في كل يوم نتعلم درسًا جديدًا من فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر في الحكمة والتجرد والشفافية، فعلى الرغم من أن قانون تنظيم الأزهر يتيح لفضيلة الإمام الأكبر اختيار من يراه مناسبًا لرئاسة جامعة الأزهر ، ورفع الأمر لفخامة رئيس الجمهورية ، إلا أن فضيلة الإمام لتجرده التام شكّل لجنة لفحص أوراق المرشحين ومقابلتهم وترتيبهم وفق رؤية اللجنة ، وعرض الأمر على فضيلته تمهيدًا لرفعه لفخامة الرئيس ، ليعطينا درسًا جديدًا في التجرد والشفافية ، والتأكيد على امتثاله دائمًا لصوت الحكمة والعقل ، والاعتداد بمعيار الكفاءة المصحوبة بالقيم والأخلاق التي تتناسب وتاريخ الأزهر وعراقة جامعته ، بعيدًا عن أي مجاملات أو ولاءات .
وإننا لنؤمّل أن يسفر عمل اللجنة عن اختيار رئيس أزهري قلبًا وقالبًا ، شكلا ومضمونًا ، يستطيع أن ينهض بجامعة الأزهر التي تُعدُّ أهم منارة علمية شرعية وسطية في العالم كله ، ويعمل في الوقت نفسه على تنقيتها من أصحاب الميول إلى بعض الأفكار المتشددة ، والمنتمين إلى أي جماعات أو جمعيات لا ترتضي الفكر الأزهري ولا تؤمن به ، سواء أكانوا طلابًا أم أساتذة .