقيامنا

                                                                                      تقبل الله منا ومنكم

كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه

                                                                           د/ محمد حرز                                                                                                                                                                                                   إمام بوزارة الأوقاف

 

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »