الأوقاف
مديرية أوقاف اسيوط تعقد (7 ) ندوات علمية بعنوان “المخدرات و الإدمان ٠٠٠ الآثار وخطوات العلاج”
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور محمود سعد شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، وبإشراف الشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بالمديرية، شهدت مساجد مديرية أوقاف أسيوط، مساء اليوم الإثنين الموافق 9 ديسمبر 2024م، انعقاد سبع ندوات علمية عقب صلاة المغرب، تحت عنوان “المخدرات والإدمان… الآثار وخطوات العلاج”، بمشاركة نخبة من أساتذة جامعة الأزهر بأسيوط وكوكبة من الأئمة المتميزين.
تناولت الندوات واحدة من أخطر القضايا التي تهدد المجتمعات الحديثة، وهي مشكلة المخدرات والإدمان، التي تؤدي إلى انهيار الأسرة، وتفكك القيم، ودمار الفرد والمجتمع. وقد جاءت هذه الندوات لتلقي الضوء على خطورة هذه الآفة من منظور ديني وعلمي شامل. أشار المحاضرون إلى قول الله تعالى:
{وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (البقرة: 195)، مؤكدين أن تعاطي المخدرات والإدمان يمثل صورة واضحة من صور إلقاء النفس إلى التهلكة، وأن الإسلام نهى عن كل ما يضر الإنسان في دينه أو دنياه.
كما استشهد المحاضرون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
“لا ضرر ولا ضرار” (رواه ابن ماجه)، موضحين أن المخدرات تتسبب في أضرار جسيمة للفرد والمجتمع، فهي تؤثر على صحة الإنسان وعقله وروحه، وتجعله يفقد قدرته على التفكير السليم واتخاذ القرارات الصائبة. وقد بين العلماء أن العقل هو أمانة من الله للإنسان، وأن حفظه من أسمى غايات الشريعة الإسلامية التي جاءت لحفظ الضروريات الخمس: الدين، النفس، العقل، النسل، والمال.
سلطت الندوات الضوء على الآثار المدمرة للمخدرات، سواء الصحية منها كالإضرار بالكبد والجهاز العصبي، أو الاجتماعية كالتفكك الأسري وانتشار الجرائم، أو الاقتصادية حيث تستنزف الموارد المالية وتدمر الاقتصاد الفردي والمجتمعي. قال الله تعالى:
{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} (الإسراء: 27)، وهو تحذير واضح من إهدار المال في الحرام.
وأوصى المحاضرون بضرورة التعاون بين جميع المؤسسات المجتمعية والدينية للتصدي لهذه الظاهرة، مع التأكيد على أهمية التوعية المجتمعية ودور خطب الجمعة في إرشاد الشباب وإبعادهم عن طريق الهلاك. كما دعا العلماء إلى تبني برامج تأهيلية ونفسية للمتعافين من الإدمان، ودعمهم ليكونوا عناصر فعالة في المجتمع.
إن هذه الجهود التي تمت بتوجيهات معالي وزير الأوقاف، تهدف إلى بناء جيل واعٍ ومجتمع متماسك، يحيا في ظل القيم الإسلامية النبيلة، ويبتعد عن كل ما يضر الإنسان في دينه ودنياه، تحقيقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
“المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير” (رواه مسلم).
إتبعنا