أخبار مهمةالأوقافشهر رمضان المباركعاجل

(19) النبيُّ العظيمُ يُعلِّمنا، مَعالمَ المَسؤولية ومَردودَها الإيجابيَّ في الحياة ، د/ أحمد علي سليمان

(19) النبيُّ العظيمُ يُعلِّمنا، مَعالمَ المَسؤولية ومَردودَها الإيجابيَّ في الحياة ، د/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية – جمهورية مصر العربية.

(19) النبيُّ العظيمُ يُعلِّمنا، مَعالمَ المَسؤولية ومَردودَها الإيجابيَّ في الحياة ، د/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية – جمهورية مصر العربية.

 

(19) النبيُّ العظيمُ يُعلِّمنا، مَعالمَ المَسؤولية ومَردودَها الإيجابيَّ في الحياة ([() راجع ذلك مفصلا: د/ أحمد علي سليمان: كيف نتوضأ بأخلاق النبوة؟، القاهرة، دار إشراقة، 1446هـ / 2024م، ص 211-213])
بقلم الدكتور/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية

أكتب لحضراتكم من جاكرتا:
المسؤوليةُ هي المحركُ العِملاق الذي يدفعُ الناسَ دفعًا نحوَ الارتقاء والتقدم؛ لذلك تَسعى دولُ العالم لتَمكينها في جَنَبات المجتمعِ بشتَّى الطُّرق والوسائل…
وتَتعاظَم قيمةُ المسؤولية في خضمِّ سِباق الدّول المحموم، للصُّعود إلى القمَم الاقتصادية والصناعية والتّقنية… إلخ.
وفي إطار سَعي الأمَّة العربية والإسلامية الحثيثِ للانطلاق إلى آفاقِ التقدم والازدهار؛ فنعتقد أنه لا بدَّ من تَمكين القيم الدافعة للتقدم في الفكر الإسلامي والفكر الإنساني؛ لتكون بمثابة: القاعدة الصلبة لبِنْية مُجتمعيةٍ تَسودها المحركاتُ الذّاتية الداخلية، والمرْتَكزات والمنْطَلقات والمنصَّات المساعدة على الإقلاع الحضاري، وعلى رأسها: قيمةُ المسؤولية وزرعها، ونَثرها ونَشرها، وتَجذيرها، وتَرسيخها في قلب المجتمع والناس..
والمنهجُ الإسلامي بعالميَّته وصَلاحيَّته لكلِّ زمانٍ ومكان؛ قادرٌ على قيادة البَشرية إلى رُشدها ورَشادها، ومن ثَمَّ فيه المسْعفُ لمبْتغانا؛ بل هو زاخرٌ بمقوِّمات المسؤولية الشاملة والمتكاملة والقابلةِ للتَّحقيق والتطبيق، ومن ثَمَّ يجبُ علينا أن نتمثَّلها في حياتنا؛ حتى تعيشَ فينا ونعيشَ فيها، وتصبح منهجَ حياةٍ لنا وللأجيال القادمة..
وقاطرةُ المسؤولية هي رمّانةُ الميزان، وهي من القيَم المسؤولة عن ضبطِ حركة الإنسان في هذه الحياة، وهي الموجِّهُ له نحوَ الصلاحِ والإصلاح، وهي القوةُ الذّاتية التي تحرِّك قاطرةَ التَّقدم، وحماية الكون والحياة.
وقد علَّمَنَا النبيُّ العظيم معالمَ المسؤولية الجماعية تجاه الآخرين، ومَردودَها الإيجابيَّ على الحياة، وتتمثَّل في:
أوَّلًا: ضَبطُ اللسان: يقول النبيُّ (صلَّى اللَّهُ علَيهِ وآلِه وسلَّمَ): (مَن كان يؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلْيقُلْ خيرًا أو لِيصمُتْ)([() أخرجه ابن حبان في صحيحه.]).
ثانيًا: ضَبطُ الفُضول: يقول (صلَّى اللَّهُ علَيهِ وآلِه وسلَّمَ): (مِن حُسنِ إسلامِ المرءِ تركُهُ ما لا يعنيهِ)([() أخرجه الترمذي وابن ماجة.]).
ثالثًا: تركُ الجدال والكَذب: يقول (صلَّى اللَّهُ علَيهِ وآلِه وسلَّمَ): (أنَا زَعِيمُ بَيتٍ في رَبَضِ الجنةِ، لِمَنْ تَرَكَ المِراءَ وإنْ كان مُحِقًا، وبَيتٍ في وسَطِ الجنةِ لِمَنْ تَرَكَ الكَذِبَ وإنْ كان مازِحًا، وبَيت في أعلى الجنةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ)([() صحيح أبي داود.]).
رابعًا: ضَبطُ النَّفس: قالَ رجلٌ للنبيِّ (صلَّى اللَّهُ علَيهِ وآلِه وسلَّمَ): أوْصِنِي، قالَ: (لا تَغْضَبْ)، فَرَدَّدَ مِرَارًا، قالَ: (لا تَغْضَبْ)([() أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.]).
خامسًا: سَلامةُ القلب: يقول (صلَّى اللَّهُ علَيهِ وآلِه وسلَّمَ): (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)([() أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.]).
سادسًا: حمايةُ الأعراض: ومِن ذلك تحريمُ الزنا، والتَّحذيرُ من مقدِّماته كالاخْتلاطِ المحرَّم والخلوةِ المحرَّمة والنَّظر المحرَّم والتبرج… وإيجاب الاستئذان..
سابعًا: حمايةُ الجار وإكرامُه: يقول (صلَّى اللَّهُ علَيهِ وآلِه وسلَّمَ): (مَن كان يؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلْيُكرِمْ جارَه)([() أخرجه ابن حبان في صحيحه.]) كما أشرْنا من قبل.
وهكذا يُسيِّجُ الرسولُ العظيم (عليه الصلاةُ والسَّلام) العَلاقاتِ الاجتماعيةَ بسياجٍ مَتين من القيَم والأخلاق والآداب والقواعد؛ من أجل تقويةِ البناء الاجتماعيِّ وتَمتِينِه، باعتباره قاعدةَ الانْطلاق نحو التنمية والتقدُّم والازْدهار..
ومِن ذلك -أيضًا- قيامُ المجتمع أفرادًا ومؤسساتٍ وقيادات بواجبِهم نحو الإنسان والأوطان، والمحافظة على مُكتسباتها وثَرواتها، وعلى المال العام والخاص، ونَشْرُ القيَم، وتَرسيخُ التسامح، والأمْن، والسلام، وإطعامُ الجائع، وكساء العاري، ومُداواةُ المريض، وإغاثةُ الملهوف، وتأمينُ الخائف، وتعليمُ الجاهل، وهدايةُ الحائر، وزراعةُ الأشجار المثْمرة، والحفاظُ على الماء والهواءِ والفضاءِ والبحار من التلوث… وغيرها كثير.
وتَتعاظَم مسئوليةُ التُّجار عمومًا، وفي المشكلات والملمّات خصوصًا؛ إذ يجب على التاجرِ أن يكون أمينًا صدوقًا؛ ذلك لأنَّ التاجر الصَّدوقَ يُحشَر يومَ القيامة مع النبيّين والصديقين والشهداء.
وكذلك تَتعاظَم مسؤوليةُ الأطباء والصيادلة ورجالِ الجيش ورجال الأمن والإعلاميّين والأثرياء… وغيرهم؛ بل وتَتعاظم مسؤوليةُ كلِّ أفراد المجتمع، وهنا نتذكَّر ما فعلَه سيدُنا عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، عندما اشترى “بئر رومة”؛ لمَّا علم حاجةَ المسلمين الماسَّة إليه، وأوقفَه عليهم؛ انْطلاقًا من المسؤولية تجاه العباد والبلاد.
إنَّ المسؤوليةَ الجماعية عندما تتمكَّن منَّا ومِن حياتنا ونربي أولادَنا عليها؛ فإننا سنَجني ثمارَها (إتقانًا، إبداعًا، ازدهارًا، حوارًا، تفاهمًا، حفاظًا على مكتسباتنا، فضلًا عنِ السَّلام النفسي والاجتماعي والإنساني… إلخ)، وما أحوجَنا إلى ذلك!. ومِن ثَمَّ يتحقَّق فينا قولُ الله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه..) (آل عمران:110).
فاللهمَّ اسْتعمِلنا في طاعتِك، ووفِّقْنا لعبادتِك، وأحْيِنا بمعرفتِك، واختمْ بالباقياتِ الصّالحات أعمارَنا، وحقِّقْ آمالنا، وأصلِحْ أعمالَنا، ووَضّئنا بأخلاق نبيِّك يا أرحمَ الراحمين.. وصلَّى اللهُ وسلَّم على سيدِنا وسندِنا، حبِّنا وحبيبِنا، وعلى آله وصحبِه وسلَّم.
*

اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا الصِّيَامَ وَالقِيَامَ وَصَالِحَ الأَعْمَالِ يَا رَبَّ العَالَمِينَ… اللَّهُمَّ أَدْخِلْ عَلَيْكُمْ وَعَلَى أَهْلِيكُمْ وَأَنْجَالِكُمْ وَأَحْفَادِكُمْ وَذَرَارِيكُمْ أَجْمَعِينَ الفَرَحَ وَالسُّرُورَ وَالحُبُورَ، وَالسَّعَادَةَ العَامَّةَ التَّامَّةَ الكَامِلَةَ الشَّامِلَةَ الدَّائِمَةَ المُسْتَقِرَّةَ المُسْتَمِرَّةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ… نَسْأَلُ اللَّهَ السَّلَامَةَ لَنَا وَلِأَوْلَادِنَا، وَلِمُجْتَمَعِنَا وَلِشَعْبِنَا.
اللَّهُمَّ احْفَظْ مِصْرَ شَرْقَها وَغَرْبَها، شِمالَها وَجَنوبَها، طُولَها وَعَرْضَها وَعُمْقَها، بِحارَها وَسَماءَها وَنِيلَها، وَوَفِّقْ يا رَبَّنا قِيادَتَها وَجَيْشَها وَأَمْنَها وَأَزْهَرَها الشَّرِيفَ، وَعُلَماءَها، وَاحْفَظْ شَعْبَها، وَبِلادَ المُحِبِّينَ يا رَبَّ العالَمِينَ.
وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبارِكْ على سَيِّدِنا وَمَوْلانا مُحَمَّدٍ، وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
خادم الجناب النبوي
خادم الدعوة والدعاة د/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: [email protected]
متابعة الصفحة الرسمية، وعنوانها: (الدكتور أحمد علي سليمان)؛ يضمن لك كل جديد 

https: //www.facebook.com/drahmedalisoliman/

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »