الأزهرالأوقافجامعة الأزهر

وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط يحذر من خطر التلوث البلاستيكي خلال ورشة عمل التى نظمتها كلية العلوم بجامعة الأزهر فرع أسيوط

شارك الدكتور محمود سعد شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، في ورشة العمل والندوة التى نظمتها كلية العلوم بجامعة الأزهر فرع أسيوط بالتعاون مع اللجنة الوطنية لعلوم البحار والمصايد وأكاديمية البحث العلمي وتكنولوجيا والمعهد الدولي المحيطات بعنوان ” التلوث البيئي بالمواد البلاستيكية وتأثيره على البيئات المائية في مصر” شهدت ورشة عمل والندوة حضورًا واسعًا لنخبة من العلماء والباحثين .
وجاء ذلك بحضور الأستاذ الدكتور علاء جاد الكريم عثمان عميد كلية العلوم بجامعة الأزهر بأسيوط والدكتور مصعب الذهبي رئيس مديرى المعهد الدولي المحيطات والدكتور محمود محروس فراج عضو اللجنة الوطنية لعلوم البحار الذين ناقشوا واحدة من أخطر القضايا البيئية التي تواجه العالم اليوم.
ألقى فضيلة الدكتور محمود سعد شاهين كلمته والتى سلط الضوء فيها على أبعاد التلوث البلاستيكي من منظور ديني، مشيرًا إلى أن الإسلام قد جعل الحفاظ على البيئة جزءًا من العقيدة، استنادًا إلى قول الله تعالى: “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها” [الأعراف: 56]. وأوضح أن الموارد الطبيعية التي أنعم الله بها علينا أمانة يجب الحفاظ عليها، وأن الإسراف في استخدام المواد البلاستيكية دون مراعاة لتأثيرها السلبي على البيئة يمثل إضرارًا بالنعمة التي منحها الله للبشرية. وأضاف أن الشريعة الإسلامية تولي اهتمامًا خاصًا بنشر ثقافة النظافة وحماية الموارد، كما جاء في الحديث النبوي الشريف: “إماطة الأذى عن الطريق صدقة”، مما يعكس دور الإسلام في تعزيز السلوكيات الإيجابية التي تحمي البيئة.
وأكد الدكتور شاهين على أن التلوث الناتج عن المواد البلاستيكية يعد من أخطر التحديات البيئية التي تهدد التنوع البيولوجي في البحار والأنهار. وأوضح أن المواد البلاستيكية الدقيقة التي تنتج عن تفكك المخلفات تصل إلى الكائنات الحية المائية وتؤثر على نموها وتكاثرها، مما ينعكس سلبًا على النظام البيئي بأكمله .
كما أضاف فضيلته أن التلوث البلاستيكي يؤثر على جودة المياه، ويهدد الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بها مثل الصيد والسياحة، مشددًا على الحاجة إلى تعزيز البحث العلمي لإيجاد حلول مبتكرة لهذه المشكلة.
واقترح الدكتور محمود سعد شاهين عددًا من الحلول لمواجهة التلوث البلاستيكي، داعيًا إلى تكامل الجهود بين الجهات الحكومية والدينية والأكاديمية. وشدد على أهمية إطلاق حملات توعوية لتثقيف الأفراد حول خطورة استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، مع تعزيز دور المساجد في نشر الوعي البيئي، حيث يمكن استخدام الوسائل فعالة لتوجيه رسائل توعوية مستندة إلى القيم الدينية. كما دعا إلى تشديد القوانين البيئية وتفعيل العقوبات ضد من يساهمون في تلوث البيئة، مع توفير الدعم اللازم للبحوث التي تركز على إعادة تدوير البلاستيك وتحويله إلى مواد قابلة للاستخدام بطريقة آمنة وصديقة للبيئة.
لم يغفل الدكتور محمود سعد شاهين عن دور الأفراد في مواجهة التلوث البلاستيكي، حيث أشار فضيلته إلى أن المسؤولية تبدأ من سلوكياتنا اليومية، مثل تقليل استخدام البلاستيك، والاهتمام بإعادة التدوير، والمشاركة في مبادرات تنظيف البيئات المائية. وأكد أن حماية الموارد المائية واجب ديني وإنساني، وأن التعاون بين جميع فئات المجتمع ضروري للحفاظ على هذه الثروة الطبيعية للأجيال القادمة.
اختُتمت الندوة بتوصيات عملية ركزت على أهمية التكاتف المجتمعي والتعاون بين المؤسسات لتطوير استراتيجيات مستدامة تهدف إلى تقليل التلوث البلاستيكي وتأثيراته المدمرة. وأشاد الحاضرون بالدور البارز لمديرية أوقاف اسيوط في مناقشة القضايا البيئية المهمة، وأعربوا عن أملهم في استمرار تنظيم مثل هذه الفعاليات التوعوية التي تسهم في بناء وعي بيئي قوي لدى الأفراد والمجتمعات.
كما وجه الدكتور محمود سعد شاهين دعوة صادقة إلى ضرورة العمل الجاد لحماية البيئة كواجب ديني وأخلاقي، مشددًا على أن الاهتمام بالبيئة ليس خيارًا، بل ضرورة لحماية مستقبل الموارد المائية.

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »