لا تسبوا أصحابي خطبة الجمعة 14 يونيو 2019 للشيخ عبد الناصر بليح
لا تسبوا أصحابي خطبة الجمعة 14 يونيو 2019 للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ 10 شوال 1440هــ ـ الموافق 14 يونيو 2019م.
لا تسبوا أصحابي خطبة الجمعة القادمة 14/6/2019 وعناصرها:
لتحميل خطبة الجمعة القادمة لا تسبوا أصحابي بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة لا تسبوا أصحابي بصيغة pdf أضغط هنا.
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة لا تسبوا أصحابي كما يلي:
لا تسبوا أصحابي
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم الحمد لله الذي خلق الإنسان علمه البيان والصلاة والسلام على الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى القائل:”اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي ، اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي ، لَا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ ، فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي ، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ ، وَمَنْ آذَى اللَّهَ فَيُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ “(أحمد).
أما بعد. فياجماعة الإسلام يقول الله تعالي:”مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا “(الفتح: 29).
إخوة الإيمان حديثنا إليكم اليوم عن الصفوة والنخبة بعد الرسل والأنبياء حديثنا عن الصحابة الأعلام الأطهار الأخيار الذين اختارهم المولي عز وجل لصحبة خير خلقه وخاتم أنبيائه ورسله ..
إنّهم أطهر الناس قلوباً، وأعمقهم علماً، وأكثرهم اتّباعاً وحبّاً للرّسول صلّى الله عليه وسلّم، فالله -تعالى- نظر إلى قلوب البشر فوجد قلب محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- خير القلوب فاختاره لرسالته، ثمّ نظر إلى قلوب البشر فوجد قلوب أصحابه خير القلوب فاختارهم لصحبته، فهم أفضل البشر بعد الأنبياء والرّسل عليهم السلام، واصطفاهم من بين عباده الصالحين، حيث قال:”قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ”(النمل/59) قال ابن عباس -رضي الله عنه- مفسّراً الآية السابقة:”هم أصحاب محمّد صلّى الله عليه وسلّم”.
من هو الصحابي:”
عباد الله : “الصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام، ويُمكن القول إنّ الصحابيّ هو من قابل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وآمن به وبقي على ذلك حتى مات،والصحابة عدول بتعديل الله تعالى لهم، وثنائه عليهم، وثناء رسوله صلى الله عليه وسلم. والصُّحبة تتفاوت وتتفاضل فصحبة أبي بكر الصِّدِّيق – رضي الله عنه – ليست كصحبة غيرِه.
فالصحابة منهم المهاجرين ومنهم الأنصار؛ ويُمكن القول بأنّ المهاجرين هم الذين أسلموا قبل فتح مكّة وهاجروا إلى المدينة المنورة، تاركين أهلهم وأموالهم وأرضهم لنصرة الإسلام والدعوة إليه، أمّا الأنصار فهم سكّان المدينة المنورة الذين استقبلوا الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه ونصروهم وأكرموهم، وجاهدوا في سبيل الله حقّ الجهاد.
والصحابة أبر هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، وأقومها هدياً، وأحسنها حالاً، اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه”، كما قال ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه.
و الصحابة خير الخلق بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم. فالفضل والقدر والمنزلة الأعلى ثابتة لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أكرمهم الله بمشاهدة ومصاحبة خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا الفضل لن يدركه بحال أحد ممن جاء بعدهم.
عدالة الصحابة من القرآن الكريم:
عباد الله:”
حظي صحابة الرسول صلي الله عليه وسلم بنصيب وافر من التوقير والتقدير عند ربِّهم الجليلِ بالتَّزكيةِ والإكرامِ والتَّبجيل، فذكرَهُم بأجملِ الخلالِ وأحسنِ الصِّفاتِ في محكَمِ التَّنزيلِ، وأثْنى علَيْهم بالجمِيل، ووَعَدهم بالنَّعِيم المقيم، والجنَّاتِ والثَّوابِ الجزيل، قال تعالى:”وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”(التوبة/ 100). وقال تعالي:” لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا”(الفتح/18).
وكفى فخراً للصحابة رضوان الله عليهم أجمعين أن الله سبحانه وتعالى اصطفاهم لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام وأن ذكرهم في القرآن الكريم باقٍ إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها. يقول الحق تبارك وتعالى واصفاً نبيه وصحابته الأبرار:”مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا”(الفتح/29).
توقير الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه ووصيته بهم
أيها الناس :”
إنَّ خير النَّاس وأفضلهم بعد الأنبياءعليهم السَّلام هم صحابة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الأخيار الَّذين اصطفاهم الله لصحبة نبيِّه، ونقل دينه، وحفظ شريعته، فكانوا أعمق النَّاس علمًا، وأبرَّهم قلوبًا، وأقلَّهم تكلُّفًا، وأزكاهم نفوسًا، وأصدقهم لهجةً، بذلوا النَّفس والنَّفيس في نصرة النَّبيِّ الكريم -صلَّى الله عليه وسلَّم، وإقامة الدِّين،ورفع راية التَّوحيد، وتعبيد النَّاس لربِّ العالمين، فضلُهم عظيم، وخيرهم كبير،وهم كما قال صلَّى الله عليه وسلَّم:”خَيرُ النَّاسِ قَرْني”.
قال النَّوويُّ:”اتَّفقَ العُلماءُ على أنَّ خَيرَ القُرونِ قَرنُه صلَّى الله عليه وسلَّم والمرادُ أصحَابه”.
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم:”لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ”(البخاري). ) قوله:”لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه”. المعنى: لو تصدق أحدكم بصدقة تشبه جبل أحد في كثرتها وضخامتها، فإن هذه الصدقة لا يساوي ثوابها ثواب مدّ أو نصف مدّ يتصدق به صحابي، والمد مكيال يقدر بربع الصاع، ومعنى نصيفه أي:”نصف المد”.
قال الحافظ في (الفتح): النصيف بوزن رغيف هو النصف، كما يقال عشر وعشير وثمن وثمين، وقيل النصيف مكيال دون المدّ.عن أبي برزة عن النبي صلى الله عليه وسلم:”أكرموا أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يظهر الكذب حتى يحلف الرجل قبل أن يُستحلف، ويشهد قبل أن يُستشهد، فمن أراد بحبوحة الجنة فعليه الجماعة، وإياكم والفرقة؛ فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، ولا يخلونِّ رجل بامرأة، فإن ثالثهما الشيطان، ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن” [أحمد].
وعن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “احفظوني في أصحابي، فمن حفظني فيهم كان عليه من الله حافظ، ومن لم يحفظني فيهم تخلى الله عنه، ومن تخلى الله عنه يوشك أن يأخذه”(الحاكم).
وعَنْ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ”إن اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اخْتَارَنِي وَاخْتَارَ بِي أَصْحَابًا، فَجَعَلَ لِي مِنْهُمْ وُزَرَاءَ وَأَنْصَارًا وَأَصْهَارًا، فَمَنْ سَبَّهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ،لا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ وَلاعَدْلٌ”( الحاكم)
وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”إن الله تعالى اختارني، واختار لي أصحابي، واختار لي منهم أصهارًا أو أنصارًا، فمن حفظني فيهم حفظه الله، ومن آذاني فيهم آذاه الله” [الحافظ البغدادي].
وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”دعوا لي أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد ذهبًا ما بلغتم أعمالهم”(أحمد).
وعن عبد الله بن مغفل عن النبي صلى الله عليه وسلم:”الله الله! في أصحابي، لا تتخذوهم غرضًا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه”(الترمذي).
وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم:”إذا رأيتم الذين يسبون أصحابي، فقولوا:لعنة الله على شركم”(الترمذي).
وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم:”لا تذكروا مساوئ أصحابي، فتختلف قلوبكم عليهم، واذكروا محاسن أصحابي حتى تأتلف قلوبكم عليهم”(الديلمي).
وعن معاوية بن أبي سفيان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:”من أحب الأنصار، أحبه الله، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله”(أحمد).
النهي عن سب الصحابة :”
و نهى النَّبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – عن سَبِّ صحابتِه الكِرام، والنَّهيُ يقتضِي التَّحريمَ، فلا يجوزُ لمسلمٍ أن يتكلَّمَ في أحدٍ من الصَّحابة بطعنٍ أو غَمزٍ أو لَمزٍ أو تنقيصٍ أو تعريضٍ بتجريحٍ أو قدحٍ في عدالتِه ودينِه مطلقًا بأيِّ سببٍ من الأسباب، وبأيِّ صورةٍ من الصُّورِ، وما حصل منهم من الاقتتال هم فيه مجتهدون، المصيبُ منهم مأجورٌ، والمخطئُ منهم معذور وذنبُه مغفورٌ، والطَّاعنُ فيهم مأزورٌ غيرُ مأجور.
حكم من سب الصحابة؟
قال النَّووي:”وَاعْلَمْ أَنَّ سَبَّ الصَّحَابَة – رضي الله عنهم – حَرَام مِنْ فَوَاحِش المُحَرَّمَات، سَوَاء مَنْ لَابَسَ الفِتَن مِنْهُمْ وَغَيْره؛ لِأَنَّهُمْ مُجْتَهِدُونَ فِي تِلْكَ الحُرُوب، مُتَأَوِّلُونَ”.
لا يحلُّ لأحدٍ أن يسبَّ أحدًا من الصَّحابة جميعهم الصَّغار منهم والكبار، من شهد منهم الوقائع ومن لم يشهد، المتقدِّم منهم والمتأخِّر، كلُّهم سواءٌ في عدمِ جوازِ التَّعرض لجَنابهم بالسَّبِّ أو التَّنقُّص.
ويمكن إجمال حكم سبِّ الصَّحابة في ثلاثة أقسام:
الأول: أن يسبَّهم بما يقتضي كفرَ أكثرِهم وردَّتهم، أو أنَّ عامَّتَهم فسقُوا، فهذا لا ريب في كفره؛ لأنَّ مقالته تكذيب صريح لنصِّ القرآن الَّذي فيه الثَّناء عليهم والتَّرضِّي عنهم، وأنَّ لازمه تكفير وتفسيق نقلَة الشَّريعة.
الثاني: أنْ يسبَّ بعضهم أو أحدًا منهم سبًّا يطعن في دينه وعدالته باللَّعن والتَّقبيح، ففي تكفيره قولان لأهل العلم؛ والقائلون بعدم كفره أجمعوا على أنَّه فاسق، لارتكابه كبيرة من كبائر الذُّنوب، يستحقُّ عليه التَّعزير والتَّأديب.
قال الهيتمي: «أجمع القائلون بعدم تكفير من سبَّ الصَّحابة على أنَّهم فسَّاق».
الثَّالث: أنْ يسبَّهم بما لا يقدح في دينهم كالجبن والبخل وقلَّة العلم والذَّكاء وضعف الرأي، وعدم الزُّهد في الدُّنيا ونحو ذلك، فهذا لم يكفِّره العلماء بمجرَّد ذلك؛ لكنَّه يستحقُّ التَّعزير والتَّأديب. كما أنَّهم اتَّفقوا على كفر من رمى عائشة ـ رضي الله عنها ـ بما برَّأها الله منه. فالَّذي يُطلق العَنانَ لِلِسانِه يَفْري في أعْراضهم – رضي الله عنهم – سبًّا وتجديعًا وتجريحًا وتنقيصًا إنَّما يطعن في القرآن الكريم؛ لأنَّه ما جاء ذكر الصَّحابة في الكتاب العزيز إلَّا مدحًا وثناءً وتزكيةً، قال تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110]، واتَّفق العلماء على أنَّ المقصود الأوَّل من هذه الآية هم الصَّحابة – رضي الله عنهم -.
فالطَّعن في الصَّحابة – رضي الله عنهم – إنَّما هو طعنٌ في الله ورسوله وشريعته؛ فيكون طعنًا في الله؛ لأنَّه طعنٌ في حكمتِه واختيارِه؛ حيثُ اختار لأفضلِ خلقِه – صلَّى الله عليه وسلَّم – أسوأَ خلقه ـ تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا ـ؛ وطعنًا في النَّبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -؛ لأنَّهم أصحابُه، والمرءُ على دينِ خليلِه، والإنسان يُعرف صلاحُه أو فسادُه بقرينِه؛ وطعنًا في الشَّريعة؛ لأنَّهم الواسطةُ بيننا وبين رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – في نقلِ الشَّريعة، وإذا كانوا بهذِه المثابةِ، فلا يُوثقُ بهذه الشَّريعة؛ لأنَّ الطَّعنَ في النَّاقلِ طعنٌ في المنقُولِ.
لأجل هذا كلِّه استوجبَ سابُّ الصَّحابة اللَّعنَ على نفسِه، فعن ابن عباس -رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -:”مَنْ سَبَّ أصْحَابي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالملاَئِكَةِ والنَّاسِ أجْمَعِين”(حسن).
فمن سب قوماً هذه فضائلهم، وهذا ثناء ربهم عليهم، وثناء رسوله صلى الله عليه وسلم عليهم، فلا شك أنه مكذب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، فيجب أن يعرف ذلك، وأن تقام عليه الحجة، فإن تاب ورجع إلى الحق، فالله توابٌ رحيم، وإن تمادى في سبهم ولم يتب ولم ينصع للحق، فهو كافر ضال مضل، نقل ذلك غيرُ واحدٍ من أهل العلم، وهذا فيمن سبهم جملة، وكذلك من سب واحداً منهم تواترت النصوص بفضله، فيطعن فيه بما يقدح في دينه وعدالته، وذلك لما فيه من تكذيب لتلك النصوص المتواترة والإنكار والمخالفة لحكم معلوم من الدين بالضرورة.ونقل الخلال عن الإمام أحمد أنه سئل عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم أجمعين فقال: ما أراه على الإسلام.
وأما من سب من تواترت النصوص بفضله بما لا يقدح في دينه وعدالته، كأن يصفه بالبخل أو الجبن، أو سب بعض من لم تتواتر النصوص بفضله، فلا يكفر بمجرد ذلك السب، لعدم إنكاره ما علم من الدين بالضرورة، ولكنه يكون قد أتى ما يوجب تأديبه وتعزيره.
من سب أحدًا من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ـــ من أهل بيته وغيرهم ـــ فقد أطلق الإمام أحمد أنه يضرب نكالا وتوقف عن قتله وكفره.
فكأن لسان حاله يقول بعد أن ذكر فضائلهم الخاصة وفضائلهم العامة رضي الله عنه : من ذا الذي تحدثه نفسه بالنطق بكلمة واحدة فيها غمز لهؤلاء الصفوة المختارة من البشر لصحبة خير البشر صلى الله عليه وسلم ، الذين يفوق قليلهم كثير غيرهم، والذين متعهم الله في هذه الحياة الدنيا برؤيته صلى الله عليه وسلم ، وسماع كلامه، ونصرته وتأييده، وحمل سنته صلى الله عليه وسلم إلى الأجيال اللاحقة، والذين حصل لهم شرف صحبته ونسبتهم إليه ـ وأكرم بها من نسبة ـ في قوله (أصحابي)، أفمثل هؤلاء يسبون أو مثل هؤلاء يفكر في القدح فيهم، إلا مخذول مرذول قد استحوذ عليه الشيطان، نعوذ بالله من الخذلان.
وجوب الانتصار لهم والدفاع عنهم :”
عباد الله:” إنَّ منزلةَ الصُّحبة لا يَعْدِلها شيءٌ، لذا كان صاحبُها سابقًا لمن بعدَه ولو كان أكثرَ منهُ عمَلاً. أنَّه يجب الانتصار للصَّحابة الأبرار، والذَّبِّ عن أعراضهم، وعدم السُّكوت على من تعرَّض لهم؛ فالنبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – لم يتوانَ أبدًا في الدِّفاع عنهم وأطلقها مدوِّيةً صريحةً ناهيًا عن التَّعرض لهم بأدنى سوء فقال:” لا تسبوا أصحابي ” وفي لفظ عند مسلم: ” لا تسبوا أحداً من أصحابي “.
وعلينا أن نعمُر أفئدتنا بحبِّ صحابة رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -، وأن تلهج ألسنتنا بالثَّناء عليهم ومدحهم والتَّرضِّي عنهم، وأن نعرف مآثرهم ومناقبَهم وفضائلهم ونَنْشُرَ ذلك بين النَّاس حتَّى لا تجدَ شُبهاتُ الطَّاعنين فيهم والخائضين في أعراضهم والمُشَكِّكين في عدَالتهم.
ونُحبُّ أصحابَ رسُولِ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -، ولا نُفَرِّط في حُبِّ أحدٍ منهُم، ولا نتبرَّأ منْ أحدٍ منهُم؛ ونُبغِضُ من يُبغِضُهم، وبغيرِ الخَيرِ يَذكُرُهم؛ ولا نذكُرهُم إلَّا بخيرٍ؛ وحُبُّهم دينٌ وإيمانٌ وإحسانٌ، وبُغضُهُم كفرٌ ونفاقٌ وطغيانٌ”.
عقيدة أهل السنة في صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم
يتولون الصحابة كلهم ويترضون عنهم بخلاف الرافضة وغيرهم من الفرق الضالة وبهذه المزايا التي اتسم بها أهل السنة كانوا وسطاً فيما يتعلق بجانب الصحابة.
فأهل السنة وسط بين المفرطين الغالين، الذين يرفعون من يعظمون منهم إلى مالا يليق إلا بالله، وبين المفرِّطين الجافين، الذين ينتقصونهم ويسبونهم كالروافض، فهم وسط بين طرفي الإفراط والتفريط، يحبونهم جميعاً، وينـزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف، فلا يرفعونهم إلى مالا يستحقون، ولا يقصرون بهم عما يليق بهم، فألسنتهم رطبة بذكرهم بالجميل اللائق بهم، وقلوبهم عامرة بحبهم.
وما صح فيما جرى بينهم من خلاف فهم فيه مجتهدون، إما مصيبون ولهم أجر الاجتهاد وأجر الإصابة، وإما مخطئون ولهم أجر الاجتهاد وخطؤهم مغفور، وليسوا معصومين بل هم بشر يصيبون ويخطئون، ولكن ما أكثر صوابهم بالنسبة لصواب غيرهم، وما أقل خطأهم إذا نسب إلى خطأ غيرهم، ولهم من الله المغفرة والرضوان، وكتب أهل السنة مملوءة من بيان هذه العقيدة الصافية النقية في حق أولئك الأخيار الذين ما كانوا ولا يكونون رضي الله عنه وأرضاهم، ومن ذلك قول الطحاوي في (عقيدة أهل السنة): ((ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان)).
وقال ابن أبي زيد القيرواني المالكي في مقدمة رسالته المشهورة:
” وأن خير القرون القرن الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، وأفضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون، أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم عليّ رضي الله عنه أجمعين، وأن لا يذكر أحد من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم إلاّ بأحسن ذكر، والإمساك عما شجر بينهم، وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم أحسن المخارج، ويظن بهم أحسن المذاهب”.
وقال الإمام أحمد بن حنبل في كتاب (السنة):
“ومن السنة ذكر محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم أجمعين، والكف عن الذي جرى بينهم، فمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو واحداً منهم، فهو مبتدع رافضي، حبهم سنة، والدعاء لهم قربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة”. وقال: “لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساويهم، ولا يطعن على أحد منهم، فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته، ليس له أن يعفو عنه بل يعاقبه، ثم يستتيبه فإن تاب قبل منه، وإن لم يتب أعاد عليه العقوبة وخلده في الحبس حتى يتوب ويراجع”.
ويقول الصابوني: “ويرون الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمن عيباً لهم أو نقصاً فيهم، ويرون الترحم على جميعهم، والموالاة لكافتهم”(عقيدة السلف وأصحاب الحديث).
مانقوله للروافض والفرق الضالة:”
ونقول للروافض ولمن يقدح ويذم الصحابة”لعنة الله علي شركم ” وماينبغي عليكم التفطن له أن القدح في هؤلاء الصفوة المختارة رضي الله عنهم قدح في الدين، لأنه لم يصل إلى من بعدهم إلا بواسطتهم، وأن القدح فيهم لا يضرهم شيئاً بل يفيدهم كما في حديث المفلس ولا يضير القادح إلا نفسه، فمن وجد في قلبه محبة لهم وسلامة من الغلّ لهم، وصان لسانه من التعرض لهم بسوء، فليحمد الله على هذه النعمة، وليسأل الله الثبات على هذا الهدى، ومن كان في قلبه غلّ لهم، وأطلق لسانه بذكرهم بما لا يليق بهم، فليتق الله في نفسه، ويقلع عن هذه الجرائم، وليتب إلى الله، مازال باب التوبة مفتوحاً قبل أن يندم حيث لا ينفع الندم.
عباد الله أقول ماسمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم أو كما قال..
الخطبة الثانية من لا تسبوا أصحابي :
الحمد لله وكفي وصلاة وسلاماً علي عباده الذين اصطفي وبعد فياعباد الله لازلنا نواصل الحديث حول الصفوة المختارة الصحابة الأخيار ..وزيادة علي ماذكرنا فإنه لايليق أبداً بمسلم ان يذكرصحابة رسول الله بسوء ووجب علي كل مسلم أن يدافع عنهم ويذب الأذي عنهم.
بيان ما أعدّه الله للصحابة من جزيل الثواب.
وقد أعد الله للمسلمين الأوائل من الثواب الجزيل في حرب الكافرين. واعلموا أن الدّار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله عز وجل:”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”(آل عمران/200).
وقال الله تعالى:” وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير”(الحديد/10). قال النووي في شرح صحيح مسلم:
وسبب تفضيل نفقتهم أنها كانت في وقت الضرورة وضيق الحال بخلاف غيرهم، لأن إنفاقهم كان في نصرته وحمايته صلى الله عليه وسلم ، وذلك معدوم بعده، وكذا جهادهم وسائر طاعتهم،هذا كله مع ما كان في أنفسهم من الشفقة، والتودد، والخشوع، والتواضع، والإيثار، والجهاد في الله حق جهاده، وفضيلة الصحبة ولو لحظة لا يوازيها عمل ولا تنال درجتها بشيء. والآيات الدالة علي مااعده الله للصحابة في الدنيا والآخرة كثيرة ..
حب النبي صلى الله عليه وسلم وتكريمه لأصحابه
عباد الله : ” فقد كان صلى الله عليهم وسلم نعم الصديق والصاحب؛ إذ يتواضع معهم، ويجيب دعوتهم، ويقضي حوائجهم، فعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُكْثِرُ الذِّكْرَ، وَيُقِلُّ اللَّغْوَ، وَيُطِيلُ الصَّلاةَ، وَيُقْصِرُ الْخُطْبَةَ، وَلا يَأْنَفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ فَيَقْضِيَ لَهُ حَاجَتَهُ “(النسائي)
ويدعوهم بأحب الأسماء إليهم، ويشفق عليهم ،و يسأل عنهم إذا غابوا، فعن قرة ابن إياس، قَالَ:”كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَلَسَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَفِيهِمْ رَجُلٌ لَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ ، يَأْتِيهِ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ فَيُقْعِدُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَهَلَكَ ، فَامْتَنَعَ الرَّجُلُ أَنْ يَحْضُرَ الْحَلْقَةَ لِذِكْرِ ابْنِهِ فَحَزِنَ عَلَيْهِ ، فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ” مَالِي لَا أَرَى فُلَانًا ” ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بُنَيُّهُ الَّذِي رَأَيْتَهُ هَلَكَ ، فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنْ بُنَيِّهِ ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ هَلَكَ ، فَعَزَّاهُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ :
” يَا فُلَانُ أَيُّمَا كَانَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ تَمَتَّعَ بِهِ عُمُرَكَ أَوْ لَا تَأْتِي غَدًا إِلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ ، إِلَّا وَجَدْتَهُ قَدْ سَبَقَكَ إِلَيْهِ ، يَفْتَحُهُ لَكَ ” ، قَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، بَلْ يَسْبِقُنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيَفْتَحُهَا لِي لَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ قَالَ : ” فَذَاكَ لَك”(النسائي).
كما كان يشهد جنائزهم بل ويبكى على فراقهم فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قَبَّلَ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيِّتٌ وَهُوَ يَبْكِي”(أبو داود).
معهم في أفراحهم وأتراحهم، في قوَّتهم وضعفهم، يشعر بآلامهم،ويعود مرضاهم، فعَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ” يَأْتِي ضُعَفَاءَ الْمُسْلِمِينَ، وَيَزُورُهُمْ وَيَعُودُ مَرْضَاهُمْ، وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ”(الحاكم).
كان معهم أجود بالخير من الريح المرسلة؛ إن أرسلت إليه صدقة ، كانت للفقراء من أصحابه، وإن أهديت إليه هدية أشركهم فيها، بل كان يؤثرهم على نفسه، ويعطيهم العطاء وإن كان في حاجة إليه، فعَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ” أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُرْدَةٍ مَنْسُوجَةٍ فِيهَا حَاشِيَتُهَا، أَتَدْرُونَ مَا الْبُرْدَةُ؟، قَالُوا: الشَّمْلَةُ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ : نَسَجْتُهَا بِيَدِي فَجِئْتُ لِأَكْسُوَكَهَا ، فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )مُحْتَاجًا إِلَيْهَا ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَإِنَّهَا إِزَارُهُ فَحَسَّنَهَا فُلَانٌ ، فَقَالَ :
اكْسُنِيهَا مَا أَحْسَنَهَا ؟ ، قَالَ : الْقَوْمُ مَا أَحْسَنْتَ لَبِسَهَا النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )مُحْتَاجًا إِلَيْهَا ، ثُمَّ سَأَلْتَهُ وَعَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَرُدُّ ، قَالَ : إِنِّي وَاللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ لِأَلْبَسَهُ إِنَّمَا سَأَلْتُهُ لِتَكُونَ كَفَنِي ؟ ” قَالَ سَهْلٌ : فَكَانَتْ كَفَنَهُ”( البخاري).والأحاديث الدالة علي حب الرسول وتوقيره لصحابته لاتحصي فما أحوجنا أن نتدبر صالح أعمالهم وحسن أخلاقهم حتى نعيش الإيمانيات التي كانوا يعيشونها، وحتى نصل إلى درجة من درجات بلغوها .. فَتَشَبّهوا إِن لَم تَكُونوا مِثلَهُم, إِنَّ التَّشَبّه بِالكِرامِ فَلاحُ.
نسأل الله أن يجمعنا بهم في اعلي درجات الجنان ..
كتب : لا تسبوا أصحابي الشيخ عبد الناصر بليح.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع