من نفحات الرحمن في شهر رمضان (1)بقلم رئيس التحرير
من نفحات الرحمن في شهر رمضان (1)
مقرر لجنة التعريف بالإسلام بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية
رئيس التحرير
د/اسامة فخري الجندي لا شك أن المسلمين يعيشون الآن زمانًا شريفًا ، فيه النفحات والرحمات والروحانيات – وهو شهر رمضان المبارك – تنشغل فيه جوارحهم بالإقبال على الله عز وجل ، صيامًا وقيامًا وذكرًا وتلاوةً للقرآن ، وغير ذلك من ألوان العبادات المختلفة .
فلقد كان شهر رمضان المعظم وسيظل دائمًا ميداناً لتنافس الصالحين بأعمالهم ، ومجالاً لتسابق المحسنين بإحسانهم ، فكم تتهذّب فيه النفوس ، وكم تتروّض فيه على الفضيلة وترتفع فيه عن الرذيلة
ولا شك أن هذه الطاعات المختلفة في شهر رمضان من شأنها أن تصل بالإنسان إلى حد الاستقامة ، والتي نرجوها أن تستمر بعد رمضان .
وفي لقطات سريعة أقف بالمسلم على بعض النفحات الإيمانية لشهر رمضان
• لا تجعل نفسك أخبث من شيطانك :
دائمًا ما يعلِّق الإنسان معاصيه وما يصدر منه من شرور وغير ذلك من الأمور المذمومة على الشيطان ، فكأن السبب الأصيل في كل ذلك هو الشيطان ، لكنا في رمضان أمام كلام نبوي كريم يبين فيه صلى الله عليه وسلم أن الشياطين تُسلسل في رمضان ، والعلماء قالوا في شرح ذلك : أي تسلسل على الحقيقة ، فقد قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةَ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ ” بخاري و مسلم .
فإذا ما وقع من الإنسان حال صيامه في رمضان بعض من الفعال المذمومة أو الشرور أو المفاسد ، مع مراعاة أن الشيطان ليس له عمل مع الإنسان في رمضان ، فمن أين أتت هذه المعاصي وغيرها ؟ لا بد وأن يقف الإنسان مع نفسه ليدرك الكلام النبوي ولا يقف عند حدود الألفاظ أو النص دون أن يؤصل ويؤسس للمعنى الذي يريد رسول الله أن يوصله إلينا .
• القرآن بين النزول والتنزّل :
بمجرد أن يدخل رمضان تتحرك المشاعر متوجهة لقراءة القرآن ، الذي ظل المسلم بعيدًا عنه فترة عام كامل إلا شهر رمضان ، وهنا أحب أن أوقف المسلم على حقيقتين للقرآن الكريم ، وهما نزول القرآن وتنزّل القرآن .فمن المعلوم أن هناك نزولاً للقرآن وهناك تنزلاً ، والنزول قد انقطع ، أي نزول القرآن من عند الله عز وجل وحيًا ، أما التنزّل فهو لم ينقطع ، والمقصود به أن الإنسان عند قراءته القرن حين يستقبل كلام الله عز وجل بفطرته النقية وبجهاز استقبال مصفَّى ، فقد يتنزل عليه بعض أسرار كلام الله عز وجل ، فإذا كان النزول قد انقطع ، فهناك التنزل الذي لم ينقطع ، فمتى نصفى جهاز استقبالنا لاستقبال كلام الله عز وجل بتأمل وتدبر، فيتنزل علينا من أسراره ، وهل سنستمر في مجالسة ربنا من خلال كلامه أم سنهجر القرآن مرة أخرى؟ ورحم الله سينا أنس بن مالك خحين قال لنا : ربّ تال للقرآن ، والقرآن يلعنه ، يمر بالآية ” ألا لعنة على الكاذبين ” ويكون من الكاذبين . يمر بالآية ” ألا لعنة الله على الظالمين ” ويكون ظالمًا لنفسه أو لغيره .فالأصل إذن التدبر والتأمل …. لا أن تقول لقد قرأت القرآن في رمضان مرتين أو ثلاثة …… أين الأصل في قراءة القرآن ؟؟؟؟؟
بارك الله لكم في الشهر الكريم …. ولنستحضر فيه القيم والأخلاق والقرب لله عز وجل .