أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة 23 أكتوبر 2020م : سيدنا محمد نبي الرحمة ، للشيخ عبد الناصر بليح

خطبة الجمعة

خطبة الجمعة القادمة 23 أكتوبر 2020م : سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم نبي الرحمة ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ: 6 من ربيع الأول 1442هـ – 23 أكتوبر 2020م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 23 أكتوبر ، للشيخ عبد الناصر بليح : سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم نبي الرحمة :

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 23 أكتوبر ، للشيخ عبد الناصر بليح : سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم نبي الرحمة ، بصيغة word  أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 23 أكتوبر ، للشيخ عبد الناصر بليح : سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم نبي الرحمة ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 23 أكتوبر ، للشيخ عبد الناصر بليح : سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم نبي الرحمة : كما يلي:

 

#سيدنا مُحَمَّدٌ نَبِيُّ الرَّحْمَةِ”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اللهم صلاة وسلاماً عليك ياسيدي يارسول الله اما بعد فياجماعة الإسلام أَعْظَمُ نِعْمَةٍ أَنْعَمَ اللهُ بِهَا عَلَى الثَّقَليْنِ نِعْمَةُ الرَسُولِ صلي الله عليه وسلم.. و أَنْ بَعَثَ فِيهِمْ عَبْدَهُ وَرَسُولَهُ وَخَلِيلَهُ وَحَبِيبَهُ وَخِيرَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ ؛ لِيُخْرِجَهُمْ بِهِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ. فَإِنَّ اللهَ أَرْسَلَهُ لِذَلِكَ، كَمَا قَالَ تعالي:”وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ”(الأنبياء/107).
#رسالته رحمة “
عباد الله:” ومن أشرف مظاهرتكريم الله عزوجل لخاتم أنبياءه صلي الله عليه وسلم أن جعل رسالته رحمة للعالمين ,كل العالمين عالم الإنس وعالم الجن وعالم الملائكة وعالم الحيوان وعالم النبات وعالم الجماد..وأن منحه الأجر الدائم والخلق العظيم ,وأن أرسله شاهداً ومبشراً ونذيراً.وداعياً إلي الله بإذنه وسراجاً منيراً.قال تعالي:”وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ”(الأنبياء/107).
وقيل يا رسول الله ادع على المشركين قال:”إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة “(مسلم). وفي الحديث الآخر:”إنما أنا رحمة مهداة”وفي رواية:”إني رحمة بعثني الله ولا يتوفاني حتى يظهر الله دينه لي خمسة أسماء:”أنا محمد وأحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشرالناس على قدمي وأنا العاقب “(الطبراني).
وقد تجلت رحمته “صلى الله عليه وسلم” في العديد من المواقف.. ومن مظاهر رحمة النبي أنه كان رحيمًا بالمسلمين وغير المسلمين، فكان “صلى الله عليه وسلم” رحيمًا بقومه ولم يدع عليهم؛ مثلما دعا نوح عليه السلام على قومه عندما دعاهم لعبادة الله فكذبوه وسخروا منه.
إنما يرحم الله من عباده الرحماء..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَلَقَدْ تَوَاتَرَتِ النُّصُوصُ مِنْ سِيرَتِهِ وَسُنَّتِهِ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الرَّحْمَةِ وَالشَّفَقَةِ، وَمَا جَاءَ عَنْهُ مِنَ الْأَمْرِ بِهَا، وَالْحَثِّ عَلَى امْتِثَالِهَا شَيْءٌ كَثِيرٌ يَعْسُرُ حَصْرُهُ وَاسْتِقْصَاؤُهُ؛ لِذَلِكَ اجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْدَانُ، قَالَ رَبُّنَا-جَلَّ وَعَلَا:”فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ”(آل عمران/ 159).
وَقَدْ شَهِدَ له عُلَمَاءُ أَهْلِ الْكِتَابِ؛ شَهِدَوا لَهُ بِأَنَّهُ رَحْمَةٌ لِلْعَالَمِينَ.
فعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،قَالَ:”خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ إِلَى الشَّامِ وَخَرَجَ مَعَهُ النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم يَعْنِي:”فِي صِبَاهُ- فِي أَشْيَاخٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَلَمَّا أَشْرَفُوا عَلَى الرَّاهِبِ هَبَطُوا فَحَلُّوا رِحَالَهُمْ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ الرَّاهِبُ وَكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يَمُرُّونَ بِهِ فَلَا يَخْرُجُ إِلَيْهِمْ وَلَا يَلْتَفِتُ.
قَالَ: فَهُمْ يَحُلُّونَ رِحَالَهُمْ،فَجَعَلَ يَتَخَلَّلُهُمُ الرَّاهِبُ حَتَّى جَاءَ فَأَخَذَ بِيَدِ رَسُولِ اللَّه صلي عليه وسلم .
فَقَالَ:هَذَا سَيِّدُ العَالَمِينَ، هَذَا رَسُولُ رَبِّ العَالَمِينَ، يَبْعَثُهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ.
فَقَالَ لَهُ أَشْيَاخٌ مِنْ قُرَيْشٍ: مَا عِلْمُكَ؟
قَالَ:”إِنَّكُمْ حِينَ أَشْرَفْتُمْ مِنَ العَقَبَةِ لَمْ يَبْقَ حَجَرٌ وَلَا شَجَرٌ إِلَّا خَرَّ سَاجِدًا وَلَا يَسْجُدَانِ إِلَّا لِنَبِيٍّ، وَإِنِّي أَعْرِفُهُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ أَسْفَلَ مِنْ غُضْرُوفِ كَتِفِهِ مِثْلَ التُّفَّاحَةِ”. الْحَدِيثَ”(التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ).
فَهُوَ نَبِيُّ الرَّحْمَةِ صلي الله عليه وسلم،وَدِينُهُ دِينُ الرَّحْمَةِ، وَهُوَ دَاعٍ إِلَى الرَّحْمَةِ،وَقَدْ أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ.
لَا شَكَّ أَنَّ الرَّبْطَ بَيْنَ الدِّينِ وَالْإِرْهَابِ سَبَبُهُ الْجَهْلُ بِالدِّينِ، كَيْفَ لِدِينٍ يَجْعَلُ فِي كِتَابِهِ الْخَالِدِ عُقُوبَةً وَحَدًّا لِلْإِفْسَادِ فِي الْأَرْضِ أَنْ يَأْمُرَ بِالْإرْهَابِ؟!!
كَيْفَ لِدِينٍ جَاءَ رَحْمَةً لِلنَّاسِ أَجْمَعِينَ كَمَا قَالَ تعالي:”وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ”أَنَّ يُقِرَّ تَرْوِيعَ الْآمِنِينَ أَوْ الِاعْتِدَاءَ عَلَى الْمَدَنِيِّينَ؟!!
كيف بمن قال”| إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ”(مُسْلِمٌ).ودينه دِينُ الرَّحْمَةِ، الرَّحْمَةِ الشَّامِلَةِ التي تَشْمَلُ كُلَّ الْأَحْيَاءِوالجمادات .
نَبِيُّنَا صلي الله عليه وسلم عَلَّمَ الدُّنْيَا الرَّحْمَةَ
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: أَبْصَرَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ النَّبِيَّ صلي الله عليه وسلم وَهُوَ يُقَبِّلُ الْحَسَنَ.فَقَالَ: إِنَّ لِي مِنَ الْوَلَدِ عَشَرَةً مَا قَبَّلْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صلي الله عليه وسلم:”إنه مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ”(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).
ويقول:”مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللهُ”.(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).
ويقول:”الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ”(أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ)..
فقد حَثَّ النَّبِي صلي الله عليه وسلم الْكَبِيرَ أَنْ يَرْحَمَ الصَّغِيرَ:فقَالَ:”مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا،وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا،فَلَيْسَ مِنَّا”(الْبَيْهَقِيُّ،وَالْحَاكِمُ).وقَوْلُهُ:”فَلَيْسَ مِنَّا”:أَيْ:لَيْسَ عَلَى سُنَّتِنَا، أَوْ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الْكَمَالِ مِنَّا.لما مات حفيده فاضت عيناه.. فقال سعد بن عبادة رضي الله عنه:”يا رسول الله ما هذا؟ فقال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء”.
كان يحمل الأطفال ويصبر على أذاهم فعن عائشة أم المؤمنين أنها قالت:”أتى رسول الله “صلى الله عليه وسلم” بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فاتبعه إياه”(البخاري).
وكان يحزن لفقد الأطفال، ويُصيبه ما يُصيب البشر مع الرضا والتسليم والصبر والاحتساب.وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صلي الله عليه وسلم يَقُولُ:”لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شَقِيٍّ”( أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ).
وَلِكَمَالِ رَحْمَتِهِ وَلِينِهِ وَرِفْقِهِ؛ اجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُ الْعِبَادِ وَالْتَفَتَ حَوْلَهُ أَبْدَانُهُمْ، وَقَدْ كَانَ يَحْتَمِلُ مِنْ أَذَى النَّاسِ الشَّيْءَ الْعَظِيمَ وَمَعَ ذَلِكَ لَا يَنْتَقِمُ، بَلْ وَلَا يَضْجَرُ، فَرَحْمَتُهُ تَسْبِقُ غَضَبَهُ.
هَذَا الْخُلُقُ لَا يَتَجَزَّأُ -خُلُقُ الرَّحْمَةِ لَا يتَجَزَّأُ- كَمَا هُوَ وَاضِحٌ فِي خُلُقِ الرَّحْمَةِ عِنْدَ رَسُولِ الله صلي الله عليه وسلم ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلي الله عليه وسلم كَانَتْ رَحْمَتُهُ عَامَّةً وَغَامِرَةً وَشَامِلَةً، وَقَدْ شَمِلَتِ الطُّيُورَ وَالْحَيَوَانَاتِ، بَلْ شَمَلَتِ الْحَشَرَاتِ لَمَّا نَهَى النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم عَنْ قَتْلِ الْحَشَرَاتِ حَرْقًا، وَدُونَ ذَلِكَ فِي الْإْثِم أَنْ تُقْتَلَ بِالْمَاءِ إِغْرَاقًا، فَهَذَا إِثْمٌ؛ لِأَنَّهُ لَا يُعَذِّبُ بِالنَّارِ إِلَّا الَّذِي خَلَقَهَا، وَكَانَ النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم تَبْدُو مَظَاهِرُ رَحْمَتِهِ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِ وَأَقْوَالِهِ صلي الله عليه وسلم.
وقد :”ِ نَزَلَ مَنْزِلًا فَأَخَذَ رَجُلٌ بَيْضَ حُمَّرَةٍ، فَجَاءَتْ تَرِفُّ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلي الله عليه وسلم ، فَقَالَ:”أَيُّكُمْ فَجَعَ هَذِهِ بِبَيْضَتِهَا؟فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا أَخَذْتُ بَيْضَتَهَا. فَقَالَ النَّبِيّ صلي الله عليه وسلم :”ارْدُدْ، رَحْمَةً لَهَا”.( أَبُو دَاوُدَ).
فمن رَحْمَته صلي الله عليه وسلم أنه لَمْ يَقْبَلْ أَنْ تُحْرَقَ قَرْيَةُ النَّمْلِ، وَبَيَّنَ أَنَّهُ”لَا يُعَذِّبُ بِعَذَابِ اللهِ إِلَّا اللهُ”.
فالنَّبيُّ لَمْ يَقْبَلْ أَنْ يَنْزِلَ الْعِقَابَ بِغَيْرِ النَّمْلَةِ الْجَانِيَةِ، فَأَخْبَر:”أَنَّ نَبيًّا نَزَلَ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَقَرَصَتْهُ نَمْلَةٌ، فَأَمَرَ بِمَتَاعِهِ أنْ يُنْقَلَ، ثُمَّ أَمَرَ بِحَرْقِ قَرْيَةِ النَمْلِ، فقَاَلَ: فَهَلَّا نَمْلَةً وَاحِدَةً -يَعْنِي: عَاقِبْ الَّتِي قَرَصَتْكَ-، أَهْلَكْتَ أُمَّةً تُسَبِّحُ اللهَ -جَلَّ وَعَلَا- لأنَّ نَمْلَةً قَرَصَتْكَ”.
ومن رحمته صلي الله عليه وسلم بالحيوانات قال:”بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ،إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَنَزَعَتْ مُوقَهَا -أَيْ: خُفَّهَا- فَاسْتَقَتْ لَهُ بِهِ -أَيْ: بِالْخُفِّ-، فَسَقَتْهُ -أَيْ: فسَقَتِ الْكَلْبَ- فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ،فَغُفِرَ لَهَا بِهِ”(مُسْلِمٌ).
فَكَيْفَ يُتَصَوَّرُ مِنْ دِينٍ يَرْحَمُ رَبُّهُ مَنْ رَحِمَتْ كَلْبًا، وَهِيَ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، كَيْفَ يُتَصَوَّرُ مِنْ دِينٍ يَرْحَمُ مَنْ أَنْزَلَهُ مَنْ كَانَتْ كَذَلِكَ لِرَحْمَتِهَا كَلْبًا أَنَّ يُتَّهَمَ بِأَنَّهُ لَا يَحُثُّ عَلَى رَحْمَةِ الْإنْسَانِ؟!!
وفي رواية أخري ، قَالَ:”دَخَلَتْ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضَ”أَيْ:مِنْ هَوَامِّهَا،هَذِهِ امْرَأَةٌ يُعذِّبُهَا اللهُ؛ لِأَنَّهَا لَمْ تَرْحَمْ هَذَا الْحَيَوَانَ، فَكَيْفَ بِمَنْ لَمْ يَرْحَمْ إِنْسَانًا مِنْ بَنِي آدَمَ؟!
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم لِلَّذِي كَانَ يَذْبَحُ شَاةً وَأُخْتُهَا تَنْظُرُ إليْهَا:”أنُزِعَتِ الرَّحْمَةُ مِنْ قَلْبِكَ، تُرِيدُ أنْ تُمِيتَهَا مَوْتَاتٍ”.
وَعَنْ أَبِي يَعْلَى شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللهِ صلي الله عليه وسلم قَالَ:”إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ, فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا القِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيْحَتَهُ”(مُسْلِمٌ).
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا:”أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ نَصَبُوا دَجَاجَةً يَرْمُونَهَا يَعْنِي: بِالسِّهَامِ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم لَعَنَ مَنْ فَعَلَ هَذَا”(الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ).
وَقَدْ وَقَعَ مِثْلُ هَذَا مَعَ الْجَمَلِ الَّذِي حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ حِينَ رَأَى رَسُولَ اللهِ صلي الله عليه وسلم ، فَقَالَ صلي الله عليه وسلم:”مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ؟” لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ؟
فَجَاءَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: لِي يَا رَسُولَ اللهِ.فَقَال صلي الله عليه وسلم :”أَفَلَا تَتَّقِي اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللهُ إِيَّاهَا، فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ كَدَّهُ وَتُتْعِبُهُ”.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أَمَّا بَعْدُ:فمِنْ أَعْظَمِ صِفَاتِ النَّبِيّ الرَّحْمَةُ بأبى أنت وأمى يا رسول الله لقد كان لك جذع تخطب الناس عليه فلما كثروا اتخذت منبرا لتسمعهم فحن الجذع لفراقك حتى جعلت يدك عليه فسكن فأمتك أولى بالحنين عليك حين فارقتهم.
– بأبى أنت وأمى يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عند ربك أن جعل طاعتك طاعته فقال تعالى:”من يطع الرسول فقد أطاع الله”.
– بأبى أنت وأمى يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عنده أن بعثك آخر الأنبياء وذكرك فى أولهم فقال تعالى:”وإذا أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم ” .- بأبى أنت وأمى يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عنده أن أهل النار يودون أن يكونوا أطاعوك وهم بين أطباقهم يعذبون يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا.
– بأبى أنت وأمى يا رسول الله لئن كان موسى بن عمران أعطاه الله حجرا تنفجر منه الأنهار فما ذاك بأعجب من أصابعك حين نبع منها الماء صلى الله عليك .
– بأبى أنت وأمى يا رسول الله لئن كان سليمان بن داود أعطاه الله ريحا غدوها شهر ورواحها شهر فما ذاك بأعجب من البراق حين سريت عليه إلى السماء السابعة ثم صليت الصبح بالأبطح صلى الله عليك.- بأبى أنت وأمى يا رسول الله لئن كان عيسى بن مريم أعطاه الله تعالى إحياء الموتى فما ذاك بأعجب من الشاه المسمومة حين كلمتك وهى مسمومة فقالت لا تأكلنى فإنى مسمومة.- بأبى أنت وأمى يا رسول الله لقد دعا نوح على قومه فقال رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ولو دعوت مثلها علينا لهلكنا عن آخرنا فلقد وطىء ظهرك وأدمى وجهك وكسرت رباعيتك فأبيت أن تقول إلا خيرا فقلت ” اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون”.
– بأبى أنت وأمى يا رسول الله لقد اتبعك فى أحداث سنك وقصر عمرك ما لم يتبع نوحا فى كبر سنه وطول عمره فلقد آمن بك الكثير وما آمن معه إلا قليلا.
– بأبى أنت وأمى يا رسول الله لو لم تجالس إلا كفؤا لك ما جالستنا ولو لم تنكح إلا كفؤا لك ما نكت إلينا ولو لم تؤاكل إلا كفؤا ما آكلتنا ولبست الصوف وركبت الحمار وصنعت طعامك بالأرض ولعقت أصابعك تواضعا منك . صلى الله عليك .

 

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »