أخبار مهمةالأوقاف
ندوات المدارس بمديرية أوقاف أسيوط : ندوة تثقيفية بعنوان ” التدخين الإدمان وأثرهما على الفرد والمجتمع
بمدرسة المهندس سعد اباظه
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور محمود سعد شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، وبإشراف الشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بالمديرية، انعقدت اليوم الأربعاء الموافق 6 نوفمبر 2024 ندوة تثقيفية بمدرسة المهندس سعد أباظة تحت عنوان “التدخين والإدمان وأثرهما على الفرد والمجتمع”. تأتي هذه الندوة في إطار التعاون المثمر والمستمر بين وزارة الأوقاف ووزارة التربية والتعليم، وضمن المبادرة الرئاسية التي أطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية تحت شعار “بداية جديدة لبناء الإنسان المصري”، والتي تهدف إلى تعزيز الوعي الثقافي والتربوي بين فئات المجتمع المختلفة.
بدأت الندوة بكلمة لفضيلة الشيخ أيمن عبد الفتاح أحمد، إمام وخطيب بمديرية أوقاف أسيوط، حيث ألقى محاضرة مميزة تناول فيها هذا الموضوع الهام من منظور ديني وشرعي.
بدأ فضيلته المحاضرة بالتأكيد على خطورة التدخين والإدمان، ليس فقط على صحة الفرد، بل أيضًا على دوره في المجتمع وقدرته على أداء واجباته الدينية والأخلاقية. وقد شدد الشيخ أيمن على أن الإسلام يحرّم كل ما يضرّ بالإنسان، ويحث على حفظ النفس وصونها من كل ما يؤذيها، مستشهداً بقول الله تعالى: “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة”، وقوله تعالى: “ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً”، وهو ما يعد توجيهاً واضحاً للمسلمين بضرورة الابتعاد عن كل ما يضر بالصحة ويعرّض الإنسان للهلاك.
وقد أوضح الشيخ أيمن أن التدخين يعدّ من العادات التي تضر بالجسد والنفس، حيث تدمّر الرئة والقلب، وتسبب الأمراض الخطيرة كالسرطان وأمراض الجهاز التنفسي والقلب. وأشار إلى أن المدخن لا يؤذي نفسه فحسب، بل يؤذي من حوله بسبب التدخين السلبي الذي يتعرض له أفراد أسرته وأصدقاؤه وزملاؤه، موضحاً أن هذا الفعل يخالف تعاليم الدين الإسلامي التي تدعو إلى الرحمة والاعتناء بالصحة الجسدية والنفسية.
كما تناول الشيخ أيمن جانب الإدمان، مؤكداً أن الإدمان يجعل المرء عبداً لعاداته السيئة، ويقيده في دائرة مدمرة من التبعية والضعف، مما يفقده السيطرة على نفسه ويضعف إرادته. وأشار إلى أن الشخص المدمن غالبًا ما يهمل واجباته الدينية وأسرته ومجتمعه، مما يؤثر سلباً على حياته ويؤدي إلى تدهور في علاقاته الأسرية والاجتماعية. وأكد فضيلته أن الدين الإسلامي يحث على التوازن في الحياة والابتعاد عن كل ما يشتت العقل ويضعف الإرادة، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لا ضرر ولا ضرار”، كونه قاعدة شرعية تعزز مبادئ الحماية من كل ما يهدد حياة الإنسان وصحته النفسية والجسدية.
ثم ألقت الدكتورة ولاء توفيق، أستاذة علم النفس بجامعة أسيوط، حيث قدمت شرحاً علمياً حول الآثار السلبية للتدخين والإدمان على الصحة النفسية والجسدية للفرد، وكيفية تأثيرهما على المجتمع بأسره. أوضحت الدكتورة ولاء أن التدخين والإدمان ليسا مجرد عادات سيئة، بل هما مشكلتان تتسببان في تغييرات خطيرة في كيمياء الدماغ والجهاز العصبي، مما يؤدي إلى اضطرابات نفسية خطيرة مثل القلق والاكتئاب وضعف التركيز. وأضافت أن هذه العادات تؤدي إلى إدمان المواد الضارة كالتبغ والمخدرات، وتزيد من احتمالات الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والشرايين والرئة.
كما تطرقت الدكتورة ولاء إلى آثار الإدمان على العلاقات الاجتماعية والأسرية، موضحةً أن الشخص المدمن يفقد غالباً السيطرة على تصرفاته، مما يؤدي إلى تدهور في علاقاته مع أفراد أسرته وأصدقائه، ويتسبب في توترات ومشكلات أسرية تؤثر على استقرار الأسرة وتماسكها. وشددت على أن الوعي بأضرار التدخين والإدمان يعد الخطوة الأولى نحو الوقاية منهما، داعية الشباب إلى الابتعاد عن مثل هذه العادات التي تدمّر مستقبلهم وصحتهم، مؤكدةً على أهمية السعي إلى أنشطة صحية مفيدة تعزز من رفاهيتهم النفسية والجسدية.
إتبعنا