(3) فلسفة التدرج في الإسلام (مراحل فرضية الصيام أحد تجليات الرحمة الإلهية) قصة صيام الوصال، وحكاية كل مرحلة من مراحله الثلات بقلم الدكتور/ أحمد علي سليمان

(3) فلسفة التدرج في الإسلام (مراحل فرضية الصيام أحد تجليات الرحمة الإلهية) قصة صيام الوصال، وحكاية كل مرحلة من مراحله الثلات بقلم الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.
(3) فلسفة التدرج في الإسلام (مراحل فرضية الصيام أحد تجليات الرحمة الإلهية) قصة صيام الوصال، وحكاية كل مرحلة من مراحله الثلات بقلم الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.
وللقراءة كما يلي:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
(3) فلسفة التدرج في الإسلام
(مراحل فرضية الصيام أحد تجليات الرحمة الإلهية)
قصة صيام الوصال، وحكاية كل مرحلة من مراحله الثلات
بقلم الدكتور/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
فلسفة التدرج في الإسلام:
التدرج في الإسلام منهج أصيل يتجلى في التشريع، والتربية، والتعليم.
وهو أسلوب حكيم يتناسب مع الفطرة البشرية، ويستهدف: تحقيق التغيير بطريقة سلسة ومتوازنة دون إلحاق المشقة أو الإضرار بالنفوس.
أهمية التدرج في الإسلام
أولا: مراعاة الفطرة البشرية:
فالإنسان بطبيعته لا يستطيع الانتقال الفجائي من حال إلى حال؛ لذا جاء الإسلام بمنهجية التدرج في التكليف والأحكام، وهو منهج إسلامي أصيل وجدناه في أمور كثيرة: منها: انتهاج الصبر في تعلم الأولاد الصلاة، وتحريم الخمر، وتحريم الربا…إلخ.
ثانيا: تحقيق الثبات والاستقرار والاستدامة:
فالتدرج يساعد في ترسيخ المبادئ والقيم، ويجعل الالتزام بها مستدامًا، بدلًا من أن يكون اندفاعيًّا مؤقتًا.
ثالثا: رفع الحرج والتيسير على الناس:
فالإسلام دين يُسْر، وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله (ﷺ) قال: (إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، ولَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أحَدٌ إلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وقَارِبُوا، وأَبْشِرُوا، واسْتَعِينُوا بالغَدْوَةِ والرَّوْحَةِ وشيءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ) ( ).
مجالات التدرج في الإسلام
1- التدرج في التشريع
• نجد في القرآن والسنة أن الأحكام الشرعية نزلت متدرجة، مثل:
o تحريم الخمر: بدأ بالتنويه أنه يضم أمرين (سكرا وزرقا حسنا) ثم بالنهي عن شربه وقت الصلاة، ثم التلميح بأنه مضر، ثم التحريم القطعي.
o فرض الصلاة والصيام والزكاة: جاءت الأحكام متدرجة حتى يتقبلها الناس.
2- التدرج في الدعوة إلى الله
• بدأ النبي (ﷺ) بالدعوة سرًّا، ثم جهر بها بعد تقوية القاعدة الإيمانية.
• استخدم أساليب متعددة مثل: الحكمة والموعظة الحسنة، ومجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن.
3- التدرج في التربية والتعليم
• التربية في الإسلام تعتمد على التدرج في ترسيخ القيم والعقائد.
• النبي (ﷺ) كان يعلم الصحابة شيئًا فشيئًا حتى يثبت في قلوبهم.
• مراعاة مراحل النمو في تعليم الأطفال.. فعن عبد الله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما) أن النبي (ﷺ) قال: (مُرُوا أولادَكم بالصلاةِ و هم أبناءُ سبعِ سِنِينَ، واضرِبوهم عليها وهم أبناءُ عشرِ سِنِينَ، وفَرِّقُوا بينهم في المضاجعِ) ( ).
فالطفلُ يُولَدُ لا يَعْقِلُ شيئًا، ثُمَّ يَكْتَسِبُ مَعارِفَه مِن المُلاحَظةِ والتَّعلُّمِ مِنَ الآخَرينَ وخاصَّةً الوالِدَينِ.
• وفي هذا الحَديثِ يعلمنا النَّبيُّ (ﷺ) التدرج في أمر الأولاد بالصَّلاةِ وهم أَبناءُ سَبْعِ سِنينَ، ونعلمهم كيفيَّتها وآدابها، وهذا سِنُّ السَّماحِ والتَّجاوُزِ والتَّعلُّمِ.
• ثم إذا بَلَغَ الطِّفْلُ عَشْرَ سِنينَ أُلْزِمَ بالصَّلاةِ حيث ظَلَّ ثلاثَ سنَواتٍ يتَدرَّبُ عليها، فإذا قَصَّر في الصَّلاةِ بَعْدَ هذه السِّنِّ عُوقِبَ حتَّى يعتادَ على أدائِها.
• فإذا ما دَخَل وقتُ التَّكليفِ يكونونَ قد اعْتادوا عليها دونَ أَدْنى تَفريطٍ مِنْهم في تِلْكَ العِبادةِ.
كما أمرنا بالتفريق بَيْنَهم في المَضاجِعِ إذا بَلَغوا سِنَّ العاشِرةِ، حيث يُفرَّقُ بين الأولادِ بصِفةٍ عامَّةٍ، وبين الذُّكورِ والإناثِ بصِفةٍ خاصَّةٍ في النَّومِ بجانبِ بعضِهم البعضِ، ويُفْصَلُ بينَهم؛ لأنَّ هذا العُمرَ بدايةُ الدُّخولِ في مرحلةِ البُلوغِ ومعرفةِ الشَّهوةِ، حتَّى إذا وصَلوا إلى سِنِّ البُلوغِ والشَّهوةِ يَكونونَ قَدِ اعْتادوا على هذا الفَصْلِ، والْمُرادُ بالمَضاجَعِ: أماكِنُ النَّومِ.
4- الدعوة إلى الاعتدال والبعد عن التشدد ورفع المشقة
الإسلام يحث على الاعتدال وعدم التشدد، عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) أن النبي (ﷺ) قال: (إِنَّ هذا الدينَ متينٌ، فأوْغِلْ فيه برِفْقٍ، فإِنَّ الْمُنبَتَّ لا أرضًا قطعَ، ولَا ظهْرًا أبْقَى) ( ). حيث يُراعي الإسلام ظروف الناس، كالتخفيف على المسافر والمريض في العبادات.
وهكذا فإن فلسفة التدرج في الإسلام تُظهر رحمته وحكمته في بناء الإنسان والمجتمع، فهي وسيلة فعالة لــ:
1- ترسيخ الإيمان
2- وتثبيت الأحكام
3- وتحقيق التغيير بشكل مستدام دون إفراط أو تفريط.
فلسفة التدريج في شعير الصيام:
تشريع الصوم جاء متدرجًا ككثير من التشريعات التي تتعلق بنقل الناس من إرث العادات كالخمر والربا إلى بوتقة العبادات، محققًا رحمة الله تعالى في عباده.
صيام الوصال:
لقد كان للنبي (ﷺ) صيام يسمي صيام الوصال.. أي أنه كان يمكث أياما عدة متواصلة لا يذوق فيها طعاما ولا شرابا.. لا إفطارا ولا سحورا..
وأراد الصحابة أن يقلدوه في صيام الوصال، فلم يرضى النبي (ﷺ) لهم بذلك، ونهي عنه رحمة بهم وبالأمة، ولما ناقش الصحابةُ الكرام الرسولَ (ﷺ) في ذلك؛ رغبة منهم في تحصيل الأجر الكبير، حيث قالوا له يا رسول الله: إنك تواصل.. فيقول لهم في تواضع العظماء موضحًا لهم العلة .
فعن أم المؤمنين السيدة عائشة (رضي الله عنها) أن رسول الله (ﷺ) قال: (لا تُواصِلُوا ، قالوا: إنَّكَ تُواصِلُ، قالَ: إنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إنِّي أبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي ويَسْقِينِي) ( )، وفي رواية عن أبي هريرة: (نَهَى رَسولُ اللَّهِ (ﷺ) عَنِ الوِصَالِ في الصَّوْمِ فَقَالَ له رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ: إنَّكَ تُوَاصِلُ يا رَسولَ اللَّهِ، قَالَ: وأَيُّكُمْ مِثْلِي، إنِّي أبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي ويَسْقِينِ) ( ).
فالعِباداتُ في الإسلام أُمورٌ توقيفيَّةٌ تُؤدَّى كما أمر بها الله (سبحانه وتعالى)، وقد أُمِرْنا أن نتَّقِيَ اللهَ قَدْرَ الاستطاعةِ دونَ مَشَقَّةٍ على الأنفُسِ، وألَّا نتشَدَّدَ في الدِّينِ؛
– لأنَّ النَّاسَ يختَلِفون في قُدُراتِهم وتحمُّلِهم.
– وحتى لا تمَلَّ النُّفوسُ مِنَ العِباداتِ ومِن أوامِرِ الدِّينِ.
لذلك فإن من تمام رحمة سيدنا النَّبيَّ (ﷺ) وشفقته بأمته وخوفِه عليها من المَللِ من العِبادةِ والتَّعرُّضِ للتَّقصيرِ في بعضِ وظائفِ الدِّين أنه نهى أُمَّتَه عن مُواصَلةِ الصَّومِ؛ حيثُ إنَّ الوِصالَ لَم يُشْرَعْ للأُمَّةِ، وإنَّما هو خُصوصيَّةٌ مِن خُصوصيَّاتِه (ﷺ)، فهو يَبيتُ يُطعِمُه ربُّه ويَسقيهِ أثْناءَ اللَّيلِ؛ وذلك على أحد وجهين:
الأول: إمَّا على الحقيقةِ فيُطعِمُه ربه مِن طَعامِ الجَنَّةِ؛ فيكون ذلك من معجزاته.
الثاني: أن الله تعالى يجعَلُ فيه قُوَّةَ الطَّاعِمِ الشَّارِبِ، ويُفيضُ عليه ما يسُدُّ مَسَدَّ الطَّعامِ والشَّرابِ، ويُقَوِّي على أنواعِ الطَّاعةِ مِن غَيرِ ضَعفٍ في القُوَّةِ.
مراحل فرضية الصيام:
وهنا نتحدث عن مراحل فرضية الصيام:
لقد تدرج تشريع الصيام من ليبدأ اختياريا ثم إلزاميا على القادر عليه.
المرحلة الأولى:
ففي المرحلة الأولى أوجب الله تعالى الصيام علي المسلمين كما أوجبه علي الذين من قبلهم حتي يجتهد المسلمون في أداء هذه الفريضة أكثر مما فعله الأولون؛ لتتحق خصيصة التقوى في نفس الصائم.
فكان الرسول (ﷺ) والمسلمون، يصومون ثلاثة أيام من كل شهر إضافة إلي صيام يوم عاشوراء..
جاء في تفسير الإمام ابن كثير (رضي الله عنه) أن المسلمين في بداية فرضية الصيام كانوا يصومون ثلاثة أيام من كل شهر، كما كانت عليه الأمم السابقة، حيث أنزل الله تعالي قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة: 183).
أحكام المرحلة الأولى:
وكان المريض والمسافر في هذه المرحلة لا يصومان في حال المرض والسفر لما في ذلك من المشقة عليهم، بل يفطران ويقضيان بعد ذلك..
أما الشخص الصحيح المقيم الذي يطيق الصيام فقد كان مخيرا بين الصيام وبين الإطعام، فإن شاء صام، وإن شاء أفطر وأطعم عن كل يوم مسكينا فإن زاد عن مسكين فهو خير له، وان صام فهو أفضل من الإطعام.
وهكذا بدأ تشريع الصيام متدرجا حتى إذا ألفته النفوس، وتعودت عليه أوجب الله عليهم الصيام
المرحلة الثانية:
أما المرحلة الثانية ففيها أنزل الله تعالي قوله: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة:185).
فأثبت الله صيامه علي الصحيح المقيم، ورخص فيه للمريض والمسافر، كما أثبت الإطعام للكبير الذي لا يستطيع الصيام بعد ذلك..
أحكام المرحلة الثانية:
وفي هذه المرحلة كان اليوم جله صياما، أما فترة الإفطار فكانت تقع ما بين المغرب والعشاء، فيجوز فيها الأكل والشرب والجماع، فإذا جاءت صلاة العشاء أو نام الشخص قبلها، حُرم عليه الطعام والشراب والشهوة إلي المغرب من اليوم التالي.
المرحلة الثالثة:
فجاءت عقب قصتين لرجلين نزل فيهما قرآن ليؤسس للمرحلة الثالثة والأخيرة من مراحل فرضية الصيام.. فالرجل الأول صلي العشاء في رمضان ثم جامع زوجته.. فذهب إلي الرسول الرحيم ليخبره: أتيت أهلي في ليل رمضان بعد العشاء وأنا صائم.
أما الرجل الثاني فقد دخل بيته قبل المغرب بقليل وقال لزوجته: أعندك طعام نفطر عليه؟ وقد عاد بعد يوم مليء بالكفاح والنضال والجهاد والسعي علي لقمة العيش.. فقالت له انتظر حتي أبحث لك عن طعام، فخرجت المرأة تسأل الجيران طعاما، وعادت بالطعام، فوجدت زوجها قد نام وأذن المؤذن لصلاة العشاء، وقد فات أوان الإفطار، ومن ثم عليه أن يصل الصوم إلي المغرب من اليوم التالي.
وفي هذه المرحلة الثالثة والأخيرة تتجلى رحمات الله بعباده، وفيها أنزل الله مرسوما إلهيا يقول فيه: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلَي نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّي يتَبَينَ لَكُمُ الْخَيطُ الأَبْيضُ مِنَ الْخَيطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيامَ إِلَي الَّليلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يبَينُ اللّهُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يتَّقُونَ) (البقرة187) والرفث هنا هو: الجماع… والقرآن دائما يستعمل اللفظ المناسب في المكان المناسب، وهو يعلمنا أن نستعمل الألفاظ في مواقعها الصحيحة.. فالقرآن حيي، كله حياء..
يقول الإمام ابن كثير في تفسيره للآية الكريمة: “هذه رخصة من الله تعالى للمسلمين، ورفع لما كان عليه الأمر في ابتداء الإسلام، فإنه كان إذا أفطر أحدهم إنما يحل له الأكل والشرب والجماع إلى صلاة العشاء أو ينام قبل ذلك، فمتى نام أو صلى العشاء حرم عليه الطعام والشراب والجماع إلى الليلة القابلة. فوجدوا من ذلك مشقة كبيرة.. أي كان المسلمون قبل أن تنزل هذه الآية إذا صلوا العشاء حرم عليهم الطعام والشراب والنساء حتى يفطروا، وإن عمر بن الخطاب أصاب أهله بعد صلاة العشاء، وأن صرمة بن قيس الأنصاري غلبته عينه بعد صلاة المغرب، فنام ولم يشبع من الطعام ، ولم يستيقظ حتى صلى رسول الله (ﷺ) العشاء ، فقام فأكل وشرب ، فلما أصبح أتى رسول الله (ﷺ) فأخبره بذلك، فأنزل الله الآية الكريمة” .
ففي شأن مَن جامع زوجته في الصيام يقول تعالي: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلَي نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ…) (البقرة187) هذا عن الذي أتي أهله في ليل رمضان..
أما الرجل الذي نام حتي فاته الإفطار فنزل قوله تعالي: (…وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّي يتَبَينَ لَكُمُ الْخَيطُ الأَبْيضُ مِنَ الْخَيطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيامَ إِلَي الَّليلِ…) (البقرة187) ليخفف عنه وعن المسلمين ويجعل وقت الإفطار من المغرب إلي الفجر
والمراد بالخيط الأبيض هو الفجر، والخيط الأسود هو الليل.. (…ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيامَ إِلَي الَّليلِ…) أي إلى أذان المغرب، وهكذا خفف الله تعالي الصيام رحمة بالأمة الإسلامية.. خير أمة أخرجت للناس..
أحكام المرحلة الثالثة:
وهكذا امتد وقت الإفطار في هذه المرحلة الثالثة والأخيرة من المغرب إلي الفجر، وصارت أحكام الصيام وفق ما نحن عليه الآن، فالصيام فرضٌ على المسلم البالغ العاقل من الفجر إلى المغرب، أما المريض والمسافر فله أن يفطر ويعيد الأيام التي أفطرها، أما المريض الذي لا يُرجى بُرؤه فيفطر ويفدي والله تعالى أعلى وأعلم.
*
اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا الصِّيَامَ وَالقِيَامَ وَصَالِحَ الأَعْمَالِ يَا رَبَّ العَالَمِينَ… اللَّهُمَّ أَدْخِلْ عَلَيْكُمْ وَعَلَى أَهْلِيكُمْ وَأَنْجَالِكُمْ وَأَحْفَادِكُمْ وَذَرَارِيكُمْ أَجْمَعِينَ الفَرَحَ وَالسُّرُورَ وَالحُبُورَ، وَالسَّعَادَةَ العَامَّةَ التَّامَّةَ الكَامِلَةَ الشَّامِلَةَ الدَّائِمَةَ المُسْتَقِرَّةَ المُسْتَمِرَّةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ… نَسْأَلُ اللَّهَ السَّلَامَةَ لَنَا وَلِأَوْلَادِنَا، وَلِمُجْتَمَعِنَا وَلِشَعْبِنَا.
اللَّهُمَّ احْفَظْ مِصْرَ شَرْقَها وَغَرْبَها، شِمالَها وَجَنوبَها، طُولَها وَعَرْضَها وَعُمْقَها، بِحارَها وَسَماءَها وَنِيلَها، وَوَفِّقْ يا رَبَّنا قِيادَتَها وَجَيْشَها وَأَمْنَها وَأَزْهَرَها الشَّرِيفَ، وَعُلَماءَها، وَاحْفَظْ شَعْبَها، وَبِلادَ المُحِبِّينَ يا رَبَّ العالَمِينَ.
وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبارِكْ على سَيِّدِنا وَمَوْلانا مُحَمَّدٍ (ﷺ)، وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
خادم الجناب النبوي
خادم الدعوة والدعاة د/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: [email protected]
متابعة الصفحة الرسمية، وعنوانها: (الدكتور أحمد علي سليمان)؛ يضمن لك كل جديد https: //www.facebook.com/drahmedalisoliman/