الأوقاف
ندوات المدارس بمديرية أوقاف أسيوط: انعقاد ندوة تثقيفية بمدرسة الأقصى (٣٠يونيه) تحت عنوان ” الدين المعاملة”
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور محمود سعد شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، وبإشراف الشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بالمديرية، نظمت مديرية الأوقاف بأسيوط ندوة تثقيفية مميزة تحت عنوان “الدين المعاملة”.
انعقدت الندوة في مدرسة الأقصى (30 يونيو)، بحضور كبير من الطالبات والمعلمين الذين أبدوا تفاعلاً إيجابيًا يعكس اهتمامًا متزايدًا بالقيم الدينية وأثرها في تشكيل سلوكيات الأفراد والمجتمعات.
افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية من إدارة المدرسة التي أعربت عن امتنانها لوزارة الأوقاف لجهودها في نشر التعاليم الإسلامية السمحة، مؤكدة على أهمية تعزيز القيم الأخلاقية في نفوس الطالبات، ليكنّ أفرادًا صالحين يسهمن في بناء مستقبل مشرق. وشددت إدارة المدرسة على أن مثل هذه المبادرات تعزز من مكانة المدرسة كمنبر لنشر الأخلاق والقيم الإسلامية التي تهدف إلى بناء جيل واعٍ ومثقف يحمل في قلبه معاني الإيمان والإنسانية.
بدأ فضيلة الدكتور أسامة عوض عبد الله، إمام مسجد حراء بأسيوط، محاضرته بإشارة بليغة إلى أهمية الأخلاق في الإسلام، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق”. وأكد أن الدين ليس شعائر فقط، بل معاملة تنبض بالرحمة، والتسامح، وحسن الخلق في كافة مجالات الحياة. وتناول في حديثه العديد من الأمثلة من السيرة النبوية، موضحًا كيف جسّد النبي صلى الله عليه وسلم أسمى معاني الأخلاق في تعامله مع الأهل، والصحابة، وحتى مع أعدائه.
وفي حديثه، شدد الدكتور أسامة على أن الإسلام يقوم على مبادئ عظيمة تنادي بالتراحم والتعاون ونبذ الكراهية، مذكّرًا الطلاب بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”. وأوضح أن حسن المعاملة ليس واجبًا دينيًا فحسب، بل هو عنوان لشخصية المسلم الحقيقية وأساس لتكوين مجتمع متماسك يقوم على المحبة والاحترام.
الندوة شهدت تفاعلًا كبيرًا من الطالبات اللواتي أبدين اهتمامًا ملحوظًا بموضوع المحاضرة. طرحت الطالبات العديد من الأسئلة حول كيفية تطبيق القيم الدينية في الحياة اليومية، وكيف يمكن لهن أن يكنَّ مثالًا يُحتذى به في الأخلاق. أجاب الدكتور أسامة على تساؤلاتهن مستشهدًا بقول الله تعالى: “وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا”، موضحًا أن الكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة هما أول خطوات بناء العلاقات الإنسانية الناجحة.
لم تقتصر المحاضرة على الجانب النظري، بل تناولت العديد من القصص الواقعية التي تُبرز كيف يمكن للأخلاق الحسنة أن تغيّر النفوس وتؤثر إيجابيًا في الآخرين. ومن بين تلك القصص، قصة الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الذي كان يُعرف بحسن معاملته لجيرانه، مسلمين كانوا أو غير مسلمين، مما ترك أثرًا طيبًا في قلوبهم حتى بعد وفاته.
في ختام الندوة، وجه الدكتور أسامة رسالة إلى الطلاب والطالبات، داعيًا إياهم إلى أن يكنَّ سفراء للإسلام من خلال أخلاقهم وسلوكهم في المجتمع، مؤكدًا أن حسن الخلق ليس فقط سببًا لمحبة الناس، بل هو طريق إلى محبة الله ورضاه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا”.
وبهذه الروح المفعمة بالأمل والإيمان، اختتمت الندوة وسط إشادة من الحاضرين الذين أعربوا عن تقديرهم لهذه الجهود المباركة التي تعكس رؤية وزارة الأوقاف في تعزيز الأخلاق والقيم الدينية. قدمت إدارة المدرسة شهادة شكر وتقدير للدكتور أسامة عوض ووزارة الأوقاف، داعية إلى المزيد من هذه الفعاليات التي تنير العقول والقلوب، وتسهم في بناء مجتمع أفضل.
إتبعنا
تعليق واحد