مَـا نـفـسٌ سَـابـقـتْ كَـنـفـسٍ تَـأنّــتْ بقلم الشيخ خالد الشعراوي
&&& ( مَـا نـفـسٌ سَـابـقـتْ كَـنـفـسٍ تَـأنّــتْ ) &&& على محبة الله فليتسارع المتسارعون ويتسابق المتسابقون وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. لو سبقهم أحدهم إلى محبة فتاة ، وفاز بحبها دونهم لأصابهم الهم والغم والكرب العظيم وما تكحل بنوم . ونحن لا نحزن إذا سبقنا غيرنا إلى محبة الله – سبحانه – وفاز برضاه دوننا، لقد انشغلنا عن الله بغيره وانشغل غيرنا بالله عنا ، فوصلوا وتأخرنا ، فالبدار البدار والعجل العجل في شهر من الأشهر الحرم التي تُعظم فيها الحرمات وتُضاعف فيها الحسنات ، لعلنا ندرك ما فات قبل الممات . إن القرآن في أمر الآخرة يستخدم ألفاظاً دالة على السرعة والسبق ، وفي أمر الدنيا يستخدم ألفاظاً دالة على التأني وعدم العجل . قال – سبحانه – في أمر الآخرة -(وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ). ال عمران 133 وقال – سبحانه – أيضا في أمر الآخرة – ( سابقوا إلى مغفرة من ربكم ……) الحديد 21 وفي أمر الدنيا قال 🙁 هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها …..) الملك 15 وحذر النبي – صلى الله عليه وسلم – من التنافس على الدنيا لأنه مهلكة فقال( فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم ) . رواه الشيخان وكان – صلى الله عليه وسلم – يحض على التنافس في الخير وأمر الآخرة كحضه على التبكير في الذهاب إلى المساجد يوم الجمعة ، وعلى إدراك تكبيرة الإحرام خلف الإمام وعلى الصف الأول و…… وكان الصحابة يتسابقون في الخيرات كتسابق الشيخين أبي بكر وعمر- رضي الله عنهما – في التبرع بالمال لتجهيز جيش العسرة حتى جاء عمر بنصف ماله وظن أنه سيسبق أبا بكر، ولكن أبا بكر جاء بماله كله . وكذلك التابعون ، فها هو سهل التستري-رحمه الله – يريد أن يدخل المنافسة مع من ؟ مع الصحابة خير الناس ، وذلك عندما قال : (أيظن أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم – أن يستأثروا به دوننا ، والله لننافسنهم فيه حتى يعلموا أنهم خلفوا ورائهم رجالاً ). فهل نستطيع أن نقول ما قاله التستري وندخل المنافسة ؟ ليعلم كل واحد منا أنه في سباقه للجنة يسابق وينافس عمالقة أقوياء ، إنه يسابق رجال كالصحابة وكالأئمة كأبي حنيفة ومالك والشافعي واحمد – رحمهم الله – وغيرهم كثير في السباق . فهل نحن على قدر المنافسة أم ننسحب ؟ فاللهم يا واصل المنقطعين أوصلنا إليك . الشيخ / خالد دياب شعراوي إمام وخطيب ومدرس القليوبية |