الأوقاف
مديرية أوقاف أسيوط تعقد (61 ) ندوة علمية ضمن برنامج المنبر الثابت بعنوان لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه
مديرية أوقاف أسيوط تعقد (61 ) ندوة علمية ضمن برنامج المنبر الثابت بعنوان لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه” … حرمة أكل أموال الناس بالباطل
في إطار التعاون المثمر بين المؤسسات الدينية وحرصًا على نشر الوعي الديني والتصحيح المستمر للمفاهيم المغلوطة، عُقد اليوم الثلاثاء الموافق 3 ديسمبر 2024 عدد 61 مجلسًا من مجالس المنبر الثابت بجميع إدارات مديرية أوقاف أسيوط، بمشاركة نخبة متميزة من علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف. تناولت المجالس موضوعًا غاية في الأهمية حول حرمة أكل أموال الناس بالباطل تحت عنوان: “لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه”.
أكد العلماء خلال هذه المجالس أن الشريعة الإسلامية وضعت أسسًا متينة لحماية الحقوق وصيانة أموال الأفراد والمجتمعات، وحذرت تحذيرًا شديدًا من التعدي على أموال الغير بغير وجه حق. واستشهدوا بالآية الكريمة: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} [النساء: 29]، حيث تشير الآية إلى ضرورة أن تقوم التعاملات المالية على مبدأ الرضا المتبادل والشفافية، بعيدًا عن الغش أو الخداع. كما أشار العلماء إلى الحديث الشريف الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه” [رواه أحمد]، وهو نص صريح يضع قاعدة أساسية تُظهر أن المال لا يجوز تداوله بين الناس إلا برضا صاحبه الكامل.
كما بيّن العلماء أن أكل أموال الناس بالباطل يشمل كافة أشكال الاحتيال والسرقة والربا والغش في البيع والشراء، مؤكدين أن هذه التصرفات ليست فقط محرمة شرعًا، بل تضر بالمجتمع وتؤدي إلى انتشار الفساد والانهيار الأخلاقي. واستدلوا على ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من غشنا فليس منا” [رواه مسلم]، الذي يحذر من أي عمل يؤدي إلى خداع الآخرين في المال أو المعاملات.
وفي سياق الحديث عن الأمانة المالية، أشار العلماء إلى أن الإسلام يعتبر المال أمانة يجب حفظها وعدم التعدي عليها. واستدلوا بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58]، مشيرين إلى أن التعدي على مال الغير أو التصرف فيه دون وجه حق يعد خيانة للأمانة، وهي من أعظم الذنوب.
وقد أوضح العلماء خلال المناقشات أن من أخطر أشكال أكل المال بالباطل استغلال المناصب أو النفوذ لتحقيق مكاسب شخصية على حساب حقوق الآخرين. واستشهدوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به” [رواه مسلم]، في إشارة إلى ضرورة العدل وعدم استغلال السلطة لتحقيق منافع خاصة.
وفي ختام المجالس، دعا العلماء الحاضرين إلى الالتزام بتعاليم الإسلام التي تحث على الأمانة والنزاهة في التعاملات المالية، والتخلص من أي شبهة تتعلق بأموال الغير. كما أشادوا بالدور الرائد الذي تقوم به وزارة الأوقاف بالتعاون مع الأزهر الشريف في نشر الوعي الديني وترسيخ القيم الإسلامية الصحيحة.
هذه المجالس تؤكد أهمية استمرار جهود المؤسسات الدينية في تعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية التي تصون المجتمعات وتحفظ استقرارها، وتجعل من الإسلام منهجًا عمليًا لحياة تسودها العدالة والرحمة.
إتبعنا