الأوقاف
مديرية أوقاف أسيوط تنظم (21) ندوة دعوية تفاعلية بعنوان الإلحاد وسبل مواجهته
مديرية أوقاف أسيوط تنظم (21) ندوة دعوية تفاعلية بعنوان الإلحاد وسبل مواجهته في أكبر خطة دعوية خلال شهر نوفمبر بالأسبوع الثالث
==============================
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية السيد الدكتور محمود سعد شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، وبإشراف الشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بالمديرية، نظمت مديرية أوقاف أسيوط يوم الثلاثاء الموافق 26 نوفمبر 2024 سلسلة من الندوات العلمية التي بلغت 21 ندوة، امتدت لتشمل جميع مراكز ومدن المحافظة. جاءت هذه الندوات تحت عنوان “الإلحاد وسبل مواجهته”، وشارك فيها نخبة من أئمة وخطباء وزارة الأوقاف، إلى جانب قيادات المديرية ومديري الإدارات الفرعية.
استهل المحاضرون الندوات بتوضيح مفهوم الإلحاد وأسبابه، مشيرين إلى أنه ظاهرة قديمة تعود جذورها إلى ما قبل الإسلام، لكنها باتت أكثر انتشارًا وتعقيدًا في العصر الحديث بفعل التغيرات الثقافية والاجتماعية والتأثيرات الإعلامية. وأكدوا أن الإلحاد لا يتوقف عند رفض وجود الخالق فحسب، بل يمتد ليشمل التشكيك في القيم والأخلاق التي جاءت بها الأديان السماوية.
اعتمدت الندوات على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في بيان بطلان الإلحاد. استشهد المحاضرون بقوله تعالى: “أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ” (الطور: 35)، ليدللوا على أن العقل السليم لا يمكنه قبول فكرة أن الكون جاء من العدم أو أن الإنسان خلق نفسه بنفسه. كما أشاروا إلى قوله تعالى: “وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ” (الذاريات: 21)، موضحين أن التأمل في خلق الإنسان ودقة تكوينه دليل واضح على وجود الخالق.
فيما تناولت السنة النبوية الشريفة قضية الإيمان بالله كأصل ثابت في حياة المسلم، استشهد المحاضرون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه” (رواه البخاري ومسلم). وأكدوا أن الفطرة السليمة تدعو إلى الإيمان بالله، وأن الانحراف عنها سببه المؤثرات الخارجية أو غياب التربية الدينية الصحيحة.
من بين المحاور التي نوقشت في الندوات، أسباب انتشار الإلحاد بين الشباب، ومن أبرزها غياب القدوة الصالحة، وضعف الوعي الديني، والانبهار بالعلوم المادية دون ربطها بالإيمان بالله. كما تناولت الندوات الأدوار المطلوبة من الأسرة والمجتمع لمواجهة هذه الظاهرة، وأهمية تعزيز الثقافة الإسلامية في المناهج التعليمية والإعلام.
أكد المحاضرون أن القرآن الكريم وضع أسسًا قوية للمواجهة الفكرية مع الإلحاد، من خلال دعوة الإنسان إلى استخدام العقل والتفكر في خلق السماوات والأرض. استشهدوا بقوله تعالى: “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ” (آل عمران: 190). وأوضحوا أن هذه الآيات هي دعوة صريحة للتأمل والتفكر الذي يقود الإنسان إلى اليقين بوجود الله.
كما تم تسليط الضوء على سبل معالجة الإلحاد، منها العودة إلى الفطرة السليمة وتعزيز الإيمان بالله من خلال الأدلة العقلية والنقلية. وشددوا على ضرورة التواصل مع الشباب، وفهم مشكلاتهم ومخاوفهم، وتقديم إجابات منطقية ومقنعة لأسئلتهم، بالإضافة إلى توفير القدوة الحسنة التي تمثل القيم الإسلامية.
وخلال الندوات، تم التركيز على أهمية التصدي للإلحاد بالعلم والحوار البناء، وليس بالمواجهة الصدامية. وأشار المحاضرون إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، مستشهدين بقوله تعالى: “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ” (النحل: 125).
في ختام الندوات، أشار المحاضرون إلى أن وزارة الأوقاف تولي اهتمامًا كبيرًا بقضية الإلحاد، وتسعى من خلال جهودها المتواصلة إلى تحصين المجتمع ضد هذه الظاهرة. كما أكدوا على دور مديرية أوقاف أسيوط في نشر الوعي الديني الصحيح وتنظيم هذه اللقاءات التوعوية التي تهدف إلى تعزيز الإيمان وتقوية الروابط المجتمعية على أسس دينية سليمة.
إتبعنا