أخبار مهمةالأوقافشهر رمضان المباركعاجل

(4) تنزلات القرآن العظيم… كيف تنزَّل القرآن؟ وما السر في تنزلاته الثلاثة؟ بقلم الدكتور/ أحمد علي سليمان

(4) تنزلات القرآن العظيم… كيف تنزَّل القرآن؟ وما السر في تنزلاته الثلاثة؟ بقلم الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.

لتحميل (4) تنزلات القرآن العظيم… كيف تنزَّل القرآن؟ وما السر في تنزلاته الثلاثة؟ بقلم الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
(4) تنزلات القرآن العظيم… كيف تنزَّل القرآن؟
وما السر في تنزلاته الثلاثة؟
بقلم الدكتور/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
مكانة القرآن العظيم:
القرآن الكريم اجتمعت له كلُّ أنواع الشرف العظيم؛ فهو:
أعظم كتاب، وأجمل كتاب، وأكمل كتاب، وأشرف كتاب… أنزله الله تعالى من أفضل مكان إلى أفضل مكان…
أنزله الله إلى اللوح المحفوظ، ثم أنزله من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم أنزله من بيت العزة إلى أفضل نبي هو سيدنا محمد (ﷺ)، عن طريق أفضل مَلَكٍ هو الروح الأمين سيدنا جبريل عليه السلام، في أفضل ليلة هي ليلة القدر، في أفضل شهر هو شهر رمضان، في أفضل مكان هو مكة المكرمة، لخير أمة أخرجت للناس… فأحدثَ اللهُ عز وجل رباطًا مقدسًا بين الأرض والسماء بالقرآن الكريم، الذي اجتمعت له كلُّ أنواع الشرف العظيم: الشرفُ الإلهي.. الشرفُ الملائكي.. الشرفُ البشري.. الشرفُ الزماني.. الشرفُ المكاني.. ولِمَ لا وهو كلام الله…
وإذا كان علماء النفس وعلماء التربية وعلماء الاجتماع وغيرهم قد أشاروا إلى أن بناء الإنسان عملية شاقة ومركبة ومتداخلة وتكتنفها صعوبات وتحديات، وهي أصعب بكثير من بناء بناية كبيرة ذات طوابق متعددة، فإن القرآن الكريم قد اشتمل على دستور كامل، ومنهج عظيم لبناء الإنسان (نفسيًّا وروحيًّا وفكريًّا واجتماعيًّا وأخلاقيًّا وسلوكيًّا)، على أسس ربانية قويمة..
لذلك فإننا في حاجة إلى أن نسبحَ في بحار القرآن الكريم، ونحلِّق في آفاقه، ونسير في دروبه، ونغوص في كنوزه؛ لنستبين معالم البناء التي أرادها الله العظيم.. ويا لها مِن سباحةٍ رابحة!.
وسيظلُّ القرآن العظيم هو مصدر النور الذي ينير العقول والقلوب والنفوس والدروب، ويرسم معالم البناء النفسي والروحي والعقلي والفكري والأخلاقي والاجتماعي والسلوكي… إلخ؛ ليعيش المسلم في هذه الحياة موقنا أنه صاحب أخلاق قرآنية، وصاحب رسالة ومسئولية في هذه الحياة، تدفعه إلى الأداء الحضاري المتميز، بالعلم النافع، والعمل المتقَن المبدع لخدمة الإنسانية وترقية الحياة، وهو مَن يقود الحياة بعقل ناضج، وبقلب كبير يعلو على الأهواء، وبضمير حي شريف، وبخلق زكي متسامح، وبهمة تسمو فوق المحن.. ليكون مصدرًا للسعادة والإسعاد بمعية كلام الله، ويتحقق فيه الخير والخيرية ببركة هذا القرآن العظيم، وتتمركز في نفسه الوسطية والسماحة، وتقوى مناعتُه الفكرية والسلوكية، ويعيش جادةَ الصواب، وبه ومع أمثاله يتحقق فينا قول ربنا الكريم: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ…) (آل عمران: 110).
كيف تنزَّل القرآن؟ وما السر في تنزلاته الثلاثة؟
من الثقافة المعروفة عند الناس أن القرآن الكريم نزل في ليلة القدر، والناس يحفظون قول الله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر: 1) .
والحقيقة أن القرآن له ثلاثة تنزلات، وليس تنزلا واحدًا، كما جاء في كتب علوم القرآن… ونشير إليها فيما يلي:
التنـزل الأول: وهذا التـنـزل كان من الله (عز وجل) إلى اللوح المحفوظ جملة واحدة، يقول المفكر الإسلامي أ.د/ إبراهيم محمد سالم: وهذا التنزل لا نعرف عنه شيئًا.. لا زمانًا ولا مكانًا ولا كيفية، ولا نعرف طريقة تنزيله.. لا نعرف كيف نزل.. ولسنا مكلفين بمعرفة تفاصيل هذا النوع من التنزل.. إنما هو نزل من الله عز وجل إلى اللوح المحفوظ.. هذا هو التنزل الأول..
التنـزل الثاني: والتنزل الثاني كان من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا ، في مكان موازي للكعبة تمامًا… والله (عز وجل) نزَّل القرآن الكريم من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في ليلة قدر، قال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر: 1)، وقال: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ. فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (الدخان:3-4) وهذا هو التنـزل الثاني..
التنـزل الثالث: وفي هذا التنزل الثالث نزل القرآن من بيت العزة في السماء الدنيا، إلى سيدنا محمد (ﷺ) وكان هذا في رمضان..
وهكذا يكون القرآن قد نزل مرتين في رمضان:
1. مرة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة.
2. ومرة من بيت العزة إلى سيدنا رسول الله (ﷺ).
وفي التنزل الأول والثاني لم تكن هناك صلة بالأرض نهائيًّا، وإنما جاءت الصلة بين السماء والأرض في التنزل الثالث الذي حدث في رمضان، حيث نزل منجمًا -أي مفرقا ومجزأ- بدأت الآيات بقوله تعالى: (اقْرَأ)، واستمر هذا التنزل ثلاثة وعشرين عاما، أي استغرق في تكامله ثلاثة وعشرين عامًا حسب الوقائع والحوادث والأسئلة وحسب إرادة الله.
لماذا التنزلات الثلاثة؟
وهنا لسائل أن يسأل: لماذا التنزلات الثلاثة؟ ألم يكن يكفي تنزل واحد؟ نؤكد للقارئ أن التنزلات الثلاثة نوع من التوثيق الدقيق في أكثر من مكان، وكأن الله (عز وجل) يريد أن يقول لنا بأن هذا التوثيق توثيق لم يحدث فيه تحريف.. فمنذ بداية نزوله من الله إلى اللوح المحفوظ، ثم من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم من بيت العزة إلى سيدنا محمد (ﷺ) وبعد ما اكتملت الرسالة لن تجد فيه حرفًا واحدًا تغير أو تبدل، ولا كلمة جاءت موضع كلمة، ولا حرفا جاء موضع حرف على الاطلاق، وصدق الله العظيم القائل (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9).
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور أبصارنا.. اجعله يا ربنا حجة لنا لا علينا اجعله قائدنا على الجنة ولا تجعله سائقنا الى النار. نسأل الله أن يبارك لنا في رمضان، وأن يجعلنا فيه من المقبولين، إنه ولي ذلك والقادر عليه. فصلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين، ما ذكره الذاكرون الأبرار، وما تعاقب الليل والنهار…
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والفعل ، قال تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام: 162-163).

اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا الصِّيَامَ وَالقِيَامَ وَصَالِحَ الأَعْمَالِ يَا رَبَّ العَالَمِينَ… اللَّهُمَّ أَدْخِلْ عَلَيْكُمْ وَعَلَى أَهْلِيكُمْ وَأَنْجَالِكُمْ وَأَحْفَادِكُمْ وَذَرَارِيكُمْ أَجْمَعِينَ الفَرَحَ وَالسُّرُورَ وَالحُبُورَ، وَالسَّعَادَةَ العَامَّةَ التَّامَّةَ الكَامِلَةَ الشَّامِلَةَ الدَّائِمَةَ المُسْتَقِرَّةَ المُسْتَمِرَّةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ… نَسْأَلُ اللَّهَ السَّلَامَةَ لَنَا وَلِأَوْلَادِنَا، وَلِمُجْتَمَعِنَا وَلِشَعْبِنَا.
اللَّهُمَّ احْفَظْ مِصْرَ شَرْقَها وَغَرْبَها، شِمالَها وَجَنوبَها، طُولَها وَعَرْضَها وَعُمْقَها، بِحارَها وَسَماءَها وَنِيلَها، وَوَفِّقْ يا رَبَّنا قِيادَتَها وَجَيْشَها وَأَمْنَها وَأَزْهَرَها الشَّرِيفَ، وَعُلَماءَها، وَاحْفَظْ شَعْبَها، وَبِلادَ المُحِبِّينَ يا رَبَّ العالَمِينَ.
وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبارِكْ على سَيِّدِنا وَمَوْلانا مُحَمَّدٍ، وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
خادم الجناب النبوي
خادم الدعوة والدعاة د/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: [email protected]
متابعة الصفحة الرسمية، وعنوانها: (الدكتور أحمد علي سليمان)؛ يضمن لك كل جديد

https://www.facebook.com/drahmedalisoliman

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »