خطبة الجمعة القادمة : على عتبات الشهر الكريم بين الأمل والرجاء وحسن الاستعداد ، للدكتور محمد حرز
خطبة الجمعة القادمة بعنوان : على عتبات الشهر الكريم بين الأمل والرجاء وحسن الاستعداد ، للدكتور محمد حرز، بتاريخ 27 شعبان 1442هـ ، الموافق 9 أبريل 2021م.
عناصر خطبة الجمعة القادمة 9 ابريل 2021م بعنوان : على عتبات الشهر الكريم بين الأمل والرجاء وحسن الاستعداد ، للدكتور محمد حرز:
أولاً : رمضان أقبل، وفُرَصٌ لا تعوض.
ثانيــــًا : ضيف عزيز أقبل فبأي شيء استقبلناه ؟
ثالثًا وأخيرًا :انتبه لعله آخر رمضان.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 9 ابريل 2021م كما يلي:
الحمد لله القائل في محكم التنزيل ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ (البقرة:183).وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّه, وَأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ القائلُ كما في حديث (أبي سعيد – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ بَاعَدَ اللهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا” (متفق عليه) فاللهم صل وسلم وزد وبارك على النبي المجتبى وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلي يوم الدين .
أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، قال تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } (سورة أل عمران :102) ثم أما بعد: ( على عتبات الشهر الكريم بين الأمل والرجاء وحسن الاستعداد ) عنوان وزارتنا وعنوان خطبتنا .
عناصر اللقاء
أولاً : رمضان أقبل، وفُرَصٌ لا تعوض.
ثانيــــًا : ضيف عزيز أقبل فبأي شيء استقبلناه ؟
ثالثًا وأخيرًا :انتبه لعله آخر رمضان.
أيها السادة: بداية ما أحوجنا إلى أن يكون حديثنا عن رمضان! وبخاصة، ونحن علي أعتاب شهر رمضان، شهر الأمل والرجاء, ومن الواجب علي الدعاة أن يهيئوا النفوس الشاردة, وأن يقظوا القلوب الغافلة لاستقبال هذا الشهر الكريم، وهذا الموسم العظيم. إنه ربيع أمة سيد النبيين صلي الله عليه وسلم , جاء رمضان بما فيه من خير وبركة ,جاء رمضان يحمل البشريات للعاملين , جاء رمضان فرصة للعابدين جاء رمضان؛ ليرفع في الجنة درجات المحبين, جاء رمضان ليغسل ذنوب التائبين النادمين , جاء رمضان فهل من مشمر إلي الجنة ؟ جاء رمضان فهل من تائب ؟فهل من نادم ؟فهل من مستغفر ؟فهل من عائد إلي علام الغيوب وستير العيوب؟ فهكذا الأيام تدور وتمضي و تجرى خلفها الأعمار والسنين وتطوى حياة جيل بعد جيل، وكأنه لم يكن بين الرمضانين إلا عيشة أو ضحاها ,ثم بعدها يقف الجميع بين يدي الكبير المتعال، و سيعلم الخاسرون الذين خسروا أنفسهم وضيعوا أوقاتهم وأعمارهم، وكأنهم ما لبثوا في هذه الدنيا إلا ساعة : قال ربنا (قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) (سورة المؤمنون:114) فالبِدار البِدار قبل فوات الأوان.
أولاً : أقبل رمضان وفرص لا تعوض .
أيها السادة : أقبل رمضان بفضائله ، و فوائده ، و نفحاته …
أقبل رمضان بأنفاسه العطرة، ووجهه المشرق …
أقبل رمضان ، وهو ينادي : يا باغي الخير أقبل .. و يا باغي الشر أقصر
أقبل رمضان وهو يصرخ محذرًا: خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له
أقبل رمضان فتفتحت أبواب الجنان … وغلقت أبواب النيران، و سلسلت الشياطين ..
أقبل رمضان و المسلمون يتشوقون إلى صيام نهاره و قيام ليله ..
فيا له من شهر عظيم .. وموسم كريم .. و تجارة رابحة لن تبور ….الله أكبر
أقبل رمضان فماذا أنتم فاعلون ؟
يا ذا الذي ما كفاه الذنبُ في رجبٍ … حتى عصى ربه في شهر شعبانِ لقد أظلَّك شهر الصوم بعدهما … فلا تُصَيِّرْهُ أيضًا شهرَ عصيانِ
واتل القُرَان وسبح فيه مجتهدًا … فإنه شهر تسبيح وقرآنِ كم كنت تعرف ممن صام في سَلَفٍ … من بين أهل وجيران وإخوانِ أفناهمُ الموت واستبقاك بعدهمو … حَيًّا فما أقرب القاصي من الداني أيها السادة : المؤمن الحقيقي يفرح بقدوم شهر رمضان , والمنافق يتأذى كل الأذى بقدوم شهر رمضان ,لماذا؟ لأن المؤمن الحقيقي يفرح بمواسم الخيرات؛ لأن المؤمن الصادق لا يفرح بالمال ولا بالجاه ولا بالمنصب فحسب، وإنما يفرح بفضل الله وبتوفيق الله قال جل وعلا ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (يونس:58)
قال ابن رجب – رحمه الله-: “وكيف لا يُبشّر المؤمن بفتح أبواب الجنان؟ وكيف لا يُبشّر المذنب بغلق أبواب النيران؟ وكيف لا يُبشّر العاقل، بوقت يُغلّ فيه الشيطان، ومن أين يشبه هذا الزمان زمان؟
فرمضان شهر عظيم مبارك ,فهو شهر الطاعات ,شهر الرحمات , شهر المغفرة , شهر العتق من النار شهر الأمل والرجاء ,شهر الطمع في رحمة الرحمن ,شهر له طابع خاص في قلوب المؤمنين الموحدين بالله جل وعلا لذا نادي الله علي أهل الإيمان بنداء الكرامة في القرآن { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }(البقرة :183) فرمضان شهر عظيم, شهر جعل الله صيام نهاره فريضة ,وقيام ليله تطوعا رمضان شهر اختاره الله واصطفاه ليكون ميقاتا لنزول كتبه ورسالاته فعن وَاثِلَةَ ـرضي الله عنه ـ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: “أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ وَأُنْزِلَ الإِنْجِيلُ لِثَلاثَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الزَّبُورُ لِثَمَانَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ لأَرْبَعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ “ (رواه أحمد) فرمضان شهر القرآن وهو سيِّدُ الشهورِ وخَيْرُهَا قال تعالى: ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)) البقرة: 185)
بل رمضان يا سادة فرصة أمل ورجاء لتدخل في زمرة الأكابر مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقا فعن عمرو بن مُرة الجهني ـ رضي الله عنه ـ جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ ، فقال : يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن شهدتُ أن لا إله إلا اللهُ ، و أنك رسولُ اللهِ ، و صلَّيتُ الصلواتِ الخمسِ ، و أدَّيتُ الزكاةَ ، و صمتُ رمضانَ ، وقُمتُه ، فممَّن أنا ؟ قال : من الصِّدِّيقين و الشُّهداءِ) (رواه أحمد بسند صحيح)
سبحان الملك فرصة ذهبية لتكون ممن قال الله في حقهم (وحسن أولئك رفيقا)
بل رمضان فرصة أمل ورجاء لتكفير الذنوب والمعاصي والآثام فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ“(متفق عليه) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: “ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ“ (صحيح مسلم) فرص لا تعوض؛ لتتطهر من ماضيك ،ولتبدأ صفحة جديدة مع الله
بل كفي برمضان شرفًا وفضلاً أنه يشفع للعبد يوم القيامة يوم الحسرة والندامة
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:“ الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ فَيُشَفَّعَانِ“ (رواه أحمد والحاكم بسند صحيح)
بل كفي برمضان شرفًا وفضلا أنه سبب من أسباب دخول جنة النعيم أسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهل النعيم روى الإمام أحمد في مسنده عن أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ : مُرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ قَالَ🙁 عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ) ثُمَّ أَتَيْتُهُ الثَّانِيَةَ فَقَالَ:( عَلَيْكَ بِالصِّيَامِ)
بل عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ“ (متفق عليه)
بل عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَسْنَدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صَدْرِي فَقَالَ:“ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ“ (رواه أحمد في مسنده)
لذا قال سفيان بن عيينة شيخ الحرم المكي: إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده، ويؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله حتي لا يبقي إلا الصوم، فيتحمل الله ما بقي عنه من المظالم ويدخله بالصوم الجنة.
بل كفي برمضان شرفًا وفضلا أنه فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ🙁 إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ) (متفق عليه)
بل كفي برمضان شرفًا وفضلا أنه لا يعلم ثوابه إلا الملك فعن أَبَى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “ قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ“ (متفق عليه)
بل كفي برمضان شرفًا وفضلاً أنه شهرُ الأمل والرجاء في العتق من النيران؛ لقول النبي اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ لِلَّهِ عُتَقَاءَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ عَبْدٍ مِنْهُمْ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ” ( أحمد بإسناد صحيح ) وعَنْ جَابِرٍ t قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ r:” إِنَّ ِللهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ“(ابن ماجه بإسناد صحيح)
بل كفي برمضان شرفًا وفضلا أنه قهر للعدو الله إبليس؛ لأن الشيطان يقوي بالشهوات والشهوات أنما تقوي بالطعام لذا قال المصطفي صلي الله عليه وسلم: ( إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ) (متفق عليه) فضيقوا أيها الأخيار مجاريه بالجوع أي بالصيام
فانتبه قبل فوات الأوان ، واغتنم هذه الفرص التي لا تعوض؛ لأنك لا تدري يا مسكين هل ستعيش إلي رمضان المقبل أو لا ؟ لأنك لا تدري يا مسكين إذا جن ليل هل تعيش إلي الفجر ؟ فرمضان شهر الأمل والرجاء والطمع في رحمة الرحمن , شهر الأمل في مغفرة الذنوب شهر الرجاء في العتق من النيران ,شهر الأمل في دخول الجنان بغير حساب ولا سابقة عذاب , شهر الرجاء في صحبة النبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
ثانيـــًـا : ضيف عزيز أقبل فبأي شيء استقبلناه؟
أيها السادة : لو نظرتم إلي حال السلف الصالح وحالنا، وإلي صيامهم وصيامنا ،وقيامهم وقيامنا لبكيتم بدل الدموع دمًا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ فالسلف رحمهم الله كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر حتى يبلغهم رمضان، فإذا بلغوه اجتهدوا في العبادة فيه، ودعوا الله سبحانه ستة أشهر أخرى أن يتقبله منهم , أما أصحاب الفضائيات والإذاعات في زماننا؛ فإن معظمهم يستعدون لرمضان قبل مجيئه بستة أشهر بالأفلام والمسلسلات الهابطة والفوازير الساخطة والمسابقات والمقالب التافهة ! ولسان حالهم يقول: شهر رمضان شهر الفوازير والمسلسلات!! ولا حول ولا قوة إلا بالله، كان السلف إذا انقضى رمضان يقولون: رمضان سوق قام ثم انفض ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر , وكان بعض السلف يختم القرآن في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع، و بعضهم في كل عشر. وكانوا يقومون الليل تهجدًا لله رب الأرض والسماء.
أيها السادة: ضيف عزيز أقبل فبأي شيء استقبلناه ؟ إننا لو زارنا أحد رؤساء الدول لفرشنا له الأرض بالورد والريحان ولو زارنا لاعب من اللاعبين لقامت الدنيا وما قعدت، وهذا ضيف كريم من عند الله الواحد الديان أقبل فبأي شيء استقبلناه هل احتشمت النساء ؟ هل تركن وضع الرائحة عليهن عند الخروج من البيت ؟ هل أطاعت المرأة كلام ربها ونبيها، وأطاعت زوجها ؟ هل حفظن علي الصلاة؟ هل أخرجنا زكاة أموالنا ؟ هل أمرنا بالمعروف ؟ هل نهينا عن المنكر ؟ هل أعلنا كلمة القرآن ؟ هل تصلحنا مع الجيران ؟ هل وصلنا الأرحام ؟هل تعاونا علي البر والتقوي ؟ ………هل سنترك رمضان يأتي غريبًا ويعود غريبًا كما جاء ولا نصحح من أحوالنا، ولا نغير من أفعالنا؟ وهل سيشهد رمضان لنا أم سيشهد علينا؟ فرمضان ليس شهر نوم و كسل وخمول، إنما شهر طاعة وعبادة لله رب الأرض والسماء لذا يجب أن نستعد لرمضان بعمل صلح مع من ؟ صلح مع الله , صلح مع الناس، صلح مع النفس ؟
صلح مع الله: وهي أن تأتي ما أمرك به الله, وتجتنب ما نهاك عنه.
فلا صلاح للأمة إلا إذا اصطلحت مع الله, ولا صلاح للأمة إلا إذا اصطلحت الأمة مع رسول الله, والصلح مع الله يكون بالتوبة النصوح {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31] تب إلي الله من الذنوب والمعاصي تب إلي الله من تضييع الأوقات؟ تب إلي الله من آفات اللسان حتى قلبك يحتاج إلى توبة ؟ فتب إلى ربك .و اندم على ما فعلتِ فالله كريم يقبل توبةَ التائبين ، ويغفر ذنوب المستغفرين .. ويمحو سيئات النادمين ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) [التحريم:8]
تب إلي الله من التدخين، فرصة ذهبية أيها المدخن قد لا تتكرر واندم علي ما فرطت في جنب الله قبل فوات الأوان لتتخلص من هذا الداء الخطير الذي يسلب الدين قبل أن يسلب الدنيا، ويفتك بالعقل قبل أن يفتك بالجسد ويقتل الروح قبل أن يقتل البدن ,تب إلي الله يا من غفلت عن الصلاة؛ لتحافظ عليها في جماعة حتي يكتب الله لك براءتين من النار ومن النفاق لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ مِنْ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنْ النِّفَاقِ) (رواه الترمذي بسند حسن)
تب إلي الله يا من أكلت الحقوق ؛لتعقد صلحًا مع الله, لترد الحقوق إلي أصحابها قبل فوات الأوان قبل أن يأتي يوم وتقول: ” رَبِّ ارْجِعُونِ “ , تب إلي الله يا من ضعيت القرآن لتداوم علي قراءته في رمضان وبعد رمضان .
وصلح مع الناس : وهو الاعتراف لأصحاب الحقوق بحقوقهن.
صلة الأرحام التي قطعناها هل وصلناها قبل رمضان ؟ صلة الأرحام تشتكي حالها إلي الكبير المتعال صلة الأرحام التي قال الله لها : “أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَذَاكِ لَكِ ” ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ r: “اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ، أَفَلَا
يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)” [محمد: 22] } (متفق عليه)
هل تصالحنا قبل رمضان مع الإخوة و الأخوات، مع الأحباب ،مع الأهل والجيران؟
هل عقدت صلحًا مع الزوجة والأولاد في المنزل؛ لتصفية الخلافات بينك وبين زوجتك وبينك وبين أولادك من أجل تهيئة بيوت رمضانية إيمانية؟ { وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا ) فاعقد اجتماعًا طارئًا؛ لحل النزاع وللاتفاق علي المبادئ التي تسير عليها في رمضان من غلق للتلفاز فيما يغضب الله , ومن قراءة للقرآن , ومن محافظة علي الصلاة في جماعة
هل ابتعدنا عن الحقد ولبغضاء هل ابتعدنا عن الغِيبة والنميمة ؟ قال البخاري : ما اغتبت مسلمًا منذ احتلمت .
صلح مع النفس :قل لها: يا نفس انتهي عام من عمرك قربك إلي القبر عامًا، وباعدك عن الدنيا عامًا، فهل فكرت في هذا ؟ يا نفس إن العمر بضاعتي، إذا ضاع عمري ضاع رأس مالي ولا أربح أبدًا ..يا نفس اعملي قبل أن لا تعملي وحاسبي قبل أن تحاسبي
صلح مع النفس: فالعين لا تنظر بها إلي الحرام ,الرجل لا تمشي بها إلي الحرام, اللسان لا تتكلم به إلا خيرًا؛ لأن الجوارح ستشهد عليك يوم القيامة (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) }(سورة النور) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن لم يَدَعْ قولَ الزُّور والعملَ به والجهلَ، فليس للهِ حاجةٌ أن يَدَعَ طعامه وشرابه))( رواه البخاري)
أَبَتْ نَفْسِي تَتُوبُ فَمَا احْتِيَالِي إِذَا بَرَزَ الْعِبَادُ لِذِي الْجَلَالِ
وَقَامُوا مِنْ قُبُورِهِمُ سُكَارَى بِأَوْزَارٍ كَأَمْثَالِ الْجِبَالِ
وَقَدْ نُصِبَ الصِّرَاطُ لِكَيْ يَجُوزُوا فَمِنْهُمْ مَنْ يُكَبُّ عَلَى الشِّمَالِ
ومنهم من يسيرُ لدارِ عَدْنٍ تلقَّاهُ العرائسُ بالغوالي
يقول له الْمُهَيْمِنُ: يا وَلِيِّي غَفَرْتُ لك الذنوب فلا تبالي
ولكن انتبه لعله آخر رمضان في عمرك .هذا ما أتحدث عنه بعد جِلْسة الاستراحة أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم
الخطبة الثانية
الحمد لله ولا حمد إلا له، وبسم الله ولا يستعان إلا به ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ …………………… وبعد
ثالثًا وأخيرًا: انتبه لعله آخر رمضان!
أيها السادة :قال ابن كثير رحمه الله : تمر بنا الأيام تترى ، وإنما نساق إلى الآجال والعين تنظر ,إنَّ الدقائق والثواني التي ذهبت من أعمارنا لن تعود ، ولو أنفقنا جبال الأرض ذهبًا وفضة.. واعلم.. أنَّ الأنفاس معدودة والآجال محدودة ..واعلم ..أنّّ من أعظم نعم الله علينا أن مدّ في أعمارنا، وجعلنا ندرك هذا الشهر العظيم إن أدركناه ..فقف مع نفسك ولو لحظة في رمضان الماضي كم غيب الموت من صاحب ، ووارى التراب من حبيب ..
كان يعيش معنا فلان وفلان أين هم الآن؟ هل تذكرتم من كان معكم من الآباء والأجداد من الأحباب والأولاد أين ذهبوا كيف اختطفهم هاذم اللذات ,ومفارق الجماعات ,آخذ البنين والبنات, اسكتهم فما نطقوا, أرداهم فما تكلموا, والله لقد وسدوا التراب وفارقوا الأحباب , وابتعدوا عن الأصحاب كأنهم ما ضحكوا مع من ضحك , وما أكلوا مع من أكل, ولا شربوا مع من شرب اختلفت علي وجوهم الدود, وضاقت عليهم ظلمت اللحود ,وفارقوا كل مرغوب ومطلوب ,وما بقيت معهم إلا الأعمال فهل تذكر أحد منكم ذلكم القدوم؟ , وهل أعد أحد منكم لذلك المصير؟, فيا عباد الشهوات والشبهات يا عباد الشاشات والفضائيات ، يا من غفلت عن ذكر الله وانشغلت بالذنوب ، احذر الذنوب والمعاصي .. فكم سلبت من نعم ..وكم جلبت من نقم ..وكم خربت من ديار . وكم جلبت من سخط رب العالمين
ولكن انتبه يامن تفطر في رمضان عمدًا بغير عذر أنت علي خطر عظيم أنت علي طريق الهلاك في الدينا والآخرة قال ابن عباس ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ : ( عُرَى الْإِسْلَامِ وَقَوَاعِدُ الدِّينِ ثَلَاثَةٌ عَلَيْهِنَّ اُبْتُنِيَ الْإِسْلَامُ مَنْ تَرَكَ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ فَهُوَ بِهَا كَافِرٌ حَلَالُ الدَّمِ : شَهَادَةُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَالصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ وَصَوْمُ رَمَضَانَ } . فانتبهوا يا شباب يا من تأكلون وتدخنون علي مَرْأىً من الناس ولا تخاف من ملك الملوك وجبار السماوات والأرض….. يا شباب أن الزرع قد تبلغه آفة قبل أن يبلغ فيهلك ………يا شباب الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل
يا شباب كم من صحيح مات لا من علة وكم من سقيم عاش حان من الدهر
وكم من صغار كان يرتجي طول عمرهم وقد دخلت أجسادهم ظلمة القبر
فتب إلي ربك واندم علي ما فرطت في جنب الله و نادي ربك أيها المسكين وقل ..
قصدت باب الرجاء والناس قد رقدوا *** وقمت أشكو إلى مولاي مـا أجـد
وقلت يـا أملـى في كـل نائبـة يا *** من عليه لكشـف الضـر أعتمـد
أشكو إليـك أمـور أنـت تعلمهـا *** ما لي على حملها صبـر ولا جلـد
مــددت يدي بـالـذل مفـتـقـرا *** يـا خير مـن مـددت إليـه يــد
فـلا تردنـهـا يـا ربـى خائـبـة *** فبحر جودك يروى كل مـن يـرد
فيا أسيرَ المعاصي والشهوات، ، هذا شهرُ الأمل والرجاء, شهر يعتَق فيه الجاني، ويتجَاوَز عن العاصي، فبادِر قبل أن تبادر, ولا تكن ممّن أبى، وخرج رمضان ولم ينَل فيه الغفرانَ والمُنى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَة tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: «احْضَرُوا الْمِنْبَرَ» فَحَضَرْنَا فَلَمَّا ارْتَقَى دَرَجَةً قَالَ: «آمِينَ» ، فَلَمَّا ارْتَقَى الدَّرَجَةَ الثَّانِيَةَ قَالَ: «آمِينَ» فَلَمَّا ارْتَقَى الدَّرَجَةَ الثَّالِثَةَ قَالَ: «آمِينَ» ، فَلَمَّا نَزَلَ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْنَا مِنْكَ الْيَوْمَ شَيْئًا مَا كُنَّا نَسْمَعُهُ قَالَ: ” إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَرَضَ لِي فَقَالَ: بُعْدًا لِمَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يَغْفَرْ لَهُ قُلْتُ: آمِينَ، فَلَمَّا رَقِيتُ الثَّانِيَةَ قَالَ: بُعْدًا لِمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ قُلْتُ: آمِينَ، فَلَمَّا رَقِيتُ الثَّالِثَةَ قَالَ: بُعْدًا لِمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ عِنْدَهُ أَوْ أَحَدُهُمَا فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ“(المستدرك للحاكم )
فرمضان نفحة من نفحات ربكم ألا فتعرضوا لها , وكونوا على أهُبة الاستعداد لمواسم الخيرات والطاعات لأيام الرحمات والمغفرة والعتق من النيران ….
فاللهم بلغنا رمضان , اللهمَّ أعِنَّا على صِيَامِهِ وقيامِهِ..اللهمَّ اجْعَلْنا من عُتَقَائِكَ مِنَ النَّارِ.. اللهمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنَ يصُومُ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا.. اللهمَّ أَهِلَّ عليْنَا شهرَ رمضانَ بالأَمْنِ والإيمانِ، والسَّلامَةِ والإِسْلامِ، وأكثروا أيها الأخيار من الصلاة والسلام على نبي الإسلام تسعدوا في الدنيا والآخرة وقوموا إلى صلاتكم يرحمنا ويرحمكم الرحمن .
كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه
د/ محمد حرز
إمام بوزارة الأوقاف
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف