وزير الأوقاف في خطبة الجمعة اليوم: الأمل حياة ، ولولا الأمل ما ذاكر طالب ولا اجتهد ، ولا زرع فلاح ولا حصد
وزير الأوقاف في خطبة الجمعة اليوم:
الأمل حياة ، ولولا الأمل ما ذاكر طالب ولا اجتهد ، ولا زرع فلاح ولا حصد
وأبواب السماء مشرعة ، وسبل الأمل والرجاء لا حدود لها
الأمل الحقيقي هو الذي يُبنى على العمل والأخذ بالأسباب
في خطبة الجمعة اليوم 28 / 8 / 2020م بمسجد محمد على (بالقلعة) أكد معالي وزير الأوقاف أ.د / محمد مختار جمعة أن الأمل حياة ، ولولا الأمل ما ذاكر طالب ولا اجتهد ، ولا زرع فلاح ولا حصد
وأن أبواب السماء مشرعة ، وسبل الأمل والرجاء لا حدود لها
مستشهدًا معاليه بقول أحد الحكماء: عجبت لمن ابتلي بأربع كيف يغفل عن أربع ؛ عجبت لمن ابتلي بِضُرٍّ كيف يغفل عن قوله تعالى على لسان سيدنا أيوب (عليه السلام) : “أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ” (الأنبياء : 83) , والله (عز وجل) يقول بعدها : ” فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ” (الأنبياء : 84) , وعجبت لمن ابتُلي بغَمٍّ كيف يغفل عن قوله تعالى على لسان سيدنا يونس (عليه السلام) : ” لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ” (الأنبياء : 87) , ورب العزة (عز وجل) يقول بعدها : ” فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ” (الأنبياء : 88) , وعجبت لمن ابتلي بمكر الناس كيف يغفل عن قوله تعالى على لسان مؤمن آل فرعون : ” وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ”(غافر : 44) , والله (عز وجل) يقول بعدها : ” فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ” (غافر : 45) , وعجبت لمن ابتلي بالخوف كيف يغفل عن قول حسبي الله ونعم الوكيل , ورب العزة سبحانه يقول: “الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ” (آل عمران : 173, 174) .
وذكر معاليه أن الأمل الحقيقي هو الذي يُبنى على العمل والأخذ بالأسباب , فنحن في حاجة إلى الفقه والطب , وإلى الدعاء والدواء ليتكاملا , فنأخذ الدواء ونسأل الله (عز وجل) أن يجعله سببًا في الشفاء , وهذا هو مفهوم التوكل الصحيح , حيث يقول الحق سبحانه : ” فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ” (الملك : 15) , فالمشي سعي وأخذ بالأسباب , ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُوا خِمَاصاً وَتَرُوْحُ بِطَاناً” (مسند أحمد) , فالغدو والرَّوَاح سعي وأخذ بالأسباب .
وأكد معالي وزير الأوقاف أننا في أيام طيبة مباركة من شهر الله المحرم وهو موسم من مواسم الطاعات التي ينبغي للإنسان أن يجتهد فيها ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّم” ، وقد خُصَّ يوم العاشر منه – يوم عاشوراء- بمزيد من الفضل ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاء أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنَّهُ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ ” ، ويستحب أيضًا صيام يوم قبله ، أو يوم بعده ، أو يوم قبله ويوم بعده، داعيًا الله (عز وجل) أن يجعل برفع البلاء والوباء عن البلاد والعباد عن مصرنا العزيزة وسائر بلاد العالمين.