وزير الأوقاف : الأسباب الظاهرة والباطنة لرفع البلاء ، وآداب التعامل مع المحن والأزمات
الأسباب الظاهرة والباطنة لرفع البلاء . وآداب التعامل مع المحن والأزمات . أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف .
لرفع البلاء عن البلاد والعباد أسباب ظاهرة وباطنة ، أما الأسباب الظاهرة التي يجب الأخذ بأقصى درجة منها وكأنها كل شيء فهي أسباب أهل العلم واحتياطات أهل الاختصاص وتنفيذ سائر التوجيهات التي تصدر عن مؤسسات الدولة الرسمية ، فطاعة ولي الأمر ومن يفوضه أو ينوب عنه من مؤسسات الدولة الرسمية واجب شرعي ووطني ، مع عدم الانسياق خلف أي مواقع مشبوهة أو صفحات مجهولة أو غيرها من صفحات الجهات غير الرسمية .
أما الأسباب الباطنة فيجب ألا نُغفلها أو نَغفل عنها مع أخذنا بالأسباب الظاهرة ، وتلك الأسباب الباطنة التي ينبغي أن تكون دائما نصب أعيننا ولا تنسينا المحن مهما كانت قساوتها إياها ، بل تدفعنا دفعًا إلى التعلق بها ، نجدها في قوله تعالى : “فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا” ، فما أحوجنا جميعا إلى التضرع بصدق إلى الله (عز وجل) أن يرفع البلاء عن البلاد والعباد والبشرية جمعاء ، وأن تكون فرصة لأن يراجع كل منا علاقته بربه ، و أن يحصن نفسه بصادق ذكره ، ومن ذلك ما ورد عن سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ” ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة :
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء ” وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : ” من قال حين يخرج من بيته : بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله يقال له : هُديت و كُفيت و وُقيت ، وتنحى عنه الشيطان ” وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : ” من نزل منزلًا ثم قال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ” .
وإذا كنا نبحث عن مرضاة الله (عز وجل) آملين أن يجنبنا البلاء وأن يرفعه عنا فإن ذلك يقتضي منا أمورا أهمها :
١ – الأخذ بالأسباب واتباع تعليمات وتوجيهات جهات الاختصاص وفي مقدمتها ما يصدر عن وزارة الصحة فيما نحن بصدده من مواجهة انتشار فيروس كورونا .
٢ – التراحم فيما بيننا والإيثار لا الأثرة ، وعدم الأنانية ، والبعد عن كل أنواع الاحتكار من البائع قصد رفع سعر السلع ، أو الشره في الشراء والأنانية فيه من جانب المشتري ، بما يخل بتوازن العرض والطلب .
٣ – هذا أوان : ” داووا مرضاكم بالصدقة وحصنوا أموالكم بالزكاة “.
٤ – أن يكون الحفاظ على قوام الحياة هو الأصل و أن يُقدّم ما يؤدي إلى حفظ النفس على ما سواه .
٥ – أن نلهج إلى الله (عز وجل) بالذكر والدعاء وطلب رفع البلاء عن البلاد والعباد والبشرية جمعاء .